عرض مشاركة واحدة
قديم 07-24-2016, 09:42 AM   رقم المشاركة : 3
المصباح
( عضوفضي )
الملف الشخصي




الحالة
المصباح غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي الطريق الوحيد للحصول على الحياة 1.2


الطريق الوحيد للحصول على الحياة الأفضل ـ 2

في سبيل أن نقوى على عشق الله لابدّ لنا من تحسين حياتنا/ لقد كان سامريّو أمة النبي(ص) دعاةً إلى دين وعرفان بلا حياة/ بإمكان الدين أن يحسّن حتى مستوانا في كرة القدم/ كان منطلق العداء للأنبياء عند عزم الأنبياء على إعمار الحياة

الزمان: 19/06/2016
المكان: طهران ـ مسجد الإمام الصادق(ع)

بعد ما ألقى سماحة الشيخ بناهيان سلسلة محاضراته في موضوع «الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني» ونالت إعجابا من قبل الشباب، بدأ بطرح موضوع «الطريق الوحيد للحصول على الحياة الأفضل» ليجيب عن سؤال «كيف نحظى بحياة أفضل؟» فإليك أيها القارئ الكريم نصّ أهم المقاطع من محاضرته في الجلسة الثانية:

يزعم الكثير من الناس أن الدين يبغض الحياة!

ليست الحياة تحظى بأهمية عالية لدى الناس وحسب، بل هي أمر جدير بالاهتمام لدى الله عزّ وجل أيضا. وقد بدأ الله في بعض آيات القرآن من منطلق الحياة. في سورة طه بدأ الله يحكي عن خصائص الحياة في الجنّة للنبيّ آدم(ع) وعدّ لها أربع خصائص: (إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فيها وَ لا تَعْرى‏ * وَ أَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فيها وَ لا تَضْحى‏) [طه/118,119] وحذّره من أن يخرجنّه عدوّه الشيطان منها؛ (فَقُلْنا يا آدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَ لِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى)‏ [طه/117]. إن هذه الآيات تبيّن أن الله وفي منطلق حياة الإنسان في الجنّة، قد تحدّث معه عن الحياة. إذن فالحياة موطن اهتمام الله عزّ وجل، حتى ذاك القسم من الحياة الذي يشتمل على احتياجاتنا الأولية ولعلّنا نستطيع أن نعبّر عنه بالاحتياجات الحيوانيّة.
يزعم الكثير من الناس أن الدين يعتبر الحياة أمرا سيّئا من الأساس! أو أنه يعتبرها أمرا بغيضا لا يليق بنا الحديث عنه! وحتى يزعم البعض أن الدين بصدد القضاء على هذه الحياة بطريقةٍ ما! فلابدّ من تعديل رؤيتنا عن الحياة.
لقد حذّر الله في الآيات الآنفة الذكر آدم من أن يخرجنّه الشيطان من الجنة، فإن أخرجه تعتري حياته المشقّة والصعاب؛ (فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى)‏ [طه/117] ثم قال لآدم بعد هبوطه إلى الأرض: (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَ لا يَشْقى‏( [طه/123] ثم قال بعد ذلك: (وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنْكا) [طه/124]

إن اتباع هدى الله يمتّعنا بحياة مريحة/ قال النبي(ص): الصلاة... راحة في البدن

يبدو جليّا في هذه الآيات من سورة طه أن الموضوع الأوّل هو موضوع حياة الإنسان، وأنّه لا ينبغي أن تكون حياتنا مليئة بالمشقّة والصعاب. وأن أحد أهداف الهداية الإلهية الرئيسة هو القضاء على الحياة المليئة بالعسر والمشقّة وإن اتباع هدى الله يمنح الإنسان حياة مريحة.
فعلى سبيل المثال إن الصلاة هي عمود خيمة ديننا وإن أهميتها لمعلومة. ومن جانب آخر الكثير منّا لا يدرك شيئا من أسرار الصلاة. إنها لعمل تكراريّ رتيب وقد يصعب على الإنسان أن يُقلع عن حياته العادية عدّة مرّات في اليوم ويباشر عملا قد لا يعرف حكمته ولا يدرك فائدته. في حين أن الصلاة بالإضافة إلى ما تتركه من آثار معنوية غفيرة، لا تخلو من آثار وفوائد مادّية لنا. أحدها هو ما أشار إليه النبي(ص) حيث قال: «الصَّلَاةُ...رَاحَةٌ فِي الْبَدَن» [جامع الأخبار/72]

قلّ من ينتبه إلى آثار الصلاة على الجسم وفوائدها الدنيويّة/ أمير المؤمنين(ع): «قِيامُ اللَّيلِ مَصَحَّةٌ لِلْبَدَن‏» [الم حاسن/ج1/ص53]

قلّ ما ننتبه نحن إلى آثار الصلاة على الجسم وقلّ ما ننتبه إلى فوائدها الدنيوية. وإن أراد المبلغون أن يتحدّثوا عن هذه الآثار والفوائد الدنيويّة للصلاة قد يقال لهم: «لقد نزّلتم تلك الحقائق المعنوية الرائعة من أوجها وقد أعطيتمونا إياها على مستوى الاحتياجات المادّية!»
وكذلك في صلاة الليل التي تمثّل أوج معنويّتنا قد وردت روايات كثيرة حول آثار وفوائدها الدنيويّة. فعلى سبيل المثال قال أمير المؤمنين(ع): «قِيامُ اللَّيلِ مَصَحَّةٌ لِلْبَدَن‏» [الم حاسن/ج1/ص53]. وقد صرّح بعض المحقّقين في الأمراض الجسميّة وعلى أساس دراساتهم ما يؤيّد كلام أمير المؤمنين(ع).
كثير منّا لا يصدّق أن صلاة الليل مفيدة لسلامة جسمنا! إذ ليست رؤيتنا عن الدين هي أننا ومن أجل العيش في حياة مريحة وسعيدة في هذه الدنيا بحاجة إلى الدين، وإنه قد أعطى خير الارشادات للوصول إلى هذا الهدف، ممّا يعجز إعطاؤها سائر الناس، وإنما الله هو الذي قادر على هدايتنا إلى تحصيل الحياة الأفضل.

رفع سوء الفهم عن الدين هو الهدف الأول من طرح هذه الأبحاث/ لقد أخرج إبليس آدم من الجنة عبر إيجاد سوء الفهم

في هذه الأبحاث التي نحن بصدد مراجعة الدين من أجل الحصول على الحياة الأفضل، نودّ أن نحقّق ثلاثة أهداف رئيسة. أحد الأهداف هو رفع سوء الفهم للمتديّنين ولغير المتديّنين. فقد حدث سوء فهم كثير على مرّ التاريخ. وقد دقّ إبليس على هذا الوتر منذ البداية، حيث أخرج آدم من الجنة وساقه إلى العصيان وأهبطنا إلى الأرض عبر إيجاد سوء الفهم. وهناك الكثير ممّن يعملون لإيجاد سوء الفهم. وعادة ما يبدأون بالاستهزاء، فلا تظنوا أنهم يبدأون بالاستدلال. بل يمارسون ذلك عبر التضليل وتزيين الدنيا وإغفال الإنسان والاستهزاء بالمتديّنين والدين. فلا تزعموا أنهم يحملون كلاما منطقيّا في هذا المجال!
هل قد حقّق امرء في أن الصلاة مضرّة على الجسم؟! هل هناك من وصل عبر التحقيق والدراسة إلى أن الصلاة لا فائدة فيها مطلقا؟! ففي أمثال هذه المسائل ترى الساحة خالية حتى من الكلام الخاطئ المسمّى بالكلام العلمي. بل يحاولون أن يوجدوا التباسا وسوء فهم عبر الاستهزاء والكلام الفارغ العامّي واللغط. ولكن في النتيجة تجمّع على مرّ التاريخ ركام من الكلام الخاطئ والأفكار غير الصائبة تجاه الدين.

يتبع إن شاء الله...








التوقيع :

رد مع اقتباس