عرض مشاركة واحدة
قديم 03-28-2016, 09:42 AM   رقم المشاركة : 13
المصباح
( عضوفضي )
الملف الشخصي




الحالة
المصباح غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي معالم الأسرة الصالحة 2.4


إن الكثير من حالات الطلاق ناشئة من الرؤية الكاذبة عن الزواج/ أولئك الذين لم يهتمّوا بإنجاب الأولاد فلم يدركوا معنى الأسرة أساسا

قد تكون بعض أنواع الطلاق بسبب عدم تحمّل الزوجين ونفاد طاقتهما، ولكن الكثير من حالات الطلاق بسبب عدم الدراية والغفلة عن مقدّرات العالم وأنّ رؤيتهم عن الزواج غير صائبة أساسا. إن بعض الناس قد خلطوا بين البيت وبين الأريكة! في حين أن المفترض عليهم أن يعتبروا البيت من قبيل نادي الرياضة أو برنامج رياضي بحيث يحرّضهم على الحركة والتمرين مما يؤدي بهم إلى الرشد والارتقاء.
ما هي نظرتنا عن العلاقة الزوجية؟ أحد القضايا المطروحة في العلاقة الزوجية هي اللذة الجنسية، وإلى جانبها اللذة العاطفية والتعاون في الحياة. يعني كلّ من الزوجين يتصدّى لبعض الشؤون والأعمال في الحياة. ومن الجوانب المهمّة في الحياة هي «إنجاب الأولاد»، ولعلّها من أهمّ أقسام الحياة، في حين أن كثيرا من الناس يولونه أقلّ عناية. يمتنع كثير من الناس عن الإنجاب أو يحدّدون أنفسهم، فهؤلاء لم يدركوا معنى الأسرة؟ ولم تكن لهم رؤية صحيحة عن الأسرة والحياة المشتركة.
لم يكن إنجاب الأولاد في الدرجة الأولى من الأهميّة في رؤية أهل الغرب عن الأسرة، كما لم يولوا أي اهتمام لمفاهيم التكامل والرشد عبر تحمّل الاختلافات بين الزوجين، ولذلك تبادر إليهم هذا السؤال وهو لماذا يجب علينا التعايش مع الجنس المخالف دائما؟! فبدلا من تكوين الأسرة والتورّط بأعبائها وعنائها، يمكن تلبية الشهوة الجنسية عبر طرق أخرى، وإذا أردنا أن نجرّب التعايش والحياة المشتركة، فبإمكاننا أن نتعايش مع كلب أو قطّة؟! وبالمناسبة تذكر بعض الإحصائيات أن في بعض هذه المجتمعات الغربية، عدد نفوس الذين يعيشون مع كلب أو قطّة أكثر من عدد نفوس الذين يعيشون مع أزواجهم. لأنهم وبسبب شدّة أنانيّتهم وطلبهم للراحة، لم يكادوا يتحمّلون إنسانا آخر بجانبهم، ولذلك يقولون: «إن تحمّل الكلب بجانبنا أسهل علينا بكثير من تحمّل الزوج!» إذ لا يريدون أن يكون بجانبهم إنسان يختلف معهم في بعض الشؤون، فهذا ما يزعجهم ولا يطيقونه.

على الوالدين أن يتخذا سياسة «التغافل» عن بعض أخطاء أولادهن/ لا ينبغي للوالد أن يدخل البيت بهدوء وخفية ليقبض على أولاده

إن للأسرة حرمة خاصّة وعلى الرجل والمرأة مراعاتها. فعلى سبيل المثال روي عن الإمام الصادق(ع) أنه قال: «يسَلِّمُ الرَّجُلُ إِذَا دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ وَ إِذَا دَخَلَ يضْرِبُ بِنَعْلَيهِ وَ يتَنَحْنَحُ وَ يصْنَعُ ذَلِكَ حَتَّى يؤْذِنَهُمْ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ حَتَّى لَا يرَى شَيئاً يکْرَهُهُ» [جامع الأخبار/ص89] لا أن تخفي النساء والأولاد معا شيئا عن الأب وهذا ما يمكن مناقشته في مجال آخر، ولكن ينبغي للرجل أن يحفظ حرمة نفسه وحرمة أسرته. فلا ينبغي للأب أن يدخل بصمت وهدوء ليقبض على أفراد أسرته! فليس هذا بطريق صحيح لمراقبة الأسرة. لابدّ للرجل أن يحظى بسيادة وشخصية عالية بحيث يضطرّ أفراد الأسرة إلى تعديل سلوكهم حياءً من شخصيته وكرامته. حتى قد وصّي الآباء والأمهات بالتغافل عن أخطاء أولادهن. صحيح أن هذا التغافل لا يردع الأولاد عن أخطائهم، ولكنه سيحافظ على حيائهم. وسيشكّل حياؤهم رادعا من الفعل القبيح شيئا فشيئا.
كيف يجب أن تكون نظرة الرجل إلى خدمة الأسرة؟! لقد روي عن النبي(ص): «مَنْ‏ دَخَلَ‏ السُّوقَ‏ فَاشْتَرَى‏ تُحْفَةً فَحَمَلَهَا إِلَى عِيالِهِ کَانَ کَحَامِلِ صَدَقَةٍ إِلَى قَوْمٍ مَحَاوِيجَ» لا شك في أن النبي(ص) لم يقصد تشبيه أفراد الأسرة بالمساكين، بل أراد أن يصف حجم الأجر والثواب الذي يحصل عليه الرجل عبر هذا العمل. ثم أكمل النبي حديثه وقال «وَ لْيبْدَأْ بِالْإِنَاثِ قَبْلَ الذُّکُورِ» ثم قال: «فَإِنَّ مَنْ فَرَّحَ ابْنَةً فَکَأَنَّمَا أَعْتَقَ رَقَبَةً مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ مُؤْمِنَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ مَنْ أَقَرَّ بِعَينِ ابْنٍ فَکَأَنَّمَا بَکَى مِنْ خَشْيةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَ مَنْ بَکَى مِنْ خَشْيةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيم» [أمالي الصدوق/577].

الرجل مسؤول عن ديانة زوجته/ المرأة التي تتواضع لزوجها، فهي في الواقع تزيد إمكان تمتّعها من الحياة

روي عن الإمام الصادق(ع): «الْکَادُّ عَلَى‏ عِيالِهِ‏ مِنْ‏ حَلَالٍ کَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» [من‌لايحضره‌الفقيه/3/168]
وروي عن رسول الله(ص): «لِلْمَرْأَةِ عَلَى زَوْجِهَا أَنْ يشْبِعَ بَطْنَهَا وَ يکْسُوَ ظَهْرَهَا وَ يعَلِّمَهَا الصَّلَاةَ وَ الصَّوْمَ وَ الزَّکَاةَ إِنْ کَانَ فِي مَالِهَا حَقٌّ؛ وَ لَا تُخَالِفْهُ فِي ذَلِك» [مستدرك الوسائل/ج14/ص243] وهذا يعني أن الرجل مسؤول عن ديانة زوجته.
لقد قال النبي(ص): «فَأَيُّ رَجُلٍ لَطَمَ امْرَأَتَهُ لَطْمَةً أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَالِکاً خَازِنَ النِّيرَانِ فَيلْطِمُهُ عَلَى حُرِّ وَجْهِهِ سَبْعِينَ لَطْمَةً فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَ أَيُّ رَجُلٍ مِنْکُمْ وَضَعَ يدَهُ عَلَى شَعْرِ امْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ سُمِّرَ کَفُّهُ بِمَسَامِيرَ مِنْ نَارٍ» [مستدرك الوسائل/ج14/ص250] ومن جانب آخر، قال في تعامل المرأة مع زوجها: «وَيلٌ لِامْرَأَةٍ أَغْضَبَتْ زَوْجَهَا وَ طُوبَى لِامْرَأَةٍ رَضِيَ عَنْهَا زَوْجُهَا» [عيون¬أخبارالرضا/ج2/ص11] وقال في حديث آخر: «مَنْ کَانَ لَهُ امْرَأَةٌ تُؤْذِيهِ لَمْ يقْبَلِ اللَّهُ صَلَاتَهَا وَ لَا حَسَنَةً مِنْ عَمَلِهَا حَتَّى تُعِينَهُ وَ تُرْضِيهُ وَ إِنْ صَامَتِ الدَّهْرَ وَ قَامَتْ وَ أَعْتَقَتِ الرِّقَابَ وَ أَنْفَقَتِ الْأَمْوَالَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ کَانَتْ أَوَّلَ مَنْ تَرِدُ النَّارَ» [وسائل الشيعة/ج20/ص163]
فإن تصرّفت المرأة بما يؤذي زوجها ويغضبه، فلا يجوز لها أن تمرّ من هذا الحدث بسهولة أو تؤجّل كسب رضاه إلى يوم غد، بل يجب أن تجلس إلى جانبه وتمسك يده وتقول له: لا أنام الليلة حتى ترضى عني! فقد روي عن الإمام الصادق(ع) أنه قال: «خَيرُ نِسَائِکُمُ الَّتِي إِنْ غَضِبَتْ أَوْ أَغْضَبَتْ قَالَتْ لِزَوْجِهَا يدِي فِي يدِكَ لَا أَکْتَحِلُ بِغُمْضٍ حَتَّي تَرْضَى عَنِّي» [من لا يحضره الفقيه/ج3/ص381] طبعا قد يودّ الرجل أن يبطئ في العفو عنها وأراد أن يلبّي أنفته وكبريائه، ولكن على المرأة أن تصبر على كبرياء بعلها إذ أن هذه الكبرياء تنفع الزوجة أيضا ولصالحها، إذ إن انكسرت رجولة الرجل وأنفته، فلم تعد المرأة تحبّه بعد فترة. ومن هذا المنطلق نقول: إن المرأة التي تتواضع لزوجها فهي في الواقع تزيد إمكان تمتعها من الحياة.

يتبع إن شاء الله...








التوقيع :

رد مع اقتباس