عرض مشاركة واحدة
قديم 09-17-2014, 11:21 PM   رقم المشاركة : 1
صلاتي حياتي
(مشرفة منتدى الإمام الحسين عليه السلام)

الملف الشخصي




الحالة
صلاتي حياتي غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي الثبات على المبدأ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم



الثبات على المبدأ
للنظم والمبادئ أهمية كبرى، وأثر بالغ في حياة الامم والشعوب، فهي مصدر الاشعاع والتوجيه في الأمة، ومظهر رقيها أو تخلفها، وكلما سمت مبادئ الامة، ونظمها الاصلاحية، كان ذلك برهاناً على تحضّرها وازدهارها.
وكلما هزلت وسخفت المبادئ، كان دليلاً على جهل ذويها وتخلفهم
وخير المبادئ وأشرفها هو: ما ينظم حياة الانسان فرداً ومجتمعاً، ويصون حريته وكرامته، ويحقق أمنه ورخاءه، ويوفر له وسائل السعادة والسلام في مجالي الدين والدنيا.
وبديهي أن المبادئ مهما سمت، وزخرت بجلائل المزايا والخلال، فإنها لا تحقق أماني الأمة وآماله، ولا تفيء عليها بالخير المأمور، إلا إذا اعتنقتها وحرصت على حمايتها وتنفيذها في مختلف مجالات الحياة، وإلا كانت عديمة الجدوى والنفع.
لذلك كان الثبات على المبدأ الحق من أقدس واجبات الأمة وفروضها الحتمية، فهو الذي يرفع معنوياتها، ويعزز قيمتها، ويحقق أهدافها وأمانيها.
ولم تعرف البشرية في تاريخها المديد، أكمل وأفضل من المبادئ
{ 283 }
الاسلامية الحائزة على جميع الخصائص والفضائل التي أهلتها للخلود، وبوأتها قمة الشرائع والمبادئ.
فهي المبادئ الوحيدة التي تلائم الفِطَر السليمة، وتؤلف بين القيم المادية والروحية، وتكفل لمعتنقيها سعادة الدين والدنيا.
ناهيك في جلالتها إنها إستطاعت أن تحقق في أقل من ربع قرن من فتوحات الايمان، ومعاجز الاصلاح، ما عجزت عن تحقيقه سائر الشرائع والمبادئ.
وأنشأت من ال.مة العربية المتخلفة في جاهليتها خير أمّة أخرجت للناس، حضارة ومجداً وعلماً وأخلاقاً.
وما ساد المسلمون الأولون وانفردوا بحضارتهم وزعامتهم العلمية، الا بثباتهم على مبادئهم الخالدة، وتفانيهم في حمايتها ونصرتها.
وما فجع المسلمون اليوم، وانتابتهم النكسات المتتالية، إلا باغفال مبادئهم، وانحرافهم عنها.
أنظر كيف يمجّد القرآن الكريم المسلمين الثابتين على مبادئهم الرفيعة، المستمسكين بقيم الايمان ومثله العليا:
«إن الذين قالوا: ربنا اللّه، ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون، نحن أوليائكم في الحياة الدنيا والآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون، نزلاً من غفور رحيم» (فضلت: 31 - 32 )
ولقد كان الرسول الأعظم وأهل بيته الطاهرون، المثل الأعلى في الثبات على المبدأ وحمايته والتضحية في سبيله، بأعزّ النفوس والأرواح.
{ 284 }

كان صلى اللّه عليه وآله كلّما اكفهرت في وجهه أعاصير المحن، وتألبت عليه قوى الكفر والطغيان إزداد صموداً ومُضيّاً على نشر رسالته، ضارباً في سبيل ذلك أرفع الأمثال «لو وضعت الشمس في يميني، والقمر في يساري ما تركت هذا الأمر حتى يظهره اللّه، أو أهلك في طلبه».
وبهذا الصمود والشموخ انهارت قوى الشرك، واستسلمت صاغرة للنبي صلى اللّه عليه وآله.
وكان أمير المؤمنين علي عليه السلام على سر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله، ومثاليته في الثبات على المبدأ والاعتصام به، عُرضت عليه الخلافة مشروطةً بكتاب اللّه وسنة رسوله وسيرة الشيخين، فأبى معتداً بمبدئه السامي، ورأيه الأصيل قائلاً «بل على كتاب اللّه، وسنة رسوله، واجتهاد رأيي».
وألحّ عليه نفر من خاصته ومواليه أن يستميل من أغوتهم زخارف الأطماع فسئموا عدل الامام ومساواته، واستهواهم إغراء معاوية ونواله الرخيص «يا أمير المؤمنين، إعط هذه الأموال، وفضّل هؤلاء الأشراف من العرب وقريش على الموالي والعجم، ومن تخاف عليه من الناس فراره الى معاوية».
فقال عليه السلام لهم وهو يعرب عن ثباته، وتمسكه بدستور الاسلام، وترفعه عن الوسائل الاستغلالية الآثمة: «أتأمروني أن أطلب النصر بالجور؟! لا واللّه ما أفعل ما طلعت شمس ولاح في السماء نجم، واللّه لو كان مالهم لي لواسيت بينهم، وكيف وانما هي أموالهم».
{ 285 }

* علم الأخلاق


اللهم صل على محمد وآل محمد الأوصياء الراضين المرضيين بأفضل صلواتك وبارك عليهم بأفضل بركاتك
والسلام عليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته






رد مع اقتباس