عرض مشاركة واحدة
قديم 11-25-2011, 02:01 PM   رقم المشاركة : 1
أبو حيدر
يا منصور أمت.


 
الصورة الرمزية أبو حيدر
الملف الشخصي





الحالة
أبو حيدر غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

Z3 موكب الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



موكب الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء

قال عقبة بن سمعان فسرنا معه ساعة فخفق و هو على ظهر فرسه خفقة ثمّ انتبه و هو يقول: إنّا لله و إنّا إليه راجعون و الحمد لله ربّ العالمين ففعل ذلك مرّثين أو ثلاثاً فأقبل إليه ابنه عليّ الأكبر[1] فقال: يا أبه! جعلت فداك مِمَ حمدت و استرجعت؟ قال: يا بني إنّي خفقت خفقة فعنّ لي فارس على فرس و هو يقول: القوم يسيرون و المنايا تسير إليهم فعلمت أنّها أنفسنا نُعِيَت إلينا فقال: هل يا أبه لا أراك الله سوءاً، ألسنا على الحقّ؟ قال: بلى و الّذي إليه مرجع العباد، إذاً لا نبالي أن نموت محقّين. فقال له الحسين(عليه السلام): جزاك الله من ولد خير ما جزى ولداً عن والده.

فلمّا أصبح نزل فصلّى الغداة ثمّ عجّل الركوب فأخذ يتياسر بأصحابه يريد أن يفرّ بهم فيأتيه الحرّ فيردّه و أصحابه ، فجعل إذا ردّهم نحو الكوفة ردّاً شديداً امتنعوا عليه و ارتفعوا فلم يزالوا يتياسرون كذلك حتّى انتهوا إلى نينوى، فإذا راكب على نجيب له عليه السلاح متنكّب قوساً مقبل من الكوفة و هو مالك بن النسر الكندي فوقفوا جميعاً ينتظرونه، فلمّا إنتهى إليهم سلّم على الحرّ و أصحابه و لم يسلّم على الحسين(عليه السلام) و أصحابه و دفع إلى الحرّ كتاباً من ابن زياد فإذا فيه:

أمّا بعد فجعجع بالحسين ـ أي ضيّق عليه ـ حين يبلغك كتابي و يقدم عليك رسولي فلا تنزله إلاّ بالعراء في غير حصن و على غير ماء و قد أمرت رسولي أن يلزمك فلا يفارقك حتّى يأتيني بإنفاذك أمري و السلام.

فعرض لهم الحرّ و أصحابه و منعوهم من السير و أخذهم الحرّ بالنزول في ذلك المكان على غير ماء و لا قرية فقال له الحسين(عليه السلام) ألم تأمرنا بالعدول عن الطريق؟ قال: بلى و لكن كتاب الأمير عبيدالله قد وصل يأمرني فيه بالتضييق عليك و قد جعل عليّ عيناً يطالبني بذلك فنظر يزيد بن زياد بن مهاصر الكندي و كان خرج إلى الحسين(عليه السلام) من الكوفة قبل أن يلاقيه الحرّ إلى رسول ابن زياد فعرفه، فقال له: ثكلتك أمّك ماذا جئت به؟ قال: أطعت إمامي و وفيت ببيعتي فقال له ابن مهاصر: بل عصيت ربّك و أطعت إمامك في هلاك نفسك و كسبت العار و النار و بئس الإمام إمامك قال الله تعالى: (و جعلناهم أئمّة يدعون إلى النار) فإمامك منهم.

فقال الحسين(عليه السلام) للحرّ: دعناك ويحك ننزل هذه القرية أو هذه يعني نينوى و الغاضريّة أو هذه يعني شفية فقال: لا أستطيع هذا رجل قد بعث عليّ عيناً.

====

الهوامش:

[1]. كان للحسين ولدان باسم عليّ و هذا الأكبر، أمّا الأصغر فهو الملقّب بزين العابدين.

لم يزل الحسين(عليه السلام) سائراً حتّى انتهى إلى قصر بني مقاتل فنزل به، فلمّا كان آخر الليل أمر فتيانه فاستقوا من الماء ثمّ أمر بالرحيل فارتحل من قصر بني مقاتل ليلاً.

ومع السلامة.






التوقيع :

رد مع اقتباس