عرض مشاركة واحدة
قديم 03-30-2016, 09:52 AM   رقم المشاركة : 15
المصباح
( عضوفضي )
الملف الشخصي




الحالة
المصباح غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي معالم الأسرة الصالحة 3.4


إن تجاسر المرأة على الرجل يؤدّي إلى سوء تربية الأولاد/ إن لم تُحفظ حرمة الأب في البيت، لن تلتزم البنت بحجابها غالبا

المرأة التي تتجاسر على زوجها في البيت، ـ ولا سيما بمرأى الأولاد ـ فهي في الواقع تزعزع أركان البيت، وتتسبّب في سوء تربية الأولاد، إذ قد هتكت حرمة الأب ولم يعد يؤثر حنانه ورأفته إلى الأولاد ولا سيما البنات، إذ أنّ تحنّن الأب المكسورة شخصيّته لا تلصق بفؤاد أولاده ولا تسدّ حاجتهم إلى المحبّة والحنان.
قالت لي إحدى الأمهات المتديّنات: بدأ يتدهور حجاب بنتي، مع أني قد حسّنت حجاب جميع البنات في المدرسة الثانوية، ولكني عجزت عن إصلاح بنتي. فسألتُها: هل تتجاسرين أحيانا على زوجك وتستهينين بشخصيّته أمام الأولاد؟! قالت: هو رجل أمّي و عامل بسيط! قلت لها: فإذن تتجاسرين عليه؟! قالت: قد يحدث ذلك أحيانا. قلت لها: فمن المحتمل أن لا تنصلح بنتك! قالت: شيخنا، لا تقل هكذا! أعطني طريق حلّ! فقلت لها: إنما تعتمد الفتاة على أبيها، فإذا انكسر أبوها فعلى من تعتمد إذن؟! لذلك تذهب إلى الشوارع لتجد من تعتمد عليه...
عندما تحفظ حرمة الأب في البيت من قبل الأم، يقدر الأب على تعديل سلوك بنته بإشارة فقط، كما أنه إذا تحنّن على بنته وتحبّب إليها، تمتلئ الفتاة حبّا، فإذا طالبها بضبط حجابها، ستمتثل هذه الفتاة بكل رحابة صدر وستختار أفضل حجاب، بسبب المحبّة التي تلقّتها من أبيها ومكانة أبيها وموقعه المحترم في قلبها. أمّا إذا هتكت الأمّ حرمة زوجها في البيت وأمام الأولاد، يفقد الأب وزنه وأبّهته في البيت، بحيث حتى إذا صرخ على بنته، أو أصرّ علي ها إصرارا شديدا، لا يؤثّر كلامه في بنته.

إذا كانت الأم محبوبة في البيت، والأب مطاعا، يصبح الطفل متعادل الشخصية

يجب أن تحفظ حرمة الأب في البيت. فلا يجوز للمرأة أن تقول: «لقد غضبت فصرخت بوجه زوجي! فما عسى أن حصل؟!» إن البيت هو موطن لجهاد النفس؛ فإنك وعبر هذا التجاسر على الأب، قد زعزعت أركان البيت، وتسببت في سوء تربية الأطفال. إن بعض النساء ـ وللأسف ـ يزعمن أن الصراخ والكلام الخشن يصلح كلّ شيء! طبعا لعلّها إذا صرخت لم يخالفها بعلها ـ لأي سبب كان ـ ويخضع لرأيها ويستتبّ الهدوء في البيت، ولكن لا يضمن هذا الطريق تعادل الأطفال الروحي.
لا يتصف الأطفال في البيت بالتعادل الروحي إلا إذا وجدوا الأب «عماد» البيت والأمّ «جمال» البيت. بتعبير آخر الأب هو الرئيس الحقوقي في البيت، والأم هي الرئيس العاطفي في البيت. لذلك يجب أن تقول الأمّ لأولادها: «إياكم أن تكسروا شخصية أبيكم» وهي أيضا لا تكسر شخصيّته وكبرياءه. وكذلك يجب أن يقول الأب للأطفال: «إياكم أن تكسروا قلب أمكم» وهو أيضا لا يكسر قلب زوجته. ففي مثل هذه الأسرة، سوف يعمل الأولاد حسب ما تحبّه الأمّ ويأمر به الأب، وهكذا يتحقق تعادل روحي جميل في داخل الأسرة.
إذا كانت الأم محبوبة في البيت، والأب مطاعا، يصبح الطفل متعادل الشخصية. هذا هو الأصل وباقي القضايا من قبيل توفّر وسائل الراحة في الحياة فرع له. يجب أن يكون كل شيء في موضعه؛ الأب هو القائد والآمر في البيت، والأم هي الملِكة، فلا يمكن تبادل الأدوار بينهما، بحيث تصبح الأم قائدة مطاعة والأب محبوب ومعشوق في البيت. فعند ذلك يختلّ تعادل الأطفال، وإذا صدر منهم سلوك حسن، فيكون بسبب جبنهم وقلّة إرادتهم. لأن صلاح بعض الناس ناجم عن جبنهم وعجزهم، إذ كل إنجاز، حتى وإن كان قبيحا، يحتاج إلى جرأة ما.

ناسبوا العوائل الذين يحظون بالتعادل الروحي/ أهمّ عامل في التعادل الروحي: محبّة الأب إلى الأم واحترام الأمّ إلى الأب

ناسبوا العوائل الذين يحظون بالتعادل الروحي والنفساني. بالتأكيد يرتبط التعادل الروحي بكثير من العوامل ولكن من أهم العوامل هو هذان العاملان الأساسيّان وهما أنه: هل يعطف الأب على الأمّ أمام الأولاد ويتحبّب إليها؟! وهل تطيع الأمّ زوجها أمام الأولاد وتحترمه؟! هذا ما يحقّق التعادل في البيت. وستصبح الفتاة الناشئة في مثل هذا البيت أمّاً وزوجةً صالحة، كما ستلتزم بالحجاب بكل سهولة. ويتعلّم الولد كيف يداري زوجته، إذ قد رأى تحنّن أبيه على أمّه.
جدير بالذكر أن قد أكّدت الروايات كثيرا على محبّة الأب ببنته. «مَنْ کَانَ لَهُ أُنْثًى‏ فَلَمْ‏ يبْدِهَا وَ لَمْ‏ يهِنْهَا وَ لَمْ يؤْثِرْ وُلْدَهُ عَلَيهَا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّة» [مستدرك ‌الوسائل/15/ص118] و «مَنِ ابْتُلِيَ ـ أي امتحن ـ بِشَيءٍ مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ فَأَحْسَنَ إِلَيهِنَّ کُنَّ لَهُ سِتْراً مِنَ النَّار» [المصدر نفسه] «الْبَنَاتُ حَسَنَاتٌ وَ الْبَنُونَ نِعْمَةٌ فَالْحَسَنَاتُ يثَابُ عَلَيهَا وَ النِّعْمَةُ يسْأَلُ عَنْهَا» [من‌ليحضره‌الفقيه/3/481] ويبدو من بعض الروايات أنّ عيالة البنت ليس بأمر بسيط فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: «مَنْ عَالَ ثَلَاثَ بَنَاتٍ أَوْ ثَلَاثَ أَخَوَاتٍ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ فَقِيلَ يا رَسُولَ اللَّهِ ص وَ اثْنَتَينِ فَقَالَ وَ اثْنَتَينِ فَقِيلَ يا رَسُولَ اللَّهِ وَ وَاحِدَةً فَقَالَ وَ وَاحِدَةً» [الكافي/ ج6/ص6]
تصوّروا كم هو جميل ورائع أن يقوم الأب بالتحبّب إلى بنته ويّداريها ويربّيها كشدّة الورد، ثم تكبر هذه الفتاة وتتزوّج وتكون في خدمة أسرة أخرى. فانظروا كم هذا العمل لطيف؟ لعلّ أوّل ما يتوقّعه الأب من صهره أن يعطف على بنته ويرحمها ويكون رحيما بها. ومن المؤكد لابدّ لهذا الصهر أن يكون قد تعلّم هذا العطف من أبيه في البيت؛ يعني أن يكون قد تعلّم العطف والحنان من تحنّن أبيه إلى أمّ البيت.
طبعا هناك من لا يقدّر المحبّة مهما تحبّبوا إليه. أتعلمون كم قد عطف أمير المؤمنين(ع) على أطفال الكوفة وأطعمهم؟ فليت شعري كيف ردّ هؤلاء، إحسان أمير المؤمنين ومحبّته؟ بعد أن جاءوا بالسبايا إلى قرب الكوفة، بدأوا يطبخون الطعام فانتشرت رائحة الطعام الحارّ فأحسّ بها الأطفال وهم لم يطعموا شيئا منذ يومين، فأكل جلاوزة عمر بن سعد الطعام دون أن يعطوا الأطفال لقمة منه. لقد أراد هؤلاء الخبثاء أن يجوّعوا أحفاد أمير المؤمنين(ع) ليشتدّ بهم الجوع، حتى إذا دخلوا الكوفة يمدّون أيديهم إلى الناس ويسألونهم الطعام...

ألا لعنة الله على القوم الظالمين








التوقيع :

رد مع اقتباس