عرض مشاركة واحدة
قديم 03-26-2016, 11:02 AM   رقم المشاركة : 12
المصباح
( عضوفضي )
الملف الشخصي




الحالة
المصباح غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي معالم الأسرة الصالحة 1.4


معالم الأسرة الصالحة ـ 4


إن بعض الناس قد خلطوا بين البيت وبين الأريكة! / أولئك الذين لم يهتمّوا بإنجاب الأولاد فلم يدركوا معنى الأسرة أساسا/ المرأة التي تتواضع لزوجها، فهي في الواقع تزيد إمكان تمتّعها في الحياة/ في البيت الذي تكون الأمّ فيها محبوبة والأب مطاعا، يصبح الولد متعادلا نفسيّا/ ناسبوا العوائل الذين يحظون بالتعادل الروحي


الزمان: 03/12/2013

المكان: طهران ـ بقعة الشيخ عبدالله الطرشتي

ألقى سماحة الشيخ بناهيان في العشرة الثالثة من المحرّم وفي بقعة الشيخ الطرشتي خمس محاضرات
تحت عنوان «معالم الأسرة الصالحة» فإليكم أهمّ المقاطع من محاضرته الرابعة:


أحد أسباب التأخير في الزواج، هو الانطباعات غير الصحيحة التي تبلورت في أذهان الناس عن الزواج


الخطوة الأولى في سبيل الوصول إلى الأسرة الصالحة هو إصلاح رؤيتنا وانطباعنا عن «الأسرة». يجب أن نرى أولا ما هي رؤيتنا وما هو انطباعنا عن الأسرة؟ هل انطباعنا عن الأسرة هو أننا نرى «الأسرة» مفهوما عظيما ورائعا؟ هل نعتبر الأسرة موطنا لبناء الذات ومجمّعا أشبه بالمعسكر أو نادي الرياضة مع مزيد من اللطافة والرأفة، أو أننا نعتبرها موطنا للاسترخاء والراحة المطلقة؟ هل نرى الأسرة كفندق ليس سوى محلّ للاستراحة والطعام، أو أنها موطن للقيام بمسؤوليّة ودور مهمَّين؟

مع الأسف إن لبعض الناس انطباعا غير صحيح عن الأسرة. فعلى سبيل المثال تراهم يقولون: «لقد ورّط فلان نفسه وتزوّج!» أو يقولون: «أتعلمون أن المرأة الفهيمة مع أي رجل تتزوّج؟ المرأة الفهيمة لا تتزوّج أبدا!» إن مثل هذه الأحاديث تترك أثرا سلبيّا على نفسيّة الشباب، وتخرّب رؤيتهم عن الزواج شيئا فشيئا. أحد أسباب التأخير في الزواج، هو هذه الانطباعات غير الصحيحة التي تبلورت في أذهان الناس عن الزواج. وعلامة هذه الانطباعات هو هذه الكلمات والعبارات التي كوّنها الناس عن الزواج. أو ما يمارسه بعض الناس من المبالغة في تبيين صعوبة تكوين الأسرة، أو یتحدّثون بنظرة سلبية عن هذا الموضوع، ومع الأسف قلّ ما وجدنا من يشكر ويثني على جمال الأسرة ومحاسنها.

إن انطباعنا عن تكوين الأسرة لأمر مهمّ جدّا. كما أن هذا الانطباع يترك تأثيره على كيفيّة سلوكنا في اختيار الزوج، أو في اختيار الأسرة التي نناسبها. إن سبب تصعّب بعض الأسر في مدى مكنة الصهر الاقتصادية، أو مستواه الاجتماعي، أو مستواه الدراسي فهذا ما هو ناجم عن رؤيتهم الخاطئة تجاه الأسرة. فلعلّهم يعتبرون الأسرة وسيلة للتفاخر والمباهاة. حتى أن بعض الفتياة يصرّحن بأن: «هذا الفتى لا يليق بي كثيرا! فإذا مشينا سويّة في الشارع، يقول الناس: إن هؤلاء غير متناسقين مع بعض!» فإن مثل هؤلاء يعيشون في ظرف «یقول الناس»، ورؤيتهم عن الأسرة متعلّقة بما يقول الناس عنها.


كثير من الرجال لا يعرفون طبيعة المرأة/ يجب على الرجل أن يلزم الصمت ويصبر على كلام زوجته المرّ


كثير من الرجال المتزوّجين لا يعرفون طبيعة المرأة، وليس لهم رؤية صحيحة عنها. فعلى سبيل المثال لا يعرفون أن طبيعة النساء ـ ما عدى اللاتي قد تعبن على أنفسهن وجاهدن أنفسهن ـ هي بحيث، إذا أطلقن لسانهنّ بالعتاب والشكوى، يعتبن بشكل مطلق ويكفرن بكلّ جميل، وإذا تألمّت إحداهنّ من زوجها، لعلّها تقول له: «لم أر منك خيرا قط!»؛ «لِأَنَّهَا إِذَا غَضِبَتْ عَلَى زَوْجِهَا سَاعَةً تَقُولُ مَا رَأَیْتُ مِنْكَ خَیْراً قَطُّ» [مستدرك الوسائل/14/244] «و لَا یَشْکُرْنَ الْکَثِیرَ إِذَا مُنِعْنَ الْقَلِیل» [من لایحضره الفقیه/2/554] عندما تقول المرأة هذا، يزعم الرجل أنها تكرهه أشدّ كره وحاقدة عليه، في حين أن الأمر ليس كذلك، وعلى الرجل أن يلزم الصمت ويصبر في مثل هذه المواقف. لقد ذكر رسول الله(ص) أن النساء عاجزات عن التعبير بشكل صحيح، يعني قد تزداد مرارة كلامهنّ عن الحدّ الطبيعي، فعليكم أن تستروا ذلك بالسكوت؛ «إِنَّمَا النِّسَاءُ عِیٌ ... و اسْتُرُوا الْعِیَّ بِالسُّکُوت» [الكافي/5/535 , من‌لایحضره‌الفقیه/3/390]

تجمع الأسرة بين الرجل والمرأة مع ما يتّصفان به من فوارق كثيرة وبيّنة، مما تؤدي إلى حلاوة ومرارة في الحياة. فإن لم تكونوا تتنبأون هذه الظاهرة، سوف لا تملكون القابليّة للتمتّع بحلاوة الحياة ولا تقدرون على استيعاب مرارتها ومواجهتها بشكل مناسب. وأساسا إن اللّه قد قرن بين هذين الجنسين المتعارضين والمختلفين من عدّة جهات في نطاق الأسرة لكي تتجسّد مواطن التعارض والانسجام بينهما، وليرى المواقف وردود الأفعال التي تصدر من كلّ زوج تجاه الآخر على مدى أيام حياتهما المشتركة وعلى رغم كل الاختلافات الموجودة بينهما. وفي الواقع يجب على الزوجين وبالرغم من كل الاختلافات والفوارق الموجودة بينهما أن يكمّل كلّ منهما الآخر ويتكاملا معا.


أي زوجة اخترتها، فيجب أن تعتبرها الزوجة التي اختارها الله لك


دقّقوا وأمعنوا النظر في مسار اختيار الزوجة، ولكن اعلموا أنه لستم من يحسم الأمر، فبعد ما تمّ الاختيار وانعقد الزواج، يجب أن تعتبروا زوجتكم، هي الزوجة التي قد اختارها الله لكم. فتحمّلوا كلّ المرارات والمصاعب التي ستواجهونها في حياتكم وقولوا: لابدّ أن هذه المشاكل والمرارات لمصلحتي ولولا ذلك لما قدّرها الله لحياتي ـ طبعا ما عدى بعض الموارد النادرة التي هي خارجة عن موضوع بحثنا ـ. لذلك فاعملوا بتكليفكم في مقام التحقيق والتدقيق في اختيار الزوج، ولكن بعد ما عملتم بتكليفكم فاعتبروا كلّ ما يحدث، من مشيئة الله وإرادته. فقد روي عن النبي(ص): «لو دَعا لك إسرافیلُ و جِبریلُ و میکائیلُ و حَمَلةُ العَرشِ و أنا فیهِم ما تَزَوَّجتَ إلاّ المرأةَ التي کُتِبَت لكَ» [میزان الحکمة/ح16500]

يقول بعض الناس الذين يتصعّبون جدّا في قضية اختيار الزوج: «أريد أن أجد كفوا لي!». طبعا إن أصل «الكفوية» بین الزوجين أصل صحيح، ولكن النقاش في تفسيركم لهذا الأصل. في الواقع إن أفضل زوج لكم هو الذي من خلال الحياة معه، يعينكم على معالجة عيوبكم والكمال والتقرّب من الله سبحانه وتعالى.


يتبع إن شاء الله...







التوقيع :

رد مع اقتباس