|
|||||||||||
المنتدى الإسلامي السير في الطريق إلى الله عز وجل |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
02-06-2011, 10:23 AM | رقم المشاركة : 1 |
ما يؤثر على واقع حياة الانسان
( عالم الآمال والتطلعات. ( عالم الأفكار والمعتقدات. ( عالم السلوك والأعمال. ويهمنا في هذا البحث استقراء وتلمس مدى ارتباط كل واحد منها بواقع الإنسان وتأثيره على صنع وضعه ومجريات حياته. 1.الآمال والتطلعات: من إشراقات نور العقل الذي اختص الله تعالى به الإنسان، القدرة على التخيل والتطلع، فالواقع الذي يعيشه الإنسان لا يشكل سقفاً لأشعة تفكيره، بل إن ذهنه يحلّق بعيداً متجاوزاً معطيات الواقع المعاش. لذا يمتاز الإنسان بحالة الأمل والتمني، وهي وليدة ملكة الخيال، فحينما يتخيل شيئاً يتمناه، ويأمل الوصول إليه، ويتطلع لتحقيقه. وأكثر منجزات الإنسان العلمية ومكاسبه الحضارية، كانت في بدايتها خيالات وأحلام، وآمال وتطلعات، حتى أصبح عندنا لون من ألوان الأدب الإبداعي، يطلق عليه قصص الخيال العلمي، حيث ينطلق الفكر لدى بعض الأدباء محلقاً في سماء الخيال والتمني، لينسج أحداثاً وأوضاعاً تتخطى الواقع المعاش، وليرسم صوراً ولوحات تتجاوز الإمكانات المتاحة، ولكنها قد تتحقق فيما بعد وتصبح ظواهر حية مألوفة. وعن المدى الواسع لتطلعات الإنسان وآماله، يقول الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام: (الأمل لا غاية له)( ). (الآمال لا تنتهي)( ). (لا تخلو النفس من الأمل حتى تدخل في الأجل)( ). إن أهمية الأمل والتطلع عند الإنسان تتحقق عندما يكون وقوداً للحركة، وطاقةً للسعي، وعندما يخلق حالة الاندفاع نحو العمل، وبنفس القدر يكون مؤثراً في حياة الإنسان وفاعلاً في واقعه. 2.الأفكار والمعتقدات: المعتقدات الدينية للإنسان تعني الإجابات التي يتوصل إليها عن التساؤلات التي ترتسم أمامه عن وجوده ومصيره ومساره في هذه الحياة. وقد تكون تلك الإجابات ـ المعتقدات ـ نتيجة بحث وتفكير ذاتي من الإنسان، أو تكون نتيجة تقليد واتباع ومحاكاة. بالطبع تتفاوت المعتقدات من حيث إصابتها للحقيقة والواقع أو مفارقتها لذلك، وفي درجة الإصابة أو المخالفة. وإذا كان الوصول إلى العقيدة الصحيحة ضرورياً ومهما للإنسان، فإن ما يهمنا في هذا البحث، هو رصد مدى تأثير تلك العقيدة الصحيحة على واقع حياة الإنسان وأوضاعه. فالإيمان بعقيدة صحيحة لا يعني إنتاج واقع صحيح دائماً وأبداً، إلا بمقدار ما تنعكس تلك العقيدة على سلوك الإنسان وعلمه، والقرآن الكريم حينما يتحدث عن الإيمان يقرنه غالباً بالعمل الصالح، للتأكيد على مصداقية الإيمان وأثره في حياة الإنسان. يقول تعالى: {مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} ( ). {وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى}( ). {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ} ( ). ونجد هذا التلازم بين الإيمان والعمل مكرراً في أكثر من سبعين آية في القرآن الكريم، لكي يؤكد حقيقة هامة، هي ضرورة انعكاس الإيمان عملياً على حياة الإنسان وسلوكه، وأنه لا قيمة له إذا كان مجرد نظريات حبيسة في الذهن، أو قناعات مختزنه في النفس. ففرص التقدم في الحياة متاحة للجميع، والسنن الإلهية الحاكمة لا تقبل المحاباة ولا المحسوبيات. إن القدرة على السباحة في البحر تنجي الإنسان من الغرق، مؤمناً كان أو كافراً، فإذا لم يتقن المؤمن السباحة فإنه سيغرق إنفاذاً لسنة الله، ولا يشفع له إيمانه وتدينه في النجاة، وإذا كان الكافر قادراً على السباحة فسيصل إلى ساحل البحر بسلام رغم كفره، يقول تعالى: {كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلاَء وَهَؤُلاَءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا }( ). فعطاء الله تعالى في الدنيا ليس خاصاً بالمؤمنين، وإنما هو مبذول لهم وللكافرين على حدٍ سواء، وليس محظوراً على أحد، بسبب بطلان عقيدته أو مذهبه. ويخاطب الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام من يراهنون على قوة الفكر والخطاب، مع ضعفهم في مجال العمل والحركة بقوله: (إنكم إلى إعراب الأعمال أحوج منكم إلى إعراب الأقوال)( ). ويقول أيضاً عليه السلام: (الشرف عند الله سبحانه بحسن الأعمال لا بحسن الأقوال)( ). 3.الأعمال والسلوك: إن سعي الإنسان هو الذي يصنع واقعه في هذه الحياة، وإن عمله ونشاطه هو الذي يحدد درجة مستواه الحياتي. وإذا ما رأينا الناس تتفاوت مستوياتهم، كأفراد وكأمم ومجتمعات، فهناك من يصنف ضمن فلك العالم المتقدم، وهناك من يرزح تحت وطأة التخلف، فلا بد أن نبحث عن سبب هذا التفاوت في المجال السلوكي العملي. فالنجاح والفشل والتقدم والتأخر، ليس نتيجة لتفاوت مستوى التطلعات والآمال، ولا هو أثر حتمي للمعتقدات والأفكار المجردة، وإنما هو إفراز طبيعي لمستوى العمل والسعي والنشاط. ويقرر القرآن الحكيم، في آيتين كريمتين، أن عمل الإنسان هو الذي يحدد درجته ومستواه في الدنيا والآخرة. يقول تعالى: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ }( ). ويقول تعالى: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }( ). إن درجة ومستوى كل إنسان، فرداً كان أو مجتمعاً، لا تتحدد من وحي تخيلاته وآماله وتطلعاته، ولا من خلال أفكاره ومعتقداته وإنما {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا }أي أن درجته تتحدد عبر سعيه وعمله. +++++ بحث مستل من كتاب العمل والفاعلية طريق التقدم |
|
|
02-06-2011, 06:02 PM | رقم المشاركة : 2 |
|
رد: ما يؤثر على واقع حياة الانسان
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف مشكووووووره خيتووو ع الطرح الراقي الله يعطيكِ العاااااافيه وجعله الله في ميزااان حسناتكِ بانتظار جديد ابداعاتكِ تقبلي خااالص تحياااتي |
|
02-08-2011, 09:25 AM | رقم المشاركة : 3 |
رد: ما يؤثر على واقع حياة الانسان
يعطيك العافيه نورت تحيااتي |
|
|
02-11-2011, 12:33 PM | رقم المشاركة : 4 |
رد: ما يؤثر على واقع حياة الانسان
|
|
|
02-12-2011, 03:09 PM | رقم المشاركة : 5 |
رد: ما يؤثر على واقع حياة الانسان
شكرا لحضوكم العطر نورتم تحيااتي |
|
|
02-12-2011, 06:41 PM | رقم المشاركة : 6 |
رد: ما يؤثر على واقع حياة الانسان
|
|
|
02-12-2011, 07:20 PM | رقم المشاركة : 7 |
|
رد: ما يؤثر على واقع حياة الانسان
|
|
02-13-2011, 06:02 AM | رقم المشاركة : 8 |
رد: ما يؤثر على واقع حياة الانسان
على روعة حضوركم وتواصلكم العطر ربي مايحرمني من طلت وجودكم نورتم تحيااتي |
|
|
02-14-2011, 02:31 AM | رقم المشاركة : 9 |
رد: ما يؤثر على واقع حياة الانسان
بارك الله فيك غناتي وجزاك الله خيراً وجعل الله هذه المشاركه في ميزان أعمالك يارب تقبلي مروري |
|
|
02-14-2011, 12:15 PM | رقم المشاركة : 10 |
رد: ما يؤثر على واقع حياة الانسان
يعطيكم العافيه على روعة حضوركم وتواصلكم العطر ربي مايحرمني من طلت وجودكم نورتم تحيااتي |
|
|
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|