عرض مشاركة واحدة
قديم 02-07-2015, 01:55 PM   رقم المشاركة : 2
المصباح
( عضوفضي )
الملف الشخصي




الحالة
المصباح غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي دعوة إلى التعاطف بين الشيعة والسنة 2

لابدّ لعشّاق إمام العصر والزمان(عج) أن يجتازوا مرحلة الوحدة بين الشيعة وأهل السنّة ويبلغوا مرحلة كسب القلوب

وصية الإمام الحسن العسكري(ع) الاستراتيجية: جُرُّوا إِلَیْنَا کُلَ‏ مَوَدَّةٍ

ماذا يحدث إذا اجتمع الشيعة معاً وتحابَّوا بينهم ونبذوا الفرديّة التي تمثّل العنصر الرئيس في حضارة الغرب، وتقبّلوا الحياة الجماعية من صميم قلوبهم، وأرادوا أن يوفوا بعهد أئمة الهدى(ع)؟ لقد قال الإمام الحجة(عج) في تكملة توقعه: «لَمَا تَأَخَّرَ عَنْهُمُ الْیُمْنُ بِلِقَائِنَا وَ لَتَعَجَّلَتْ لَهُمُ السَّعَادَةُ بِمُشَاهَدَتِنَا» [المصدر نفسه]. فلماذا لم يتحقق الظهور لحدّ الآن؟ بسبب سلوكنا وأخلاقنا وعاداتنا.
من خلال هذا الحديث الشريف، بودّي أن أطرح لكم هذه الفكرة. وهي أننا یجب أن نجتاز مرحلة الاتحاد والانسجام بين الشيعة، ولابدّ أن نصل إلى مرحلة الاتحاد والانسجام بين جميع المسلمين. وذلك بناء على حديث الإمام الحسن العسكري(ع) الذي قال في وصية استراتيجية: «جُرُّوا إِلَیْنَا کُلَ‏ مَوَدَّةٍ» [تحف العقول/ ص488]

أكثر من «الوحدة» بين الشيعة والسنّة، يجب أن نسعى لتكوين التعاطف والمحبّة مع بعض

بودّي أن أقترح عليكم شعارا أرفع من شعار الوحدة بين الشيعة وأهل السنّة، وهو «التعاطف» بين الشيعة وأهل السنّة. لماذا نكتفي بالوحدة؟ ولماذا جعلنا أقصى هدفنا هو الاجتناب عن النزاع والتوتّر؟ ولماذا نبقى بهذا الحد؟ لابدّ أن يسعى كل منّا لكسب قلب الطرف الآخر. ولعلّي أستطيع القول بأنك لا تستطيع أن تدّعي نصرة الإمام، إلا بعد أن صار بعض أصدقائك المقرّبين من أهل السنّة. فلا يكفي أن لا نتنازع وحسب، بل يجب أن نتقدّم أكثر في هذا المجال.
وقد اقتضت أوضاع العالم ذلك أيضا، فعندما نجد أن الأعداء يربّون التيارات التكفيرية لإبادة المسلمين من الشيعة والسنّة، يصبح تكليفنا معلوما. فلابدّ لنا أن نفتح أحضاننا لأهل السنّة. إن المرجع الأعلى لشيعة العراق قد قال في حق أهل السنّة: «لا تقولوا إخواننا السنّة بل قولوا أنفسنا السنّة».
لقد قال الإمام الصادق(ع) إلى أحد الأشخاص الذي كان يحرص على تعريف الناس على أهل البيت(ع) ومدرستهم: «علَیكَ بِالأحداثِ، فإنّهُم أسرَعُ إلی کُلِّ خَیرٍ». [الكافي/8/93]

لقد قال الإمام العسكري(ع): «جُرُّوا إِلَیْنَا کُلَ‏ مَوَدَّةٍ» ولا شكّ في أنه يشمل أهل السنّة

لماذا ينظر بعض الناس إلى التشيّع كفرقة من الفرق؟ في حين أن الإمام العسكري قد قال: «جُرُّوا إِلَیْنَا کُلَ‏ مَوَدَّةٍ». فلابدّ لكلّ واحد منكم أن يجيب: كم قد استطاع أن يجرّ مودّة الناس في أيام شبابه؟ وبالتأكيد أن الإمام العسكري(ع) لم يقصد بقوله الشيعة، أو على الأقل لم يحددهم في قوله، بل قصد أهل السنّة كذلك ولا سيما شبابهم الذين لم يتعرّفوا على أهل البيت(ع) جيّدا. وأكثر الناس استعدادا هم الشباب من أهل السنّة والذين كان علماؤهم يظهرون الحبّ والاحترام لأهل البيت(ع) وكانوا يعتبرون مودّة أهل البيت(ع) فرضا وجزء من الدين. فإذا كان مذهبكم ومدرستكم على حق فعلامته هي أن تقدروا على كسب قلوب الناس وجذبهم إلى مدرستكم. ثم يقول الإمام العسكري(ع) في تكملة حديثه: «وَ ادْفَعُوا عَنَّا کُلَّ قَبِیحٍ». فليكن سلوككم بالنحو الذي إذا رآكم أحد من الناس، يترحّم على إمامكم الذي ربّاكم. فإذا مرض أحد من إخوتكم من أهل السنّة فعودوه. وألزموا أنفسكم على أن تشاركوا في تشييع جنائزهم وتحضروا في صلواتهم.

فلنقم مجالس واحتفالات مشتركة فيما نشترك فيه

يا عشّاق الإمام صاحب الزمان(عج)! ترفّعوا عن مستوى الوحدة بين الشيعة والسنّة واهدفوا إلى كسب القلوب. فعلى سبيل المثال، يعتقد إخواننا السنّة أن الإمام المهدي(عج) لم يولد بعد. طيّب فاستحسنوا عقيدتهم بالإمام المهدي(ع) حتى وإن لم يولد واغتنموا هذه العقيدة وهذا القدر المشترك بيننا وبينهم، ثم أقيموا مجالس مشتركة في انتظار الإمام(ع).
أو مثلا مجرد اعتقاد أهل السنّة بأن «الغدير هو دعوة النّاس لحبّ علي بن أبيطالب(ع) ولا يدلّ على تعيينه كوصي وخليفة» يكفينا أن نقيم احتفالات مشتركة مع أهل السنّة في حبّ علي بن أبيطالب(ع). إن عقيدتنا في دلالة الغدير وخلافة أمير المؤمنين(ع) عقيدة راسخة في قلوبنا ونحن متمسكون بها إن شاء الله، ولكن نحن نشترك مع أهل السنة في قضيّة الغدير في عنصر «الحبّ» فلماذا نضيّع هذا العنصر ولا نقيم مجالس مشتركة معهم في حب عليّ فقط. كما أننا في كثير من مجالسنا واحتفالاتنا نؤكد على حبّ أهل البيت(ع) أكثر من كلّ شيء آخر، فلماذا لا نقيم هذه المجالس مع أهل السنّة.

الإمام الحسين(ع) محور الوحدة بين الشيعة والسنّة/ كان يزيد عدوّا للشيعة ولأهل السنّة

كذلك بإمكاننا أن نقيم مجالس مشتركة بين الشيعة وأهل السنّة في عاشوراء أكثر من أي وقت آخر. إذ كان الإمام الحسين(ع) قد واجه يزيد الذي هو عدوّ مشترك للشيعة والسنّة. والجرائم التي ارتكبها يزيد تجاه أهل السنّة في المدينة لم يرتكبها بحقّ الشيعة. فقد مارس جلاوزة يزيد في المدينة جرائم بيّضوا بها حتى وجه التكفيريين في هذا الزمان. فكم من الصحابة والتابعين الذين حزّوا رؤوسهم وكلهم كانوا من أهل السنّة! إذن الإمام الحسين(ع) هو محور الاتحاد بين الشيعة وأهل السنّة. وقد فجعت قلوب الشيعة وأهل السنّة من جرائم يزيد.
لا يقتصر أسبوع الوحدة على أسبوع ميلاد نبي الإسلام(ص)، إذ هناك مواقف ومناسبات عديدة لهذه الوحدة. فعلى سبيل المثال في أربعينية الإمام الحسين(ع) رأينا بعض الإخوة من أهل السنّة في هذه المواكب وكانوا يخدمون ويقولون: «إن الحسين(ع) هو ابن نبينا الذي قتل ظلما وعدوانا ونحن نحبّه». فقلنا لهم لماذا لا تصرّحون بأننا من أهل السنّة. فقالوا: خشينا أن ينزعج الشيعة منّا ويرفضوا ضيافتنا. بهكذا إخلاص كانوا يقومون بالخدمة.

نحن سالكون إلى تحقيق الوحدة المعنوية في العالم

لقد مضى زمن الوحدة وحان وقت التعاطف، ونحن نعيش في مثل هذا العالم. كما أنه عندما يقوم أعداؤنا وبكل حماقة بإرسال التكفيريين إلى البلدان الشيعية والسنّية، نزداد تعاطفا ووحدة. عندما يرى إخواننا من أهل السنّة في العراق أو سوريا أن الشّاب الشيعي يغامر بحياته في سبيل الدفاع عن عرض جاره من أهل السنّة، في المقابل يأتي الشاب السنّي كذلك ويدافع عن حرم السيدة زينب(س) أو عن سامراء. هذه معاجز بدأت تتحقق بالرغم من الأموال الطائلة التي بذلها العدو لتمزيقنا.
لا ينبغي أن يزداد مستوى العلاقات والوحدة المعنوية بين الشيعة فقط وكذلك لا ينبغي أن يتحقق التعاطف بين أبناء الأمة الإسلامية وحسب، بل نحن في طريقنا إلى تحقيق الوحدة المعنوية في العالم. ألم ترو بعض قسسة الكنائس الذين كانوا قد جاءوا في أيام الأربعين إلى كربلاء مشيا مع ركب المشاة ليزوروا الإمام الحسين(ع)، وحتى أنهم قد سيّروا موكبا في الطريق؟ فبدأ العالم يتّحد وهذه من علامات الظهور ونحن اليوم سالكون بهذا الاتجاه.

يتبع إن شاء الله...








رد مع اقتباس