l

يقول علماء النفس : ان الانسان حتى في اشد حالات هدوئه , لايبصر في الغالب الا ما يريد ان يراه , ولا يسمع الا الصوت الذي يعجبه , ويتحكم المزاج الخاص به في تلك اللحظة كثيرا , في الحكم على الاشخاص والافعال والاشياء والاحداث والمواقف --- ان الانسان حين يبحث في مجال الماديات يكون دقيقا وموضوعيا , ولكنه حين يبحث في امور تتعلق بالآخرين الذين يكرههم او الذين ينافسونه او المختلف معهم في الرؤى والافكار , فانه يعود لطبعه – حسب الوصف القرآني الدقيق – بانه الظلوم والجهول --- بالمقابل حين ينحاز لطرف يحبه فانه لايرى نقائصه ولايعترف باخطائه ويجد له الف مبرر --- ( وعين الرضا عن كل عيب عليلة ولكن عين السخط تبدي المعايبا ) حينئذ يمكن استخلاص القول بان احكام الفرد منا هي نتاج الحب والكره , والمواقف المسبقة والمزاج المتأثر بالمخزون النفسي , ووليد اللحظة , او مؤثرات الاستفزاز وغيرها – ومن هذه المقدمة البسيطة , ومن اجواء الحوار الهاديء --- لان العقل لايصغي للحقيقة الا وقت الهدوء ----


بعض الردود تجدها أبرد بكثير مما تتصور و بعضها مبالغ فيها و بعضها تضيع جهد الكاتب.. بينما الأخر يصاب بالإحباط ..

و لعل هذه التوجيهات المقتبسة و المختارة، ستمكننا من اكتساب ثقافة الرد و التعليق :
1-قد تواجه من يخالفك الرأي.. و لا يعني هذا أن يسود فكرك و رأيك أنت..
مهما كنت مقتنعاً به يجب عليك احترام أراء الآخرين و مناقشتها بموضوعيه و عقلانية .
2-حاول أن يكون وعيك مؤثراً على مشاعرك أثناء ردك..!
3-الكبر ليس دليلاً على قناعة ما تكتب بقدر ما هو تعبير عن ضعف في الذات..
4-ستظل الأخلاق الحميدة هي القوة التي لا تقهر في ردودك..
5-(شكراً لك) لم تعد أمراً كافيا للتعبير عن الشكر .
6-تعلم أن تكون حرية رأيك من منبع شريعتك فقناعتك و اعتزازك بها يمدك بالقوة و يدفعك للأمام..
7- الإندفاع القوي يعطي أحيانا بعداً آخر أنك متخوف مما تعتقد فانتبه !
8-دافع عن حقوقك وحاول أن يكون صوتك مسموعاً و لكن بكل أدب و احترام .
9- أعطي كل موضوع حقه .. لا تهدر جهد الكاتب بكلمات الشكر المعتادة ناقش و خذ و أعطي فإن ذلك يحفز الكاتب لمزيد من التقدم و يحمسه للكتابة أكثر .
10- لا تستهزئ بالكاتب مهما كان كرهك له إن لم يرقك أي مدون فابتعد عن الرد على مشاركاته قدر الإمكان ..
11- لا يطغى حب البروز على أن تدوس على كرامتك ودينك ..
12- الفرق بين الشخص الناضج والشخص غير الناضج هو قبول كلمة الحق . .
13- التأمل والتفكر أكبر وسيلة لكي يحضى ردك بالقبول والاحترام .
14-ابتعد عن المقولة القائلة "لكي تلقى حضوراً اجعل ردك محظوراً "
15- تذكر إنه ليس من الأدب تهميش من لا يوافقك الرأي في ردودك بل ناقشه و حاوره باحترام ..
16- اجتنب المبالغة في ردك سواء في المدح أو القدح .
17- حاول أن تغيّر من أسلوبك في الرد فتارة بالشكر و تارة بالمناقشة و أخرى بتقديم بعض الإقتراحات أو الإضافات المعقولة حسب الموضوع و حاجته لما ذكرت ..
18- لا تحكم على الموضوع من خلال مشاعرك تجاه الكاتب ..
19- تذكر أنه عن طريق الحوار والمناقشة ينقل المرء فكرته من العبثية إلى النضج .
20-لا يكفي أن يكون معك قلما جيدا بل ينبغي أن يكون معه فكراً وخلقاً جيداً.
21- حاول أن تقرأ الموضوع أكثر من مرة قبل أن يخط قلمك كلمة رد واحدة .
22-ليس المبدع من يأتي بمواضيع جذابة و مهمة فقط , هناك مبدعون آخرون يتقنون مهارة الردود فتابعهم!

لنتذكر جميعا , ان للجلوس خلف الكيبورد خصوصية واعتبارات معينة , يجب ان نستذكرها دائما , في تقييمنا للآخرين , او رسم وجهات نظر معينة عنهم , اثناء التعليق على ما تخط اناملهم نقلا او ابداعا , او من خلال الحوار المفتوح حول موضوع او قضية ما , مطروحة للنقاش العام , فنحن لا نملك معلومات كافية عن بعضنا البعض , من ناحية الموقع الاجتماعي او المستوى المعرفي او المبتنيات الاخلاقية , وبالرغم من الخلفية العربية لمنظومة القيم التي تجعلنا مشتركين غالبا بانساق قيمية واخلاقية واحدة تقريبا , لكن تبقى الخصوصية الفردية قائمة , واعتبارات السن والمستوى المعرفي والخصوصيات الاعتبارية لها ثقلها الذي يجب ان لا يغيب !! هذه وجهة نظر قد تكون قاصرة – مع فائق احترامي لجميع الاخوات والاخوة الاعضاء الذين اكن لهم كل تقدير ومكانة سامية.

** الملاحظات اعلاه للجميع واولهم مدونه



سجاد جواد