عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-2010, 03:05 PM   رقم المشاركة : 1
احمدالعراقي النجفي
زائر
الملف الشخصي





 

افتراضي سؤال : لماذا يقام العزاء للحسين كل سنة ؟ مع أنه قتل في سبيل الله ؟ ولماذا لا يقام العزاء لغيره ؟

سؤال : لماذا يقام العزاء للحسين كل سنة ؟ مع أنه قتل في سبيل الله ؟ ولماذا لا يقام العزاء لغيره ممن هو أفضل منه كالرسول ؟


أما قتله صلوات الله عليه في سبيل الله فهذا ما لا يستطيع أن ينكره إلا مكابر ، وهذا لا يبرر عدم البكاء والحزن عليه ، فقد تقدم في جواب سابق استحباب البكاء عليه سلام الله عليه .
وأما كونه في كل سنة فما هو الإشكال فيه ؟ لقد ذكرنا أن ما ورد في جواز بل استحباب البكاء عليه ليست محدودة بزمان دون غيره . بل الفوائد المترتبة على المأتم الحسيني ، وذكر الإمام الحسين عليه السلام ، من استثارة العزائم في وجه الظالمين ، ومن تذكير المؤمنين بمسؤوليتهم تجاه الدين ، وما إلى ذلك من فوائد المنبر والمأتم الحسيني ( وقد نتطرق إليها في موضع آخر ) إن كل ذلك يستوجب أن يكون تجديد العزاء ـ لفوائده ـ بنحو دائم ، ولعل هذه الجهات هي التي تدعو أهل البيت عليهم السلام إلى جعل المنبر والمأتم الحسيني مما ينطبق عليه إحياء الأمر .
وأما أنه لماذا لا يقام ذلك للرسول ويقام للحسين ، فلجهات :
ـ منها أن الحديث عن الحسين عليه السلام ، إنما يتم باعتباره امتدادا للرسول ، وناصرا لشريعته ، ومقتبسا من نوره ، ولهذا فالحديث عن الحسين حديث عن جده المصطفى صلى الله عليه وعلى آله . بل تشير بعض الروايات ويساعدها الاعتبار على أن الحسين عليه السلام كان في وقته بمثابة مجمع خصال النبوة والإمامة ، وأن التجسيد الكامل للرسول صلى الله عليه وآله ، وأمير المؤمنين ، والزهراء والحسن عليهم السلام كان قد تمحض في الحسين عليه السلام . كما تشير إليه رواية عبد الله بن الفضل الهاشمي التي رواها الشيخ الصدوق في العلل قال : قلت لابي عبد الله عليه السلام : يا بن رسول الله كيف صار يوم عاشورا يوم مصيبة وغم وحزن وبكاء دون اليوم الذي قبض فيه رسول الله صلى الله عليه وآله ، واليوم الذي ماتت فيه فاطمة ، واليوم الذي قتل فيه أمير المؤمنين عليه السلام ، واليوم الذي قتل فيه الحسن بالسم ؟ فقال : إن يوم الحسين أعظم مصيبة من جميع سائر الايام ، وذلك أن أصحاب الكساء الذين كانوا أكرم الخلق على الله عزوجل كانوا خمسة ، فلما مضى عنهم النبي صلى الله عليه وآله بقي أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين فيهم للناس عزاء وسلوة ، فلما مضت فاطمة كان في أمير المؤمنين والحسن والحسين للناس عزاء وسلوة ، فلما مضى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كان للناس في الحسن والحسين عزاء وسلوة فلما مضى الحسن كان للناس في الحسين عزاء وسلوة ، فلما قتل الحسين لم يكن بقي من أصحاب الكساء أحد للناس فيه بعده عزاء وسلوة ، فكان ذهابه كذهاب جميعهم كما كان بقاؤه كبقاء جميعهم ، فلذلك صار يومه أعظم الايام مصيبة(1).
هذا مع العلم أن العزاء على سيد المرسلين وخير الكائنات محمد صلى الله عليه وآله والبكاء عليه ، وإقامة ذكره في كل عام في الوسط التابع لأهل البيت عليهم السلام هو أمر قائم ، في مناسبة التحاقه بربه في يوم الثامن والعشرين من شهر صفر . وإنما ينبغي توجيه السؤال لمن لا يقيم ذلك لا بالنسبة للحسين ولا لجده المصطفى !!

1 - وسائل الشيعة ج 14 - 305






آخر تعديل أبو حيدر يوم 01-05-2010 في 08:20 PM.

رد مع اقتباس