عرض مشاركة واحدة
قديم 01-13-2015, 04:36 AM   رقم المشاركة : 1
صلاتي حياتي
(مشرفة منتدى الإمام الحسين عليه السلام)

الملف الشخصي




الحالة
صلاتي حياتي غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي القرآن واللاعنف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم


القرآن واللاعنف
إنّ الإسلام الذي جاء به رسول الإنسانية (صلى الله عليه وآله) وقدّمه ذلك التقدّم الملحوظ حمل بين طيّاته عدّة قوانين مهمّة عملت على نشره في شتّى أرجاء العالم الأكبر.
فمن أشهر هذه القوانين المهمّة التي كان لها دور طائل في تقدّم المسلمين ونجاحهم في مختلف الميادين هو قانون: اللين واللاّعنف الذي أكّدت عليه الآيات المباركة فضلا عن الأحاديث الشريفة الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام).
ففي القرآن هناك أكثر من آية تدعو إلى اللين والسلم ونبذ العنف والبطش، ونحن نشير إليها باختصار:
آيات العفو
لا يخفى أنّ الآيات الداعية إلى العفو وعدم ردّ الإساءة بمثلها هي في نفس الوقت تدعو إلى اللاّعنف، فليس العفو إلاّ ضرب من ضروب اللاّعنف أو مصداق من مصاديقه البارزة.
قال تعالى: ((وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوْا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ)) 1
وقال سبحانه: ((إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوء فَإِنَّ اللهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً)) 2
وقال عز وجل: ((وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ)) 3
وقال تعالى مخاطباً رسوله الأكرم بأن يعفو عن المسلمين: ((فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الاْمْرِ)) 4
وقال سبحانه: ((فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمحْسِنِينَ)) 5
وقال تعالى: ((فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ)) 6
وقال سبحانه: ((فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ)) 7
وقال تعالى: ((وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ الْعَفْوَ)) 8
وقال سبحانه: ((خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ)) 9

آيات السلم
وهناك مصداق آخر للاّعنف الذي يؤكّد عليه الإسلام العزيز وهو السلم والسلام، حيث إنّ الإسلام هو دين السلم وشعاره السلام..
فبعد أن كان الجاهليون مولعين في الحروب وسفك الدماء جاء الإسلام وأخذ يدعوهم إلى السلم والوئام ونبذ الحروب والمشاحنات التي لا ينجم عنها سوى الدمار والفساد..
على هذا الأثر فإنّ آيات الذكر جاءت لتؤكّد على مسألة السلم والسلام، فقد قال عزّ من قائل مخاطباً عباده المؤمنين: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً))10
وقد دُعي الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) إلى الجنح للسلم إذا جنح إليه المشركون، فقال عزّ من قائل: ((وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ)) 11
وقال تعالى داعياً عباده المؤمنين إلى اعتزال القتال إثر جنوح المشركين إلى السلم: ((فَإِنْ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمْ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلا)) 12
وقال عز وجل في صفات المؤمنين: ((وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَماً)) 13
وقال الله تعالى مخاطباً رسوله الأكرم (صلى الله عليه وآله): ((وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)) 14
وقد قال شيخ المفسّرين الطبرسي في تفسير هذه الآية: «وقيل: لا تستوي الخصلة الحسنة والسيّئة، فلا يستوي الصبر والغضب، والحلم والجهل، والمداراة والغلظة، والعفو والإساءة».
ثمّ بيّن سبحانه ما يلزم على الداعي من الرفق بالمدعوّ، فقال: ((إدفع بالتي هي أحسن)) خاطب النبي (صلى الله عليه وآله) فقال إدفع بحقّك باطلهم، وبحلمك جهلهم، وبعفوّك إساءتهم، ((فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنّه ولي حميم))، معناه: فإنّك إذا دفعت خصومك بلين ورفق ومداراة، صار عدوّك الذي يعاديك في الدين، بصورة وليّك القريب، فكأنّه وليّك في الدين، وحميمك في النسب» 15
وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كراراً ومراراً يدعو أصحابه إلى الدفع بالتي هي أحسن، والإحسان إلى المسيئين، فقد وفد العلاء بن الحضرمي عليه (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله، إنّ لي أهل بيت أحسن إليهم فيسيؤون، وأصلهم فيقطعون، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ، وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظّ عَظِيم)) 16
فقال العلاء بن الحضرمي: إنّي قد قلت شعراً، هو أحسن من هذا!.
قال: «ما قلت»؟
فأنشده:
وحيِّ ذوي الأضغان تسبّ قلوبهم***تحيّتك العظمى فقد يرفع النغل
فإن أظهروا خيراً فجاز بمثله***وإن خنسوا عنك الحديث فلا تسل
فإنّ الذي يؤذيك منه سماعه***وإنّ الذي قالوا وراءك لم يقل
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): «إنّ من الشعر لحِكَماً، وإنّ من البيان لسحراً، وإنّ شعرك لحسن، وإنّ كتاب الله أحسن» 17

________________
1 ـ سورة البقرة: 237.
2 ـ سورة النساء: 149.
3 - سورة النور: 22.
4 - سورة آل عمران: 159.
5 - سورة المائدة: 13.
6 ـ سورة البقرة: 109.
7 - سورة البقرة: 178.
8 - سورة البقرة: 219.
9 - سورة الأعراف: 199.
10 - سورة البقرة: 208.
11 ـ سورة الأنفال: 61.
12 ـ سورة النساء: 90.
13 ـ سورة الفرقان: 63.
14 ـ سورة فصّلت: 34.
15 ـ مجمع البيان: ج9 ص23.
16 ـ سورة فصّلت: 34 ـ 35.
17ـ أمالي الشيخ الصدوق: ص619 المجلس 90 ح6.


اللهم صل على محمد وآل محمد الأوصياء الراضين المرضيين بأفضل صلواتك وبارك عليهم بأفضل بركاتك
والسلام عليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته






رد مع اقتباس