عرض مشاركة واحدة
قديم 09-03-2009, 11:07 AM   رقم المشاركة : 1
أبو حيدر
يا منصور أمت.


 
الصورة الرمزية أبو حيدر
الملف الشخصي





الحالة
أبو حيدر غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

Z3 :: الحر إبن يزيد الرياحي الضمير الحي ::

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صلِ على محمد على آل محمد وعجل فرجهم الشريف

(( الحر ابن يزيد الرياحي الضمير الحي))

كربلاء مدرسة الأجيال تفيض بالعطاء وتزخر بالدروس والعبر وتتجلى فيها اروع المواقف الانسانية على مدى التاريخ اذ تجسدت على ارضها ملحمة الحق وانتصار ارادة الخير على ارادة الشر ملحمة عاشوراء الخالدة.
**
لم تكن واقعة عاشوراء مجرد معركة بين فئتين محددة بزمان ومكان معينين بل هي مدرسة متجددة في كل زمان ومكان بما قدمته من نماذج انسانية وفكرية وفلسفية. ومن هذه النماذج الرائعة الحر بن يزيد الرياحي الذي جسد اروع نموذج للضمير الانساني الحي والارادة الحرة الواعية بانتقاله من خندق الظلام الى ساحة النور وخروجه من حياة العبودية الى طريق الاحرار، فاصبح رمزا من الرموز الانسانية الخالدة ومثالا يحتذى به في سلوك الانسان وتمسكه بالقيم العليا والمبادئ المثلى. ومن الطبيعي ان تكون للبيئة والوراثة اثرا كبيرا على سلوك الانسان واذا اخذنا بنظر الاعتبار تاريخ البيت الذي ولد فيه الحر نجد انه ليس غريبا ان يتخذ الحر ذلك القرار الخالد الذي وضعه في مصاف العظماء وحاز على شرف الدنيا ونعيم الآخرة واصبح مثالا حيا للمروءة والنبل حينما آثر ان يقف مع الحق وان يضحي بنفسه في سبيل ذلك على مؤازرة الباطل والركون اليه في حيا ة قصيرة مصيرها الى الزوال فاشترى بنفسه الحرية في الدنيا والسعادة في الآخرة.ولد الحر في بيت تشرق في سمائه شموس العز والشرف والبطولة ولهذا البيت سجل حافل بالمآثر والمناقب التي توارثها الابناء عن آبائهم وفي تلك الاجواء التي تزخر بالنجوم شع الى الوجود نجم الحر بن يزيد بن ناجية بن قعنب بن عتاب بن هرمي بن رياح بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم، فورث من هذه الاسماء اللامعة الصفات التي اهلته لان يتزعم قبيلته ويصبح من اشراف الكوفة وساداتها وابطالها المعدودين. وقد اشار الامام امير المؤمنين (عليه السلام) الى فضائل هذه القبيلة في كتابه لابن عباس عامله على البصرة حيث يقول فيه (وقد بلغني تنمرك لبني تميم وغلظتك عليهم وان بني تميم لم يغب لهم نجم الا طلع لهم آخر وانهم لم يسبقوا بوغم في جاهلية ولا اسلام)، ومن اعلام هذه القبيلة الذين عرفوا بالخصال الفريدة والمآثر الجليلة عتاب بن هرمي الذي كانت له ردافة ملوك الحيرة في عهد المنذر بن ماء السماء ومنهم عتيبة بن الحارث اليربوعي الذي يعد من اشجع العرب حتى قيل عنه انه لو وقع القمر على الارض لما التقفه الا عتيبة، لثقافته في الرمح. ومنهم البطل معقل بن قيس الرياحي احد قادة جيش امير المؤمنين (عليه السلام) واعمدة حربه ومنهم الاحنف بن قيس الذي يضرب به المثل في حلمه وكثير غيرهم ممن لمعوا في سماء المجد من هذه القبيلة وقد افرد ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة ج 3 ص 435 فصلا خاصا عن مآثر بني تميم ثم لبني يربوع ثم لبني رياح بن يربوع. في هذا الجو المفعم بالفخر والشجاعة والمجد المتوهج بالفروسية لمع نجم الحر فاقتبس من هذه الصفات ماجعله سيدا من سادات الكوفة وعلما من اعلامها. كان من الطبيعي ان تكون شخصية الحر الفذة محط انظار السلطة لما تمتع به من بطولة نادرة ويدلنا قول المهاجر بن اوس على ذلك بقوله للحر يوم الطف (لو قيل لي من اشجع اهل الكوفة لما عدوتك). وحينما سيطر عبيد الله ابن زياد على زمام الامور في الكوفة بعد ان قتل مسلم بن عقيل سفير الحسين (عليه السلام) وهاني بن عروة واعتقاله لعدد من رموز الشيعة في الكوفة عمد الى اجراءات احترازية امنية وذلك بارساله الجنود على حدود الكوفة لقمع أي انتفاضة محتملة تحاول اختراق الكوفة كما اصدر اوامره لصد ومحاصرة الامام الحسين"(ع) واصحابه والحيلولة دون وصولهم الى الكوفة خاصة عندما سمع انه (عليه السلام) دخل العراق فارسل رجاله لهذا الغرض. وكان ممن ارسلهم، الحر بن يزيد الرياحي على راس الف فارس فالتقى الحر بالحسين(عليه السلام) في ذات حسم وقد اضر به وباصحابه العطش فامر سيد الشهداء (عليه السلام) اصحابه ان يسقوهم ويرشفوا خيولهم فسقوهم عن آخرهم في تلك الصحراء التي تعز فيها قطرة الماء ولما حان وقت الصلاة قال الحسين(عليه السلام) للحر اتصلي باصحابك ؟ فقال الحر لا بل نصلي بصلاتك فصلى بهم الحسين("عليه السلام) وبعد ان فرغ (عليه السلام) من صلاته قال ايها الناس انكم ان تتقوا الله وتعرفوا الحق لاهله يكن ارضى لله ونحن اهل بيت محمد (صلى الله عليه واله وسلم) اولى بولاية هذا الامر من هؤلاء المدعين ما ليس لهم والسائرين بالجور والعدوان، وان ابيتم الا الكراهية لنا والجهل بحقنا وكان رأيكم الآن على غير ما اتتني به كتبكم انصرف عنكم. فقال الحر ما ادري ماهذه الكتب التي ذكرتها، فامر الحسين عقبة بن سمعان فاخرج خرجين مملوءين كتبا، فقال الحر اني لست من هؤلاء واني امرت ان لا افارقك اذا لقيتك حتى اقدمك الكوفة على ابن زياد، فقال الحسين الموت ادنى اليك من ذلك وامر(عليه السلام) اصحابه بالركوب وركبت النساء فحال بينهم الحر وبين الانصراف فقال الحسين ثكلتك امك ماتريد منا؟ فقال الحر اما لو غيرك من العرب يقولها لي وهو على مثل هذه الحال ما تركت ذكر امه بالثكل كائنا من كان، والله مالي الى ذكر امك من سبيل الا بأحسن مانقدر عليه ولكن خذ طريقا نصفا بيننا لايدخلك الكوفة ولا يردك الى المدينة حتى اكتب الى ابن زياد فلعل الله يرزقني العافية ولا يبتليني بشئ من امرك، ثم قال للحسين(عليه السلام) اني اذكرك الله في نفسك فاني اشهد لئن قاتلت لتقتلن، فقال الحسين(عليه السلام) افبالموت تخوفني وهل يعدو بكم الخطب ان تقتلوني وساقول ماقال اخو الأوس لإبن عمه وهو يريد نصرة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم).






التوقيع :
آخر تعديل أبو حيدر يوم 09-03-2009 في 02:08 PM.

رد مع اقتباس