عرض مشاركة واحدة
قديم 05-01-2016, 10:50 AM   رقم المشاركة : 18
المصباح
( عضوفضي )
الملف الشخصي




الحالة
المصباح غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي معالم الأسرة الصالحة 3.5


فلتكن معاملتكم مع اللّه لا مع أزواجكم/ لا تخافوا ضياع حقوقكم في ما إذا أحسنتم الأخلاق والصحبة مع أزواجكم!

فلتكن معاملتكم مع الله لا مع أزواجكم، ولا تخافوا ضياع حقوقكم في ما إذا أحسنتم الأخلاق والصحبة مع أزواجكم، وأساء زوجكم في المقابل. لا يقل أحدكم: «إن أحسنت العشرة من أجل الله، بينما تفرعن زوجي وأضاع حقّي، فمن الذي يأخذ حقّي منه؟ فدعني أكن كالذئب المهاجم أهاجمه وآخذ حقي منه!» الجواب هو مهما كنت شرسا مع زوجك، فلا فائدة في ذلك بل سيتفاقم سوء خلقه. بينما إن أحسن الإنسان أخلاقه وسلوكه، سيدافع الله عنه؛ (إِنَّ اللَّهَ يدافِعُ عَنِ الَّذينَ آمَنُوا) [الحج/38] لا يستطيع زوجكم أن يفرّ من الله، وأي محكمة جديرة بالدفاع عن حقكم أفضل من محكمة الله سبحانه؟
كوني زوجة صالحة واعرضي أخلاقك على الله، فإن لم يقدّرك زوجك وأساء إليك، فحتى لو استشهد في سبيل الله ودفنه رسول الله(ص) بيديه المباركتين، سيضغطه القبر! كما حصل لسعد الذي استشهد بين يدي رسول الله(ص) وباشر الرسول(ص) بدفنه «فَلَمَّا أَنْ سَوَّى التُّرْبَةَ عَلَيهِ قَالَتْ أُمُّ سَعْدٍ يا سَعْدُ هَنِيئاً لَكَ الْجَنَّةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يا أُمَّ سَعْدٍ مَهْ لَا تَجْزِمِي عَلَى رَبِّكِ فَإِنَّ سَعْداً قَدْ أَصَابَتْهُ ضَمَّةٌ ... إِنَّهُ کَانَ فِي خُلُقِهِ مَعَ أَهْلِهِ سُوءٌ» [علل الشرايع/1/310]

أتعلمون متى يتجسّد العشق الحقيقي بين الزوجين؟/ عندما يتوفّى الرجل، فمصيبته على زوجته أعظم من غيرها

أتعلمون متى يتجسّد العشق الحقيقي بين الزوجين؟ عندما يتوفّى الرجل، فمصيبته على زوجته أعظم من غيرها. ومثلا في ما إذا أخذ أب كبير السنّ بيد زوجته أمام أولاده ثمّ دمعت عيناه وقال: «أ تعلمون كم قد تعبت هاتان اليدان من أجلي، من دون أن يكون واجبا عليها، وكم قد طبخت لي هاتان اليدان طعاما طيّبا؟!» هكذا يتجسّد الحبّ ومثل هذا الحبّ يمدّ العالمَ بحيوية ونضارة، وإلا فممارسات الحبّ والغرام التي تجري بين ولد وفتاة شابّين والتي هي مقتضى شهواتهم الغريزيّة في أيام الشباب هي أمر طبيعيّ لا يمدّ العالَم بشيء.
كان أحد العرفاء الكبار مريضا في المستشفى، وكان قد أيس الأطباء من علاجه. وإذا يفتح عينيه ويقول لولده علينا أن نذهب إلى البيت! فسأله عن السبب؟ قال: كان المفترض أن أموت الآن ولكن لم يرض قلب أمك بوفاتي، فتعرقل الأمر. فلابدّ أن أذهب إلى البيت وأحصّل رضاها. وفعلا ذهبوا إلى البيت وتحدّث مع زوجها عدّة ساعات لكي ترضى، ثمّ غادر الدنيا بكل سهولة. فلابدّ أن نجد العشق في مثل هذه المواقف.
أتعلمون عندما يتوفّى رجل، على من تكون مصيبته أشدّ؟ على أمّه، أم على بنته، أم على أخته، أم على زوجته؟ قيل: إن مصيبته على زوجته أعظم. فساعد الله قلب الرباب بمصيبة الحسين(ع). أتعلمون من أسرع من مات حزنا على الحسين(ع) بعد مصائب كربلاء؟ إنها الرباب فقد ماتت حزنا قبل جميع النساء. كانت الرباب إحدى زوجات أبي عبد الله الحسين(ع) العارفات، واللتي قد كان أبو عبد الله الحسين(ع) يحبها بشكل خاص من أجل الله وبسبب معرفتها. وبالإضافة إلى ذلك لا تستحقّ كل أمّ أن يفدى ولدها الرضيع لإمام زمانه. وقد سبقتها الرباب أمٌّ أخرى حيث فدي جنينها وهي فاطمة الزهراء(س) اللتي ضحّت بولدها محسن في سبيل أمير المؤمنين(ع)...

ألا لعنة الله على القوم الظالمين







التوقيع :

رد مع اقتباس