الموضوع: الزواج
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-16-2010, 02:59 AM   رقم المشاركة : 27
12 نورالحسين14
( عضوة مميزة )

 
الصورة الرمزية 12 نورالحسين14
الملف الشخصي





الحالة
12 نورالحسين14 غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: الزواج

كانت الغرفة مطفأة الأنوار..



تلقائياً مددتُ يدي وأضأتها...



وبسرعة جلت ببصري في أرجاء الغرفة باحثا عن فتاة الغلاف...ولكني لم أجد أي أثر يدل على وجودها...!!



قلت: ربما هذا جزء من مفاجأتها



لسعادتي...!!





فتحت خزانة الملابس قلت قد تكون المفاجأة هنا ونظرت تحت السرير وأنا أقول....أوهنا ياسعد...أو هناك يا سعد (وأنا أخاف تطلع وتبخ في وجهي على بالها بتخوفي وهي أصلا باخة في وجهي خلقة...!)



ماعلينا...ماعلينا...كل عليه من زمانه باخ....!



أعدت النظر في أرجاء الغرفة وتأكدت بأنه لم يدخلها أحد فآثار الغبار واضحة هنا وهناك...!!





أخرجت جوالي واتصلت بها....



وجاءني صوتها بنبرة فيه من الدلال والغنجة ما يكفي لنساء الأرض...!



قالت: ألوووه...هلاسعد



بادرتها قائلاً: هناء عسى ماشر.....!!



أين مفاجأتك...؟ ألم تقولي سوف تنتظريني في الغرفة...؟




يتبع.....}



قالت: سعد معليش أختي جاءتنا اليوم ممكن أبات عند أهلي اليوم عشانها...؟ !!!!



قلت: ماشاء الله....على البركة....على البركة..هي وصلت من لندن..؟؟



قالت: لايا حبيبي سعد أنا أقصد أختي هنادي هي من ستبيت عندنا (أختها [هنادي] تسكن في>>> طرف الرياض)



بالكاد سيطرت على أعصابي وألفاظي وقلت: كماتحبين...كماتحبين...وقط عت الاتصال بسرعة





جلست على طرف السرير



ووضعت إبهامي على مفرق جبيني ضاغطاً عليه بشدة وقلت: زواجي بهذه المرأة ربما هو تكفير عن جرم عظيم اقترفته فيما سبق من حياتي..!



فهل في تكفيري عن ذلك الجرم بقية....اللهم ربي لا....اللهم ربي لا...!!





بعد قليل من التفكير



أخرجت جوالي



وبحثت في سجل الأسماء عن من ينتشلني من ليلتي هذه...!



فلو جلست وحيدا فسينفجر رأسي...!!



اتصلت بأحمد وتحمد لي بسلامة الوصول ثم قال لي :



سعد إلحق...إلحق لايفوتك العشاء...لن نأكل قبل حضورك



رميت بزجاجة العطر على السرير



وخرجت مسرعا من البيت وانطلقت بالسيارة حتى وصلت...



كان المجلس يضم الكثير من الأصدقاء...بعضهم من ( أتى عليه الزمان وتزوج)....والبعض الآخر مازال ينتظر دور الزمان عليه...!



ماإن دخلت



حتى قال: أحمد



يالله...يالله...تفضلوا حياكم الله...العشاء جاهز...



كل أخذ مكانه على مائدة السفرة...



=====



وما إن بدأنا في الأكل حتى سأل فواز أحمد قائلا:



الله ياأحمد أقدر أعرف من أي الأنواع هذا الأرز (وأشار إلى الصحن)



جاوبه أحمد بثقة قائلاً : لو أخبرتك بنوع الأرز هذا فلن تأخذ الأيدي التي أعدته وطبخته...



قال فواز بلهجة بائسة: خلاص أجل ترى زوجتي بتكون صديقة لزوجتك من أول ما أتزوج...!





وبخبث قال أحد العيارين: طيب أنت ياسعد ماالذي تغير فيك بعد الزواج لازم نعرف....؟





فضحكت ضحكة مصطنعة وقلت: لقد أصبحت خبيرا في آخر صيحات الموضة وعناوين أشهر الماركات العالمية



بدأ من (بدي شوب ومروراً بمانقو وانتهاء بولد همز قصدي>>> دبنهامز)



ولاتهون المشاغل النسائية...!



قطع حديثنا



فيصل قائلاً: لقد انقرضت الموديلات الأصلية من النساء وأشك أنه قد بقي لهن بقية فلم تعد هناك بيوت تعد نساء مسئولات ويستطعن إدارة البيوت>>فتجد البنت تأكل وتشرب وتتسوق وقد انحصر اهتمامها بين هذا الثالوث...!





اختلط حديث الأصدقاء ببعضه وفضلت الاستماع على الحديث



حتى أخذت كفايتي من الأكل



وبعدما أثنيت على جودة العشاء استأذنت في الانصراف...



طلب مني صاحب الدار الجلوس فاعتذرت (فأنا لم أعد أعرف ماذا أريد هل أريد الجلوس لوحدي أم برفقتي أحد ما)





ركبت سيارتي وانطلقت بها لا أدري إلى أين...؟





أخذتني سيارتي أوتفكيري لا أدري أيهما...إلى طريق الملك فهد باتجاه الشمال...



استمريت في التفكير وفي القيادة حتى قرأت لوحة تقول (بريدة200كلم...!!)...(بين مدينة بريدة والرياض حوالي 400كلم)



عندها فقط أفقت ...!!



ومن أول مخرج عدت أدراجي مردداً...خيرة إن شاء الله...خيرة إن شاء الله...



بدأت في مقارنة نقاط الاختلاف ونقاط الاتفاق مع زوجتي سائلاً نفسي هل من الممكن بعد كل هذا أن نستمر كزوجين...؟



كانت الأصوات بداخلي تتلاطم كأمواج البحر....!





مع أذان الفجر كنت قدوصلت إلى البيت....



اتجهت إلى المسجد وأديت الفريضة..ثم جلست أدعو الله أن يكتب لي الخير في أمر زواجي سواء بقيت معي زوجتي أم طلقتها فالخيرة فيما اختاره الله...!



ذهبت إلى البيت واستسلمت لنوم...




يتبع....}





في المساء جاءني اتصال من الهانم



قالت بعد السلام:سعد ممكن تمرني...إختي هنادي ذهبت إلى بيتها....؟! (يا صبرك يا أرض)



قلت: لكن لم أفهم لماذا أمر بك....؟



قالت: وهذا سؤال تسأله طبعا لكي أذهب معك لبيتي...!!



قلت: لكن وضعت البيت على الرف وجعلتيه آخر اهتماماتك...!



قالت: أنت دائما تنظر للأمور بالمجهر حاول أن تكون طبيعيا في رؤيتك للأشياء...أمن أجل مبيتي في بيت أهلي لليلة واحدة تريد أن تصنع مشكلة لا تكبر الأمور...!



(رفعت بصري إلى السماء وقلت :أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم أردفت قائلاً حسنا...سأتي لأخذك بعد قليل)





وقد كان اتجهت إليها وتوقفت عند الباب بانتظارها....



وخرجت على عادتها لم يتغير فيها شيئ فطقوسها كما هي لم تتغير...!!



وما إن ركبت حتى سألتني قائلة: أختك أم بدر مازالت موجودة ألم تسافر إلى بيتها بعد...؟



(كدت أن أقول لها إذا كانت تجلس فوق رأسك فاسألي عنها متى تذهب ولكني بصعوبة بالغة تمالكت نفسي وقلت: ستسافر بعد عدة أيام)





قالت بنبرة فرح: الله يسهل دربها...!



قلت لها محاولا الخروج من هذا الجو ....



هناء مارأيك لو ذهبنا إلى ممر المشاة وقضينا بعض الوقت هناك...؟ (أف يارومانسي)



بعد صمت قصير قالت: ماشي الحال...ليه لأ...!<<< يا صبرك يا أرض..!!





اتجهنا إلى المكان المقصود



وترجلنا من السيارة وبدأنا في المشي....



كان الجو جميلاً جداً لم يعكره سوى بعض كلامها المبطن...!!





قلت لها: هناء مارأيك في بيت المستقبل كيف تريدين تصميمه...؟



قالت: أتمنى شقة صغيرة جدا بحيث لايكون فيها أي زيادة في الغرف...ثم قالت :وأنت ماذا تتمنى..؟



قلت: سبحان الله....أنا أتمنى أن يكون لمنزلي سور أوحديقة ولايهمني عدد الغرف (ثم أردفت قائلا)الحديقة هي الرئة التي يتنفس منها البيت...!





ثم قطعت (هي) الحديث فجأة وبانحراف قدره



(180درجة ) وقالت:





سعد لدي عريس لخالتك أم إبراهيم...!



قلت مستغرباً: ومن يكون هذا العريس..!



قالت: ( أبو راشد...جد صديقتي عواطف فهو يبحث عن زوجة)...!!



قلت: من أبو راشد...!!تقصدين أبو راشد صاحب معرض السيارات...؟



قالت: يبدو أنك على معرفة به...؟





قلت: ويبدو أنك لا تعرفين عنه أي شيئ...
(ثم قلت) ألا تعلمين بأن زوجته قد توفيت منذ أكثر من سنة وبأنه قد خرج من العناية المركزة منذ سبعة أشهر فقط... فهو بحاجة إلى ممرضة أكثر من حاجته إلى زوجة....!!





قالت بنبرة كمن فقد عزيزا لديه: خسااارة...
ثم أردفت قائلة: طيب مارأيك لو وضعت اسمها ومواصفاتها لدى إحدى الخطابات المعروفات بجلب الأزواج بأسرع وقت...؟!



قلت: هناء ماذا جرى لك.....عسى ماشر...!
لماذا تريدين تزويجها بهذه السرعة...؟!...كل هذا بريرة لخالتي...!!





قالت: أتسخر من كلامي بدلا من أن تشكرني لحرصي على خالتك...؟




قلت: طيب حرصك هذا يريد أن يجعل منها ممرضة لرجل كهل...أوأن يلقي بها بين أنياب الخطابة...أتعرفين من هو الرجل الذي يستعين بالخطابة...؟




هو الذي لم يجد امرأة تقبل به في محيطه وأعياه البحث عن امرأة تقبل به...!





كان الحديث معها سجالاً حتى وصلنا إلى البيت



بل حتى دخلنا غرفة النوم....



ماإن رأيت السرير حتى ألقيت بنفسي..عليه حتى من غير أن ألتفت ورائي....



فالأحاديث الجميلة التي تبادلتها معها لم تبقي لدي أي نشاط حركي زائد......!!



استيقظت في الصباح....



على صوت حركتها داخل الغرفة....



وما إن فتحت عيناي...



وجدتها تجلس أمام المرآة....تمارس وضع مخفي العيوب...ذلك الكون سلر...!!



قلت في نفسي أصبحنا وأصبح الملك لله...



فقد أصبحت بيني وبين هذه الطقوس عداء نفسي وجسدي كبير....



بعد أن سمعنا صوت منبه السيارة...سحبت عباءتها من على الرف وأخذت تجري وهي تقول يوووه لقد تأخرت على البنات.....!!





قمت بتغيير ملابسي...وخرجت متجهاً إلى عملي ....



أثناء وجودي في عملي



سأني أحد الزملاء...هل أعرف مدرسة قرآن كريم فدار التحفيظ التي ترأسها أخته بحاجة إليها....



مباشرة اتصلت بخالتي..



وأخبرتها بالموضوع وشجعتها على ذلك وخصوصا أن المكان قريب جدا...لم تمانع رغم أن الراتب كان غير مجدي أبداً



لكنها تراجعت عندما تذكرت بأن أولادها سيبقون لوحدهم في المنزل...





استغربت من كلامها وحساسيتها...فبيتنا مفتوح لها ولأولادها دائماً وأبداً....!! اتفقنا على أن تحضر أولادها يومياً قبل ذهابها إلى عملها...





قبل خروجي من عملي....اتصل بي فواز..وأخبرني بأن والدة صديقنا أحمد قد توفيت....وسوف يصلون عليها عصر اليوم....



ترحمت عليها...



وخرجت من عملي باتجاه المسجد حيث لم يتبقى الكثير من الوقت...



وبعد الصلاة اتصلت (بالهناء>>زوجتي)



وأخبرتها بالخبر وطلبت منها أن تستعد لكي آخذها لكي تقوم بواجب العزاء...



توقفت عند البيت واتصلت بها وأخبرتها بأني بانتظارها عند الباب...



انتظرتها لكي تخرج ولم يحصل....



وطال انتظاري....



اتصلت بها مرة أخرى ولم ترد على اتصالي...



استغربت...وبدأ القلق يتسرب إلى داخلي....



لم يكن هناك بد من دخولي لكي أنظر ما الخبر...!!



دخلت المنزل وأغلقت الباب ورائي







وأغلقت معها الصفحة الثامنة عشرة من صفحات حياة زواجي






التوقيع :
[gdwl]
المهندسة :: نور الحسين
[/gdwl]

رد مع اقتباس