عرض مشاركة واحدة
قديم 09-19-2011, 08:31 PM   رقم المشاركة : 2
شيخ كريم الحجاري الرميثي
( عضو نشيط )
 
الصورة الرمزية شيخ كريم الحجاري الرميثي
الملف الشخصي




الحالة
شيخ كريم الحجاري الرميثي غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

7 آية السِحر: وما أُنزِل على الْمَلَكين ببابِل هارُوتَ ومارُوتَ: تفسير الشيخ الحجاري

[COLOR=****00ff](2)[/COLOR](تابِعٌ لِتَفسِيرِ آيَة السِحر)

مِنْ هُنا: فَلْيَعلَّمَ المُفَسِرُونَ بِمّا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ هَارُوتَ وَمَارُوتَ بِبابِلَ

وَكانَ نِزُولـُهُمَا مِـنَ السَماءِ بِصُـورَةٍ آدمِيَةٍ لِيُعَلِمانِ الناسَ أبْوابَ السِحرِ

وَإبطالِهِ؟؟ لأنَ الناسَ لاّ يَعلَمُوا بإبطالِ السِحرِ إذا لَمْ يَتَعلَمُوه فِي أنفُسِهِم

وَللـَّهِ الحِكْمَةَ فِي نِزُولِهِما لِيُزيلا عَـنْ الناسِ الشُبْهَة السِحْريَة المَكْذوبَـة

فَلَهُ الأمْـر فِي امْتِحانِ عِـبادِهِ بنِزُولِ المَلَكَيِّنِ الصالِحَينِ, حَيثُ أنَ السِحرَ

فِي ذلِكَ الزَمان كانَ يُوْقِـع الشَك فِي النبُـوَةِ كَمّا أوْقَعُـوهُ اليَهُـود بِمُوسى

فَبَعَثَ اللـَّهُ تَعالى هذان المَلَكان ابْتلاءً مِنهُ لِيُعلِمانِ الناس السِـحْرَ: وَهُـوَ

بَـيانٌ لِكَشْفِ حَقيقَتـُهُ الكاذِبَـة التِي جاءَت بـِهِ كَهَنَـة اليَهُـود, لِيَظْهَرَ لَهُـم

الفَرقُ بَيْنَ كَلامِ اللهِ وَكَلامُ السَحَرَةِ (بِبابِل) وَالحِكْمَةُ فِيهِ فَجَعَلَ اللهُ السِحرَ

فِي (الكُفْرِ وَالإيمانِ امْتِحاناً) أنْ يَقبْلَ الإنسانُ تَعَلُّمَ السِّحرِ فيَكْفـر بِتَعلُّمِهِ

وَيُؤمِنْ بتَركِـهِ, يَعنِي المُرادُ مِنْ قَوْلِـهِ تَعَلِمَهُ مِنْ المَلَكَيْنِ: فَمَنْ عَمِلَ بـِهِ

كَمّا عَمَلَ بـِهِ شَياطِينُ الإِنس فَقدْ كَفر, وَمَنْ تَعَلَّمَهُ وَتَوَقى العَمَلَ بـِهِ فقـَدْ

ثَبَتَ عَلى الإيمانِ,,

هذا هُوَ دَلِيلُنا لِتَفسِير الآيَة: مِمّا جَعَلَ اللـَّهُ الفَرقَ بـََيْنَ المُعجِزَةِ لأنبِيائِـهِ

وَالسِحرُِ بِتَعالِمِهِ, فإنَ السِحرَ عندَ الناسِ راجِعٌ إلى التَحَدِي بالكُفرِ, كأَنهُ

يَبْلـُغ مِـنْ ثنائِهِ أَنَـهُ سِحرٌ لِيُمْدَحَ فِيهِ فَيُصَدِقُوه الناس إذا صْرَفَ قلـُوبَهُم

إِلى قوْلِهِ ثـُمَ يَذُمُّهُ فَيُصَدِقُوهُ حَتى يَصْرِفَهُم إلى قوْلِـهِ الآخَـر وَبِهذا كَأَنـَهُ

سَحَرَ الناظِرينَ وَالسامِِعِينَ بذلِك,,

فإنَ الساحِرَ مَصْرُوفٌ عَلى التَحَدِي فـَلاّ يَصِـحُ مِنـهُ وقـُوع المُعجِزَة إنـَهُ

عَلى سَبيلِ دَعوى الكاذِبِ,, وَمـّا أكثـَرُ الناسَ يُحِبُونَ مِـنَ السِّحْرِ الحَلالِ

التَّحَبُّب وَلكِنَ الحَلالُ لا يَكُونَ سِحْراً: لأَنَ السِحرَ كَالخِداعِ,,

وَدَلِيلُ مَعنى الآيَـة: هِيَّ إشارَةٌ إلى مَـنْ تَعَلـمَ السِحرَ فَإنـَهُ مُوجِبٌ للِكُفـْرِ

وَهُـوَ عَطْفٌ (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلـُوا الشَّيَاطِينُ) وَعَنْ سَبيل الروايَةِ المَكْذوبَة

التِي تَناقَلَتها الخُطباءُ قالُوا: أَنْزَلَ اللهُ تَعالى مَلَكان كافِران يُعَلِمانِ الناسَ

السِحرَ حَتى تَعَلَقا بِبابلَ مِنْ رَأسِهِمّا إلى يَوْمِ القِيامَةِ فإنَهُم اسْتَندُوا عَلى

قَوْلِ المُفَسِرينَ الذِينَ اسْتَدَلُوا وَهْماً بأنَ المَلَكانَ كافِران هُمّا فِتنَةٌ لِلناسِ

بسِحرِهِمّا عَلى قوْلِـهِ تَعالى (حَتَّى يَقـُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتنـَةٌ فـَلا تَكْفـُرْ) وَلـَمْ

يُفَسَرُوا الفِتنَةَ مِنْ قَوْلِهِ عَـزَّ وَجََـل بأنْ لاّ تَكْفـُر أيُها العامِلُ بِعَمَلِ السِحرِ

أوْ لاّ تَكْفُر بِتَعلِيمِهِ مّا آتاكَ بِهِ المَلَكان الصالِحان فإنَهُ لاّ ضَّرَرَ فِيه,,

وَأقُول لَهُم: أليْسَ هُمّا قََـَد نَزَلا ابتـِلاءً مِـنَ اللـَّهِ لاختِبارِ الناسِ أيَتَبِعُـونَ

النُصْح عَنْ كَشفِ حَقيقِةِ السِحرِ وَضَّرَرَهُ مِن حَيثُ لاّ يَعمَلُونَ بـِهِ الناسَ

لِمّا فِيهِ مِنْ إظهارِ حَقِيقَةِ الساحِر الكاذِب,,

وَالدَلِيلُ عَلى سَنَدِ قَوْلِنا لِمَعنى الآية قالُوا المَلَكان (إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَة) لِلناسِ

وَهُمَا مَلَكان صالِحان أُنْزِلاّ مِنَ السَماءِ كَهَيئَةِ إنسانَيْنِ جَعَلَهُمَا اللـَّه فِتنـَةً

كَمّا يُريدُ فِي القبُورِ مَسْألَة مُنكَر وَنَكِير مِنْ الفِتْنَةِ الامْتِحانِ وَالاخْتِبارِ أوْ

كَمّا إنَ المُؤمِنَ خـُلِقَ مُفتـَناً: أيْ مُمْتَحِناً يَمْتَحِنَهُ اللَّهَ بالذَّنـْبِ, تـُمَ يَتـُوب

ثـُمَ يعُود, ثُمَ يَتُوب: يُقال فَتَنْتُهُ أفْتِنُهُ فَتناً إذا امْتَحَنْتَهُ,,

وَالدَلِيلُ الثانِي: المُشابَه بِتَعلِيمِ السِحرِ وَتَركَهُ هُوَ قوْلَهُ تَعالى امْتَحَنَ بـِهِ

قـَوْمُ طالُوتَ بنَهْرِ حِينَ (فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ)

فَقالَ لَهُم طالـُوتَ: إنَ اللـَّهَ مُبتَلِيِكُم بإرادَتِهِ بِضَبْطِ الشَهَواتِ وَالمُحَرماتِ

لِيُحَذرَكُم مَِنْ يَنقلِب عَلى عَقبَيهِ (بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ

يَطْعَمْهُ فَإِنَّـهُ مِنِّي) أيْ: جَعَلَ اللـَّهُ النَهْـرَ امْتِحانٌ لِمَنْ ثَبَتَ إيمانـَهُ, وَلِمَنْ

يَنْقلب عَلى عَقبَيْهِ فإنَهُ لَيْسَ مِني فِي حِزْبِ اللـَّهِ تَعالى (فَشَرِبُـوا مِنْهُ إِلَّا

قَلِيلاً مِنْهُمْ)(البقرة249) وَهُيَّ الطائِفَةُ الضالَّةُ الباغِيَةُ مِنْ بَنِّي إسْرائِيلَ

الذِينَ نَقَضُوا مَواثِيقَ اللـَّهِ (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا) يَتَعَلَمُوا الناسَ مِنْ المَلكَيْنِ

هَارُوتَ وَمَارُوتَ لِكَشْـفِ حَقيقـَةِ السَحرَةِ الكاذِبينَ اليَهُـود,, فإذا سَحَرَت

اليَهُود الناسَ, قالـُوا لَهُم أنَ سِحرَكُم لَكاذِبٍ فِي كَـذا,, وَهـذِهِ مِنْ عَجائِبِ

القُرآن لِكَشفِ أكاذِيبِهِم وَإبطالِها وَالآيةُ دالَة عَلى أفعالِ اليَهُودِ وَتَداوِلِهِم

للسِحْرِ (ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ)

فالسِحْرُ تارةً يَكُون بَيْنَ الرَجُلِ وَزَوْجِهِ حُـباً, وَتارةً بغضاً فِي انفِصالِهِما

أوْ بالكُفـْرِ وَالشِرِكِ باللـَّهِ, فأرْسَلَ اللـَّهُ المَلَّكَـيِْن هارُوتَ وَمارُوتَ رَحمَةً

لِيُعَلِمانِ الناس السِحرَ دُونَ العَمَلِ بـِهِ, فَوَردَ عَنهُ فِي قَوْلِـهِ عَـزَّ مَنْ قال

(وَمَـا هُـمْ بِضَارِّينَ بـِهِ مِـنْ أَحَـدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُـمْ وَلا

يَنْفَعُهُمْ) كَسِحرٍ بِعَمَلِـهِ مَنفَعَـةً بَـينَ الناسِ, وَإنَمّا يَتَعَلَّمُونَهُ مِـنَ المَلَكَـيْنِ

الصالِحَيْنِ إلاّ لِدَّفعِ الشُبهاتِ وَالأوْهامِ التِي تَقَع مِنْ أقَـْدارِ السِحْرِ النافِعِ

وَالضَّار (إِلَّا بِإِذْنِ الله) فِي أَسْمائِهِ تَعالى النَّافِعُ وَالضَّارُ وَهُوَ الذِي يَنفَعُ

مَنْ يَشاءُ مِنْ خَلقِهِ وَيَضِرَّهُ, حَيْثُ هُـوَ اللهُ الخالِقُ الأَشْياءَ كُلِّها, خَيْرِها

وَشرِّها وَنَفعِها وَضُرِّها,,

فالضَرُ وَالضُرُ لُغَتان ضِِد النَفع, وَالضَرُ المَصْدر، وَالضُـرُ الاسْـم,, فإِذا

جَمَعتَ بَيْنَ الضَرِّ وَالنَفعِ فتَحتَ الضّاد, وَإِذا أَفـرَدتَ الضُر ضَمَمْتَ الضَاد

إِذا لَمْ تَجْعَلَهُ مَصْدراً، كَقوْلِكَ ضَرَرْتُ ضُراً,,

وَالدَلِيلُ: هُـوَ نَظِيرُ قوْل اللـَّهِ (وَإِذَا مَسَّ الْأِنْسَانَ الضَّرَّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ) بَـلْ

حَتى قالَ (كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ)(يونس:12) الضَرَرُ هُوَ مَا تَضُرَّ

بِهِ صاحِبُكَ وَتَنتَفعُ أَنتَ بهِ، وَالضِّرارُ أَنَ تَضُرهُ مِنْ غـَيْرِ أَنْ تَنتفِعَ بـِهِ,,

(وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ) أيْ: لَقـَدْ عَلِـمَ الناسُ بأنَ السِحرَ مِنْ المَفاسِدِ

التِي تُؤَدِي إلى الكُفرِ وَالإشْراكِ باللهِ تَعالى, كَذلِكَ العَمَلُ بـِهِ مِنَ المَفاسِدِ

الاجتِماعِيَةِ, قالَ: رسُول اللهِ صَلى اللـَّهُ عَليهِ وَآلِهِ (إنَ ساحِرَ المُسْلِمِينَ

يُقتَل, وَساحِرُ الكُفارَ لا يُقتَل/ قِيلَ يا رَسُولَ اللـَّهِ لِمَ لا يُقتَل ساحِر الكُفار

قالَ لأنَ الشِركَ أعظَمُ مِنَ السِحرِ, لأنَ السِحرَ وَالشِركَ مَقرُونانِ)

المَعنى: مِنْ حَدِيثِ النبِّي صَلى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ هُوَ مُسْتَنبَطٌ مِنْ قَوْلِهِ تَعالى

(مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ) وَهُوَ الحَظُ والنَصِيب مِنَ ْالخَيْرِ الذِي يَتَخَلَقُ

بـِهِ مِـنَ الفَضائِلِ الحَسَنَةِ: لأنَ العَبْـدَ لِيُدْرِك بحُسْنِ خُلـُقِهِ دَرَجَـةَ الصائِـم

القائِم (وَلَبِئْسَ مَاشَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) هؤلاء اليَهُودَ الذِينَ

باعُـوا بِسِحْرهِم أنفـُسِهِم, فَهُـوَ كُفرَهُم بالثَمَنِ المُضافُ لأنفـُسِهِم,, بِأسَ

مَا عَمَلُوا بِهِ إنَهُم يَهُودٌ كَفرَة شَرُوْا دُنْياهُم بآخِرَتِهِم: وَالشُّراةُ جَمْعُ شارٍ

وَيَجُوز أنْ يَكُونَ مِنَ المُشارَّةِ وَهِيَّ الكُفرُ بِعَيْنِه فنَزَلَ الرَدعُ بذلِكَ (مَا لَهُ

فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ) أيْ: مَا لَهُ مِنْ نَصِيبٍ فِي الجَنَةِ,,

((انتَهى تَفسِيرُ العَلامَة المُحَقِق الشَيْخ ألحَجاري الرُمَيثي مِـنَ العِـراق))


((آية الله العُظمى مَحمَد حِسين الطباطبائي يُقدِم لَنا تفسِيرهُ لِهذِهِ الآية))

قولهُ تَعالى (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلـُوا الشَّيَاطِينُ) إلخ، قـَد اختلفَ المفسرُونَ في
تفسير الآية اختِلافاً عجيباً لا يُكاد يوجد نظيرهُ في آيـةٍ من آياتِ القـُرآن
المَجيد، فاختلفوا في مرجَع ضمِير قولهِ (اتَّبَعُوا) أهُم اليهُود الذين كانُوا
في عَهْدِ سُليمان أو الذِين في عهْدِ رسُول اللهِ صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسَلم
أو الجَمِيع؟ واختَلفوا في قولـهِ ( تَتْلـُوا ) هَل هـوَ بمعنى تتَبـِع الشياطِين
وتعمَل بهِ أو بمَعنى تَقرأ أو بمعنى تكَذب واختَلفوا في قولهِ (الشَّيَاطِينُ)
فقِيلَ هُم شياطِين الجِّن وقِيلَ شياطِين الإنس وقِيلَ هُما مَعاً واختلفُوا في
قولهِ (عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ) فقِيلَ: معناهُ في مُلْكِ سُليمان، وقِـيل معناهُ في
عهْدِ مُلْكِ سُليمان, وقِيلَ معناهُ على مُلْكِ سُليْمان بحفظٍ ظاهِرِ الاسْتِعلاء
في مَعنى على, وقِيلَ معناهُ على عهْـدِ مُلْكِ سُليْمان, واختَلفوا في قولـهِ
وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا) فقِيلَ إنهُم كفرُوا بمَا اسْتخرجُوه مِن السِحر إلى
الناس, وقِيلَ إنهُم كفرُوا بما نسَبُوه إلى سُليْمان مِن السِحر، وَقيلَ إنهُم
سَحرُوا, فعبر عَـن السِحر بالكُفـر، واختَلفـوا في قولـهِ (يُعَلِّمُونَ النَّاسَ
السِّحْرَ) فقِيلَ إنهُم ألقـُوا السِحر إليهِم فتَعلمُوه، وقِـيلَ إنهُم دَلـُوا الناس
على اسْتخراج السِحر وكانَ مَدفـُوناً تحـتَ كرسي سُليْمان فاسْتخرجُوه
وتعلمُوه، واختَلفوا في قولـِهِ ( وَمَـا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ ) فقِيلَ مَـا
موصُولة والعطفُ على قولهِ (مَا تَتْلُوا) وقِيلَ ما موصُولة والعطفُ على
قولهِ السِحر أي يُعلمُونهُم,,
(وَمَـا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ) وقِيلَ ما نافيَة والواو اسْتينافيَة, أي ولم ينزل
على المَلكَين سِـحر كما يدعيهِ اليهُود، واختَلفوا في معنى الإنزال, فقِيلَ
إنزالٌ من السماءِ وقِيلَ بَل من نجُودِ الأرض وأعالِيها واختَلفوا في قولهِ
المَلكَين فقِيل كانا من ملائكةِ السماءِ، وقِيلَ بل كانا إنسانَين ملكَين بكَسر
اللام إن قرأناه بكسْر اللام كَما قرئ كذلك في الشَواذ أو مَلكَين بفتحِ اللام
أي صالِحَين، أو متظاهِرين بالصَلاح، إن قرَأناهُ على ما قرأ بهِ المَشهُور
واختَلفوا في قولهِ: ببابل فقِيلَ هِي بابل العِراق, وقِيلَ بابل دماوَند، وقِيلَ
من نصيبين إلى رأسِ العَين، واختلفوا في قولهِ: وما يعلمان، فقيلَ عِلمٌ
بمعناه الظاهر، وقِيلَ عِلم بمعنى أعلم، واختَلفوا في قولهِ فلا تَكْفر، فقِيلَ
لا تَكفر بالعَمل بالسِحر، وقِيلَ لا تَكفـر بتعلمِهِ، وقِيلَ بهما مَعاً، واختَلفوا
في قولهِ (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا) فقِيلَ أي مِن هارُوتَ ومارُوتَ, وقِيلَ أي من
السِحر (مَا يُفَرِّقُونَ بـِهِ بـََيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ) فقِيلَ أي: يوجدُونَ بـه حُـباً
وبغضاً بينهُما,, وقِيلَ إنهُم يغرُون أحَـد الزوْجين ويحمِلونـهُ على الكُفـر
والشِرك فيفرق بينهُما اختلاف المِلَة والنحلَة, وقِيلَ إنهُم يَسعُون بينهُما
بالنمِيمَةِ والوشايةِ فيَئول إلى الفرقةِ, فهذهِ نبذةٌ من الاختِلافِ في تفسِير
كَلمات ما يَشتمِل على القصةِ من الآيةِ وجملةِ, وهناكَ اختلافات أخَر في
الخارج من القِصةِ في ذيل الآيةِ وفي نفسِ القِصةِ وهل هيَ قصَة واقعَة
أو بَيان على سَبيل التمثِيل أو غير ذلِك؟ وإذا ضربتَ بعض الأرقام التي
ذكَرناها مـن الاحتِمالاتِ في البَعض الآخَـر, ارتقى الاحتمالات إلى كَميةٍ
عجيبةٍ وهيَّ ما يُقرب من ألفِ ألفٍ ومائتَين وسِتِين ألف احتِمال,,
((نُقِلَ هذا مِن مُجَلَداتِ تفسِير السَيد مَحمد حسين الطَباطَبائي))







التوقيع :

رد مع اقتباس