العودة   منتديات أبو الفضل العباس عليه السلام > ¤©§][§©¤][ المنتديات الإداريه ][¤©§][§©¤ > أرشيف أبو الفضل العباس (ع)
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-13-2009, 09:55 AM   رقم المشاركة : 1
الدراجي
زائر
الملف الشخصي





 

افتراضي خطبة السيدة زينب ع

ومن ذلك :. خطبتها في مجلس يزيد بن معاوية في الشام(1) رواها جماعة من العلماء في مصنفاتهم .. وهي من ابلغ الخطب وأفصحها .. عليها أنوار الخطب العلوية وأسرار الخطبة الفاطمية عليهم السلام ..

قال .. روى الصدوق من مشايخ بني هاشم وغيره :. انه لما دخل علي بن الحسين عليه السلام وحرمه على يزيد جيء برأس الحسين عليه السلام .. ووضع بين يديه في طشت .. وجعل يضرب ثناياه بمخصرة كانت في يده وهو

يقول ..

ليـــت أشيـــــاخي ببدر شهدوا .:. جزع الخزرج من وقع الاسل

لأهلــــوا واستهــــلوا فــرحــاً .:. ثم قــــالوا يــــا يـزيد لا تشــل

قد قتــــلنا القــرم من ساداتهم .:. وعــــدلناه بــــبدر فـــاعتـــدل

لعــــبت هــــاشم بالمـــلك فــلا .:. خــــبر جــــاء ولا وحي نــزل

لســــت من خـندف أن لم انتقم .:. من بنــــي احمد ما كان فعـل


فقامت زينب بنت علي بن أبي طالب .. وأمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقالت :.

الحمد لله رب العالمين .. وصلى الله على رسوله وآله أجمعين ..

}صدق الله سبحانه حيث يقول :. { ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون (2) ..

أظننت يا يزيد ـ حيث أخذت علينا أقطار الارض وآفاق السماء .. فأصبحنا نساق كما تساق الأسراء ـ أن بنا هواناً على الله وبك عليه كرامة .. وان ذلك لعظم خطرك عنده .. فشمخت بأنفك .. ونظرت في عطفك .. تضرب أصدريك فرحاً. وتنفض مذوريك مرحاً .. جذلان مسروراً .. حين رأيت الدنيا لك مستوسقة .. والأمور متسقة .. وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا .. وفمهلاً مهلاً .. }أنسيت قول الله تعالى :. { وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ (3) ..

أمن العدل يا ابن الطلقاء .. تخديرك حرائرك واماءك .. وسوقك بنات رسول الله سبايا .. قد هتكت ستورهن .. وأبديت وجوههن .. تحدو بهن الأعداء من بلد الى بلد .. ويستشرفهن أهل المناهل والمعاقل .. ويتصفح وجوههن القريب والبعيد، والدني والشريف .. ليس معهن من حماتهن حمي ولا من رجالهن ولي .. وكيف يرتجى مراقبة من لفظ فوه أكباد الازكياء .. ونبت لحمه من دماء الشهداء .. وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت من نظر الينا بالشنف والشنأن .. والاحن والأضغان ثم تقول غير متأثم ولا مستعظم :.

لأهلوا واستهلوا فرحاً .:. ثم قالوا يا يزيد لا تشل

منحنياً على ثنايا أبي عبد الله سيد شباب أهل الجنة .. تنكتها بمخصرتك وكيف لا تقول ذلك .. وقد نكأت القرحة .. واستأصلت الشأقة .. بإراقتك دماء ذرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم .. ونجوم الأرض من آل عبد المطلب .. وتهتف بأشياخك زعمت انك تناديهم فلتردن وشيكاً موردهم .. ولتودن انك شللت وبكمت ولم تكن قلت ما قلت وفعلت ما فعلت ..

اللهم خذ لنا بحقنا .. وانتقم ممن ظلمنا .. واحلل غضبك بمن سفك دماءنا .. وقتل حماتنا ..

فوالله ما فريت الا جلدك .. ولا حززت الا لحمك .. ولتردن على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما تحملت من سفك دماء ذريته .. وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته .. حيث يجمع الله شملهم .. ويلم شعثهم .. يأخذ بحقهم }وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ { (4) ..

وحسبك بالله حاكماً .. وبمحمد صلى الله عليه وآله خصيماً .. وبجبرائيل ظهيراً .. وسيعلم من سول لك ومكنك من رقاب المسلمين بئس للظالمين بدلاً وأيكم شر مكاناً . واضعف جنداً ..

ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك .. أني لاستصغر قدرك واستعظم تقريعك .. واستكثر توبيخك .. لكن العيون عبرى .. والصدور حرى ..

الا فالعجب كل العجب .. لقتل حزب الله النجباء .. بحزب الشيطان الطلقاء .. فهذه الأيدي تنطف من دمائنا .. والأفواه تتحلب من لحومنا وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل .. وتعفرها أمهات الفراعل ولئن اتخذتنا مغنما .. لنجدنا وشيكاً مغرماً .. حين لا تجد الا ما قدمت يداك وما ربك بظلام للعبيد .. والى الله المشتكى وعليه المعول ..

فكد كيدك .. واسع سعيك .. وناصب جهدك .. فوالله لا تمحو ذكرنا .. ولا تميت وحينا .. ولا يرحض عنك عارها .. وهل رأيك الا فند وايامك الا عدد .. وجمعك الا بدد .. يوم ينادي المنادي الا لعنة الله على الظالمين ..

والحمد لله رب العالمين .. الذي ختم لأولنا بالسعادة والمغفرة ولآخرنا بالشهادة والرحمة .. ونسأل الله أن يكمل لهم الثواب .. ويوجب لهم المزيد ويحسن علينا الخلافة .. انه رحيم ودود .. وحسبنا الله ونعم الوكيل (5)

...
..
.

أن بلاغة زينب عليها السلام وشجاعتها الأدبية ليس من الأمور الخفية .. وقد اعترف بها كل من كتب في وقعة كربلاء ونوه بجلالتها أكثر أرباب التاريخ ..
ولعمري أن من كان أبوها علي بن أبي طالب .. الذي ملأت خطبه العالم وتصدى لجمعها وتدوينها أكابر العلماء .. ومن أمها فاطمة الزهراء صاحبة خطبة فدك الكبرى .. وصاحبة الخطبة الصغرى التي ألقتها على مسامع نساء قريش ونقلها النساء لرجالهن ..

نعم أن من كانت كذلك فحرية بان تكون بهذه الفصاحة والبلاغة .. وان تكون لها هذه الشجاعة الأدبية والجسارة العلوية ..

ويزيد الطاغية يوم ذاك هو السلطان الأعظم .. والخليفة الظاهري على عامة بلاد الإسلام تؤدي له الجزية الفرق المختلفة والأمم المتباينة .. في مجلسه الذي اظهر فيه أبهة الملك .. وملاه بهيبة السلطان .. وقد جردت على رأسه السيوف .. واصطفت حوله الجلاوزة وهو وأتباعه على كراسي الذهب والفضة وتحت أرجلهم الفرش من الديباج والحرير ..

وهي صلوات الله عليها في ذلة الأسر .. دامية القلب باكية الطرف .. حرى الفؤاد من تلك الذكريات المؤلمة والكوارث القاتلة .. قد أحاط بها أعداؤها من كل جهة .. ودار عليها حسادها من كل صوب ..

ومع ذلك كله ترمز للحق بالحق .. وللفضيلة بالفضيلة فتقول ليزيد ـ غير مكترثة بهيبة ملك .. ولا معتنية بأبهة سلطانه .. أمن العدل يا بن الطلقاء .. وتقول له أيضاً :. ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك أني لاستصغر قدرك .. واستعظم تقريعك .. واستكثر وتوبيخك ..

فهذا الموقف الرهيب الذي وقفت به هذه السيدة الطاهرة مثل الحق تمثيلاً .. وأضاء الى الحقيقة لطلابها سبيلاً .. وأفحمت يزيد ومن حواه مجلسه المشوم بذلك الأسلوب العالي من البلاغة وابههت العارفين منهم بما اخذت به مجامع قلوبهم من الفصاحة .. فخرست الألسن .. وكمت الأفواه .. وصمت الأذان .. وكهربت تلك النفس النورانية القاهرة منها عليها السلام تلك النفوس الخبيثة الرذيلة من يزيد وإتباعه بكهرباء الحق والفضيلة .. حتى بلغ به الحال انه صبر على تكفيره وتكفير أتباعه .. ولم يتمكن من أن يقطع كلامها أو يمنعها من الاستمرار في خطابتها .. وهذا هو التصرف الذي يتصرف به أرباب الولاية متى شاءوا وأرادوا .. بمعونة الباري تعالى لهم .. واعطائهم القدرة على ذلك
..

... ... ... ... ... ... ... ...

1. رواها أبو الفضل احمد بن أبي طاهر طيفور في كتابه بلاغات النساء والخوارزمي في المقتل ..

2. سورة الروم / الآية 10..

3. سورة آل عمران / الآية 178 ..

4. سورة آل عمران / الآية 169 ..

5. بلاغات النساء ص 35 كلام زينب بنت علي بن أبي طالب عليه السلام ..


والحمد لله رب العالمين وصل يارب على محمد وال محمد وعجل فرج قائم ال محمد






رد مع اقتباس
قديم 05-13-2009, 12:25 PM   رقم المشاركة : 2
كعبة الأحزان
(عضوة مميزة)

 
الصورة الرمزية كعبة الأحزان
الملف الشخصي





الحالة
كعبة الأحزان غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي







التوقيع :

[flash=http://dc08.arabsh.com/i/01568/haxl062s0mmm.swf]WIDTH=500 HEIGHT=300[/flash]



...

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 02:54 AM.


منتديات أبو الفضل العباس
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات أبو الفضل العباس عليه السلام