عرض مشاركة واحدة
قديم 01-15-2015, 10:16 AM   رقم المشاركة : 3
المصباح
( عضوفضي )
الملف الشخصي




الحالة
المصباح غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي لابد أن نفتش عن جذور الظلم ونقضي عليها 3

إن ضعف الشعوب هو الذي يمكّن القوى من الظلم

الآن قد اقتربنا إلى جواب هذا السؤال وهو كيف تقدر القوى المستكبرة على الظلم؟ لأن الشعوب ضعيفة؛ لا لأنّ القوّة مدعاة للفساد بحد ذاتها. وبالمناسبة ليست القوّة غيرَ مفسِدة للإنسان الصالح وحسب، بل إنها مطهِّرة أيضا. حتى لدينا مَثَل في هذا المجال ونقول: «إذا جعلتم الطالب المشاغب مراقبا، يصبح أكثرهم انضباطا». وهو مثل مجرّب كثيرا. إذ من شأن المسؤولية والقوّة أن تزيد طهارة روح الإنسان.
فلا يمكن القول بأن القوّة أمر سيّئ مطلقا. فلو كانت سيئة، لقلنا إنه لا يزال البشر أشقياء ولن ينفكوا عن شقائهم أبدا، إذ ليس بإمكان البشر أن يحذفوا القوّة من حياتهم الاجتماعيّة. فعلى سبيل المثال لابدّ لهذه الجلسة التي اجتمعنا فيها، من مدير يتصدّى لإدارتها وتداركاتها. وبطبيعة الحال عندما يقوم بإدارة الجلسة، يحظى بشيء من القوّة ويقدر حينئذ على استخدام نفوذه بين أعضاء الجلسة.
إذن ماذا نفعل لأن لا تظلم القوى؟ يجب أن نقوّي الشعب ولابدّ أن يقوى الناس جميعا.

سبب خنوع المظلوم للظلم هو حبّ الراحة

هذه هي الصورة الدقيقة للظلم وهكذا يتحقق الظلم وهو أن يقول الظالم للمظلوم: «إذا أردت أن تعيش بيسر ورفاه، فارضَ بظلمي» وفي المقابل يرضى المظلوم لهذا الظلم طلبا للراحة. أمّا إذا نهض في هذا البين مظلوم وقال: «أنا لم أعد أحبّ الراحة بعد، وأريد أن أواجه المظلومين»، فبهذا السلوك وهذه الثقافة، سينتهي الظلم ويزول.
كيف يتكوّن الظلم؟ لقد ثبّت الصهاينة هذا الأصل قبل مئة عام في بروتوكولاتهم: «إن سقنا علاقة المرأة مع الرجل في العالم إلى الابتذال، وسقنا الرجال إلى شرب الخمور والفجور والقمار، سوف نسيطر عليهم». ولابدّ أن نقول أنهم قد أدركوا هذه الحقيقة جيّدا.

من أراد أن يظلم، لابدّ أن يستضعف الشعوب في بداية الأمر

لا تختصّ هذه القاعدة بالصهاينة، بل إذا أراد أن يمارس الظلم مسيحيّ ظالم أو مسلم ظالم أو أيّ إنسان ظالم آخر لابدّ أن يستضعف الشعوب. كيف تضعف الشعوب؟ نحن نقول: عندما تعيش بلا دين تضعف. لماذا تضعف إن ابتعدت عن الدين؟ لأن الدين عبارة عن برنامج لجهاد النفس، وهو برنامج لمجاهدة الأهواء السيئة.
فعندما جاهد الإنسان هوى نفسه، سيقوى على مواجهة العدوّ ويقول: «أنا أجاهد هوى نفسي، فكيف أخضع لتلبية هوى نفسك؟! أنا أخالف أهوائي، فكيف أتبع أهواءك؟!».
يتمّ اجتثاث جذور الظلم عبر تقوّي أفراد الناس واحدا واحدا وتقوّي المجتمعات واحدا واحدا، وإن رمز تقوّي الناس هو جهاد النفس، وبهذا الطريق سوف يعمّ العدل جميع أرجاء العالم. فعند ذلك لا يصلح لاستلام زمام القوّة إلا من جاهد هوى نفسه أكثر من جميع الناس. وسوف يصبح أسيس الناس في العالم، أفضلهم خلقا، وسوف لا يرضى الناس في أيّ بقعة من العالم أن يحصل أفراد على القوّة السياسية قبل أن يحصلوا على قوّة أخلاقيّة.



اليوم رفعوا شعار «الحرية» بدلا من «مجاهدة النزعات السيئة»

في عالمنا اليوم قد أميتت قيمة باسم «مجاهدة النزعات السيئة». اليوم قد رفعوا شعار «الحرية» بدلا من «مجاهدة النزعات السيئة». طبعا إن الحريّة قيمة جيّدة، أما بشرط أن تكون في خدمة جهاد النزعات السيئة. أما إذا لم تستخدم الحريّة لهذا الغرض، تتحول إلى وسيلة لاستعباد الناس واستضعافهم.
تقول القوى الظالمة للناس: أنتم أحرار لممارسة الفسق والفجور، كما هم يروّجون هذه الأعمال بين الناس. ثم بعد أن تمتع الناس بالحرية بهذا الشكل ومارسوا الفجور، تضعف قواهم، وبعد ما ضعفوا واتّبعوا هواهم، سيتّبعون أهواء رؤساء القوى المستكبرة أيضا.

ليست مشكلتنا هي الفئة القليلة من رأسماليّي الصهاينة، المهم هو أن نقضي على إمكان الظلم، وإلا فسوف تأتي بدلا عنهم فئة ظالمة أخرى

إن استحسنتم حديثي لا بأس أن تقولوا لأهل العالم: ليست مشكلتنا هي الفئة القليلة من رأسماليّي الصهاينة، فحتّى لو مضى هؤلاء، ستسود العالم فرقة أخرى من الظالمين، كما جرى التاريخ إلى الآن بهذا الشكل. ليست مشكلتنا اليوم هي استغلال شعار حقوق الإنسان من أجل الظلم. إذ كان الطغاة قبل هذا يمارسون الظلم بأدواة وذرائع أخرى. فعلى سبيل المثال في أوروبّا قبل النهضة كانوا يتسلطون على الناس ويظلمونهم باسم الدين.
كما في مجتمعاتنا الإسلامية، نرى الداعشيين يمارسون الظلم ويقطعون الرؤوس تحت عناوين دينية. فيمكن أن يستخدم الدين أو تستخدم التقنية أو القوّات العسكرية أو الثروة لممارسة الظلم. فالمهمّ هو أن نقضي على إمكان الظلم. عند ذلك سوف لا يقوى على الظلم والاستمرار به أحد، سواء أكان ظلمه بأداة الدين أو ظلمهم باستخدام التقنية أو بأدوات أخرى كالاقتصاد والثروة وأمثال ذلك.

يتبع إن شاء الله...








رد مع اقتباس