بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
أهم الأدلة على إيمان أبي طالب ( عليه السلام )
بسمه تعالى
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين . واللعن الدائم المؤبد على أعدائهم من الآن إلى قيام يوم الدين .
قد كتب علماؤنا عن إيمان أبي طالب بحوثا مستفيضة في مصادر السيرة والعقائد ، من أهمها ما كتبه المجلسي في البحار ج 35 والأميني في الغدير ج 7 و 8 والشيخ نجم الدين العسكري في مقام الإمام علي ( عليه السلام ) والسيد جعفر مرتضى في الصحيح من السيرة ج 3 ص 227 . ونورد فيما يلي خمسة أدلة على إيمانه مستفادة من المصادر المذكورة وغيرها :
الدليل الأول :
النصوص الصريحة الثابتة عندنا عن النبي والأئمة من آله ( صلى الله عليه وآله ) وهم الطاهرون المطهرون الصادقون المصدقون ، غير المتهمين في شهادتهم لآبائهم وأقربائهم وأنفسهم .
منها : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : والله ما عبد أبي ولا جدي عبد المطلب ولا هاشم ولا عبد مناف ، صنما قط . قيل له فما كانوا يعبدون ؟ قال : كانوا يصلون إلى البيت على دين إبراهيم متمسكين به . انتهى . وقال عنه في الغدير ج 7 ص 384 : رواه شيخنا الصدوق بإسناده في كمال الدين ص 104 والشيخ أبو الفتوح في تفسيره 4 : 210 والسيد في البرهان 3 : 795 .
ومنها : عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال : نزل جبرئيل ( عليه السلام ) على النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا محمد إن ربك يقرؤك السلام ويقول : إني قد حرمت النار على صلب أنزلك وبطن حملك وحجر كفلك . فالصلب صلب أبيه عبد الله بن عبد المطلب ، والبطن الذي حملك آمنة بنت وهب ، وأما حجر كفلك فحجر أبي طالب . وزاد في رواية : وفاطمة بنت أسد . انتهى . وقال عنه في الغدير : روضة الواعظين ص 121 . راجع الكافي لثقة الإسلام الكليني ص 242 ، معاني الأخبار للصدوق ، كتاب الحجة السيد فخار بن معد ص 8 ، ورواه شيخنا للمفسر الكبير أبو الفتوح الرازي في تفسيره 4 - 210 ، ولفظه : إن الله عز وجل حرم على النار صلبا حملك وبطنا حملك وثديا أرضعك وحجرا كفلك . . إلخ .
ومنها : ما رواه في مقام الإمام علي ج 3 ص 140 : قال السيد الحجة فخار بن معد في كتابه ( الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب ) ص 16 بالإسناد إلى الكراجكي عن رجاله ، عن أبان ، عن محمد بن يونس ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله أنه قال : يا يونس ما تقول الناس في أبي طالب ؟ قلت جعلت فداك يقولون : هو في ضحضاح من نار ، وفي رجليه نعلان من نار تغلي منهما أم رأسه ! فقال : كذب أعداء الله ! إن أبا طالب من رفقاء النببين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
ومنها : في المصدر المذكور أيضا ، عن علي بن حسان ، عن عمه عبد الرحمن بن كثير قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : إن الناس يزعمون أن أبا طالب في ضحضاح من نار ؟ فقال : كذبوا ما بهذا نزل جبرئيل على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ! قلت وبما نزل ؟ قال : أتى جبرئيل في بعض ما كان عليه فقال : يا محمد إن ربك يقرؤك السلام ويقول لك : إن أصحاب الكهف أسروا الإيمان وأظهروا الشرك فآتاهم الله أجرهم مرتين ، وإن أبا طالب أسر الإيمان وأظهر الشرك فآتاه الله أجره مرتين ، وما خرج من الدنيا حتى أتته البشارة من الله تعالى بالجنة . ثم قال ( عليه السلام ) : كيف يصفونه بهذا وقد نزل جبرئيل ليلة مات أبو طالب فقال : يا محمد أخرج من مكة فما لك بها ناصر بعد أبي طالب !
ومنها : في المصدر المذكور أيضا عن أبي بصير ليث المرادي قال : قلت لأبي جعفر : سيدي إن الناس يقولون : إن أبا طالب في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه ؟ فقال ( عليه السلام ) : كذبوا ، والله إن إيمان أبي طالب لو وضع في كفة ميزان وإيمان هذا الخلق في كفة لرجح إيمان أبي طالب على إيمانهم ، ثم قال : كان والله أمير المؤمنين يأمر أن يحج عن أب النبي وأمه ( صلى الله عليه وآله ) وعن أبي طالب في حياته ، ولقد أوصى في وصيته بالحج عنهم بعد مماته . انتهى .
الدليل الثاني :
تصريحات أبو طالب رضي الله عنه بصدق النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأنه رسول رب العالمين .
- قال السيد جعفر مرتضى في الصحيح من السيرة ج 3 ص 230 : ويكفي أن نذكر نموذجا من أشعاره التي عبر عنها ابن أبي الحديد المعتزلي بقوله : إن كل هذه الأشعار قد جاءت مجئ التواتر من حيث مجموعها ( شرح النهج ج 14 ص 78 ) ونحن نذكر هنا اثني عشر شاهدا من شعره ، على عدد الأئمة المعصومين من ولده عليه وعليهم السلام تبركا وتيمنا ، والشواهد هي :
1 - ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا * نبيا كموسى خط في أول الكتب
2 - نبي أتاه الوحي من عند ربه * ومن قال لا ، يقرع بها سن نادم
3 - يا شاهد الوحي من عند ربه * إني على دين النبي أحمد
4- أنت الرسول رسول الله نعلمه * عليك نزل من ذي العزة الكتب
5 - أنت النبي محمد * قرم أغر مسود
6 - أو تؤمنوا بكتاب منزل عجب * على نبي كموسى أو كذي النون
7 - وظلم نبي جاء يدعو إلى الهدى * وأمر أتى من عند ذي العرش قيم
8 - لقد أكرم الله النبي محمدا * فأكرم خلق الله في الناس أحمد
9- وخير بني هاشم أحمد * رسول الإله على فترة
10 - والله لا أخذل النبي ولا * يخذله من بني ذو حسب
11 - وقال ( رحمه الله ) يخاطب ملك الحبشة ويدعوه إلى الإسلام :
أتعلم ملك الحسن أن محمدا * نبيا كموسى والمسيح ابن مريم
أتى بالهدى مثل الذي أتيا به * فكل بأمر الله يهدي ويعصم
وإنكم تتلوته في كتابكم * بصدق حديث لا حديث الترجم
فلا تجعلوا لله ندا فأسلموا * فإن طريق الحق ليس بمظلم
12 - وقال مخاطبا أخيه حمزة ( رحمه الله ) :
فصبرا أبا يعلى على دين أحمد * وكن مظهر للدين وفقت صابرا
وحط من أتى بالحق من عند ربه * بصدق وعزم لا تكن حمز كافرا
فقد سرني أن قلت إنك مؤمن * فكن لرسول الله في الله ناصرا
وباد قريشا في الذي قد أتيته * جهارا وقل ما كان أحمد ساحرا
وأشعار أبي طالب الناطقة بإيمانه كثيرة ، وقد اقتصرنا منها على هذا القدر لنفسخ المجال لذكر لمحة عن سائر ما قيل ويقال في هذا الموضوع .
ونضيف إلى ما ذكره صاحب الصحيح ما قاله الطبرسي في الإحتجاج ج 1 ص 345 : وقد اشتهر عن عبد الله المأمون أنه كان يقول : أسلم أبو طالب والله بقوله :
نصرت الرسول رسول المليك *
ببيض تلألأ كلمع البروق أذب وأحمي رسول الإله *
حماية حام عليه شفيق وما إن أدب لأعدائه *
دبيب البكار حذار الفنيق ولكن أزير لهم ساميا *
كما زار ليث بغيل مضيق وما ذكره أبو الفداء في تاريخه ج 1 ص 170 قال :
ومن شعر أبي طالب مما يدل على أنه كان مصدقا لرسول الله صلى الله عليه وسلم قوله :
ودعوتني وعلمت أنك صادق * ولقد صدقت وكنت ثم أمينا
الدليل الثالث :
تحليل مقومات شخصية أبا طالب ( رضي الله عنه ) وعلاقته بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) منذ أن أوصاه به أبوه عبد المطلب وكفله إياه ، ونصرته له من أول بعثته ، وفي أصعب مراحلها . . إلى أن توفي في السنة العاشرة من البعثة . . فإن أي باحث ينظر في ذلك يقتنع بأن نصرته وحمايته للنبي ( صلى الله عليه وآله ) لا يمكن أن تصدر إلا عن مؤمن قوي الإيمان . بل لا يحتاج الأمر إلى دراسة مقومات شخصيته وكل حياته ، فيكفي دراسة بعض مواقفه لإثبات ذلك .
منها : الموقف الذي رواه في الغدير ج 7 ص 388 : عن الأصبغ بن نباته . . . قال : سمعت أمير المؤمنين عليا ( عليه السلام ) يقول : مر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بنفر من قريش وقد نحروا جزورا ، وكانوا يسمونها الفهيرة ويذبحونها على النصب ، فلم يسلم عليهم . فلما انتهى إلى دار الندوة قالوا : يمر بنا يتيم أبي طالب فلا يسلم علينا ! فأيكم يأتيه فيفسد عليه مصلاه ؟ فقال عبد الله بن الزبعري السهمي : أنا أفعل ، فأخذ الفرث والدم فانتهى به إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) وهو ساجد فملأ به ثيابه ومظاهره ، فانصرف النبي ( صلى الله عليه وآله ) حتى أتى عمه أبا طالب فقال : يا عم من أنا ؟ فقال : ولم يا ابن أخي ؟ ! فقص عليه القصة فقال : وأين تركتهم ؟ فقال : بالأبطح . فنادى في قومه : يا آل عبد المطلب ! يا آل هاشم ! يا آل عبد مناف ! فأقبلوا إليه من كل مكان ملبين ، فقال : كم أنتم ؟ قالوا : نحن أربعون ، قال : خذوا سلاحكم ، فأخذوا سلاحهم وانطلق بهم حتى انتهى إلى أولئك النفر ، فلما رأوه أرادوا أن يتفرقوا ، فقال لهم : ورب هذه البنية لا يقومن منكم أحد إلا جللته بالسيف ! ثم أتى إلى صفاة كانت بالأبطح فضربها ثلاث ضربات حتى قطعها ثلثة أفهار ، ثم قال : يا محمد سألتني من أنت ؟ ثم أنشأ يقول ويومي بيده إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) :
أنت النبي محمد * قرم أعز مسود
ثم قال : يا محمد أيهم الفاعل بك ؟ فأشار النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى عبد الله بن الزبعري السهمي الشاعر ، فدعاه أبو طالب فوجأ أنفه حتى أدماها ! ثم أمر بالفرث والدم فأمر على رؤس الملأ كلهم ! ثم قال : يا ابن أخ أرضيت ؟ ثم قال : سألتني من أنت ؟ أنت محمد بن عبد الله ثم نسبه إلى آدم ( عليه السلام ) ثم قال : أنت والله أشرفهم حسبا وأرفعهم منصبا ! يا معشر قريش من شاء منكم يتحرك فليفعل أنا الذي تعرفوني ! رواه السيد ابن معد في الحجة ص 106 وذكر لدة هذه القضية الصفوري في نزهة المجالس 2 : 122 وفي طبع ص 91 ، وابن حجة الحموي في ثمرات الأوراق بهامش المستطرف 2 : 3 نقلا عن كتاب الأعلام للقرطبي 13 .
ومنها : الموقف الذي رواه الطبرسي في الإحتجاج ج 1 ص 345 قال : لما رأى المشركون موقف أبي طالب من نصرة الرسول ، وسمعوا أقواله اجتمعوا بينهم ، وقالوا ننافي بني هاشم ونكتب صحيفة ونودعها الكعبة ، أن لا نبايعهم ، ولا نشاريهم ، ولا نحدثهم ، ولا نجتمع معهم في مجمع ، ولا نقضي لهم حاجة ، ولا نقتضيها منهم ، ولا نقتبس منهم نارا ، حتى يسلموا إلينا محمدا ، ويخلوا بيننا وبينه أو ينتهي عن تسفيه آبائنا ، وتضليل آلهتنا . وأجمع كفار مكة على ذلك . فلما بلغ ذلك أبا طالب ، قال يخبرهم باستمراره على مناصرة الرسول ومؤازرته له ، ويحذرهم الحرب ، وينهاهم عن متابعة السفهاء :
ألا أبلغا عني على ذات بينها * لؤيا وخصا من لؤي بني كعب
ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا * نبيا كموسى خط في أول الكتب
وأن عليه في العباد محبة * ولا حيف فيمن خصه الله بالحب
وأن الذي لفقتم في كتابكم * يكون لكم يوما كراغية السقب
أفيقوا أفيقوا قبل أن تحفر الزبى * ويصبح من لم يجن ذنبا كذي الذنب
ولا تتبعوا أمر الغواة وتقطعوا * أواصرنا بعد المودة والقرب
وتستجلبوا حربا عوانا وربما * أمر على من ذاقه حلب الحرب
فلسنا وبيت الله نسلم أحمدا * لعزاء من عض الزمان ولا حرب
ولما تبن منا ومنكم سوالف * وأيد أبيدت بالمهندة الشهب
بمعترك ضنك ترى كسر القنا * به نوا لضباع العرج تعكف كالسرب
كأن مجال الخيل في حجراته * وغمغمة الأبطال معركة الحرب
أليس أبونا هاشم شد أزره * وأوصى بنيه بالطعان وبالضرب
ورواها في البحار ج 35 ص 160 وزاد فيها :
ولسنا نمل الحرب حتى تملنا * ولا نشتكي مما ينوب من النكب
ولكننا أهل الحفائظ والنهى * إذا طار أرواح الكماة من الرعب
ومنها : إيمانه بمعجزات النبي وكراماته ( صلى الله عليه وآله ) ، ونظمه إياها شعرا .
- قال الطبرسي في الإحتجاج ج 1 ص 343 : روي أن أبا جهل بن هشام جاء إلى رسول الله وهو ساجد وبيده حجر يريد أن يرميه به ، فلما رفع يده لصق الحجر بكفه فلم يستطع ما أراد ، فقال أبو طالب :
أفيقوا بني غالب وانتهوا * عن الغي من بعض ذا المنطق
وإلا فإني إذن خائف * بوائق في داركم تلتقي
تكون لغيركم عبرة * ورب المغارب والمشرق
كما نال من كان من قبلكم * ثمود وعاد وماذا بقي
غداة أتاهم بها صرصر * وناقة ذي العرش قد تستقي
فحل عليهم بها سخطة * من الله في ضربة الأزرق
غداة يعض بعرقوبها * حساما من الهند ذا رونق
وأعجب من ذاك في أمركم * عجائب في الحجر الملصق
بكف الذي قام من خبثه * إلى الصابر الصادق المتقي
فأثبته الله في كفه * على رغمة الجائر الأحمق
أحيمق مخزومكم إذ غوى * لغي الغواة ولم يصدق
الدليل الرابع :
استدل به سبط ابن الجوزي على إيمان أبي طالب ، ومفاده :
أن خصوم علي ( عليه السلام ) من الأمويين والزبيريين وغيرهم ، كانوا حريصين على انتقاصه بأي عيب ممكن في نفسه وأبيه وأمه وعشيرته ، وقد سجل التاريخ مراسلات علي ( عليه السلام ) ومعاوية ومناظرات أنصارهم ، وقد تضمنت ما ذمهم علي ( عليه السلام ) به وإزراؤه عليهم بكفر آبائهم وأمهاتهم ، بل سجل التاريخ أن عليا ( عليه السلام ) فاخر معاوية بأبي طالب ، فكتب له في رسالة ( ليس أمية كهاشم ، ولا حرب كعبد المطلب ، ولا أبو سفيان كأبي طالب ، ولا المهاجر كالطليق ، ولا الصريح كاللصيق ) ومع ذلك لم يتكلم معاوية ولا غيره من أعداء علي
( عليه السلام ) بكلمة ذم في أبي طالب ! ! فلو أنه كان مشركا ومات على الشرك كما يدعون ، لاغتنم أعداء علي هذه النقطة وعيروه بها وشنعوا عليه بها . ولو كان حديث ضحضاح أبي طالب صادرا عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) لسمعت أخباره شعرا ونثرا في صفين وبعدها . . ! وهذا يدل على أن أحاديث شرك أبي طالب وأنه في النار والضحضاح ، قد وضعت في عهد الأمويين بعد شهادة علي ( عليه السلام ) !
الدليل الخامس :
ترحم النبي ( صلى الله عليه وآله ) على أبي طالب واستغفاره له ، وتسميته عام وفاته ووفاة خديجة رضوان الله عليهما ( عام الحزن ) .
قال الأميني في الغدير ج 7 ص 372 : أخرج ابن سعد في طبقاته 1 : 105 عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي قال : أخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم بموت أبي طالب فبكى ثم قال : إذهب فاغسله وكفنه وواره ، غفر الله له ورحمه . وفي لفظ الواقدي : فبكى بكاء شديدا ثم قال : إذهب فاغسله . . الخ . وأخرجه ابن عساكر كما في أسنى المطالب ص 21 والبيهقي في دلائل النبوة . وذكره سبط ابن الجوزي في التذكرة ص 6 وابن أبي الحديد في شرحه 3 - 314 والحلبي في السيرة 1 - 373 والسيد زيني دحلان في السيرة هامش الحلبية 1 - 90 والبرزنجي في نجاة أبي طالب وصححه كما في أسنى المطالب ص 35 وقال : أخرجه أيضا أبو داود وابن الجارود وابن خزيمة وقال : إنما ترك النبي صلى الله عليه وسلم المشي في جنازته اتقاء من شر سفهاء قريش ، وعدم صلاته لعدم مشروعية صلاة الجنازة يومئذ .عن الأسلمي وغيره : توفي أبو طالب للنصف من شوال في السنة العاشرة من حين نبئ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتوفيت خديجة بعده بشهر وخمسة أيام ، فاجتمعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها وعلى عمه حزنا شديدا ، حتى سمى ذلك العام عام الحزن . انتهى . وقد روى الخطيب البغدادي في تاريخه ج 13 ص 196 عن ابن عباس ترحم النبي ( صلى الله عليه وآله ) واستغفاره لأبي طالب بعد موته ، وكذا الذهبي في تاريخ الإسلام ج 1 ص 235 ، وروت مصادرنا أحاديث كثيرة في ذلك كما في مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 150 عن آخرين وبحار الأنوار ج 19 ص 15 و ص 25 و ج 22 ص 530 .
وإلى غير ذلك من الأدلة الواضحة على إيمان هذا الرجل العظيم الذي كان يدافع ويناضل من أجل بقاء الرسالة المحمدية . فسلام عليه يوم ولد ويوم عاش مدافعا للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ويوم مات ويوم يبعث حياً .
والله ولي التوفيق وبهِ نستعين.