عرض مشاركة واحدة
قديم 11-21-2008, 11:34 PM   رقم المشاركة : 1
رامي العكراتي
( عضو جديد )
الملف الشخصي




الحالة
رامي العكراتي غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي الحب الالهي -تركت الخلق حبا في هواكا

ما إن يذوق العاشق ثمرة الحب ، ويحوز على مقام القرب ، وينال رتبة الإتصال بالحقيقة ، ويفوز بأحسن الطريقة ، ويلج الجنة المأوى للمحبة ، حتى يضجر من جسمه وبدنه ، بل ومن جميع العلاقات المادية ، ويقدمها جميعاً قرابين على عتبة المحبوب ..يتزايد كرمه وسخاؤه آناً بعد آنٍ ، ويتصاعد لهيب العشق فيه ساعة بعد أخرى ، ولا يرتاح حتى لا يشاهد في ذاته شيئاً سوى الحق والحقيقة ، أي إلا إذا كان قلبه مرآة المحبوب { إلا من أتى الله بقلب سليم } سورة الشعراء [89] .وقد روي أن رجلاً بلغ من عشقه لمحبوبه الأسنى أنه لم يكن على لسانه غير ذكر محبوبه ، وفي أحد الأيام أصاب حجر رأسه فشجَّه ، وسال دمه على الأرض ، وكتب ( الله ، الله ) .ما قُدَّ لي عضو ولا مفصل إلا وفيه لكم ذكـــــــــــــــروروي عن بعضهم ، قال : قصدتُ عبادان فإذا أنا برجل أعمى مجذوم قد صرع والنمل تأكل لحمه فرفعتُ رأسه ووضعته في حجري ، فلما أفاق ، قال : من هذا الذي دخل بيني وبين ربي ، فوحقي لو قطعني إرباً إرباً ما ازددتُ له إلا حباًّ .لذا نجد سيد الشهداء - عليه آلاف التحية والثناء - .. هذا الفارس المجلي في حلبة العشق والوفاء ، ورائد مسيرة الحب والفداء .. هذا البطل المقدام في السير الحثيث نحو المحبوب الأسنى ، الذي كان من أول عمره بل منذ اللحظات الأولى لحياته الشريفة ، لم يلج عالم الكثرة إلا وكان يطمح للوحدة ..تخلى يوم الطف عن جميع العلائق بشكل كامل ، وودع الأهل والعيال والمال ، وحيث لم يبق في حوزته إلا الجسم والروح ، نادى :تركت الخلق طراًّ في هواكا وأيتمت العيال لكــــــي أراكافلو قطعتني في الحـب إرباً لما مال الفــــؤاد إلى سواكاوهلا – أيها الأحبة – تعلمنا العشق من الفراشة ! ألا نرى مدى عشقها للمصباح وتفانيها في ذلك .. مع أن في شدة العشق تلك تلفها وهلاكها .. ولكنها لا تنظر إلى الأمر من حيث ننظر إليه نحن .. بل هي ترى في ذلك الخلود ( خلودها ) .فيا أخي ! هذه أرض مجمع عشاق الحقيقة ، وعشاق المجاز يمرون مجتازين ، وعشاق الحقيقة يقيمون ، وأنت إلى الآن ما تشرفت بترابها ولا وطئتها قدماك ..وهذا ليس بمستحسن ممن يدعي العشق .. بل ينبغي له أن يجعل مساجد قلبه أرضها ومساكنها .






رد مع اقتباس