[خادمة قمر العشيره ع]

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم

نبش وتخريب قبر الأمام الحسين عليه السلام

(( يريدون ليطفؤ نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون )) ولم يزل المتوكل جعفر
بن المعتصم منذ عشرين سنة يأمر بخراب بنيان قبر الحسين عليه السلام وحرث مكانه وإجراء الماء
عليه ونبش قبره ومحو أثره وما ظفر بمقصوده والقبر على حاله لم يتغير لأنهم وان هدموا بنيانه
ولكن لم أجروا الماء عليه غار وحار واستدار ولا يعلوه قطرة لأن موضع القبر ارتفع يقدرة الله
وباذن الله ثم هموا بحرث القبر وجاؤا بالبقر والآلات التي يحرثون بها ، قال الراوي فصرت الى
الناحية وأمرت بالبقر فمر على القبور كلها ولما بلغ قبر الحسين عليه السلام لم تمر فيه
فأخذت العصا فما زلت أضربها حتى تكسرت العصا فوالله ما جازت عن موقفها خطوة واحدة ثم أمر
اللعين وبعث من ينبش القبر وهو ابراهيم الديزج قال الراوي فحكى لي ابراهيم الديزج في
مرضه الذي مات فيه قال كنت جاره فدخلت عليه أعوده فوجدته بحال سوء فاذا هو كالمدهش وعنده
الطبيب ولم يعرف من حاله ما يصف له من الدواء ما يستعمله فأشار الى الطبيب فشعر الطبيب فقام
وخرج فلما خلا الموضع سألته عن فقال أخبرك واستغفر الله ان المتوكل أمرني بالخروج الى نينوى
الى قبر الحسين لنبش القبر فأمرنا أن نطمس أثر القبر فوافيت الناحية مساء ومعنا الفعلة
والدركاريون ومعهم المساحي والمرور فتقدمت الى غلماني وأصحابي وأن يأخذوا الفعلة بخراب
القبر فطرحت نفسي لما نالني من تعب السفر فنمت فذهب بي النوم فاذا ضوضاء شديد وأصوات
عالية وجعل الغلمان ينبهوني فقمت وأنا ذعر فقلت لغلماني مل شأنكم قالوا أعجب شأن قلت
وما ذاك قالوا ان بموضع القبر قوماً قد حالوا بيننا وبين القبر وهم يرموننا مع ذلك بالنشاب
فقمت معهم لأتبين الامر فوجدته كما وصفوا وكان ذلك في أول الليل من ليالي البيض فقلت إرموهم
فرموا فعادت سهامنا الينا فما سقط سهم منا الا في صاحبه الذي رمى به فقلته أقول ياليت ان
سهام أهل الكوفة قد عادت اليهم فقتلتهم حين أحاطوا به والسهام من كل ناحية وهو يتقيها
بنحره وصدره وكانت السهام في درعه كالشوك القنفذ ثم لم يزل يقاتل حتى أصابته جراحات
عظيمة .