عرض مشاركة واحدة
قديم 05-11-2012, 11:52 PM   رقم المشاركة : 2
أبو حيدر
يا منصور أمت.


 
الصورة الرمزية أبو حيدر
الملف الشخصي





الحالة
أبو حيدر غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: عمر يفتي بجواز.. تحريف القرآن !

زعم عمر بن الخطاب أن القرآن ضاع أكثرمن ثلثيه !!

قال الطبراني في الأوسط:6/361: (حدثنا محمد بن عبيد بن آدم بن أبي إياس العسقلاني ، حدثني أبي، عن جدي آدم بن أبي إياس ، ثنا حفص بن ميسرة ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله (ص): القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف، فمن قرأه صابراً محتسباً كان له بكل حرف زوجة من الحور العين ).

ثم قال الطبراني: ( لايروى هذا الحديث عن عمر إلا بهذا الإسناد تفرد بحفص بن ميسرة ).

ورواه السيوطي في الدر المنثور:6/422 ، وقال: (قال بعض العلماء هذا العدد باعتبار ما كان قرآناً ونسخ رسمه ، وإلا فالموجود الآن لا يبلغ هذه العدة ) .

( راجع الجامع الصغير:2/264 والإتقان:1/70 ) .

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد:7/163: (رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه محمد بن عبيد بن آدم بن أبي إياس، ذكره الذهبي في الميزان لهذا الحديث ولم أجد لغيره في ذلك كلاماً ، وبقية رجاله ثقات ) .

(ورواه في كنز العمال:1/517 ، و:1/541 وقال: الطبراني في الأوسط ، وابن مردويه ، وأبو نصر السجزي في الإبانة ، عن عمر . قال أبو نصر: غريب الإسناد والمتن ، وفيه زيادة على ما بين اللوحين ، ويمكن حمله على ما نسخ منه تلاوة مع المثبت بين اللوحين اليوم) .

وعدد حروف القرآن الذي بأيدينا ثلاث مئة ألف حرف وكسراً ، فلاتبلغ ثلث العدد الذي قاله عمر، فيكون مقصوده ضياع أكثر من ثلثي القرآن !!

ولا يمكن قبول تفسير السيوطي بأن ما نسخ من القرآن أكثر من الثلثين ! فلو كان ذلك لبان وشاع ، ولا يعقل أن يكون المنسوخ أكثر من القرآن الفعلي!

وقد تلقى بعض علمائهم هذا الأثر عن عمر بالقبول وأخذ يفسره ، وقد صرح الهيثمي أن أحداً قبل الذهبي لم يطعن أو يتكلم في محمد بن عبيد بن آدم ، الذي هو شيخ الطبراني ، وبقية رواة الحديث ثقاة !

ومن المعروف أن الذهبي كثيراً ما يطعن براوٍ موثق بسبب متن حديث لم يعجبه ، مع أنه راويه ليس مسؤولاً عنه !

أما قول ابن حجر في لسان الميزان:5/276: ( محمد بن عبيد بن آدم بن أبي إياس العسقلاني: تفرد بخبر باطل، قال الطبراني..الحديث). فإن أراد به أن معنى الحديث باطل فهو صحيح ، وإن أراد الطعن بمحمد بن عبيد ، فالتفرد ليس طعناً ، وهو من شيوخ الطبراني الموثقين عندهم ، ولذلك اعتبره السيد الخوئي قدس سره موثقاً فقال في البيان ص202: (وأخرج الطبراني بسند موثق عن عمر بن الخطاب مرفوعاً: القرآن ألف ألف وسبعة وعشرون ألف حرف ، بينما القرآن الذي بين أيدينا لا يبلغ ثلث هذا المقدار ، وعليه فقد سقط من القرآن أكثر من ثلثيه ). انتهى.

وقد ترجم السمعاني في الأنساب:4/191 ، لجده آدم بن إياس ومدحه وترجم له ولم يضعفه ، قال: ( قال أبو حاتم الرازي: حضرت آدم بن أبي إياس العسقلاني وقال له رجل: سمعت أحمد بن حنبل وسئل عن شعبة: كان يملي عليهم ببغداد أو يقرأ ؟ قال: كان يقرأ رمزاً ، وكان أربعة أنفس يكتبون: آدم ويملي الناس . فقال آدم: صدق ، كنت سريع الخط وكنت أكتب ، وكان الناس يأخذون من عندي ....

وحفيده محمد بن عبيد بن آدم العسقلاني يروي عن أبي عمير عيسى بن محمد النحاس الرملي ، روى عنه سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ) .

ثم لو تنزلنا وقلنا إن حديث عمر هذا ضعيف بمحمد بن عبيد ، فإن شواهده الآتية ترفعه إلى درجة الصحيح عندهم .

فمن شواهده: ما رواه عبد الرزاق:7/330: (عن معمر ، عن ابن جدعان ، عن يوسف بن مهران ، أنه سمع ابن عباس يقول: أمر عمر بن الخطاب منادياً فنادى أن الصلاة جامعة ، ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس لاتُخدعن آية الرجم فإنها قد نزلت في كتاب الله عز وجل وقرأناها، ولكنها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمد (ص)وآية ذلك أنه(ص)قد رجم...).

وهذا السند مقبول عندهم ، فجميع رواته موثقون حتى ابن جدعان الذي هو علي بن زيد بن جدعان ، وليس لهم عليه مأخذ إلا أنه كان يتشيع ! والتشيع ليس تضعيفاً عندهم .

قال العجلي في الثقات:2/154: (علي بن زيد بن جدعان بصري ، يكتب حديثه وليس بالقوي ، وكان يتشيع . وقال مرة لا بأس به ).

وحتى الذين لايقبلون حديث ابن جدعان ويضعفونه ، فقد قبلوا روايته عن يوسف بن مهران ! قال الرازي في الجرح والتعديل: 9/229: (يوسف بن مهران ، مكي روى عن ابن عباس وابن عمر ، روى عنه علي بن زيد بن جدعان ، سمعت أبي يقول ذلك.... ثنا عبد الرحمن قال: سألت أبي عن يوسف بن مهران فقال: لاأعلم روى عنه غير علي بن زيد بن جدعان ، يكتب حديثه ويذاكر به . نا عبد الرحمن قال: سئل أبو زرعة عن يوسف بن مهران فقال: مكي ثقة ).

وقال في هامش: المجروحين:2/103: (علي بن زيد بن جدعان أحد علماء التابعين ، اختلفوا فيه فقوى أمره جماعة كالجريري ومنصور بن زاذان وحماد بن سلمة ، وتكلم فيه الأكثرون . قال شعبة: كان رفاعاً ، وقال مرة: حدثنا علي قبل أن يختلط . وكان ابن عيينة يضعفه...) . وقال في هامش سير أعلام النبلاء:2/134، عن حديث آخر: (وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد وهو ابن جدعان، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي (3206) في التفسير ) .

وقال في:3/375: ( وفي سند الطبراني محمد بن سعيد الأثرم وهو ضعيف ، وفي سند البزار علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف ، لكن يتقوى كل منهما بالآخر فيحسن ، وآخر من حديث ابن عباس عند ابن عدي:89/2 ، وفي سنده حكيم بن جبير وهو ضعيف ، فالحديث صحيح بهذه الشواهد). انتهى.

فهذا الحديث بشواهده صحيح عندهم، فضلاً عن صلاحيته كشاهد لحديث الطبراني عن عمر .

ومن شواهده: مارواه ابن عساكر في تاريخه:7/265: (وأخبرنا أبو عبدالله البلخي، أنا ثابت بن بندار ، أنا الحسين بن جعفر قالا: أنا الوليد بن بكر ، نا علي بن أحمد بن زكريا ، نا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي ، حدثني أبي أحمد ، حدثني أبو عثمان البغدادي ثقة ، نا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار ، عن ابن أبي مليكة ، عن المسور بن مخرمة ، قال عمر بن الخطاب لعبد الرحمن بن عوف: ألم يكن فيما يقرأ: قاتلوا في الله آخر مرة كما قاتلتم فيه أول مرة ؟ قال: متى ذاك يا أبا محمد؟ قال: إذا كانت بنو أمية الأمراء وبنو مخزوم الوزراء .

وقد روي هذا الحديث عن ابن أبي مليكة من وجه آخر: أخبرناه أعلى من هذا بأربع درجات أبو بكر بن المزرفي ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، نا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمد ، نا دواد بن عمرو، نا نافع بن عمر ، عن ابن أبي مليكة ، عن المسور بن مخرمة ، قال قال عمر بن الخطاب لعبد الرحمن بن عوف: ألم تجد فيما أنزل الله: جاهدوا كما جاهدتم أول مرة ؟ قال: بلى . قال: فإنا لا نجدها؟! قال: أسقطت فيما أسقط من القرآن ! قال أتخشى أن يرجع الناس كفاراً قال ما شاء الله . قال: لئن رجع الناس كفاراً ليكونن أمراؤهم بني فلان ووزراؤهم بني فلان..). انتهى.

وقال في الدر المنثور:1/106: (وأخرج أبو عبيد وابن الضريس وابن الأنباري عن المسور بن مخرمة قال: قال عمر لعبد الرحمن بن عوف: ألم تجد فيما أنزل علينا أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة فإنا لا نجدها ؟! قال: أسقطت فيما أسقط من القرآن) !!

(ورواه في كنز العمال:2/567 من مسند عمر وقال: في رواية أخرى:.. فرفع فيما رفع )!

ومن شواهده: مارواه في الدر المنثور: 1/106: (وأخرج أبو عبيد وابن الضريس وابن الأنباري في المصاحف عن ابن عمر قال: لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله ، ما يدريه ما كله ؟! قد ذهب منه قرآن كثير ، ولكن ليقل قد أخذت ما ظهر منه ) !! انتهى.

فهذه الشواهد، وكل أحاديث الباب شواهد له وبعضها صحيح بنفسه كقول عمر(ولكنها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمد)! ونصوصهم على أن سورة الأحزاب ضاع منها أكثر من مئتي آية ! وأن سورة براءة ضاع أكثرها.. فهي كافيةٌ للحكم بصحة قول عمر الأول ، وأنه كان يرى أن القرآن الموجود بين أيدينا أقل من ثلث القرآن المنزل ، وأنه فُقد أكثر من ثلثيه بعد النبي صلى الله عليه وآله !!

ولو قايسنا قول عمر هذا بمجموع روايات مصادرنا التي تدعي أنهم حذفوا العديد من آيات القرآن في فضائل أهل البيت عليهم السلام ومطاعن قريش ! لكانت شيئاً قليلاً أمام مقولة عمر العجيبة !!

على أنا نرد الجميع ، ونقول بعصمة القرآن عن الزيادة والنقص .

الأسئلة:
1ـ ألا تقتنعون من مجموع هذه الأحاديث والآثار الثابتة عن عمر ، الصريحة في نقص القرآن ، بأنه كان يقول بوقوع النقص في القرآن ؟!

2ـ لماذا تغمضون عيونكم عن هذه الطامات الموجودة في مصادركم من الأحاديث والآثار ، وفيها الصحيح والحسن والموثق ، وترفعون أصواتكم بالويل والثبور لروايات مشابهة في مصادرنا ، مع أنها أقل منها وأخف ؟!


3 ـ نراكم تعالجون هذه الأحاديث ، مرة بالتضعيف ، ومرة بالتأويل والحمل على نسخ التلاوة ، وسيأتي الكلام فيه ، ومرة بالسكوت والإعراض.. إلى آخر أساليبكم المستميتة في الدفاع عن عمر ! فلماذا لاتصح تلك العلاجات للروايات المشابهة في مصادرنا ؟!

أم أن الحمل على الأحسن لرواتكم ومصادركم واجب ولمصادرنا حرام ؟!






التوقيع :

رد مع اقتباس