العودة   منتديات أبو الفضل العباس عليه السلام > ¤©§][§©¤][ المنتديات الإداريه ][¤©§][§©¤ > أرشيف أبو الفضل العباس (ع)
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-09-2010, 12:16 PM   رقم المشاركة : 1
السادن
(عضو مميز)

 
الصورة الرمزية السادن
الملف الشخصي




الحالة
السادن غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

3 ما بين الفرزدق وجرير أبعد من الهجاء بل زعامة لواء الشعر0 بقلمي/ ظافر الشمري


مابين الفرزدق وجرير أبعد من الهجاء0

الفرزدق هو همام بن غالب بن صعصعة من تميم،ويكنى بأبي فراس0 والفرزدق لقب غلب عليه ومعناه على ماذُكر هو الرغيف الضخم الذي يجففه النساء للفتوت، أو هو الرغيف الذي يسقط في التنور، وقيل بالفرزدق هو القطعة من العجين تُبسط فيخبز منها الرغيف وقيل غير ذلك0على كُلٍ العرب تسمي خبز الفتوت الفرزدق

ماذا نستشف: من هذا نستشف أن شاعرنا كان ضخماً وغليظاً ومتجهماً،على ضوء ما قيل في المعنى0

قال محمد بن يحيى: أن الفرزدق كان شاعرا موصوفاً أربعين سنة لأن أباه غالب أتى به يوما إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) سيد الموحدين بعد وقعةالجمل في البصرة ، وقال للأمام(ع) بني هذا من شعراء مضر فاسْمعْ منه، فقال أمير المؤمنين لوالده علمه القرآن فهو خيراً له، وكان الفرزدق يروي الحديث هذا أنى حل وفعلا قيد نفسه بقيد وآلى أن لايفكه حتى يحفظ القرآن، فما فكه حتى حفظه0

الفرزدق الشاعر: كان هو وجرير والأخطل من أشعر شعراء العصر الأسلامي وقد اجمع على ذلك وحسب ما ذكره غير واحد ومنهم (أبو عبيدة) وذلك لأنهم أُعطوا حظاً لم يعطه أحد في الأسلام0فهؤلاء مدحوا قوما فرفعوهم وذموا قوما فوضعوهم وهجاهم قوما فردوا عليهم فأفحموهم،وهجاهم أخرون فرغبوا بأنفسهم عن جوابهم وعن الرد عليهم فأسقطوهم،وحار الناس في تفضيل أيهم أشعر فبعضهم مالوا للأخطل والآخرون مالوا

لجرير وآخرون وهم كُثر مالوا للفرزدق ،وروي عن المفضل الضبي أيهم أشعر فقال الفرزدق وقالواله ولِمَ ذاك قال لأنه قال بيتا واحدا هجا فيه قبيلتين ومدح قبيلتين والبيت هو الآتي:

عجبتُ لعجلٍ إذْ تهاجي عبيدها-------- كما آل يربوع هجوا آل دارمِ0

فقالوا له أن جرير هجا أيضا وقال لهم وماذا يقول:

إنّ الفرزدق والبعيث وأمه ------- وأبا البعيث لشرّ ما أستارُ0

فقال لهم المفضل وأي شيء أهون من أن تقول فلان وفلان وفلان، وعن العلاء بن الفضل قال لي أبو البيداء

يأبا الهذيل أيهما أشعر الفرزدق أم جرير، فقلت له ذاك لك (يعني أنت أعلم مني) قال ألم تسمع أحدهما يقول:

ماحملت ناقة من معشرٍ رجلاً -------- مثلي إذا الريح لفتني على الكورِ0

إلاّ قريشا فان الله فـــــــــــــضلها -------- مع النــــبوة بالأسلام والخيرِ0

فقلت أتقصد الفرزدق؟ فأومأ برأسه ( أي نعم)0 وعن يونس بن حبيب يقول كما جاء في كلام أبي عبيدة لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب ، وفي مصدر آخر لولا الفرزدق لذهب شعر العرب0

وكان يقول يونس بن حبيب ماشهدت مشهدا وذكر فيه اسم جرير والفرزدق ورأيت اجتماع أهل ذلك المشهد على أحد منهما،وكان يونس بن حبيب يرى بل يفضل الفرزدق على جرير بشكل واضح وجلي،وسئل بن دأب

عن الأشعر فقال الفرزدق أشعر خاصة وجرير أشعر عامة ومعنى هذا الفرزدق هو الأشعر لأن الخاصة تمثل صفوة أهل الرأي والعلماء والشعراء والطبقات المثقفة الواعية عكس العامة التي يمثل الكثير منها همج رعاع

ينعقون وراء كل ناعق وهذا هو الرأي الأصوب والأصح، وسئل جرير أحد الرجال من بني طهية وقال له من الأشعر أنا أم الفرزدق فقال له أنت أشعر عامة والفرزدق أشعر خاصة فتجهم وجه جرير وأدبر،كما أن الفرزدق كان يشبه بالشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى،مضافا إلى ذلك أن الفرزدق كان مُقلدا وليس مُقلِدا وهذه مزية له وحسبي بها من مزية فهي أنهت كل الكلام بين الرجلين، وله في هذا الباب أبيات تمثل بها العرب كثيرا ومنها على سبيل المثال لاالحصر:

فيا عجباً حتى كُليب تسبني كأن أباها نهشلٌ أو مجاشعُ0

وقوله:

وكنا إذا الجبار صعّرخده ضربناها حتى تستقيم الأخادعُ

وقوله:

وكنت كذأب السوء لما راى دماً بصاحبه يوماً أحال على الدمِ

وقوله:

ترجي ربيع أن يجيء صغارها بخيرٍ وقد أعيا ربيعا كبارها

وقوله:

ترى كل مظلوم إلينا فراره ويهرب منا جهده كل ظالمِ

وقوله في الأفتخار وهو بيت تاملوه جيدا:

ترى الناس ماسرنا يسيرون خلفنا وإنْ نحن أومأنا إلى الناس وقفوا0







إلى غير ذلك كثير من الأبيات لو أردنا حصرها لطال بنا المقام0

وكان هشام يرى في الفرزدق أشعر من غيره هذا الكلام قاله لأبي عبيدة وقبل قصيدة الفرزدق للأمام زين العابيدن (ع) في موسم الحج بمكة0 وفي يوم من الأيام سئل جرير أبو الزّناد من الشعر أنا أم هذا الخبيث ويقصد الفرزدق، فقال له أبو الزناد أعفني من الجواب فألحّ عليه،وعندها قال له أنت أشعر منه في النسيب

ولايتعلق بك ولايشاركك فيه أي غرض النسيب،فقال له جرير( أوه قضيت والله له عليّ)0وكما اعترف جرير

بغير مناسبة 0اني هاجيت كذا وكذا شاعراً وقد تفرد لي الفرزدق لوحده0

وهذا دليل آخر لقول جرير الانف، والفرزدق هاجاه أكثر من شاعر إلاّ انه لم يكن كجرير في وسطه الأجتماعي

بل كان أهيب منه في الصدور،وماهاجا احدأ وعاد لمهاجاته ثانية، حذراً من لسانه،لأن لقوله محلا في القلوب وقبولا في الاسماع،وكان معروفاً عن الفرزدق إذا هاجا أحد رد عليه بمالايستطيع نقضه ثانية، وقد يؤتى به إلى الفرزدق مكتوفا ليعفو عنه وعن قبيلته، ولم يكن لجرير مثل هذا الشأن ولالشعره ذلك الموقع0

وعن إبن المعدل يقول كان وعلماء من جماعتنا يقولون إنما فضلوا جرير لمقاومته

الفرزدق ليس إلاّ وشتان بين المهاجم والمدافع المقاوم، وما سئل احد جرير عن رأيه بالفرزدق فيقول هو نبعة

الشعر هذا ماقاله لأبنه عكرمة،وما سئل الفرزدق إلا وقال انا0

وللانصاف نقول ذهب جماعة الى تفضيل جرير على الفرزدق ( العلاء بن جرير العنبري، بشار بن برد الذي كان حاقدا على الفرزدق ،وعبيدة بن هلال،وإبن مناذر وأبي مهدي الباهلي)

كما أنّ (سَكينَةْ بنت الحسين بفتح السين وليس ضم السين لأن المعنى في الحالتين مختلف) ففي الأولى تعني الهدوء والأستقرار وفي الثانية اي الضم تعني انثى الحمار0

اقول كانت على ابيها وعليها السلام،تفضل الفرزدق عليهما هذا على فرض صحة الرواية التي أفردها مرسلة أبو الفرج الأصفهاني، كما ان الفرزدق قد سامى جرير وساجله في الوقت التي كانت قريش تتعصب لجرير وعناية الخلفاء له وطرح الفرزدق جانبا بسبب القصيدة التي مدح بها الأمام زين العابيدن(ع)0 وغيرها كما أسلفنا في سطور البحث أعلاه ، ولما اظهره من ميل وهوى لعلي بن ابي طالب(ع) ولولده من بعده(ع) ولصراحته وترفعه لما في ايديهم حتى واجه هشام بن عبد الملك إرتجالا وفي مكة وامام اهل الشام واهل مكة واشراف الأمويين ووفود البيت الحرام من كافة الأقطار الأسلامية ، بقصيدة عصماء في مدح الأمام علي بن الحسين(ع)

وكفى بها من قصيدة فلو بارى اهل الشرق والغرب بها لرجحت كفته، وهي التي فضلته وحلقت به ولربما نطق روح القدس في فاه، وهي تغنينا عن كل شعره، ولكن العصبية الأموية والأحقاد الشخصية وتداعياتها أوجبت تقديم غيره عليه، وهو صاحبها وصاحب القدح المعلى، وروى شبيب بن صخر عن هارون بن ابراهيم قال:

رأيت جرير والفرزدق في مسجد دمشق وقد قدما على الوليد بن عبد الملك، والناس عنقٌ واحد علىجرير وكلهم من قريش وموالي قريش يسلمون عليه ويسألونه احواله واسبابه الخ،ومايطيف بالفرزدق إلاّ نفر من

خندف جلوس معه قال شبيب لهارون ولِمَ ذلك قال لمدحه قيساً وقوله في العجم ويعني الأمام(ع) :-

فيجمعنا والعز ابناء سارة

أبُ لايبالي بعده من تعذرا

واخذت الهدايا تنهال على جرير من الأمويين ومواليهم من النوق والحلل الخ0 وهناك شيء لهذا التحامل والتجاهل الذي أبداه الأمويين هو ان الفرزدق كان فخورا لايبالي بمن فخر، ودخل يوما على خالد القسري

فطلب منه ان ينشده فانشده قائلاً:

يختلف الناس مالم نجتمع لهم

ولاخلاف اذا ما أجمعت مضرُ

وكان القسري يظن انه سيمدحه،ويروى أن سليمان بن عبد الملك طلب إنشاد الفرزدق فأنشده قائلاً:

وركبٌ ان الريح تطلب عندهم

لها ترة من جذبها العصائبِ

إذا ابصروا ناراً يقولون ليتها

وقد خسّرت ايديهمُ نار غالبِ

فقال سليمان هذا المدح لي أم لك فقال له الفرزدق لكلينا لي ولك0

نكتفي بهذا العرض الموجز ومن هذا العرض نستنتج عدة امور:

1-لو نحينا الأخطل جانبا لأن دخوله كان بسبب كبر سنه وفني اكثر عمره ليس إلاّ0 لوجدنا ان نجر الاخطل لم يكن بذات المستوى الذي كان عليه جرير والفرزدق0

2-نلاحظ الفرق واضح بين الفرزدق وغريمه والسبب ما سمعنا وماقرانا من تفضيل الفرزدق حتى من اشد المتعصبين لجرير 0بني امية وإلا بماذا تفسر تفضيل هشام بن عبد الملك سرا للفرزدق كما رأينا

3-لاننكر من ان جرير شاعرا مجيدا ومفلقا بل من مبرزي ذلك العصر وبراعته في بعض اوزان الشعر كالنسيب مثلا لايعني انه متفوق بجميع مواضيع الشعر والوانه، مع وجود بيت في مدح عبد الملك بن مروان غاية في الروعة:

ألستم خير من رَكِبَ المطايا

وأندى العالمين بطون راحِ

هذا البيت فعلاً لايجارى كما أجمعت العرب من أنه أي البيت أقوى بيت في المدح، مع ذلك لايمنع من وجود ابيات غيره لاتقل عنه جزالة وخيال واسع لنرى مثلاً هذا البيت الذي قاله على ما أظن ابو تمام

في المعتصم: لو لم يكن في كفهِ غير روحهِ

لجاد بها فليتــــــقي الله سائله

تتفق معي أن البيت الانف قوي جداً، أضف إلى ذلك أن الفرزدق نفسه قال بيت في مدح الأمام زين العابدين (ع) فيه من الألق والروعة لايقل نظارة ولا إبداعا بل عله أقوى من بيت جرير وهو:

ماقال لا قطٌ إلاّ في تشهده

لولا التشهدِ كانت لاؤه نعمُ

أقول لربما نطق روح القدس في فاه الفرزدق ، وقاله مرتجلا بدون تحضير هذا ما أجمع عليه العرب والنقاد أجمعين وقراه في الكعبة المشرفة وأمام هشام ووفد الشام وجموع المسلمين وإليك التحليل0

4-القلق الذي كانت نفسية جرير موسومة بها من خلال سؤاله المتجدد والدائم عن من الأشعر أنا أم هذا

الخبيث ويقصد به الفرزدق ، وهي حالة من عدم الوثوق بشاعريته بوجود الفرزدق وإلاّ بماذا نفسر

سؤاله الدائم0

5-يكفي الفرزدق فخرا من ان قريش كانت ضده بل مركز الخلافة كان ضده وهذه مزية تحسب له وليس عليه وعلمنا السبب وهنا اضيف سبب آخر وهو ان الفرزدق كان علوي الهوى، وهنا تكمن المشكلة

6-اما وان الهجاء قد تحكم بينهما فالأمر لايعدوا نوع من الظرافة واللطافة وإثارة نوع من الشحناء بينهما

اشكركم على تجشمكم عناء القراءة0







التوقيع :

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 03:19 PM.


منتديات أبو الفضل العباس
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات أبو الفضل العباس عليه السلام