عرض مشاركة واحدة
قديم 12-30-2014, 04:34 PM   رقم المشاركة : 2
المصباح
( عضوفضي )
الملف الشخصي




الحالة
المصباح غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي لابدأن نفتش عن جذور الظلم ونقضي عليها 2

خلاصة حياة الإنسان عبارة عن «إدارة النزعات»

إن تعريف حياة الإنسان عبارة عن كلمة واحدة وهي «إدارة النزعات». يعني كلٌّ يتعلَم في حياته كيف يحصل على رغباته، وما هي الرغبات التي يسعى لتحصيلها، وأي وسائل يستخدم لنيل رغباته.
إذن خرجنا بتعريفين أساسيّين عبر هذه العبارات القصيرة وهما:
1ـ تعريف الإنسان: حقيقة الإنسان المحوريّة هي أنه قد خلق بنزعتين مختلفتين، ولابدّ له أن يعالج التزاحم والتعارض بين نزعتيه طيلة فترة حياته.
2ـ تعريف الحياة: إن الحياة كلّها عبارة عن إدارة الأميال والنزعات.

الإنسان وفي سبيل إدارة أمياله بحاجة إلى هداية الدين

إذن مع وجود هذا التعارض، ما هي النزعات التي ينبغي أن نهتمّ بها، وما هي النزعات التي ينبغي أن نتخلّى عنها؟ هنا يأتي دور الدين. فإن أهمّ مهمّة الأديان الإلهية هي أن تنظّم برنامجا لإدارة النزعات. إن وظيفة الدين الرئيسة هي أن يدلّ الإنسان على النزعات السيئة والفاقدة للقيمة ليترفّع عنها، ويدلّه على النزعات الحسنة ليهتمّ بها. إن جميع الأديان الإلهيّة تحمل هذه المهمّة.
إنّ أخانا القسّ الذي تحدث في هذا المجلس قال: «نحن مأمورون أن نحارب الشيطان». هذه هي رسالة جميع الأديان وهي تسعى لإنجاح الإنسان في معركته في باطنه. طبعا إذا أردنا أن نحذف كلمة المعركة أو المبارزة والجهاد، فبإمكاننا أن نستبدلها بكلمة الإدارة ونقول: الإنسان وفي سبيل إدارة نزعاته ورغباته بحاجة إلى هداية الدين، وإن رسالة الإسلام ليست سوى أن تهدي الإنسان إلى أن يغضّ الطرف عن رغباته التافهة ويهتمّ برغباته القيّمة.



«مجاهدة النزعات الضعيفة» محور الحياة ومحور العبادة والسلوك الداني في نفس الوقت

إن كنّا لا نشتمل إلا على نزعة واحدة، مثلا لو كنا نحظى بالنزعات القيّمة فقط، لما كنّا بشرا بل كنّا كالملائكة ولما كان صلاحنا ذات قيمة. ولكننا لسنا ملائكة بل قد انطوينا على نوعين من الرغبات والنزعات. اهل الديانات والذين يريدون أن يعملوا وفق دينهم أو ضميرهم أو عقلهم، يحاولون أن يتخلوا عن النزعات الدانية وينمّوا النزعات الحميدة.
طبعا لا نريد أن نبالغ في مجاهدة النزعات الدانية ونعيش كالمرتاضين، فلا نريد أن نحذف من حياتنا جميع النزعات الحيوانيّة. فلا يمكن إزالة الرغبة في الطعام، ولابدّ من تلبية الكثير من نزعات حبّ الراحة، فلابدّ للإنسان من نشاط ونزهة وترفيه، ولكن من أهمّ أسس حياة الإنسان هو مجاهد النزعات الضعيفة والدنيّة. فإنّ هذا محور حياة الإنسان ومحور ديانة الإنسان.
وفي الواقع ليست عبادة اللّه شيئا غير غضّ الطرف عن النزعات السيّئة لتقوى رغبتنا في وجود الله. ثمّ نجدنا نعشق اللّه أكثر من غيرنا.

لا يأتي العشق إلّا عبر ترك حبّ النفس

لقد دعانا أخونا الكريم إلى العشق وهذا كلام صائب جدا. كما قال الإمام الباقر(ع): «هَلِ الدِّینُ إِلَّا الْحُبّ‏»[محاسن/1/263] فإذا كان كذلك نجد أنّ دعوة علماء المسيحية وأئمة المسلمين إلى شيء واحد. ولكن الكلام هو أنّه كيف يحصل هذا العشق؟ ولا يحصل هذا العشق إلّا عبر ترك حبّ النفس. ويحصل عبر ترك حبّ لذات النفس، وإلّا فلن يصبح الإنسان عاشقا.
الحضارة القائمة على «مجاهدة النزعات السيّئة» هي التي سوف تطيح بحضارة الغرب
إذن إدارة الأميال أو محاربة النزعات السيئة، هي برنامج الحياة على المستوى الفردي وهنا يأتي دور الدين ليعطي برنامجا لذلك. فإن استطعنا أن نحوّل هذا الأصل إلى ثقافة عامّة بين الناس ونبني حضارة تقوم أركانها على أساس مجاهدة النزعات السيئة، سوف نطيح بحضارة الغرب. لماذا؟ لأنّ حضارة الغرب قائمة على أساس أصالة الإنسان، وأكثر اهتمام «أصالة الإنسان» بالنزعات التي نسميّها بالنزعات السيئة.

من كان تابعا لنزعاته السيئة، يكون تبعا لنزعات الطواغيت السيئة أيضا

عندما يُدعى الناس إلى الفسق والفجور والحرية الجنسية وإلى ما أمرنا الله بتركه، فمن يمارس هذه الأعمال فإنه في الواقع يتبع هوى نفسه، وإنها لظاهرة ترتبط بالقضايا الأمنية والسياسية تماما. إذ تعرف القوى جيّدا أنه إذا كان الإنسان تابعا لنزعاته السيئة، يصبح تابعا لنزعات الطغاة السيّئة أيضا. وهذه معادلة يجب أن تعرّف للعالم.

لماذا يبالي ويهتمّ رئيس الدولة الصهيونية قاتلة الأطفال بسروال شبابنا الإيرانيين؟

تحدث رئيس الدّولة الصهيونيّة عام الماضي في قناة بي‌بي‌سي عن إيران. فقال: لماذا لا يسمح للشباب الإيرانيين أن يستمعوا إلى الأغاني الغربيّة ـ وأنا أعبّر عنها بالأغاني السيئة، أي الأغاني التي تسعّر غرائز الإنسان وشهواته ـ وكذلك قال: لماذا لا يسمحون للشباب الإيرانيين أن يرتدوا السروال الجينز.
أرجو أن تقفوا عند هذا التساؤل بتأمل وهو ما علاقة رئيس الدولة الصهيونية قاتلة الأطفال التي لديها أقوى لوبي في أمريكا وأوروبا بسروال شباب إيران؟ لماذا سراويل الشباب الإيرانيين مهمّة لديه؟ لماذا يرغب بإشاعة المثليّة في إيران وباقي بلدان العالم؟

يتبع إن شاء الله...








رد مع اقتباس