إن حالات البكاء والتباكي لها ثواب عظيم في أحياء ذكرى عاشوراء وعزاء الإمام الحسين عليه السلام فالمرء حتى وإن لم يبك أو لم تعتريه حالة البكاء، فان مجرد التباكي ، يجعل الشخص في حالة من الحزن والآسي، ويضفي على المجلس حالة الغم والكآبة .
فالتباكي تماشيا مع المفجوعين بمأساة عاشوراء، له وقع كوقع البكاء والإبكاء. جاء في حديث عن الإمام الصادق عليه السلام انه قال: " من أنشد في الحسين شعرا فتباكى فله الجنة ".(بحار الأنوار 282:44) .
وجاء في حديث نقله السيد بن طاووس: "من تباكى فله الجنة ". (نفس المصدر السابق :288) .
وجاء في حديث القدسي: " يا موسى ما من عبد من عبيدي في ذلك الزمان بكى أو تباكى وتعزّى على ولد المصطفى إلا وكانت له الجنة ثابتا فيها "(مستدرك سفينة البحار،ج 7،ص235(نمازي الشاهرودي) .
وبطبيعة الحال فان التباكي مطلوب أيضا في موارد أخرى غير التباكي على مصيبة أبي عبد الله والمناجاة وخشية الله . وهذه الأمثلة النفسية تترك تأثيرا من الظاهر على الباطن. في هذا المورد قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأبي ذر الغفاري: "يا أبا ذر ، من استطاع أن يبكي فليبكِ ، ومن لم يستطيع فليشعر قلبه الحزن وليتباك ، إن القلب القاسي بعيد من الله ". (مكارم الأخلاق 462،بحار الأنوار 79:74) .
و قال الإمام الصادق عليه السلام في بكاء الإنسان على ذنبه ومن خشية الله : "إن لم يجئك البكاء فتباك ، فان خرج منك مثل رأس الذباب فبخّ بخّ ".(بحار الانوار344:90 ).