عرض مشاركة واحدة
قديم 07-07-2009, 06:29 PM   رقم المشاركة : 1
معين
(عضوة مميزة)

 
الصورة الرمزية معين
الملف الشخصي





الحالة
معين غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

Unhappy ... قبل أن يقول ,, ط ,, أسرعت الى المرآة لأرى وجهي !!

اللهم صل على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين



لم تكن تلك المرة الأولى التي يقولها أو يلمح بها "أنت نكدية.. مللت حياة النكد..".

لم أكن أعير كلماته اهتماماً، ربما لأني كنت أحسبها مجرد كلمات تخرج في ثورة غضب لا أكثر.

ولأني أعرف أن الزوج كثيراً ما يتهم زوجته بالنكد، كما تتهمه هي بالبخل، وإن لم يكن كلاهما يحملان تلك الخصال، لكن كلماته الليلة استوقفتني ولم تمر بي

كما مر غيرها، ربما لأنه لم يقلها في ثورة غضب، وربما لأنه لم يخاطبني بها بشكل مباشر.

كان ذلك حين دخل البيت ورأى طفلتنا الصغيرة تبكي، حاول إسكاتها دون جدوى، فحملها إلى غرفة النوم وأوقفها أمام المرآة ثم قال لها: انظري إلى وجهك

كيف تختفي من ملامحه معالم الجمال حين تبكين؟! صمتت الصغيرة.. ثم قال لها: اضحكي فضحكت، قال لها: انظري إليه الآن كم هو جميل وهادئ!

خرج بها إلى الصالة وهو يلاعبها ويمازحها، بينما وقفت أنا أمام المرآة أصطنع الغضب لأرى تقاسيم وجهي، ثم أصطنع الضحك لأرى الاختلاف.

وكان الاختلاف واضحاً.. خاطبت نفسي حينها..

كانت هي المرة الأولى التي أرى فيها نفسي بالمرآة وأنا غاضبة، ولم أكن أتخيل أن تنقلب سحنتي بهذه الطريقة! لعلنا نحن النساء لا ننظر إلى المرآة إلا ونحن

نبتسم، فليتنا ننظر إلى أزواجنا ومن حولنا بهذه الابتسامة التي نطلقها بسخاء من أنفسنا إلى أنفسنا عبر المرآة.

والمفارقة الغريبة التي لا أظن أنها خطرت في بال امرأة، ولو أنها خطرت لما تركت الغضب يرسم ملامحه على وجهها يوماً، أن تحرص المرأة على التزين

لزوجها ليراها بأحسن حال وبأجمل وجه، فتقف أمام المرآة ربما لساعات وهي ترسم العينين والشفتين ثم تضع قناع القبح بغضبها وعبوسها فتغطي جمالها

الحقيقي والجمال الذي أضافته مساحيق التجميل إلى وجهها!

ولو أن كل امرأة رأت قبح وجهها حين تغضب لاستغنت عن كل مستحضرات التجميل التي لن تفيد وقتها في شيء.. وأطلقت الابتسامة في وجهها.

بل إن من النساء من ذهبت بعيداً إلى العمليات التجميلية وغيرها، وتركت تجميل ابتسامتها التي لا تخطئ سهامها.

نظرت إلى المرآة من جديد.. ابتسمت ثم قلت: "اللهم أنت أحسنت خلقي، فأحسن خُلقي وحرم وجهي على النار"..

خرجت من الغرفة وأنا مبتسمة وقررت أن أبتسم دائماً وأبتعد عن النكد، وأن أتذكر كيف كانت تقاسيم وجهي وأنا غاضبة كلما لاح لي طيف النكد من بعيد.




دمتن بسعادة

معين






التوقيع :
يــــــــــــــــامنتقــــــــــــــــــــــــم
يــــــــــــــــامنتقــــــــــــــــــــــــم
يــــــــــــــــامنتقــــــــــــــــــــــــم

رد مع اقتباس