عرض مشاركة واحدة
قديم 01-25-2015, 04:36 AM   رقم المشاركة : 2
صلاتي حياتي
(مشرفة منتدى الإمام الحسين عليه السلام)

الملف الشخصي




الحالة
صلاتي حياتي غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: استحباب الطيب والتطيب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم



النساء والطيب
مسألة: يستحب الطيب للنساء، لكن إذا أردن الخروج من المنزل فينبغي أن لا يكون لطيبهن ريح يشمه الأجنبي، وعلى ذلك يحمل ما رواه السكوني عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه، وطيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه»21
وذلك لوضوح استحباب الطيب حتى للنساء للاطلاقات، ولما يظهر من عمل بعض نساء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وما فعله الرسول (صلى الله عليه وآله) بالنسبة إلى الزهراء (عليها الصلاة والسلام)، فتحمل هذه الرواية في حالة خروج المرأة من المنزل أو ما أشبه ذلك.
الطيب كل يوم
مسألة: يستحب أن لا يدع الإنسان الطيب في كل يوم، فعن معمر بن خلاد عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: «لا ينبغي للرجل أن يدع الطيب في كل يوم»22
الطيب للخروج من المنزل
مسألة: يستحب للرجل إذا أراد الخروج من المنزل أن يتطيب، فعن الوشاء قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «كان لعلي بن الحسين (عليه السلام) أشبيدانة رصاص معلقة فيها مسك، فإذا أراد أن يخرج ولبس ثيابه تناولها وأخرج منها فتمسح به»23
وعن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): (إني أعامل التجار فأتهيَّا للناس كراهة أن يروا بي خصاصة فاتخذ الغالية، فقال: «يا إسحاق إن القليل من الغالية يجزي وكثيرها سواء، من أخذ من الغالية قليلاً دائماً أجزأه ذلك»، قال إسحاق: وأنا أشتري منها في السنة بعشرة دراهم فأكتفي بها وريحها ثابت طول الدهر) 24
من التطيب المستحب
مسألة: يستحب الطيب أول النهار، ويستحب للصلاة، وبعد الوضوء، ولدخول المساجد، فان كل ذلك بالإضافة إلى الأدلة الخاصة يشملها الإطلاقات والعمومات.
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «من تطيب أول النهار لم يزل عقله معه إلى الليل» 25
والظاهر أن المراد بذلك تقويته للعقل والإدراك، فان العقل قد يكون موهوباً وقد يكون مكتسباً.
الإنفاق في الطيب
مسألة: يستحب الإنفاق في الطيب، فعن إسحاق الطويل العطار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ينفق في الطيب أكثر مما ينفق في الطعام» 26
وفي رواية مرفوعة قال (عليه السلام): «ما أنفقت في الطيب فليس بسرف» 27
وفي رواية قال الراوي: قلت لأبي جعفر الثاني (عليه السلام): ما تقول في المسك، فقال: «إن أبي أمر فعمل له مسك في بان 28بسبعمائة درهم، فكتب إليه الفضل ابن سهل يخبره أن الناس يعيبون ذلك، فكتب إليه: يا فضل أما علمت أن يوسف (عليه السلام) وهو نبي كان يلبس الديباج مزرّراً بالذهب، ويجلس على كراسي الذهب، ولم ينقص ذلك من حكمته شيئاً، قال: ثم أمر فعملت له غالية 29 بأربعة آلاف درهم» 30
إهداء الطيب
مسألة: يستحب إهداء الطيب وأن يقدمه الإنسان لغيره، فعن الحسن بن جهم قال: دخلت على أبي الحسن (عليه السلام) فاخرج إلي مخزنة فيها مسك وقال: «خذ من هذا»، فأخذت منه شيئاً فتمسحت به، فقال: «أصلح واجعل في لبتك منه»، قال: فأخذت منه قليلاً فجعلته في لبتي، فقال لي: «اصلح»، فأخذت منه أيضاً فمكث في يدي منه شيء صالح، فقال لي: «اجعل في لبتك ففعلت» 31
أقول: أي قال الإمام (عليه السلام) مرة ثانية ذلك حتى يكثر من الطيب في لبته 32
وفي رواية قال: (أخرج إليّ أبو الحسن (عليه السلام) مخزنة فيها مسك من عتيدة آبنوس فيها بيوت كلها مما يتخذها النساء) 33
كراهة رد الطيب
مسألة: يكره رد الطيب وكذلك سائر الكرامات.
ففي الحديث عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن الرجل يرد الطيب، قال: «لا ينبغي له أن يرد الكرامة» 34
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «أتي أمير المؤمنين (عليه السلام) بدهن وقد كان أدهن، فأدهن، فقال: إنا لا نرد الطيب» 35
أقول: يستفاد من آخر الحديث أن الدهن كان دهن طيب أو كان مطيّباً.
وعن أبي الحسن الأول (عليه السلام) في حديث قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «لا يأبى الكرامة إلا حمار، قال: قلت: ما معنى ذلك؟ قال: قال: الطيب والوسادة وعدّ أشياء» 36
ومن الواضح أن الكرامة موضوع يكثر مصاديقها.
وعن عيسى بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، عن علي (عليه السلام) «إن النبي (صلى الله عليه وآله) كان لا يرد الطيب والحلواء» 37
من مصاديق الطيب
مسألة: الطيب واستحبابه يشمل كل ما يسمى عرفاً بالطيب.
أما ما ورد عن عبد الغفار قال: «سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الطيب المسك والعنبر والزعفران والعود» 38، فالظاهر أنها بيان لبعض المصاديق وقد تكون أفضل، وإلا فالطيب يشمل كل الطيب، وتشمله الإطلاقات المتقدمة في سائر الروايات المذكورة وغيرها.
_________________________________
21 ـ الكافي: ج6 ص512 باب الطيب ح17.
22 ـ الخصال: ج2 ص392 ما جاء في يوم الجمعة ح90.
23 ـ وسائل الشيعة: ج2 ص149 باب95 ح1769.
24 ـ الكافي: ج6 ص516 باب الغالية ح1.
25 ـ الكافي: ج6 ص510 باب الطيب ح7.
26 ـ الكافي: ج6 ص512 باب الطيب ح18.
27 ـ وسائل الشيعة: ج2 ص146 ب92 ح1760.
28 ـ البان: شجر من فصيل البانيات ذو أوراق طويلة مركبة، أبيض الزهر، يستخرج منه نوع من الزيت.
29 ـ الغالية: ضرب من الطيب مركب من مسك وعنبر وكافور ودهن البان وعود. مجمع البحرين: ج1 ص319 مادة غلو.
30 ـ الكافي: ج6 ص516 باب الغالية ح4.
31 ـ الكافي: ج6 ص512 باب كراهية رد الطيب ح3.
32 ـ اللبة، بفتح اللام والباء: من الصدر موضع القلادة، راجع (كتاب العين) ج2 ص318 مادة لبب.
33 ـ الكافي: ج6 ص515 باب المسك ح4.
34 ـ وسائل الشيعة: ج2 ص147 باب94 ح1763.
35 ـ الكافي: ج6 ص512 باب كراهية رد الطيب ح2.
36 ـ وسائل الشيعة: ج2 ص147 باب94 ح1765.
37 ـ وسائل الشيعة: ج2 ص148 باب94 ح1766.
38 ـ الكافي: ج6 ص513 باب أنواع الطيب ح1.

اللهم صل على محمد وآل محمد الأوصياء الراضين المرضيين بأفضل صلواتك وبارك عليهم بأفضل بركاتك
والسلام عليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته






رد مع اقتباس