رسالة إلى مجهول
من هذا الركن الهادئ
وفي الليلة
قررت وأنا في كامل قوى الشوق
أن أبعث له برسالة في الخفاء
علها أن تصل إليه
من الممكن أن يقرأها
ومن الممكن أن لا يقرأها
رسالة تروي قصة انتظاري .. له
قصةٌ فصولها :
أحرف وكلمات وجمل .. وسطور
قصةٌ تصف رحلة بحثي عنه ... وهو في ذاتي
هذه الرحلة التي ملأتُ أثناءها ... كل محطات السفر
وشغلتُ كل مقاعد الانتظار
أرقبُ كل الأبواب
أبحث عنه
فقد يأتي ظله من أحدهذه الأبواب .......
أو قد لا يأتي
وكلي أمل أن تصل إليه رسالتي ويرد عليها
أنت وأنا.. والانتظار
أنت
يذكرني السحاب بك
والأرض اليابسة
تذكرني بنفسي
أنا
الأرض المهجورة
التي ظهر على ملامحها آثارغيابك
الأرض التي تجري على خدودها جراحاتٍ نازفة
الأرض التي دفنت في كبدها ( مرارة الانتظار )
الأرض التي توحي أغصان الشجر فيها
بالعطش والجفاف
وأنتَ
السحابة التي طال انتظاري لها
انتظرها
لتسقي سنيني المنصرمة
بوابلٍ من الحبِ والحنان
سأنتظرك مادام في صدري قلبٌ ينبض بالحياة
سأنتظرك مادام النفس يخرج بك ويدخلك إلى رئتي
سأنتظرك
مادامت عيني تطبق في جفنيها عليك كل ليلة
سأنتظر
وأنتظر
وأنتظر
بدأت بك .. وسأنتهي بك
لأنك أنت البداية .. والنهاية
أنت المحطة الأولى والأخيرة
بدأت بك.. وبدأت خفقات قلبي تتسارع
وبدأنا .. نترجم كل الكلمات .. ونفسرها إلى مشاعر
وبدأت في منازلة كل كلماتنا
كلمة .. كلمة
تحاول قتلي
وأناأعلقها
كنجمات فسفورية تضيء جدران غرفتك الوردية
بدأنا نعيد قراءة رسائلنا .. آلاف المرات
نحاول أن نستخرج منها رمزاً يدل على أن هناك
قد يحصل فراق
كطفلين يحاولان تجميع أجزاء اللعبة
فتغمرهما السعادة
بدأنا . نلعب بالكلمات والحروف
كطفلين
تحت المطر
فأصبحنا نعشق لغة الحب
بدأت أبحر .. في عالمك .. وأحلق نحو فضاءك
وأنت بدأت بإرسال إشارات تزيد من أرقي
وأصبحت لا أرى إلا أنت
فالكل بدأت تتساقطُ .. من عيني
ولا يبقى يا قرة عيني سواك
حتى بدأت أشعر بأني أدمنتك
فهل يحظى .. من أدمنكَ .. بلقاء ؟؟؟
فــ أما أنت . . . أو لا أحد
ما راق لي