عرض مشاركة واحدة
قديم 01-19-2015, 11:37 AM   رقم المشاركة : 4
المصباح
( عضوفضي )
الملف الشخصي




الحالة
المصباح غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي لابد أن نفتش عن جذور الظلم ونقضي عليها 4

من أجل محو إمكان الظلم، لابدّ للشعوب أن يغيّروا ثقافتهم وأسلوب حياتهم

من أجل محو إمكان الظلم، لابدّ للشعوب أن يغيّروا ثقافتهم وأسلوب حياتهم، لابدّ أن تتغيّر القيم لدى أنظار الشباب ويجب أن يستحيي الشابّ بعد البلوغ أو بعد إكمال العشرين، من كلمة «هکذا يعجنبي». ينبغي للشابّ أن يقول: «هکذا يعجبني» كلمة قبيحة، وغير إنسانيّة، إذ لست بحيوان لأفعل ما يعجبني.
قال الإمام الصادق(ع): أدّبوا أولادكم بين السابعة والرابعة عشر من عمره. «دَعِ ابْنَکَ یَلْعَبْ سَبْعَ سِنِینَ وَ یُؤَدَّبُ سَبْعاً وَ الْزِمْهُ نَفْسَکَ سَبْعَ سِنِینَ فَإِنْ فَلَحَ وَ إِلَّا فَلَا خَیْرَ فِیه‏» [مکارم الأخلاق طبرسی/222] و «أَمْهِلْ صَبِیَّکَ حَتَّى یَأْتِیَ لَهُ سِتُّ سِنِینَ ثُمَّ ضُمَّهُ إِلَیْكَ سَبْعَ سِنِینَ فَأَدِّبْهُ بِأَدَبِكَ فَإِنْ قَبِلَ وَ صَلَحَ وَ إِلَّا فَخَلِّ عَنْهُ» [الکافي/6/47] يعني في هذه السنين لابدّ أن يتصرّف على أساس برنامج، لا أن يتصرّف بما يشاء. طبعا لا يعني أن نحوّل البيت والمدرسة إلى سجن لتعذيب للأطفال والطلّاب، ولكن يجب تعليم الطفل بعد اجتياز سبعة سنين على مجاهدة أهواء النفس والنزعات السيّئة و «حبّ الراحة» في الدرجة الأولى و «طلب اللذّة المضرّة» في الدرجة الثانية.
القويّ هو الذي يقوى على مجاهدة نزعاته والتغلّب على هوى نفسه. وهذه هي تعاليم جميع الأديان الإلهيّة وهو كلام النبيّ الأعظم(ص). «خَرَجَ ص یَوْماً وَ قَوْمٌ یَدْحُونَ حَجَراً فَقَالَ أَشَدُّکُمْ مَنْ مَلَكَ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ وَ أَحْمَلُکُمْ مَنْ عَفَا بَعْدَ الْمَقْدُرَة» [تحف‌العقول/ص45]

نحن أمام أيّ منعطف تاريخي؟

لقد قال سماحة السيد القائد: «نحن في منعطف تاريخي، وأصبح العالم يتحوّل» [مؤتمر قمّة عدم الانحياز، 30/8/2012] تحليل عن هذا المنعطف التاريخي هو أن الحضارة القائمة على أساس هوى النفس، بدأت تعطي مكانها للحضارة القائمة على جهاد النفس. اتباع هوى النفس يعني أن يلبّي الإنسان نزعاته التي لا قيمة لها، وجهاد هوى النفس يعني أن يلبّي الإنسان نزعاته السامية والرفيعة، لا نزعاته السيئة والضعيفة التي لا قيمة لها.

أحيانا يتخبّأ هوى نفس الإنسان خلف عمل صالح

طبعا إن الحديث عن جهاد النفس حديث ذو شجون، ولا يقتصر على جهاد الإنسان لأهوائه السيئة. فعلى سبيل المثال ليس فقط أن يكون الإنسان راغبا بشرب الخمر، ثم نمنعه عن تعاطيه! أو يرغب إنسان بممارسة الفجور فننهاه عن ذلك وينتهي الموضوع، بل إنه أوسع من هذا المستوى. فالإنسان المتديّن الصالح الذي لا يرتكب شيئا من هذه الآثام والأعمال السيئة وراغب في العبادة إلى حدّ كبير وأهمل رغباته السيئة، لا يتصور أنّ عمليّة جهاد النزعات السيئة قد انتهت بالنسبة إليه، فإنه لا يزال في أوّل المطاف. فعلى سبيل المثال قد يكون راغبا في العبادة، وكان قد انطلق بلهفة إلى المسجد أو الكنيسة، وإذا بفقير يواجهه في الطريق ويقول له: «الیوم ساعدني بدلا من الذهاب إلى المسجد». فينبغي لهذا الرجل الصالح أن يخالف رغبته وهي الذهاب إلى المسجد أو الكنيسة. يعني يجب أن يضحّي برغبته في الذهاب إلى المسجد ويساعد الفقير. أمّا إذا قال للفقير «أنا الآن أرغب في الذهاب إلى المسجد، ولا أقوم بسماعدتك حتى وإن كان أهمّ من ذهابي إلى المسجد» فهذا يعني أنّه لم يجاهد هوى نفسه.
كان نبي الله إبراهيم(ع) يحبّ ولده إسماعيل. فهل كان حبّ ولد مثل إسماعيل حبّا سيئا؟ فلا شك في أنه ليس كذلك إذ كان إسماعيل(ع) إنسانا صالحا جدّا. ولكن أتاه أمر من الله أن ضحِّ ابنك وتجاوز عن ولدك الصالح. إذ أحيانا تتجلى أهواء النفس في أن يتخبأ الإنسان خلف عمل صالح ويلبي أنانيّته عن هذا الطريق.
تنطلق مجاهدة النفس من مجاهدة الرغبات السيئة، وتنتهي إلى مجاهدة الرغبات الحسنة التي لا أولويّة لها. لذلك فنحن أمام هذا الامتحان الإلهي في كلّ زمان. يجب علينا جميعا في ساعة ما أن نضحّي بإسماعيلنا وهذه حركة مستمرة إلى آخر عمرنا فلا تتوقف حركة تكامل الإنسان.
كان النبيّ إبراهيم(ع) قد تجاوز عن جميع رغباته السيئة، فوجب عليه بعد ذلك أن يتجاوز عن رغباته الحسنة أيضا ويضحّي بنفسه. وهكذا تتبلور روح التضحية في الإنسان.

يجب التشهير بجذور الظلم إلى جانب التشهير بالظلم نفسه

إلى جانب جميع هذه النشاطات التي تمارس للتشهير بالظلم وهذا ما قام به اليوم جميع الأساتذة والإخوة الأعزاء من وحي حبّ الإنسان ومن أجل إنقاذ البشر، ولكن أنا آمل أن يقوم هؤلاء وآخرون من الناشطين بالتشهير بجذور الظلم أيضا. عند ذلك يجاهد الناس أهواءهم على أساس برنامجهم الديني ويصبحون أناسا أقوياء، فإذا أصبح الناس أقوياء لا يقدر عليهم بعد طاغوت طالب للسلطة.

يتبع إن شاء الله...








رد مع اقتباس