عرض مشاركة واحدة
قديم 01-26-2016, 06:32 PM   رقم المشاركة : 4
المصباح
( عضوفضي )
الملف الشخصي




الحالة
المصباح غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي معالم الأسرة الصالحة 1.2


معالم الأسرة الصالحة ـ 2

من لا يعير قيمة للإنجاب، فهو في الواقع لا يعير قيمة لإنسان وعبد الله؟/ إن ثواب بعض الأعمال البسيطة التي يقوم بها الرجل والمرأة في البيت لأعظم من ألف عبادة وخدمة اجتماعية

الزمان: 30/11/2013
المكان: طهران ـ بقعة الشيخ عبدالله الطرشتي

ألقى سماحة الشيخ بناهيان في العشرة الثالثة من المحرّم وفي بقعة الشيخ الطرشتي خمس محاضرات تحت عنوان «معالم الأسرة الصالحة» فإليكم أهمّ المقاطع من محاضرته الثانية:

إن إصلاح النفس وارتقاء الإنسان في أجواء الأسرة أسهل من أيّ مكان آخر/ إن ثواب بعض الأعمال البسيطة التي يقوم بها الرجل والمرأة في البيت لأعظم من ألف عبادة وخدمة اجتماعية

ذكرنا أن إصلاح الأسرة مقدّم على إصلاح الفرد والمجتمع. أحد أسباب هذه الأولويّة هي سهولة إصلاح الفرد في أجواء الأسرة واكتسابه النور والمعنوية في البيت. يعني بإمكان أعضاء الأسرة أن يتعاونوا مع بعض ليسلكوا سبيل الارتقاء والسعادة بسهولة، بينما إصلاح المجتمع عمليّة أصعب وأعقد. وإذا أراد شخص واحد أن يصلح نفسه بوحده وبلا صديق أو معين فذلك أمر عسير جدّا. إن صيانة المستوى المعنوي لأفراد الأسرة أسهل من أن يحاول فرد واحد ليسلك طريق الكمال بوحده، وكذلك أسهل من صيانة المستوى المعنوي لأفراد المجتمع.
من أين تريدون أن تجدوا طريق النيل إلى درجات الكمال العالية؛ من صلاة الليل، أم من التصدّق ومساعدة الآخرين، أم من خدمة المحرومين، أم من إيثار الناس على النفس؟ العمل الذي يمنح الإنسان النور والمعنوية أكثر من كل هذه الأعمال الصالحة، هو معاشرة الزوج والأولاد في البيت بشكل صحيح. فإنكم عندما تقومون ببعض الأعمال البسيطة جدّا في داخل الأسرة، تحصلون على ثواب أعظم من ثواب ألف عبادة وخدمة اجتماعية. فقد روي عن النبي(ص): «جُلُوسُ الْمَرْءِ عِنْدَ عِيالِهِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنِ اعْتِکَافٍ فِي مَسْجِدِي هَذَا» [مجموعة ورام/ج2/ص122] طيّب فإذا أراد امرء أن يرتقي معنويّا ويصلح نفسه، فسوف يتيسّر هذا الإنجاز في أجواء الأسرة بعيدا عن بعض المشاكل والتعاقيد.

صلوا إلى الدرجات العليا في الجنان عبر إدخال السرور في قلب زوجاتكم وأولادكم!

يقول الإمام الرضا(ع): «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَلَى الْإِنَاثِ أَرْأَفُ مِنْهُ عَلَى الذُّکُورِ وَ مَا مِنْ رَجُلٍ يدْخِلُ فَرْحَةً عَلَى امْرَأَةٍ بَينَهُ وَ بَينَهَا حُرْمَةٌ إِلَّا فَرَّحَهُ اللَّهُ تَعَالَى يوْمَ الْقِيامَةِ» [الكافي/ج6/ص6] فمن لا يقوم بهذا العمل السهل ولا يُفرح أقرب الناس إليه، ثم يريد أن يفرح أناسا آخرين بعيدين ليصل إلى بعض الدرجات، فهو في الواقع قد صعّب الأمر على نفسه. فعلى سبيل المثال إذا كنّا نستطيع أن نفرح بنتنا بشراء شيء صغير مثل قرّاصة الشعر، أو أن نفرح زوجتنا بشراء ثوب بسيط، فلماذا نغضّ الطرف عن هذا الثواب العظيم؟! وحريّ بالذكر أن قد وُصّي الرجال بشراء اللباس لإزواجهم.
كذلك روي عن النبي(ص): «أَکْثِرُوا مِنْ قُبْلَةِ أَوْلَادِکُمْ فَإِنَّ لَکُمْ بِکُلِّ قُبْلَةٍ دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ مَسِيرَةَ خَمْسِمِائَةِ عَام‏» [وسائل الشيعة/ج21/ص485] فكم يريد الإنسان أن يفعل من الأعمال الصالحة خارج بيته لينال هذا الثواب العظيم؟! وكذلك قال النبي الأعظم(ص): «مَنْ لَمْ يأْنَفْ مِنْ خِدْمَةِ الْعِيالِ دَخَلَ الْجَنَّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ» [جامع الأخبار/102]

إن اكتساب الثواب في البيت أمر بسيط جدّا/ إن جهاد النفس في البيت أمر سهل، وفي نفس الوقت إهماله خطر

إن اكتساب الثواب في البيت أمر بسيط، وفي نفس الوقت إهماله خطر جدّا. أحد نماذج إهمال هذا الموضوع في البيت هو ما يسمّى بعقوق الوالدين، بحيث إن آذى ولد والديه فقد أصبح عاقّا. المثال الآخر هو ما ذكره رسول الله(ص) في هذه الرواية حيث قال: «الْمُؤْمِنُ يأْکُلُ بِشَهْوَةِ عِيالِهِ وَ الْمُنَافِقُ يأْکُلُ أَهْلُهُ بِشَهْوَتِهِ» [وسائل الشيعة/ج21/ص542] طبعا ليس هذا بمعنى أن أهله وعياله لا يأكلون حسب رغبته أبدا! إذ من الطبيعي أن النساء عادة ما يطبخن الطعام المفضّل لدى أزواجهن، ولكن إن تفرعن الرجل واستعبد أفراد أسرته واضطرّهم إلى أكل ما لا يحبّون وما لا يشتهون تلبية لرغبته وشهوته وخوفا من سطوته، فهذه هي روح النفاق.

مع الأسف لقد شاعت ثقافة بين الناس بحيث يزعمون «ربّة البيت» لا عمل لها وليس لها احترام!

كما أن هناك آداب في سبيل الانتفاع الأكثر من المساجد وبيت الله الحرام ومراقد أهل البيت(ع)، كذلك هناك آداب في سبيل الانتفاع من أجواء الأسرة وارتفاع مستوى الإنسان المعنوي عبر سلوكه الأسري. فإن للبيت والأسرة آدابا كثيرة وحرمة عالية جدا، ولكننا مع الأسف قد أسأنا التعامل مع هذا الموضوع بحيث قد شاعت ثقافة بين الناس بحيث عندما تقول امرأة أنا «ربّة بيت» يزعمون أنها بلا عمل وليس لها احترام!
في الواقع إذا قالت امرأة: «أنا خريجة جامعة ولكني أفضّل العمل في المنزل على باقي الأعمال» يجب أن تحترم عشرة أضعاف، لأنها إنسانة فهيمة واقعا. إن العمل في المنزل ليس بعمل هيّن. طبعا بعض النساء يمارسن الحدّ الأدنى من العمل في المنزل ولا يصرفن كثيرا من الوقت في هذا المجال، ولكن يمكن الارتقاء إلى الحد الأقصى.

يتبع إن شاء الله...








التوقيع :

رد مع اقتباس