العودة   منتديات أبو الفضل العباس عليه السلام > ¤©§][§©¤][ المنتديات العامة ][¤©§][§©¤ > المنتدى العام
 
 

المنتدى العام من كل بحرٍ قطرة ومن كل بستان زهرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-03-2011, 02:40 PM   رقم المشاركة : 1
..
زائر
الملف الشخصي





 

6 تسكيه النفس تكمله البحث لايفوتكم

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

نكمل ما تقدمنا به من حديث عن تزكيه النفس حيث قال المصنف في النطقه الثالثه


قال اي المصنف

وهي انّ الصلاة هي العمل الاوّل

والاساس لتهذيب النفس



فقد قال اللَّه سبحانه وتعالى: ... اقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر اللَّه اكبر واللَّه يعلم ما تصنعون.

وقد يبدو للخاطر: انّه ما معنى اخباره سبحانه وتعالى عن نهي الصلاة عن الفحشاء والمنكر في حين انّ اكثر الناس الاعتياديين لا تنهاهم صلاتهم عن الفحشاء والمنكر، بدليل انّهم يصلّون وفي نفس الوقت -ايضا- يصدر منهم بعض الفسوق.

ولكن الواقع : انّه في الغالب بل الدائم لا تنفك الصلاة عن النهي عن الفحشاء والمنكر، الا انّ هذا النهي يتقدّر بقدر حضور المصلي لدى المليك المقتدر في صلاته. وكيف يتعقَّل - عادة - ان يحضر العبد بمحض اختياره ورغبته لدى سلطان دنيويّ في اليوم خمس مرّات، ويحسّ بعظمته وجلاله ثمَّ لايؤثِّر ذلك في ترك مخالفته لذلك السلطان، او تقليل المخالفة ولو جزئيا؟! فاذا كان هذا حال الحضور لدى سلطان دنيويّ عاجز مسكين مستكين فكيف بالحضور لدى المليك المقتدر؟ وان كانت سَعة رحمته قد تُجرّئ العبد على المعصية. (فلو اطّلع اليوم على ذنبي غيرك ما فعلته، ولو خفت تعجيل العقوبة لاجتنبته، لا لأنّك اهون الناظرين اليَّ، واخفّ المطّلعين عليّ، بل لأنّك ياربّ خير الساترين، واحكم الحاكمين، واكرم الاكرمين...). نعم، يتقدَّر النهي عن الفحشاء والمنكر بقدر ما يكون للإنسان من حضور القلب، فمن يضعف ويقلُّ حضوره يقلّ نهي الصلاة ايّاه عن الفسوق، ولكن لو كان يترك الصلاة لكان يتوغل في هاوية الفسوق اكثر، ومن يتمُّ حضوره في الصلاة امام الربّ بتمام ما للكلمة من معنى يكون ذلك في نهيه ايّاه من الفحشاء والمنكر بمرتبة ما يوازي العصمة او يقاربها.

وقد روي عن ابن عباس: انّه اهدي الى رسول اللَّه صلى الله عليه واله ناقتان عظيمتان، فجعل احديهما لمن يصلّي ركعتين لا يهمّ فيهما بشي‏ء من امر الدنيا. ولم يجبه احد سوى عليّ‏عليه السلام ، فاعطاه كلتيهما.

وقد ورد - ايضا - انّ عليّا عليه السلام كان في صلاته يستغرق في اللَّه الى حدّ استخرج السهم من رجله في حال الصلاة فلم يلتفت. وقد روى الفيض الكاشاني؛ في المحجة: انّ مولانا امير المؤمنين عليه السلام وقع في رجله نصل، فلم يمكّن من اخراجه، فقالت فاطمة : 3اخرجوه في حال صلاته، فانه لا يحسّ بما يجري عليه، فاخرج وهو عليه السلام في صلاته.

ومن هنا قيل: انّه اعترض على بعض الخطباء - وقيل: انّه ابن الجوزي - بانّ عليّا عليه السلام مع استغراقه الكامل في ذات اللَّه لدى الصلاة كيف التفت الى السائل واعطاه خاتمه؟!

فاجاب الخطيب بالبداهة بقراءة هذين البيتين :

يسقي ويشربُ لا تُلْهِيهِ سكرتُه عن النديمِ ولا يلهو عن الكاسِ

اطاعــــه سُكرُهُ حتى تمكَّنَ من فعلِ الصُحاة فهذا افضلُ الناسِ

وكان المقصود : انّ عمل الالتفات الى السائل والتصدِّق عليه كان عبادة. فالالتفات الى ذلك في اثناء الصلاة كان - ايضا - التفاتا الى اللَّه؛ ولهذا لم يصبح استغراقه في ذات اللَّه مانعا عن ذلك، ولم يكن هذا الالتفات التفاتا الى النفس كما في فرض الالتفات الى اخراج السهم - مثلاً - حتى يكون نسيانه لذاته في الصلاة مانعا عن ذلك.

وقد ورد في وصايا رسول اللَّه صلى الله عليه واله لأبي ذرّ : (يا ابا ذرّ رَكْعتان مقتصدتان في تفكّر خيرٌ من قيام ليلة والقلبُ ساهٍ).

وروي عن رسول اللَّه صلى الله عليه واله : انّه راى رجلاً يعبث بلحيته في صلاته فقال: (اما انه لو خشع قلبهُ لخشعت جوارحُه).

وعن النبيّ صلى الله عليه واله : (اذا قام العبد الى صلاته وكان هواه وقلبه الى اللَّه انصرف كيوم ولدته امّه).

وايضا روي عن رسول اللَّه صلى الله عليه واله : (مَنْ صلّى رَكْعتين لم يُحدّث فيهما نفسه بشي‏ء من الدنيا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه).

وايضا روي عن النبي صلى الله عليه واله : (انّ العبد ليصلّي الصلاة لا يُكتب له سدسُها ولا عشُرها، وانّما يكتب للعبد من صلاته ما عقل منها).

وايضا روي عن بعض ازواج النبي صلى الله عليه واله قالت : كان رسول اللَّه يحدّثنا ونحدّثه، فاذا حضرت الصلاة فكانّه لم يعرفنا ولم نعرفه شغلاً باللَّه عن كلِّ شي‏ء. وكان عليّ عليه السلام اذا حضر وقت الصلاة يتململ ويتزلزل، فيقال له: مالك يا امير المؤمنين؟! فيقول: (جاء وقت امانة عرضها اللَّه على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها). وكان عليّ بن الحسين عليه السلام اذا حضر الوضوء اصفرّ لونه.

وايضا ورد عن الرسول صلى الله عليه واله : (لا صلاة لمن لم يطع الصلاة، وطاعة الصلاة ان ينتهي عن الفحشاء والمنكر).

وعن الصادق عليه السلام : (من احبّ ان يعلم اقُبلت صلاته ام لم تقبل فلينظر هل منعت صلاته عن الفحشاء والمنكر، فبقدر ما منعته قبلت منه).

وبمعرفة معنى نهي الصلاة عن المنكر، وانّ النهي يقوى ويتمّ اذا قوي حضور قلب المصلّي لدى اللَّه وتمَّ، قد يتضح معنى غسل الصلاة لدرن الروح باليوم خمس مرات كمن يغسل بدنه بنهر جارٍ باليوم خمس مرّات، فلا يبقى درن في بدنه، كما ورد عن الباقر عليه السلام عن رسول اللَّه صلى الله عليه واله : (لو كان على باب دار احدكم نهرٌ، فاغتسل في كلِّ يوم منه خمس مرّات اكان يبقى في جسده من الدرن شي‏ء؟ قلنا: لا، قال: فانّ مثل الصلاة كمثل النهر الجاري كلّما صلّى صلاة كفّرت ما بينهما من الذنوب).

وورد في رواية اخرى عن ابي حمزة الثمالي قال: سمعت احدهما (ع) يقول: انّ عليّا عليه السلام اقبل على الناس فقال: ايّة اية في كتاب اللَّه ارجى عندكم؟ فقال بعضهم: انّ اللَّه لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء.... قال: حسنة وليست ايّاها. وقال بعضهم: ومن يعمل سوءا او يظلم نفسه ثم يستغفر اللَّه يجد اللَّه غفورا رحيما. قال: حسنة وليست ايّاها. فقال بعضهم: يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة اللَّه ان اللَّه يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم. قال: حسنة وليست ايّاها. وقال بعضهم: والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا اللَّه فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا اللَّه ولم يصرّوا على ما فعلوا وهم يعلمون × اولئك جزاءهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ونعم اجر العاملين. قال: حسنة وليست ايّاها. قال ثمَّ احجم الناس فقال: مالكم يا معاشر المسلمين؟ قالوا: لا واللَّه ما عندنا شي‏ء. قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه واله يقول: ارجى اية في كتاب اللَّه: واقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين. وقال: ياعلي والذي بعثني بالحقّ بشيرا ونذيرا انّ احدكم ليقوم الى وضوئه فتساقط عن جوارحه الذنوب، فاذا استقبل اللَّه بوجهه وقلبه لم ينفتل عن صلاته وعليه من ذنوبه شي‏ء كما ولدته امّه، فان اصاب شيئا بين الصلاتين كان له مثل ذلك حتى عدّ الصلوات الخمس، ثم قال: يا عليّ انّما منزلة الصلوات الخمس لأُمتي كنهر جارٍ على باب احدكم، فما ظنّ احدكم لو كان في جسده درن ثمَّ اغتسل في ذلك النهر خمس مرّات في اليوم اكان يبقى في جسده درن؟! فكذلك واللَّه الصلوات الخمس لاُمتي.

وفي اكبر الظن انّ المقصود هو : امكانية غسل الدرن بالصلوات الخمس لازوال الدرن قهرا، فانّ الصلاة شُبِّهت بنهر الماء ولو انّ احدا دخل فيه عشرات المرّات، وخرج من دون ان يغتسل وينظف بدنه بفرك ونحوه، لم يخلص من درنه، وكذلك الصلاة انّما تغسل الدرن وتزيل الذنوب لمن يغسل بها روحه. ويشهد لذلك قوله صلى الله عليه واله : (فاذا استقبل اللَّه بوجهه وقلبه...) اذن فلو لم يستقبل اللَّه الا بتوجيه الوجه نحو الكعبة، ومن دون التوجه بالقلب نحو اللَّه، لم تكن فيه هذه الفائدة بكاملها، وان كانت لا تخلو صلاته عن شي‏ء من هذه الفائدة. وكذلك يشهد للمقصود تمسكه عليه السلام بقوله تعالى: ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين فاكبر الظن: انّ المقصود بهذه الاية ليس هو مجرد ان الحسنة تقتضي عفو اللَّه عن ذنب العبد بمعنى ترك عقابه عليه وان كانت الحسنة لا تخلو من تاثير في ذلك، فانّ هذا ليس اذهابا للسيئات؛ لأنّ عفو اللَّه بترك العقاب عليها لا يعني زوالها واضمحلالها، فهي موجودة، الا انّ اللَّه - تعالى - برحمته ربّما لا يؤاخذ العبد عليها ويعفو عنه. امّا الاذهاب الحقيقي للسيئات فهو عبارة عن غَسل الدرن الذي اتّجه الى الروح، وازالة الظلمة التي سيطرت على القلب بسبب الذنوب، ومحو الاثار التي خلّفت الذنوب على النفس. وهذا هو الذي يكون ذكرى للذاكرين، فقد يتخيّل المؤمن الذي ابتلى بالذنب - نتيجةً لعدم العصمة ولاستيلاء الشهوات عليه المودعة فيه من قبل اللَّه تعالى - انّه لا علاج للخلاص عن السقوط الذي وقع فيه، فيذكِّره اللَّه - تبارك وتعالى - بانّك تستطيع علاج مرض الذنوب بدواء الحسنات.

ولعلّه اتَّضح بهذا - ايضا - معنى ما ورد عن ابي جعفر عليه السلام من كون (الصلاة عمود الدين مثلها كمثل عمود الفسطاط اذا ثبت العمود ثبتت الاوتاد والاطناب، واذا مال العمود وانكسر لم يثبت وتد ولا طنب).

وليعلم انّ الصلاة صُمِّمت بشكل يساعد على حضور القلب، وتلهم بكل خطواتها ذكر اللَّه سبحانه وتعالى، وتساعد الى حدّ كبير في النهي عن الفحشاء والمنكر.

ولتوضيح ذلك نذكر نموذجا مختصرا عن الهامات الصلاة بقدر ما يتطلّبه هذا المدخل المختصر:



فاوَّلاً - استقبال الكعبة:

انّ اللَّه - سبحانه وتعالى - موجود في كلّ مكان، ونسبة جهة الكعبة وما يعاكسها اليه سواه وللَّه المشرق والمغرب فاينما تولّوا فثمَّ وجه اللَّه...، ولكن الاسلام اراد للإنسان اتجاها حسّيا لدى ارادة الاتجاه الى اللَّه، باعتبار انّ الانسان خُلِق حسّيا اكثر من كونه عقليّا، فجعل الكعبة رمزا لبيت اللَّه، وامرنا بالتوجه الى جهة المسجد الحرام بقوله تعالى: ... وحيثما كنتم فولّوا وجوهكم شطره...، افيكون من وظيفتنا في الصلاة توجه الجسم الى ما جعل رمزا لبيت اللَّه، ولا يكون من وظيفتنا توجه القلب في الصلاة الى اللَّه سبحانه والذي به تتمّ روح العبادة؟!



وثانيا - التكبير :

لئن كبّرنا - حقا - متوجهين الى مغزى التكبير، وقاصدين معناه، ومؤمنين بانّ اللَّه اكبر من كلّ شي‏ء، افهل يُعقل ان نعصي اللَّه، ونتجه الى غيره من هدف صغير او كبير ممّا هو لا شي‏ء بالقياس الى اللَّه سبحانه وتعالى ؟ !



وثالثا - سورة الفاتحة :

وليست هي اوَّل سورة نزلت من القران، فعجبا لماذا اصبحت فاتحةً للكتاب؟! افلا يرمز ذلك الى عظمة هذه السورة المباركة، ولقد فُسِّر السبع المثاني بهذه السورة، وجُعِل السبع المثاني في عرض تمام القران في قوله تعالى: ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقران العظيم. وفي الحديث عن علي عليه السلام قال: (سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه واله يقول: انّ اللَّه - تعالى - قال لي: يا محمّد ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقران العظيم، فافرد الامتنان عليَّ بفاتحة الكتاب، وجعلها بازاء القران العظيم. وانّ فاتحة الكتاب اشرف ما في كنوز العرش...).

ولفاتحة الكتاب ميزة لم توجد في ايّة سورة اخرى من سور القران، وهي: انّ جميع سور القران لسانها لسان مخاطبة اللَّه سبحانه وتعالى للناس، ماعدا هذه السورة المباركة التي كان لسانها من اوّلها الى اخرها لسان مخاطبة العبد للَّه سبحانه وتعالى.. ولعلّ هذا هو السرّ في انّه لا تخلو صلاة منها، ولاصلاة الا بفاتحة الكتاب. ولعلَّ هذا هو السرّ او احد الاسرار في جعل هذه السورة اوّل سورة من القران برغم نزولها المتاخّر.

ومن يبدا القراءة في الصلاة بالاستعانة باللَّه الرحمن الرحيم، ويعترف بانّه تعالى مالك يوم الدين، ويحصر العبادة والاستعانة باللَّه تعالى، كيف يتخذ بعد ذلك الههُ هواه، ويستعين بنعم اللَّه - تعالى - على معصيته ؟ !



ورابعا - الركوع والسجود :

وقد قالوا عنهما: انّهما عبادة ذاتيّة؛ لأنّ العبادة تذلّل، والتذلّل بالعبائر انّما تكون بمعانيها اللُغويّة التي تختلف من لغة الى لغة ومن قوم الى قوم، في حين انّ دلالة الركوع والسجود على التذلّل دلالة عالمية اجمع عليها كلّ الملل وكلّ اللغات، فكانّ دلالتها على ذلك ذاتية، ومن يتذلّل للَّه بهكذا تذلّل بمحض اختياره ومن دون ايّ اجبار؛ لأنّ (... اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولاعمل) كيف يعارض اللَّه - تعالى - بعد ذلك بمعصيته ؟ !

الى هنا تكلّمنا حول تفسير قوله سبحانه وتعالى: ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.... ولا باس بتكميل البحث بحديث مختصر عن ذيل الاية، وهو قوله تعالى: ولذكر اللَّه اكبر... وفيه احتمالان :

الاحتمال الاوّل - ان يكون المقصود بالذكر ذكر العبد للَّه تعالى. ويؤيد هذا الاحتمال ما ورد في تفسير الذكر في هذه الاية المباركة عن الصادق عليه السلام من قوله: (ذكر اللَّه عندما احلّ وحرّم). وليس معنى الاية على هذا الاحتمال: انّ ذكر اللَّه اكبر من الصلاة، وذلك لوضوح انَّ الصلاة من ابرز مصاديق الذكر واكملها، بل كانّ معناها: امّا هو تعليلٌ لنهي الصلاة عن الفحشاء والمنكر: بانّ ذكر اللَّه اكبر من كل ما يكون قابلاً للنهي عن الفحشاء والمنكر، اي: بما انّ الصلاة تكون ابرز انحاء الذكر واتمّها واكملها فهي تنهى عن الفحشاء والمنكر، وامّا هو بيان لكون ذكر اللَّه - ومن اتمّها واكملها الصلاة - اكبر من كلّ اللّذائذ والتي منها لذّة النفس الامّارة، وهي لذّة الفحشاء والمنكر.

والاحتمال الثاني - ان يكون المقصود بالذكر ذكر اللَّه للعبد، فيكون معنى الاية: انّ ذكر اللَّه لعبده اكبر من ذكر العبد للَّه .

قال اللَّه تعالى: فاذكروني اذكركم.... ويؤيد هذا الاحتمال ما ورد عن الامام الباقر عليه السلام في قوله تعالى : ولذكر اللَّه اكبر... انه يعني: ( ذكر اللَّه لأهل الصلاة اكبر من ذكرهم ايّاه، الا ترى انّه يقول: اذكروني اذكركم...) .



استنتاجٌ واضافة :

امّا الاستنتاج : فقد اتَّضح انّ اوّل خطوة للسلوك هو الخشوع في الصلاة، وقد اشار القران الى ذلك في ايتين :

الاولى - قوله سبحانه وتعالى: قد افلح المؤمنون × الذين هم في صلاتهم خاشعون. فقد جعل اوّل علامة الايمان هو الخشوع في الصلاة.

والثانية - قوله سبحانه وتعالى: واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين.

فمن يصلّي بهدف التخلّص من مسؤوليّة الوجوب، وليس بدافع خشوعه القلبي للَّه واستغراقه في ذات اللَّه، يحسّ بثقل الصلاة، ويتمنّى في اثناء صلاته بين اونة واخرى ان تنتهي الصلاة كي لا تشغله عن اعماله وعن علاج مشاكله التي هو مصاب بها، فَمَثله مثل رجل مريض يراجع الطبيب، وينتظر في صفّ المرضى المنتظرين ولو لعدّة ساعات، ويتحمل ذلك لعلمه بانّ هذا لابدّ له منه علاجا لمرضه او نجاةً من الموت الاحتمالي، لكنّه يتمنّى في كل لحظة ان تنتهي هذه المراجعة كي يفرغ لسائر اعماله وهمومه. امّا من يتشرف بلقيا عظيم من العظماء كالسيد الامام رحمه اللَّه او السيد الشهيد الصدر رحمه اللَّه ممّن يكون خاشعا له مستغرقا في حبِّه ملتذّا بحضوره لديه فقد تمضي عليه الساعات الطوال ولا يحس اصلاً بمرور الزمن، فكانّ هذا هو معنى قوله سبحانه وتعالى: وانّها لكبيرة الا على الخاشعين، اي: انّ غير الخاشع ان كان يصلي يرى ان صلاته قد زاحمت اعماله واشغاله الاخرى، فهو قد ياتي بالصلاة باعتبار اعتقاده بوجوبها، لكنّه يحس بثقلها ومشقتها. وامّا الخاشع فهو الذي يلتذّ بالصلاة، فلا يحس بثقلها، وكانّه يغفل عن مرور الزمن عليه في حال الصلاة.

للَّهِ قومٌ اذا ما اللَّيل جنّهمو قاموا من الفرشِ للرحمنِ عُبَّادا

ويركبون مطايا لا تملُّهمو اذا هُمو بمنادي الصبحِ قد نادا

هُمو اذا ما بياضُ الصبحِ لاحَ لهم قالوا من الشوقِ ليت اللَّيلَ قد عادا

الارضُ تبكي عليهم حينَ تفقدُهمْ لأنّهم جعلوا للأرضِ اوتادا

ثم انّني لا اتصوّر ان تكون الصلاة التي هي كبيرة الا على الخاشعين عبارة عن صلواتنا التي قد تكون نقرا كنقر الغراب، او لا تستغرق الا خمس دقائق، ولا تكون الا بالمقدار المجزي فقهيّا، فايّ ثقل مهم لهذه الصلاة حتى يقال عنها: انّها لكبيرة الا على الخاشعين ؟ ! .

وامّا الاضافة فامور ثلاثة :

الاوّل - هناك عدّة طرق لتحصيل حضور القلب في الصلاة، منها :

1 ـ ان يبادر قبل الدخول في الصلاة بحلّ مشاغله الانيّة، كمدافعة الاخبثين، والمٍ يمكن تسكينه ولو نسبيّا في وقت قصير، ونحو ذلك. وقد وردت النصوص في النهي عن الصلاة مع مدافعة الاخبثين.

وقد رُوي عن ابي الدرداء انّه قال: من فقه الرجل ان يبدا بحاجته قبل دخوله في الصلاة؛ ليدخل في الصلاة وقلبه فارغ.

2 ـ ان يفرّغ نفسه قبل الصلاة عن افكاره الاخرى ومشاغله دنيويّة او اخرويّة، ويفكّر في عظمة اللَّه ورحمته وغضبه، وفي الموت وما بعده.

3 ـ ان يتامّل في الصلاة في معاني ما يقول. وطبعا التوجه الى اللَّه من خلال الكلمات ليس هو الاصل؛ بل الاصل هو العكس، ولكن هذا ممّا لابدّ منه في بداية الطريق.

الثاني - على السالك ان يتدرّج في السلوك، ولا يحمّل نفسه فوق طاقته، ولا يبغّض الى نفسه العبادة بالاكثار، ويداري حالات قلبه المختلفة من الاقبال والادبار.

وقد ورد عن الصادق عليه السلام عن رسول اللَّه صلى الله عليه واله : انه قال لعليّ عليه السلام : (يا عليّ انّ هذا الدين متين فاوغل فيه برفق، ولا تبغّض الى نفسك عبادة ربّك انّ المنبتّ - يعني المفرط - لا ظهرا ابقى ولا ارضا قطع، فاعمل عمل من يرجو ان يموت هرما واحذر حذر من يتخوّف ان يموت غدا).

وعن احدهما قال: قال النبي صلى الله عليه واله : (انّ للقلوب اقبالا وادبارا، فاذا اقبلت فتنفّلوا، واذا ادبرت فعليكم بالفريضة).

وعن مولانا امير المؤمنين‏عليه السلام : (انّ للقلوب اقبالا وادبارا، فاذا اقبلت فاحملوها على النوافل، واذا ادبرت فاقتصروا بها على الفرائض).

الثالث - كلّما تقدّم السالك في سلوكه ازداد ثقل كاهله، ولن يصل الى مرحلة التخفيف، فهاهم انبياء اللَّه العظام الذين وصلوا في سلوكهم فوق مايتصوَّره متعارف الناس ترى عظم مسؤوليتهم وثقل كاهلهم. وكنموذج لذلك نشير الى قِصَّة يونس على نبيّنا واله وعليه الصلاة والسلام، فهو حينما غضب على قومه الكفرة الفجرة، وكان غضبه للَّه لم يستطع الصبر على ذلك حتى دعا عليهم، وهذا امر لو صدر من احدنا لشكرنا اللَّه عليه، ولكُنَّا بذلك من الممدوحين، ولكنّ اللَّه - تعالى - ادّبه على ذلك بسجنه في بطن الحوت، وقال: فلولا انه كان من المسبحين × للبث في بطنه الى يوم يبعثون. وذلك لالشي‏ء الا لأنّ حسنات الابرار سيئات المقربين، ولا لشي‏ء الا لأنّه كان يتوقّع منه ان يكون اوسع صدرا من ذلك. وهذه مسؤوليّة لا نتحمل نحن عُشرا من معشارها.

وهذا رسول اللَّه صلى الله عليه واله قد اذِنَ للبعض بهدف المداراة وحسن السلوك مع الناس؛ لتقريبهم بذلك الى اللَّه الامر الذي لو صدر من احدنا لكُنّا من الممدوحين والمشكور على عملهم، ولكنّ اللَّه -تعالى - ادّبه فاحسن تاديبه حينما قال: عفا اللَّه عنك لِمَ اذنت لهم حتى يتبيّن لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين.

ان وجدنا ردود ومشجعين نكمل البحث واذا لايوجد اختم الموضوع بلنقطه الثالثه

ونسال الله ان يوفقنا جميعا
والحمد لله رب العالمين






رد مع اقتباس
قديم 01-03-2011, 03:08 PM   رقم المشاركة : 2
زمرد
( عضو جديد )
الملف الشخصي




الحالة
زمرد غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: تسكيه النفس تكمله البحث لايفوتكم

سدد الله خطاكم للامام دوما






رد مع اقتباس
قديم 01-03-2011, 03:44 PM   رقم المشاركة : 3
عاشقه السبطين
(مشرفة منتدى السياسة والأخبار)

 
الصورة الرمزية عاشقه السبطين
الملف الشخصي





الحالة
عاشقه السبطين غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: تسكيه النفس تكمله البحث لايفوتكم







التوقيع :
[flash=http://im9.gulfup.com/2011-08-30/1314755667492.swf]WIDTH=500 HEIGHT=400[/flash]

رد مع اقتباس
قديم 01-03-2011, 04:09 PM   رقم المشاركة : 4
حنين الروح
(فقيدة المنتدى إلى رحمه الله)


 
الصورة الرمزية حنين الروح
الملف الشخصي





الحالة
حنين الروح غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: تسكيه النفس تكمله البحث لايفوتكم

اشكرك أخوي جزيل الشكر..
بإنتظاار المزيد من الابداع..
كل التحااياا لك..
مودتي..






التوقيع :


إنْ تأسُر اليَومَ كُفوفنَا .. وَ تَذبحَ الأحرارَ بِالوَريدْ
فإنَ فِيْ وَريدِنَا دمٌ .. لا يَرتَقِي مَعَ عِيشَةِ العَبيدْ

رد مع اقتباس
قديم 01-03-2011, 06:56 PM   رقم المشاركة : 5
z زهـٌِـرّةِ آلــيــآسٍــٌمِـيـ،ـنـِْﮯ
:: عضوة مميزة ::

 
الصورة الرمزية z زهـٌِـرّةِ آلــيــآسٍــٌمِـيـ،ـنـِْﮯ
الملف الشخصي





الحالة
z زهـٌِـرّةِ آلــيــآسٍــٌمِـيـ،ـنـِْﮯ غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: تسكيه النفس تكمله البحث لايفوتكم







التوقيع :
سبحان الله ..

رد مع اقتباس
قديم 01-04-2011, 01:47 AM   رقم المشاركة : 6
..
زائر
الملف الشخصي





 

افتراضي رد: تسكيه النفس تكمله البحث لايفوتكم

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

اسعدني مروركم جميعا

احسنتم






رد مع اقتباس
قديم 01-04-2011, 11:37 PM   رقم المشاركة : 7
كلنا فداك يامحمد
فَقَد الْأَهْل غُرْبَه


 
الصورة الرمزية كلنا فداك يامحمد
الملف الشخصي




الحالة
كلنا فداك يامحمد غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: تسكيه النفس تكمله البحث لايفوتكم


بــارك الله فيك أخــوي رجال الحق
بحث ومحتوى مفيـــد جـــداً وروحاني
لانــه تطرق إلى أهــم الاعمـال قربة إلى الله تعالى وهي الصـلاه
ومثل ماتكرمت أنت وأضفت ان أهـــم شي في أداء الصـــلاه هـــو
(حضـــور القلب)
حتى يـــكون الانســــان بين يدي الله عز وجل
ذالاً خائفــاً لايشغله عن صــلاته شيء
أستمتعت صراحــــة بهـــذا البحث الشيق
رحـــم الله والدايك
وأســـأل الله لنا ولكم الثبـات وقبول الصــلاه منا جميعاً
وعطــر الله أنفـاسط المبـاركه
دمت ودام لنا عطائك الروحـــاني






التوقيع :
[flash=http://flash02.arabsh.com/uploads/flash/2012/05/31/0635444e6c.swf]WIDTH=450 HEIGHT=300[/flash]

تعلموا العطــآآآء حتى في ظروفكم ..[الخانقــة]...ِ
فثـــوآآآب العطــآآآء سيمسح {{..متآآآعبكم ..}
ويخبئ لكم [..فرجــاً..] من حيث لاتحتسبون !

رد مع اقتباس
قديم 01-04-2011, 11:59 PM   رقم المشاركة : 8
احرار الزهراء
(عضوة مميزة)

 
الصورة الرمزية احرار الزهراء
الملف الشخصي




الحالة
احرار الزهراء غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: تسكيه النفس تكمله البحث لايفوتكم







رد مع اقتباس
قديم 01-05-2011, 03:36 AM   رقم المشاركة : 9
..
زائر
الملف الشخصي





 

افتراضي رد: تسكيه النفس تكمله البحث لايفوتكم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كلنا فداك يامحمد مشاهدة المشاركة

بــارك الله فيك أخــوي رجال الحق
بحث ومحتوى مفيـــد جـــداً وروحاني
لانــه تطرق إلى أهــم الاعمـال قربة إلى الله تعالى وهي الصـلاه
ومثل ماتكرمت أنت وأضفت ان أهـــم شي في أداء الصـــلاه هـــو
(حضـــور القلب)
حتى يـــكون الانســــان بين يدي الله عز وجل
ذالاً خائفــاً لايشغله عن صــلاته شيء
أستمتعت صراحــــة بهـــذا البحث الشيق
رحـــم الله والدايك
وأســـأل الله لنا ولكم الثبـات وقبول الصــلاه منا جميعاً
وعطــر الله أنفـاسط المبـاركه
دمت ودام لنا عطائك الروحـــاني
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

اخت الكريمه وفقك الله لكل خير وتعليقك على موضوعي ازداد بهجه وانار الموضوع
ونسال الله ان يتقبل صلاتنا واعمالنا جميعا

اسعدني مرورك كثيرا






رد مع اقتباس
قديم 01-05-2011, 03:40 AM   رقم المشاركة : 10
..
زائر
الملف الشخصي





 

افتراضي رد: تسكيه النفس تكمله البحث لايفوتكم

احرار الزهراء

تعقيبك على الموضوع اسعدني كثيرا

شكرا لك على المرور






رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 09:24 PM.


منتديات أبو الفضل العباس
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات أبو الفضل العباس عليه السلام