عرض مشاركة واحدة
قديم 01-31-2016, 08:36 PM   رقم المشاركة : 6
عباس محمد س
زائر
الملف الشخصي





 

افتراضي رد: 101 نصيحة لسعادة الزوجين


71- الأسرة الغربيّة:

:

"من المُسلَّم به أنَّ الأُسرة المعاصرة غير المسلمة خاصّة في الغرب تُعاني من التمزُّق والاضطراب، وتعيش الآن مرحلة الزوال أو الإنهيار كما يذهب إلى هذا بعض علماء الاجتماع.
لقد نمت في بلاد الغرب نزعة انقطاع الطفل عن والديه، جرَّاء انهماكهما في العمل واستهلاك البلدان الصناعية طاقة الأمّهات التربويّة لمصلحة المصانع، فأدّى ذلك إلى عزل الطفل عن والديه، والزّج به في المدارس الداخليّة، مُنقطِعاً عن أهله سنوات طفولته.

ونتج عن ذلك ضمور البُعد العاطفيّ والروحيّ في شخصيّة الإنسان في كثير من البلاد الصناعيّة... وأدّى ذلك إلى تفكّك الأُسرة وضياعها، وعيش كلّ شخص منها منفرداً عن الآخر".

:

"ما يُشاهد اليوم في البلدان الغربيّة هو عبارة عن أجيال بلا هويّة، أجيال ضائعة حائرة، آباء وأُمهات لا يعرفون شيئاً عن أبنائهم منذ سنين، رغم أنّهم يعيشون في مدينة واحدة، هذا فضلاً عن أن يكونوا في مدينة أخرى. الأُسرة قد تفكّكت والناس في عزلة"
1 .


"يوجد في البلدان الأوروبيّة والأميركيّة أعداد كبيرة من النساء بلا أزواج، ورجال بلا زوجات، ويتبع ذلك أطفال بلا والِدَين، أطفال شوارع، ونتيجة ذلك توجد أعداد من الجُناة. تلك البيئة، بيئة جريمة، هذا ما تسمعونه في الأخبار، حيث يقوم الطفل فجأة بجريمة قتل في مدرسة أو شارع أو قطار فيقتل من الناس. ولا يحصل هذا لمرّة أو مرَّتين. ولا يؤدّي إلى قتل شخص أو شخصين فقط، وهكذا فإنّ مستوى العمر للمجرمين آخذ بالتدنّي، فقد كانوا شباباً من أبناء العشرين، ثمّ شباباً في سنّ السابعة عشر والسادسة عشر، والآن صبياناً في الثالثة عشر أو الرابعة عشر من العمر، يرتكبون الجرائم في أمريكا، يقتلون الإنسان بدمٍ بارد. عندما يصل المجتمع إلى هذا المستوى فلا يُمكن جمعه وبناؤه بعد ذلك"2.

72- خطيئة الغرب الكبيرة:

"إحدى مشاكل الغرب والتي ستقضي عليه بالتدريج كحشرة (الأرضة)، والتي ستجعله مُشرِفاً على السقوط والهلاك بمرور الأيّام – على الرغم من التقدُّم الصناعيّ والعلميّ – هي مسألة إهمال الأُسرة، فهم لم يتمكُنوا من حماية الأُسرة، فالأُسرة في الغرب غريبة ومُهمَلة ومُهَانة"
3.
"أحد الأخطاء الكبيرة للحضارة الغربيّة بحق البشريّة، أنّها هوّنت الزواج في نظر الناس، وصغّرت مسألة تكوين الأُسرة. لقد جعلوا مسألة الزواج كالثوب الذي يستبدلونه"
4.
تلك البلدان التي تمزّقت فيها الأُسرة، فإنّ أسس حضارتها تهتزّ في الواقع وستنهار في النهاية"
5.


73- وحدة النساء:

"كم من النساء يَعِشْنَ لِوحدهنّ، المرأة التي تعيش بمفردها بعيداً عن عائلتها في شقّة سكنيّة، تعود في الليل بمفردها وتنهض في الصباح بمفردها، لا أنيس، ولا زوج، لا ولد ولا حفيد، ولا قريب معها لتتحدّث إليه. الناس في تلك البيئة الإجتماعيّة يعيشون فُرادى في الغالب ولوحدهم، فلماذا يا تُرى؟ والجواب هو: لأنّ جوَّ الأُسرة قد فُقِد وانعدم في تلك المجتمعات"6.

"اليوم يُلاحظ في الغرب – وللأسف – أنَّ كيان الأُسرة بدأ يضمحلّ بالتدريج ويزول، وآثار ذلك هي في ذلك الضياع الثقافيّ والفساد الذي ابتلوا به، وأخذ يزداد يوماً فيوماً بحيث يزول ما كان عندهم"
7.

74- الحُريَّة الجنسيّة وانهيار الأُسرة:

"في العالم الغربيّ – خاصّة في أمريكا وبعض دول أوروبا الشماليّة – من المعروف أنّ كيان الأُسرة مُتزلزِل جدّاً، لماذا؟ السبب هو الإسراف في الحُريّة الجنسيّة والتحلُّل الأخلاقيّ في تلك المناطق. فعندما تشيع الفاحشة ويحصل الرجل والمرأة على رغباتهما الجنسيّة خارج الأُسرة، يُصبح هذا الكيان بلا معنى، وأمراً مفروضاً وشكليّاً، ولذلك فهما متباعدان عاطفيّاً وإنْ لم يكونا منفصلَين في الظاهر إلاّ أنّهما غير متحابّين"
8.

75- التحلُّل سبب الانهيار:

"إذا كان الناس بلا قيود، بحيث يُشبعون غريزتهم الجنسيّة كما يُريدون، أو في حالة عدم تكوين الأُسرة، أو إذا وُجدت فهي ضعيفة وخاوية، ويُمكن تهديدها وهدمها، وأي ريح يُمكن أنْ تقتلعها، لذا فتُلاحِظون أنّه في أيِّ مكان من العالم توجد الحريّة الجنسيّة، تضعف الأُسرة بنفس ذلك المقدار؛ لأنّ الرجل والمرأة



لا يحتاجان إلى ذلك النظام الاجتماعيّ لإشباع غريزتهما الجنسيّة.
أمّا في الأماكن التي يحكم فيها الدّين ولا توجد حريّة جنسيّة، وكلّ شيء ينحصر بين الزوج والزوجة، فإنّ كيان الأُسرة يكون مُصاناً"
9.

76- العشق المُصطَنَع:

"في بعض البلدان حيث تطوّر العلم بشكلٍ سريع جدّاً، أُجبر الناس على العيش بحيث إنّ أفراد العائلة لا شأن لأحدهم بالآخر، فالأب يعمل في مكان والأمّ تعمل في مكان آخر، لا يرى أحدهما الآخر لا يُعدّان الطعام أحدهما للآخر، ولا يُظهران المحبّة والتعاطف، ولا يُرضي أحدهما الآخر وليس بينهما ارتباط حقيقيّ، وإذا أرادا العمل بنصائح متخصّصي علم النفس حول الأطفال، اتفقا على ساعة معيّنة يأتي فيها الأب والأمّ إلى المنزل ويُقيمان تجمُّعاً عائليّاً. لكي يتمكّنا من عقد هذا الاجتماع العائليّ، والموجود في الأُسر السليمة بصورة طبيعيّة، فإنّهما يصطنعان ذلك لأنفسيهما. وفي ذلك الوقت ينظر ذلك الرجل أو تلك المرأة إلى ساعته مراراً ليرى متى ينتهي هذا اللّقاء؛ لأنَّ لديهما موعداً في الساعة السادسة مثلاً في مكان آخر، وبهذا لا يتكوّن جوّ ولقاء عائلي، ولا يشعر الأطفال بالأُنس"
10.

77- الأسر المصطنعة:

"الأُسر هناك غير مُتحابّة، والأُسر لا حقيقة لها، حيث يعيش الرجل والمرأة في مكان واحد إلّا أنهما منفصلان أحدهما عن الآخر، فلا شيء من تلك الجلسات العائليّة ولا تلك المحبّة العائليّة، ولا ذلك الأُنس الكبير مع بعضهم، ولا يرى الرجل نفسه مُحتاجاً للمرأة ولا ترى المرأة نفسها محتاجة للرجل، كلّ ما في الأمر هو أنْ يوجد شخصان يعيشان في منزل واحد"
11.


78- سنّ الزواج:

"في المجتمعات الغربيّة يقضي الشباب فترة النشاط وهيجان الغرائز بُحريّة تامّة، وعندما يتّجهون نحو الزواج وتكوين الأُسرة فإنّ قسماً كبيراً من ميلهم الطبيعيّ وغرائزهم تكون قد خمدت، ويزول أو يقلُّ ذلك الشوق والمحبّة والعشق الذي من المفترض أنْ ينغرس في روح الزوج والزوجة"12.

" إنّ ما يطرحه بعض الناس من أنّ سنّ الزواج هي سنين أواسط العمر المعمول به في الغرب والثقافة الغربيّة شأنه شأن أغلب الأمور الخاطئة، وهو على خلاف الفطرة الإنسانيّة والمصلحة البشريّة، وناشئ عن الإقبال على إشباع الشهوات. والمُحبُّون يُريدون أنْ تنقضي أيّام الشباب بالَّلذة كما يصطلحون، ويأتي الشابّ بكلّ الموبقات، وبعد أنْ تعطّلت قواه وعزفت نفسه وخمدت شهوته عندها يتّجه نحو الأُسرة.

أنتم تُلاحظون أنّ الحياة الأُسرية هكذا هي في الغرب، طلاق كثير وزواج غير ناجح، رجال ونساء بلا وفاء، تجاوزات جنسيّة كثيرة، انعدام الغيرة، هذا ما تعنيه الحياة الأُسريّةهناك"
13.

79- إنهيار الأسرة من السنّ غير المناسب:

"إذا نظرتم اليوم إلى المجتمعات الغربيّة – خاصّة تلك التي امتزجت بالصناعة والاتصالات الصناعيّة والآليّة – ستلاحظون أنّ الأقذار تزداد هناك يوماً بعد آخر، فإذا انتشر الفساد الأخلاقيّ في المجتمع فإنّ ذلك المجتمع سوف ينهار، وهذه ليست بلايا تنزل دفعةً واحدة مثل الزلزلة والسيل، بل هي بلايا تدريجيّة، والمشكلة أنّها لا علاج لها. فهي بلايا عندما تحُلّ بالمجتمع لا تُدرَك بسرعة، بل بالتدريج، أي: عندما تصل الضربة إلى الأعماق، ففي ذلك الوقت يُنتبه إليها وحينها لا ينفع معها علاج. لقد وصلت في الحقيقة إلى مراحل



خطرة جدّاً في هذا الانحدار، وهذا كلُّه بسبب أنَّ البنات والأولاد لا يتزوَّجون زواجاً ناجحاً وثابتاً في السنّ المناسبة، وبعدها عند تكوين الأُسرة فإنّ البيئة العائليّة تكون خالية من المحبّة"14.

"إنّ كيان الأُسرة قد تزلزل في الغرب، وتكوين الأُسرة متأخّر وينهار بسرعة أيضاً. الفساد والفحشاء يزدادان يوماً بعد يوم، وإذا استشرى ذلك فإنّ تلك المجتمعات ستُصاب بآفات شديدة. وأمراض ومشاكل كهذه لا تُفصح عن نفسها طبعاً خلال خمس أو عشر سنوات، إلاّ أنّها – وبعد مضي سنين متمادية – تترك أثرها، حيث ينهار المجتمع تماماً وتهدر كلّ ثرواته العلميّة والفكريّة والماديّة، وهذا ما ينتظر كثيراً من البلدان الغربيّة في المستقبل"
15.

80- حال الأسر في الغرب:

"لاحظوا المجتمعات الأوروبيّة والأمريكيّة كم هي مضطَربة، وكم هي غير مستقرّة، وكم تبحث عن الاستقرار، كيف أنّ استهلاك الأقراص المهدِّئة والمنوِّمة منتشر وكثير، كم من الشباب يقومون بالأفعال الشاذّة، شَعْرٌ طويل، ملابس ضيّقة، لأنّهم غير مرتاحين لأوضاع المجتمع، بل غاضبون عليه، يُريدون الوصول إلى الإستقرار، وفي النهاية يخيب أملهم... كبار السنّ من الرجال والنساء يموتون في دور العجزة ولا أحد معهم من أبنائهم، نساؤهم لا تعلم شيئاً عنهم، الزوج والزوجة مُتباعِدَان أحدهما عن الآخر"
16.

"يوجد في الغرب أولاد لا يعرفون من هم آباؤهم وأمهاتهم، والكثير من النساء والرجال هم أزواج بالإسم – فقط – لكن لسنين طويلة لا يعرف أحدهم أيّ شيء عن الآخر. قلّةٌ هُنّ تلك النساء الّلواتي ارتاح بالهنّ إلى آخر العمر ليقضين أيّام كبرهنّ مع الرجل وتحت حمايته، وكم هم أولئك الرجال الذين ارتاح بالُهم



بأنّ زوجتهم التي يُحبّونها سوف لا تتركهم غداً وتختار العيش مستقلّة"؟!17.

81- أين الآذان الصاغية؟!

"في أمريكا نفسها تُعتبر نسبة انتشار الفساد بأنواعه (الأخلاقيّ والجنسيّ والجنائيّ...) بين الناس كبيرة، حتّى بين الأطفال.
المطبوعات وعقلاء المجتمع الغربيّ يصرخون، يكتبون المقالات، يتكلّمون، يُحذِّرون، لكن لا أحد يسمع، يعني أنّه لا علاج، فعندما أفسدوا الأمور من الأساس وقد مضت ثلاثون أو أربعون أو خمسون سنة على تلك الحال، فإنّ هذه المشاكل سوف لن تُحلّ بنداءات التحذير وتطبيق هذه السياسة أو تلك"
18.
"المجتمعات الغربيّة ليست سعيدة. هذا ليس كلاماً أُطلقه أنا، بل هو كلام مفكّريهم، وذوي الخبرة الذين تحترق قلوبهم، كلام العقلاء الذين يعيشون وسط ذاك المجتمع وليس السياسيّين.

لماذا ارتفع صوتهم الآن؟ لأنّه لا تتوفّر أسباب السعادة في تلك المجتمعات، السعادة هي عبارة عن الإستقرار والإحساس بالراحة والأمن"
19.
"المطَّلعون على الفكر العالميّ يعلمون أنّه في أمريكا – أكثر من أي مكان آخر – وكذلك في البلدان الأوروبيّة، تعالت نداءات الخيّرين والمصلحين، أن تعالوا لنفكِّر! وطبعاً ليس من السهل أنْ يُفكِّروا، وإذا ما فكَّروا فليس من السهل أنْ يصلوا إلى علاج"
20.

82- كيان الأسرة هو الهويّة:

"الذين يُريدون النفوذ في بلد أو مجتمعٍ ما يُمسكون ثقافة هذا البلد بأيديهم، ويفرضون على أهله ثقافتهم، وأحد أفعالهم هو إضعاف كيان الأُسرة، وقد فعلوا



ذلك – للأسف – في عِدّة بلدان، حيث أصبح الرجال بلا شعور بالمسؤولية والنساء سيِّئات الخُلُق"21.

"إنّ انتقال الثقافات والحضارات وحفظ الأصول والعناصر الأصليّة للحضارة والثقافة في مجتمعٍ ما، وانتقالها إلى الأجيال الآتية، إنّما يتمُّ ببركة الأُسرة، فإذا لم تكن هناك أسرة يضمحل كلُّ شيء، وأنتم تُلاحظون سعي الغربيين لإشاعة الشهوات والفساد في البلدان الشرقيّة والإسلاميّة، فلماذا؟


أحد الأهداف هو أنّهم يُريدون بذلك تمزيق الأُسرة، لكي تضعف ثقافة تلك المجتمعات كي يتمكّنوا من السيطرة عليها؛ لأنّ ثقافة أيّ شعب ما لم تضعف، فلن يتمكّن أحد من إخضاعه وصفعه على فمه والسيطرة عليه.


فالأمر الذي سلب قدرة الشعوب على الدّفاع، وجعلها أسيرة في أيدي الأجانب، هو فقدان الهويّة الثقافيّة، ويسهل ذلك بتهديم كيان الأُسرة في المجتمع.
الإسلام يُريد أنْ نحافظ على ذلك، أنْ نحفظ الأُسرة؛ لأنّ من أهمِّ الأمور في الإسلام، ولغرض التوصُّل إلى هذه الأهداف، هو تكوين الأُسرة ثم حفظ كيانها"
22.

83- كلمة حول الأُسرة:


"تَحدّثْتُ في كلمة بحدود الساعة في منظمة الأمم المتّحدة وبعضها كان حول الأُسرة، ثمّ أخبروني فيما بعد أنّ محطّات التلفزة الأميركيّة رغم رقابتها على كلامنا وتحريفه، إلاّ أنّها أكّدت على ذلك وكرّرت بثّهُ مرّات عديدة وشرحته، وذلك فقط بسبب ذكر جملة عن الأُسرة، أي إنّ الكلام الذي يتضمّن الحديث عن الأُسرة هو اليوم رسالة للغرب، كالماء العذب البارد؛ إذ إنّهم يشعرون بالنقص



في هذا المجال.

كم من النساء يَعِشْنَ إلى آخر عمرهن وحيدات؟ وكم من الرجال يعيشون غرباء بلا أنيس؟ كم من الشباب يتسكّعون بسبب فقدان الأُسرة؟ وإذا وجدت فهي كالمعدومة"
23.



هوامش
1- خطبة العقد المؤرخة 28/2/1374 هـ.ش.
2-
خطبة العقد المؤرخة 9/11/1376 هـ.ش.
3-
خطبة العقد المؤرخة 1/12/1374 هـ.ش.
4- خطبة العقد المؤرخة 24/1/1378 هـ.ش.
5- خطبة العقد المؤرخة 9/11/1376 هـ.ش.

6- خطبة العقد المؤرخة 5/8/1375 هـ.ش.
7- خطبة العقد المؤرخة 18/4/1377 هـ.ش.
8- خطبة العقد المؤرخة 9/12/1380 هـ.ش.
9- خطبة العقد المؤرخة 20/4/1370 هـ.ش.
10- خطبة العقد المؤرخة 22/4/1379 هـ.ش.
11- خطبة العقد المؤرخة 2/9/1373 هـ.ش.
12- خطبة العقد المؤرخة 17/11/1379 هـ.ش.
13- خطبة العقد المؤرخة  26/1/1377 هـ.ش.
14- خطبة العقد المؤرخة 23/12/1379 هـ.ش
15- خطبة العقد المؤرخة 3/8/1379 هـ.ش.
16- خطبة العقد المؤرخة 22/1/1374 هـ.ش.
17- خطبة العقد المؤرخة 11/5/1375 هـ.ش.
18- خطبة العقد المؤرخة 3/6/1375 هـ.ش.
19- خطبة العقد المؤرخة30/3/1379 هـ.ش.
20- خطبة العقد المؤرخة 9/11/1376 هـ.ش.
21- خطبة العقد المؤرخة 18/12/1376 هـ.ش.
22- خطبة العقد المؤرخة 26/1/1377 هـ.ش.
23- خطبة العقد المؤرخة 24/9/1376 هـ.ش

ظُلم المرأة من المجتمع ومن الزوج‏:

تتعرَّض المرأة في عصرنا الحاضر للظلم من المجتمع ومن زوجها، ولا يقتصر ظلمها على زمننا بل هي أيضاً كانت قد تعرَّضت للظلم في ماضي الإنسانية.
ولو أردنا أنْ نستقرأ التاريخ لطال بنا المقام، إلّا أنّنا نأتي بشواهد قليلة من التاريخ لنرى مدى فداحة ما وقع على المرأة المسكينة.. .. ففي سفر الجامعة من التوراة المُحرَّفة: "دُرتُ أنا وقلبي لأعلم ولأبحث ولأطلب حكمة وعقلاً، ولأعرف الشرَّ أنّه جهالة، والحماقة أنّها جنون، فوجدت أمرَّ من الموت المرأة الّتي هي شِباك، وقلبها أشراك، ويداها قيود"، إلى أن قال: "رجلاً واحداً بين ألف وجدتُ أمَّا امرأة فبين كلِّ أولئك لم أجد".

وقد كانت أكثر الأمم القديمة لا ترى قبول عملها عند الله سبحانه، وكانت تُسمَّى في اليونان رجساً من عمل الشيطان، وكانت ترى الروم وبعض اليونان أنْ ليس لها نفس مع كون الرجل ذا نفس مجرّدة إنسانيّة.


وقرَّر مجمع فرنسا سنة 586م بعد البحث الكثير في أمرها أنَّها إنسان لكنَّها مخلوقة لخدمة الرجل.
وكانت في انجلترا قبل مائة سنة تقريباً لا تُعدّ جزء مِن المجتمع الإنسانيّ، فارجع في ذلك إلى كتب الآراء والعقائد وآداب الملل تجد فيها عجائب



من آرائهم1 .

كانت المرأة العربيّة في الجاهليّة أحطَّ من أيِّ سلعة فهي لا ترث وليس لها حقّ المطالبة، لأنّها لا تذود عن الحمى في الحرب، وزواجها يرجع إلى أمر وليّها، وليس لها حق الاعتراض ولا المشورة حتى أنّ الولد يمنع أرملة أبيه من الزواج حتّى تُعطيه جميع ما أخذت من ميراث أبيه، هذا إذا لم يضع ثوبه عليها قائلاً: ورثتها كما ورثت مال أبي!
فإذا أراد أنْ يتزوّجها تزوّجها هو بغير مهر، أو زوّجها لغيره وتسلَّم هو مهرها... ولقد اشتهر عندهم وأد البنات...

وقد أشار الله تعالى إلى ذلك بقوله:
﴿وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ2 .

كانت المرأة المصريّة بغاية الاضطهاد والهوان، وكانت تُعامل معاملة ازدراء واحتقار كالخدم، وهي لا تصلح إلا لتدبير شؤون البيت، وتربية الأطفال!
... كان الرجل المصريّ يفرح إذا بُشِّر بالمولود الذكر، ويكفهرّ وجهه إذا علم أنّ‏ زوجته وضعت أنثى
3 .

ولم تكن المرأة عند اليونان بأفضل حال، فليست هي عندهم إلا خلقاً من الدّرك الأسفل، في غاية المهانة والذلّ، في كلّ جانب من جوانب الحياة الاجتماعية، وأمّا منازل العزّ والكرامة في المجتمع، فكانت كلّها مختصّة بالرجل
4 .

أمّا في الهند القديمة، فكانت المرأة تُعتبر مملوكة الرجل... ثمّ إنّهم كانوا يُقدِّمونها ضحيّة على نيران زوجها المتوفّى أي إذا مات عنها



زوجها يُحرقونها معه بالنار وهي حيَّة5. ولم يقتصر الظلم على ظلم المجتمعات، بل إنّ بعض الفلاسفة ظلموا المرأة بآرائهم، يقول بردون الفيلسوف الاشتراكيّ: إنّ وجدان المرأة أضعف من وجداننا، بقدر ضعف عقلها عن عقلنا.

وقال الفيلسوف روسُّو: إنّ المرأة لم تُخلق للعلم ولا للحكمة ولا للتفكير ولا للفنّ ولا للسياسة، وإنما خُلقت لتكون أمّاً تُغذّي أطفالها بلبنها...

84- ظلم المجتمع الحديث للمرأة:

هذا هو ظلم المجتمع القديم وظلم بعض الفلاسفة، أمّا ظلم المجتمع الحديث للمرأة فإنَّه أخطر ،لأنّه يستتر تحت عناوين برَّاقة، المساواة، الحريَّة، العدالة، وحقوق الإنسان.

:

"إنّ العالم الاستكباريّ الغارق في الجاهليّة يُخطى‏ء عندما يتصوَّر أنّ قيمة واعتبار المرأة هو في تجمُّلها أمام الرجل حتى تنظر إليها العيون الطائشة وتتمتَّع برؤيتها وتصفِّق لها. وهذا الذي يُطرح اليوم من قِبَل الثقافة الغربيّة المُنحطّة بعنوان حريَّة المرأة قائم على هذا الأساس؛ وهو جعل المرأة مُعرَّضة لأنظار الرجل حتى يتمتّع بها الرجل.. فتكون النساء وسيلة لالتذاذ الرجال، ويُسمَّون هذه حريَّة المرأة. فهل هذه هي حريَّة المرأة؟
إنّ الذين يدَّعون حماية حقوق الإنسان وحقوق المرأة في العالم الغربيّ الجاهل والغافل والمنحرف هم في الحقيقة يظلمون المرأة.
إنّ عليكم أنْ تنظروا إلى المرأة نظرة إنسان رفيع حتّى يتضِّح ما هو حقُّها وحريَّتها وكمالها. انظروا إلى المرأة وكيف هي حريَّتها. انظروا للمرأة على أنَّها عنصر أساسيّ في تشكيل الأسرة.



... إنّ الظلم الذي تعرَّضت له المرأة في الثقافة الغربية والفهم الخاطئ للمرأة في الثقافة والأدب الغربيّين ليس له نظير في كلّ عصور التاريخ. فقد تعرَّضت المرأة سابقاً إلى الظلم، ولكن الظلم العامّ والشامل يختصّ بالفترة الأخيرة وهو ناجم عن الحضارة الغربيّة، حيث اعتبروا المرأة وسيلة لالتذاذ الرجال، وأطلقوا على ذلك اسم حريَّة المرأة...
هل هناك اهتمام بالجوانب الايجابية والقيم الرفيعة الموجودة في المرأة؟ هل هناك اهتمام بالعواطف الرقيقة والرأفة والطبع الرؤوف الذي أودعه الله تعالى في المرأة، طبع الأمومة وروحيّة المحافظة على الطفل وتربية الأولاد؟.."6.

85- ظلم الرجل للمرأة:

هذا كلُّه في ظلم المجتمع، أمّا عن ظلم الرجل لزوجته في داخل الأُسرة.

:

"... فأولئك لا يقولون إنّ المرأة مظلومة في المجال الاجتماعيّ، ذلك لأنّ الظلم الأساس الذي يلحق المرأة إنّما يحصل داخل الأُسرة وعلى يد الزوج.
ولعلَّ 90 % من هذا الظلم يرتكبه الزوج. لا بُدَّ من التفكير بحلٍّ‏ٍ للأمر وإصلاحه، أمّا الظلم الذي يصدر عن الأخ والأخت والوالد وأمثالهم فليس كبيراً، وهو نادر جدَّاً... لكنّ الأهمّ هي العلاقات الأُسريّة... العلاقة بين المرأة والرجل والتعلُّقات الأخرى الموجودة التي تنتهي بظلم المرأة"7.

86- الحقوق المتبادلة بين الرجل والمرأة:

تحتلّ مسألة الحقوق في الإسلام مساحة واسعة وتحظى بأهميَّة فائقة، وقد سُئل الإمام الرضا عليه السلام عن حقّ‏ٍ المؤمن على المؤمن، فقال عليه السلام:





إنّ من حقّ‏ِ المؤمن على المؤمن المودَّة في صدره، والمواساة في ماله، ولا يقول له أفّ‏ٍ، فإذا قال له أفّ فليس بينهما ولاية، وإذا قال له أنت عدوِّي فقد كفَّر أحدهما صاحبه، وإذا اتّهمه انماث الإيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء8.

وإذا كان لمسألة الحقوق كلّ هذه الأهميَّة فإنّ أهميّتها الكبرى تتجلَّى في الحياة العائليّة الزوجيّة، حيث يتعيَّن على إنسانين العيش معاً مدى حياتهما تحت سقف واحد؛ ولذا يتعيَّن على الرجل والمرأة الإحاطة بشكل عامّ بالواجبات والحقوق المُتبادَلة بينهما، من أجل إرساء حياة هادئة مفعمة بالحبّ والسلام والأمان.

:

"إنّ هدف الإسلام من الدفاع عن حقوق المرأة حسبما صرَّح به هو أنْ لا تتعرَّض المرأة للظلم، وأنْ لا يعتبر الرجل نفسه حاكماً على المرأة، ففي الأُسرة هناك حدود وحقوق. للرجل حقوق وللمرأة حقوق أيضاً، وتلك الحقوق رُتِّبت بعدالة وتوازن شديدين.


أمّا ما يُطرح باسم الإسلام وهو خطأ، فإنّنا لا نطرح ذلك ولا ندافع عنه. ما يريده الإسلام هي بيِّنات الإسلام ومسلَّماته، وهي الأمور التي تُوازن بين حقوق المرأة والرجل داخل الأُسرة.

... لا بُدَّ من إعطاء الأهميَّة لمسؤوليّة المرأة والرجل أحدهما تجاه الآخر، فلكلٍّ منهما مسؤوليّته في تشكيل الأُسرة، فسعادة المرأة والرجل في ذلك.

... لقد وقف الإسلام في وجه الظلم الذي كانت الجاهليّة ترتكبه بحقّ المرأة. لقد حدَّد الإسلام قيمة المرأة وحقوقها في ساحة المعنويّات والفكر والقيم الإسلاميّة، وفي ساحة الحضور السياسيّ، وأهمّ من كلِّ ذلك في ساحة الأُسرة. ولا مفرَّ للرجل والمرأة من تشكيل المجتمع الصغير المُسمَّى بالأُسرة، وإذا شُكِّلت الأُسرة في مجتمع



لم يُحدِّد القيم بشكل صحيح، فإنّ محيط الأُسرة سيكون النقطة الأولى التي تتلقّى المرأة فيها الظلم.

... إنّ الأحكام والتعاليم الإسلاميّة في مجال العلاقات بين الرجل والمرأة داخل الأُسرة دقيقة جدَّاً. والله سبحانه وتعالى قد عيَّن تلك الأحكام على أساس مصلحة الرجل والمرأة وحسب طبيعة الرجل والمرأة، وبناءاً لمصالح المجتمع الإسلاميّ.

يحقّ للرجل أنْ يأمر زوجته وعليها أنْ تُطيعه في ذلك في موارد ثلاثة فقط، أذكر أحدها بشكل صريح، وأعرض عن الباقي، وهو: أنْ يمنع زوجته من الخروج من بيتها دون إذنه، طبعاً إلّا إذا كان هناك شرط مذكور في عقد الزواج يُلغي هذا الحقّ. فإنْ لم يكن هناك شرط يحقّ للرجل منعها.

وهذا الأمر من الأسرار الدقيقة للأحكام الإلهيّة، ولم يُعط هذا الحق إلّا للزوج، ولم يُعط حتّى للأب، فليس من حقّ الأب أنْ يفرض على ابنته استئذانه كلَّما أرادت الخروج، وليس من حقّ الأخ تجاه أخته، أمّا الزوج فله ذلك تجاه زوجته.
طبعاً يحق للنساء أنْ يُدرِجنَ شروطاً لصالحهنّ خلال العقد، وعلى الرجل والمرأة أنْ يلتزما بتلك الشروط، لهذا إذا اشترطت شيئاً فذلك بحث آخر"
9 .

87- المرأة ريحانة:

كثير من الرجال يعتبرون المرأة خادمة لهم، عليها أنْ تُؤمر فتطيع، ولا حقَّ‏ لها في أنْ تقول لا، وإذا قالت لا، غضب عليها زوجها وأسمعها الكلمات الغلاظ الشِّداد، ولم يقتصر الأمر من بعضهم على ذلك، بل تعدَّاه إلى أن يركلها ضرباً حتّى تكون كالحيوان بل أقلّ مرتبة! هذا الظلم لم يقبل به الإسلام العظيم، وليس هو إلّا كظلم الجاهليَّة الأولى.

:

"... يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "المرأة ريحانة وليست قهرمانة..." فالقهرمانة لا تعني
القوَّة والبطولة كما هي في اللغة الفارسيّة، بل إنّه تعبير عربيّ مأخوذ من الفارسيّة، وبشكل موجز تعني الذي يُباشر الأمور. أي لا تعتبروا المرأة هي التي تُباشر أموركم في البيت، لا تظنُّوا أنَّكم رؤساء عليهنَّ، وأنَّكم قد سلَّمتم أعمال البيت والأطفال لعامل وهو المرأة.

كلّا... الأمر ليس كذلك مطلقاً، إنّ التعامل الحقيقيّ والصحيح هو الذي يُلاحِظ طبيعة المرأة،... الإسلام كلَّف الرجل أنْ يُحافظ على المرأة داخل الأُسرة كالوردة: "المرأة ريحانة" وهذا الأمر لا يرتبط بالساحات السياسيّة والاجتماعيّة وتحصيل العلم والمواجهات الاجتماعيّة والسياسيّة المختلفة، بل إنّه مرتبط بداخل الأُسرة، حيث المرأة ريحانة وليست قهرمانة. نظرة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم هذه تُخطِّى‏ء نظرة من يظنّ أنَّ من واجب المرأة أنْ تكتفي بتقديم الخدمات داخل البيت.

فالمرأة برأيه وردة بحاجة لعناية، وبهذا المنظار يجب النظر إلى هذا الموجود ذي اللطافة الروحيّة والجسديّة، هذا هو رأي الإسلام.
... ليس من حقّ أحد أنْ يظلم غيره أو يجبره على أمرٍ ما أو يستخدمه. فبعض الرجال يطنُّون أنّ من واجب المرأة أنْ تؤدي كلَّ أعمالهم. نعم عندما يطغى الحبّ في المحيط الأُسريّ بين الرجل والمرأة، فإنّ كلَّ واحد منهما يُقدِّم الخدمات للآخر عن رغبة وشوق، لكن أداء أيَّة خدمة عن رغبة وشوق يختلف عن اعتبار المرأة كالخادمة لتخدم زوجها، فليس في الإسلام مثل ذلك"
10 .

88- المرأة وردة، لا مديرة أعمال:

"عندنا في الروايات أنّ (المرأة ريحانة). المرأة وردة. الآن لاحظوا إذا تعامل الرجل مع الوردة بشدّة وبلا مبالاة، ولم يكن أهلاً لحمايتها فكم سيكون ظالماً وسيِّئاً، كأن يُرغمها ويُحمِّلها أكثر من طاقتها. إنّ توقُّع الكثير من المرأة توقّع فضولي في غير محلّه.




المرأة ريحانة وليست بقهرمانة. قهرمان يعني في الوقت الحاضر (مدير أعمال)، المرأة ليست (مديرة أعمال) لك، بحيث تُلقي على كاهلها كلّ أعباء حياتكما ثمّ تؤاخذها بعد ذلك، كلّا، إنّها وردة في يديك، وحتّى لو كانت عالمة أو سياسيّة ففي المعاشرة العائلية هي (وردة)"11.

مثل شريكين، مثل رفيقين:

"كنا نشاهد أحياناً الرجل يعتبر المرأة مخلوقاً من الدرجة الثانية، إلاّ أنّه لا يوجد مخلوق من الدرجة الثانية، فكلاهما متماثلان ولكلٍّ منهما حقّ المساواة في أمور الحياة، إلاّ في الموارد التي فرَّق الله تعالى فيها بين الرجل والمرأة، والتي هي لمصلحة معيّنة وليست بنفع الرجل وبضرر المرأة، فلا بُدَّ أنْ يعيشا في البيت مثل شريكين ورفيقين"
12.

89- الرجل قوّام والمرأة ريحانة:

"الإسلام يعتبر الرجل قوّاما
13ً والمرأة ريحانة14، وليس هذا تجرّؤاً على الرجل ولا على المرأة، ولا تضييعاً لحقّ المرأة، ولا تضييعاً لحقّ الرجل، بل الرؤية الصحيحة لطبيعة كلٍّ منهما.
إنّ ميزانهما متساوٍ، أي عندما نضع الجنس الّلطيف الجميل ومانح السكينة والجمال المعنويّ لمحيط الحياة في كفّة، ونضع صاحب الإدارة والعمل والمعتمد والمتحرّك وملاذ المرأة في الكفّة الأخرى للميزان، تتساوى هاتان الكفّتان، ليس ذاك راجحاً على هذا، ولا هذا راجحاً على ذاك"
15.



90- تبادل الأدوار ممنوع!

"يتّبع بعض الناس مسلكاً خاطئاً، وليس هذا خاصّاً بالنساء، بعض الرجال – أيضاً – يقولون: تعالوا لنتبادل ما في كفّتي الميزان، نُبدِّل دور المرأة والرجل، وإذا فعلنا ذلك ما هي النتيجة؟ لن نجني سوى الخطأ وإتلاف البستان الذي بُني على الجمال والإحسان، لا نحصد شيئاً غير ذلك، تنقطع المنافع المطلوبة منهما، وتنتشر اللامبالاة في محيط الأُسرة، ويُفقد تودُّد كلٍّ من الرجل والمرأة إلى الآخر، وتضيع كلُّ تلك المحبّة والعشق الذي هو أساس كلِّ شيء.

قد يحدث أحياناً أنْ يأخذ الرجل دور المرأة في البيت، وتُصبح المرأة هي الحاكم المطلق، تتأمّر على الرجل: افعل هذا ولا تفعل ذلك، والرجل يُسلِّم لها خانعاً، رجل كهذا لا يصلح ملاذاً للمرأة، فهي بحاجة إلى ملاذ قوي وأحياناً يجبر الرجل المرأة على أشياء من قبيل التبضُّع للمنزل والتعامل مع المراجعين، لماذا؟ لأنه مشغول وليس لديه وقت، فالملاك هو عدم وجود الوقت الكافي، فيقول: الآن يجب أنْ أذهب إلى الدائرة، يجب أنْ أذهب إلى العمل، فعلى الزوجة أنْ تقوم بهذه الأعمال، أي يوكِّل الأعمال الثقيلة والمملّة إلى الزوجة، وطبعاً يُمكن أنْ تنشغل بها بضعة أيّام على أنّه ليس عملها"
16.

91- الرجل لا بُدَّ أنْ يعمل:

"يقول القرآن الكريم:
﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء17.

أي: إنَّ إدارة شؤون الأُسرة هي بعهدته، لا بُدَّ للرجل أنْ يعمل، لأنّ معيشة العائلة بعهدته، ومهما كان للمرأة من ثروة فإنّها ملك لها، ومعيشة العائلة ليست على عاتقها"18





92- شراكة لا سيادة:

" ليست المسألة أنْ نقول: إنّ الزوجة لا بُدَّ أن تتّبع الزوج في كلِّ شيء، كلاّ، لا يوجد قانون يقول بذلك في الإسلام والشرع وقوله تعالى: }الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء{ لا يعني أنّ الزوجة لا بُدَّ أنْ تكون تابعة للرجل في كلِّ الأمور، أو نقول مثل بعض الذين لم يروا أوروبا وهم يقلّدونها ويُريدون فعل أسوأ ممّا في أوروبا بالقول: إنَّ كلّ الأمور بيد المرأة، ويجب على الرجل اتِّباعها، هذا أيضاً خطأ، الزوجان شريكان ورفيقان: مرّةً الرجل يتغاضى ومرّةً المرأة تتغاضى، أحدهما يتجاوز هنا عن ذوقه وإرادته، والثاني في المورد الآخر، لكي يُمكنهما أن يعيشا سويّة"
19 .

93- الاختلاف الطبيعيّ بين الرجل والمرأة:

" جعل الله تعالى طبيعة المرأة لطيفة، ويُمكن التمثيل لها ولدورها مع الرجل بأصابع غليظة وضخمة وتصلح لقلع حجر من الأرض، أمّا إذا أُريد لمس مجوهرات دقيقة فليس من المعلوم أنّ تلك الأصابع تستطيع رفعها. ولكنّ بعض الأصابع الناعمة والصغيرة التي لا يُمكنها رفع ذلك الحجر، تتمكن من جمع أجزاء المجوهرات والذهب من الأرض، هكذا الحال بالنسبة للمرأة والرجل، كلٌّ منهم لديه مسؤوليّة ملائمة، لا يُمكن أنْ نقول أيُّهما مسؤوليته أثقل، مسؤولية الإثنين هي ثقيلة.
ولمّا كانت روح المرأة ألطف فإنَّها بحاجة إلى استقرار أكثر، وهي بحاجة إلى راحة وإلى اللُّجوء إلى ملاذٍ وثيق، فمن هو هذا الملاذ؟ إنّه زوجها، الله جعلهما أحدهما بجنب الآخر هكذا"
20 .



نظرتان مختلفتان وكلتاهما جميلتان:

" نوعُ نظرة المرأة إلى الرجل ونظرة الرجل إلى المرأة هي مختلفة بشكلٍ طبيعيّ، ولا بُدَّ أنْ تكون مختلفة ولا إشكال في ذلك، فالرجل ينظر إلى المرأة على أنّها مثال الجمال والَّلطافة والإحساس، يراها لطيفة. والإسلام يؤكد ذلك " المرأة ريحانة" أي: المرأة (وردة) في هذه النظرة، المرأة كائن رقيق ومظهر للجمال والَّلطافة والرقة، والرجل ينظر إليها بتلك العين ويرسم محبّتها في هذا الإطار"
21 .

الحقّ الواقعيّ والحقّ الخياليّ:

" الحقّ له منشأ طبيعيّ. الحقّ الواقعيّ هو الذي يكون له منشأ طبيعيّ. تلك الحقوق التي تُذكر في بعض المحافل مبنيّة على أساس التوهّمات والخيالات، تلك الحقوق التي تُدّعى للمرأة والرجل لا بُدّ أنْ تكون مُستندِة إلى طبيعة الرجل والمرأة، مُتناسِبة مع طبيعة خِلقة الرجل والمرأة"
22 .

94- رعاية رأي المرأة:

" الغربيّون يُثيرون الصخب حول مسألة المرأة، وهم متورِّطون فيها، يقولون: نحن نحترم المرأة، نعم، يحترمونها في المجالس الرسميّة وفي الأسواق والشوارع وذلك بالتلذُّذ منها، أمّا في الأُسرة فهل إنّ الرجل هكذا مع امرأته؟
كم من الإيذاء للنساء؟ وكم من الضرب على أيدي الرجال؟ كم من الفجائع تُرتكب في المنزل" ؟
23 .
" لا يتصوّر الرجل ـ لأنّه يخرج إلى السوق ويتعامل مع هذا وذاك، ويأتي بشيء من المال إلى البيت ـ أنّه مالك كلِّ شيء، إنّ ما يجلبه هو نصف ما تملكه هذه العائلة، والنصف الآخر هو هذه المرأة.



فلا بُدَّ من رعاية رأي سيّدة المنزل واحتياجاتها الروحيّة. ليس من الصحيح أنَّ الرجل لمّا كان يرجع إلى بيت والديه في الساعة العاشرة – مثلاً – أيّام عزوبته فالآن وقد تزوّج يُريد الاستمرار على ذلك. لا! الآن يجب أنْ يُراعي حال زوجته"24 .

" قديماً كان بعض الرجال يعتقد أنّه مالك للمرأة، كلاّ، كما إنّك صاحب حقّ في محيط العائلة كذلك المرأة صاحبة حقّ. فلا ينبغي أنْ تستعمل القوّة مع المرأة، ولا تجبرها، لأنّها أضعف من الناحية الجسميّة. بعض الناس يتصوّر أنّهم لا بُدَّ أنْ يستعملوا القوّة، ويضخّموا صوتهم ويتشاجروا ويجبروا نساءهم"
25 .

المرأة أكثر تأثيراً:

" لا بُدَّ للمرأة أنْ تفهم ضرورات الرجل ولا تضغط على روحيّته، ولا تفعل ما من شأنه أنْ يُبعِده عن مسائل الحياة، ويلتجئ إلى الأساليب الخاطئة واللّامشروعة. يجب أنْ تُشجّعه على الصمود والمقاومة في ميادين الحياة. وإذا كان عمله يستلزم عدم تمكّنه من تلبية احتياجات العائلة فلا تُعيد ذلك عليه دائماً"
26 .

" إذا كان الرجل يعمل في نشاط علميّ أو جهاديّ أو لكسب رزقه أو في الأعمال العامّة فعلى المرأة أنْ تجعل جوَّ المنزل يُساعده على الذهاب إلى عمله بمعنويّات عالية، ويعود بشوق إلى المنزل"
27 .

" كلُّ الرجال يُحبُّون أن يجدوا السكينة والأمان عندما يدخلون إلى البيت، وأنْ يشعروا بالراحة فيه وهذه وظيفة المرأة"
28 .
" المرأة عليها واجبات يجب أنْ تعرفها بعقل. على النساء أنْ يعلمن أنّهن إذا




استعملن العقل والذكاء فإنّهن سيخضعن الرجل، صحيح أنّ الرجل أقوى بنيةً إلا أن الله تعالى خلق المرأة بحيث إذا كان الرجل والمرأة سالمين وطبيعيين، وكانت المرأة عاقلة، فالشخص الأكثر تأثيراً على الآخر هو المرأة، وطبعاً هذا لا يتحقّق بالدهاء والمكر والتحكُّم، بل بالّلين والاستقبال الحسن والبشاشة وقليل من التحمُّل، لا التحمُّل الكثير. الله تعالى جعل ذلك التحمُّل في طبيعة المرأة. لا بُدَّ للمرأة من التعامل على هذا النحو مع زوجها "29
.
" بعض النساء تشدَّدن مع الرجال، فيقلن مثلاً: يجب أنْ تشتري؛ يجب أنْ تهيِّئ كذا، الشخص الفلانيّ اشترى كذا، إذا لم أشتره أنا فإنّ هذا سيؤدّي إلى خجلي، فتؤذي زوجها بهذا الكلام وهذا ليس صحيحاً"
30
1- ميزان الحكمة، ج4،  ص2868.
2- سورة التكوير، الآيتان: 8 ـ 9.
3- المرأة في ظل الإسلام، ص27.
4- أبو علي المودودي، كتاب الحجاب، ص29.
5- المرأة في ظل الإسلام، ص31.
6- دور المرأة في الأسرة، مركز الإمام الخميني، ط 1، 1424 هـ - 2003م، ص 35 - 36.
7- م. ن، ص 36-37.
8- بحار الأنوار، ج4، ص333.

9- دور المرأج في الأسرة، مركز الإمام الخميني، ط 1- 1424 هـ - 2003م، ص 38-39.
10- دور المرأة في الأسرة، مركز الإمام الخميني، ط 1224 هـ - 2003 م، ص 40-41.
11- خطبة العقد المؤرخة 28/6/1379 هـ.ش.
12- خطبة العقد المؤرخة 19/3/1372 هـ.ش.
13- إشارة إلى الآية الكريمة: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء سورة النساء، الآية 34.
14- إشارة إلى الرواية المعروفة عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: «المرأة ريحانة وليست بقهرمانة» بحار الأنوار، ج100، ص253.
15- خطبة العقد المؤرخة 22/12/1378 هـ.ش.
16- خطبة العقد المؤرخة 22/12/1378 هـ.ش.
17- سورة النساء، الآية 34.
18- خطبة العقد المؤرخة 28/6/1397 هـ.ش.
19- خطبة العقد المؤرخة 19/1/1377 هـ.ش.
20- خطبة العقد المؤرخة 6/6/1381 هـ.ش.
21- خطبة العقد المؤرخة 6/6/1381 هـ.ش.
22- خطبة العقد المؤرخة 22/12/1378 هـ.ش.
23- خطبة العقد المؤرخة 28/6/1379 هـ.ش.
24- خطبة العقد المؤرخة 2/9/1373 هـ.ش.
25- خطبة العقد المؤرخة 11/12/1373 هـ.ش.
26- خطبة العقد المؤرخة  10/2/1375 هـ.ش.
27- خطبة العقد المؤرخة  2/9/1373 هـ.ش.
28- خطبة العقد المؤرخة  24/1/1378 هـ.ش.
29- خطبة العقد المؤرخة  19/3/1372 هـ.ش.
30- خطبة العقد المؤرخة 18/5/1374 هـ.ش.


يتبع






رد مع اقتباس