العودة   منتديات أبو الفضل العباس عليه السلام > ¤©§][§©¤][ المنتديات الإداريه ][¤©§][§©¤ > أرشيف أبو الفضل العباس (ع)
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-21-2009, 08:03 AM   رقم المشاركة : 1
ruaa
( عضو نشيط )
 
الصورة الرمزية ruaa
الملف الشخصي





الحالة
ruaa غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي هل كان ابو بكر مع النبي في الغار

السلام عليكم ورحمته الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد

قال تعالى: إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار

كلنا يعلم قصة الغار، وأن رسول الله (ص) أخرجه المشركون مع أبو بكر من مكة ليختبئا في الغار الذي نسجت عليه العنكبوت خيوطها والحمام وضعت بيوضها، هذا ما تعلمناه في المدارس وفي التلفزيونات وغيره.

نسأل هاهنا، هل هذه القصة صحيحة؟ أم أن هناك أحداث قد تم التعتيم عليها؟

ما نعرفه أن الذين خرجوا هم ثلاثة أشخاص:
- الرسول الأعظم (ص).
- الخليفة الثاني أبو بكر.
- الدليل الذي دلهم على طريق الغار وهو عبدالله بن أريقط بن بكر.

السؤال الأول: الآية تقول: (إذ أخرجه الذين كفروا)، أي أن الذي أخرج من مكة وكان مطاردا من قبل الكفار هو شخص واحد بلحاظ الآية حيث لم تقل (إذ أخرجهما)، وطبيعي ذلك الشخص هو رسول الله (ص)، ويثبت لدينا أن أبا بكر لم يكن ملاحقا أو مطاردا من قبل المشركين ولم يخرج مع الرسول (ص)، إذن فكيف يكون القول بأن أبو بكر لحق بالنبي (ص)؟

السؤال الثاني: الآية ذكرت اثنان (ثاني اثنين)، أين الشخص الثالث؟

السؤال الثالث: إذا كان أبو بكر هو الذي خرج مع الرسول (ص) فأين الدليل (عبدالله بن أريقط بن بكر)؟ وكيف استدلوا على الغار بدون دليل؟

السؤال الرابع: إذا كان الدليل (عبدالله بن أريقط بن بكر) هو الذي كان مع الرسول (ص)، فأين أبو بكر؟

السؤال الخامس: يقولون أن أسماء بنت أبي بكر هي التي كانت تأخذ للرسول (ص) وأبوها الطعام في الغار، فكيف تستطيع أن تكون في مكانين يبعدان آلاف الأميال، حيث كانت مع زوجها الزبير بن العوام في الحبشة في ذلك الوقت، والغار كان في أطراف مكة؟ (المرجع: الثقات لابن حبان، ج3 ص23)

السؤال السادس: فكيف لم يقتفي دليل المشركين (كرز بن علقمة الخزاعي) آثارها؟ وكيف لا يعلم أخوها الكافر عبدالعزى بخروجها أما ناظريه؟

السؤال السابع: يقولون أن الرسول (ص) قد خرج من بيت أبو بكر نهارا وأما مرأى المسلمين كلهم، فأين أسلوب السرية في خروج النبي (ص) الذي اعتمده؟ حيث لم يكن عالما بخروجه سوى المقربين من بيته علي وفاطمة وأم هانئ بنت أبي طالب عليهم السلام؟

السؤال الثامن: كيف يخرج الرسول (ص) من بيت أبي بكر نهارا؟ ألن يكون ذلك هدما لمشروع الدولة الإسلامية التي ينظرها رسول الله في يثرب؟ ألا يعني الخروج نهارا والكفار يلاحقونه انتحارا؟

السؤال التاسع: يقولون أن أبا بكر ذهب إلى بيت النبي (ص) يبحث عنه فلم يجده، فسأل علي (ع) فأخبره أنه في طريقه لخارج مكة، فلحق أبو بكر به، فكيف علم أبو بكر بالطريق الذي سلكه الرسول (ص)؟ وكيف شخّص أبو بكر الرسول (ص) في ذلك الظلام الدامس؟

السؤال العاشر: كيف يدخل أبو بكر بيت الرسول (ص) وهو محاصر من قبل المشركين؟

السؤال الحادي عشر: كيف يسأل أبو بكر علي (ع) وهو نائم في فراش الرسول (ص)؟ ألن يكشف ذلك المخطط أمام المشركين المحاصرين بأن النائم هو الإمام (ع) وليس الرسول (ص)؟

السؤال الثاني عشر: يقولون أن الله جعل شسع نعل الرسول (ص) ينقطع ويضرب إبهام رجله في حجر ليسيل منه الدم ويتوقف، وذلك ليلحق به أبو بكر، فهل الدم اليسير من الإبهام يؤدي بالرسول (ص) من إيقاف مسيرته وتهديد مشروع الإسلام؟

السؤال الثالث عشر: تضاربت الآراء والروايات، فأيهما الصحيح، أن الرسول (ص) خرج من منزل أبي بكر نهارا؟ أم لحق به أبو بكر؟

السؤال الرابع عشر: يقولون توجه الرسول (ص) إلى بيت أبي بكر، وهذا البيت كان يضم كفارا منهم أم رومان وأبي قحافة وعبدالعزى بن أبي بكر حيث كان هذا الأخير كافرا عنيدا محاربا للإسلام وجندته قريش لملاحقة الرسول (ص) ، انظر (تاريخ ابن عساكر ج13 ص280)، فكيف يتوجه الرسول (ص) مباشرة إلى المشركين وهو هارب منهم؟

السؤال الخامس عشر: هل يعقل أن يتكلم الرسول (ص) عن هجرته في هذا البيت المشحون بالكفار؟

السؤال السادس عشر: أجمعت الروايات أن الرسول (ص) توجه إلى الغار وحيدا فريدا (مسند أحمد: ج 1 ص 331، المستدرك: ج 3 ص 133، فتح الباري: ج 7 ص 8، سنن النسائي: ج 5ص 113، شواهد التنزيل: ج 1 ص 135)، من أين أتت فرية لحوق أبو بكر به أو ذهابه لبيت أبي بكر؟

السؤال السابع عشر: يقولون أن دليل المشركين (كرز بن علقمة الخزاعي) عندما رأى آثار رسول الله (ص) عرفها بحجة أنها مشابهة لآثار إبراهيم (ع)، فلماذا لم يذكر مشاهدته لآثار أبي بكر؟

السؤال الثامن عشر: كان من بين المشركين عبدالعزى بن أبي بكر، فكيف لم يتعرف على آثار أقدام أبيه أبي بكر؟

السؤال التاسع عشر: لماذا لم نسمع من الرسول (ص) قول أو أثر أو نص يمدح فيه أبو بكر وأنه كان صاحبه في الغار؟

السؤال العشرون: معظم الروايات الواردة عن صحبة أبو بكر للرسول (ص) في الغار جاءت عن طريق عائشة وأبو هريرة وأنس بن مالك وعبدالله بن عمر، وهؤلاء محسوبين على أبوبكر نفسه.

السؤال الحادي والعشرين: لماذا لا يوجد أحد من معارضي أبي بكر يقر بحضوره في الغار، من أمثال سعد بن عبادة والزبير بن العوام والحباب بن المنذر ومالك بن نويرة وغيرهم؟ إذا كانوا يقولون بصحبته لرسول الله (ص) فكيف يعارضونه أثناء خلافته في السقيفة؟ ألا يعتبر حضوره في الغار فضيله له تعزز موقعه من الخلافة أمام الصحابة؟

السؤال الثاني والعشرون: عائشة تقول بلسانها (أنه لم تنزل آية واحدة في القرآن تمدح أبا بكر أو أهله) أنظر (صحيح البخاري: ج 6 ص 42، تاريخ ابن الأثير: ج 3 ص 199، الأغاني: ج 16 ص 90، البدايةوالنهاية: ج 8 ص 96)، فكيف تكون آية الغار نازلة في أبي بكر؟

السؤال الثالث والعشرون: عائشة روت روايتها بأنه (لم ينزل فينا قرآن) أمام جميع الصحابة والمسلمين الآوائل، فلماذا لم يعترض واحدا منهم على ذلك ويشير إلى آية الغار؟

السؤال الرابع والعشرون: لماذا لا توجد أي إشارات على لسان أبي بكر نفسه بأنه كان في الغار؟

السؤال الخامس والعشرون: هل يوجد في رورايات وأحاديث الغار مدلسين وكذابين في الأسانيد؟

السؤال السادس والعشرون: غار ثور صغير ولا تتعدى مساحته مترين مربعين، والذي يقف أمامه يرى كل شيء بداخله بوضوح، فكيف لم يتمكن الكفار من رؤية الرسول (ص) بداخله؟ هل بسبب خيوط العنكبوت والحمام؟

السؤال السابع والعشرون: توجد فتحة صغيرة بجانب الغار تدخل الضوء إلى الداخل، فكيف لم يتمكن الكفار من رؤية الرسول (ص)؟ هل بسبب بيت العنكبوت والحمام؟


الجواب الوحيد على تلك الأسئلة هو:
أن الذي كان مع الرسول (ص) في الغار هو الدليل (عبدالله بن أريقط بن بكر).

1- إن قالوا أن عبدالله بن أريقط بن بكر كان مشركا، نقول وكيف للمشرك أن يساعد رسول الله (ص)؟
2- ابن بكر كان يمارس التقية وكان يخفي إسلامه، وكان من أشهر الأدلاء على الطريق.
3- لم يثبت تاريخيا أن ابن بكر استلم مكافأة من رسول الله (ص) حتى يقال أن عمله كان من أجل دنيا.
4- قد يكون هناك تدليس في التسميات، حيث تم تغيير اسم أبي بكر الحقيقي (عتيق) إلى عبدالله ليوافق بذلك عبدالله ابن بكر، ليكون الفرق بين المسميين (أبي بكر) و (ابن بكر) بسيط وسهل، حيث لم تكن في السابق لم تكون الحروف تنقط فتصبح (ابي مثل ابن) بدون نقط.

وصلي الهم على محمد وال محمد[/size]






رد مع اقتباس
قديم 07-21-2009, 11:38 PM   رقم المشاركة : 2
$فروحـهـ$
خــادمة الزهراء


 
الصورة الرمزية $فروحـهـ$
الملف الشخصي





الحالة
$فروحـهـ$ غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

Ah12

" بهت الذي كفر "

احسنت

مع تحياتي ،،،






التوقيع :
اللهم صلِّ على محمد و آلِ محمد




ممارس (تقنية الحرية النفسية) معتمد من الاتحاد التطويري لمسارات الطاقة

ما هي تقنية الحرية النفسية ؟


twitter:sara_bh95

رد مع اقتباس
قديم 07-22-2009, 01:08 AM   رقم المشاركة : 3
الغصون
( عضوة مميزة )

 
الصورة الرمزية الغصون
الملف الشخصي





الحالة
الغصون غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي

يعطيك العافية
تقبلي مروري






التوقيع :
[flash=http://up.2sw2r.com/upswf1/xIv00489.swf]WIDTH=500 HEIGHT=290[/flash]

رد مع اقتباس
قديم 07-22-2009, 11:20 AM   رقم المشاركة : 4
عاشق المنبر
( عضومتقدم )
 
الصورة الرمزية عاشق المنبر
الملف الشخصي





الحالة
عاشق المنبر غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي

يعطيك الف عافيه اخوي


تحياتي لك

عاشق المنبر






التوقيع :


رد مع اقتباس
قديم 07-25-2009, 06:33 PM   رقم المشاركة : 5
محمودي
زائر
الملف الشخصي





 

Z3

هذه قصة الهجرة في البداية والنهاية وليس فيها ما يستغرب:
قال محمد بن إسحاق: وكان أبو بكر حين استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة فقال له: لا تعجل لعل الله أن يجعل لك صاحبا، قد طمع بأن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما يعني نفسه، فابتاع راحلتين (2) فاحتبسهما في دار يعلفهما إعدادا لذلك.
قال الواقدي: اشتراهما بثمانمائة درهم.
قال ابن إسحاق: فحدثني من لا أتهم عن عروة بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: كان لا يخطئ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي بيت أبي بكر أحد طرفي النهار، إما بكرة، وإما عشية حتى إذا كان اليوم الذي أذن الله فيه رسوله صلى الله عليه وسلم في الهجرة والخروج من مكة من بين ظهري قومه أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها، قالت فلما رآه أبو بكر قال: ما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الساعة إلا لامر حدث ! قالت فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم (3) أحد إلا أنا وأختي أسماء بنت أبي بكر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أخرج عني من عندك " قال: يا رسول الله إنما هما ابنتاي (4)، وما ذاك فداك أبي وأمي ؟ قال: " إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة " قالت: فقال أبو بكر: الصحبة يا رسول الله ؟ قال: " الصحبة " قالت فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدا يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يومئذ يبكي.
ثم قال: يا نبي الله إن هاتين راحلتين كنت أعددتهما لهذا، فاستأجرا عبد الله بن أرقط (5) قال ابن هشام: ويقال عبد الله بن أريقط.
رجلا من بني الدئل بن بكر، وكانت أمه من بني سهم بن عمرو، وكان مشركا يدلهما على الطريق ودفعا إليه راحلتيهما، فكانتا عنده يرعاهما لميعادهما.
قال ابن إسحاق: ولم يعلم - فيما بلغني - بخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد حين خرج إلا علي بن أبي طالب وأبو بكر الصديق وآل أبي بكر، أما علي، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يتخلف حتى يؤدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع التي كانت عنده للناس، وكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بمكة أحد عنده شئ يخشى عليه إلا وضعه عنده لما يعلم من صدقه وأمانته.
قال ابن اسحاق: فلما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم [ الخروج ] (1) أتى بأبكر بن أبي قحافة فخرجا من خوخة لابي بكر في ظهر بيته.
وقد روى أبو نعيم من طريق إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق.
قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج من مكة مهاجرا إلى الله يريد المدينة قال: " الحمد لله الذي خلقني ولم أك شيئا، اللهم أعني على هول الدنيا، وبوائق الدهر، ومصائب الليالي والايام.
اللهم أصحبني في سفري.
واخلفني في أهلي، وبارك لي فيما رزقتني ولك فذللني.
وعلى صالح خلقي فقومني، وإليك رب فحببني، وإلى الناس فلا تكلني، رب المستضعفين وأنت ربي أعوذ بوجهك الكريم الذي أشرقت له السموات والارض، وكشفت به الظلمات، وصلح عليه أمر الاولين والآخرين، أن تحل علي غضبك، وتنزل بي سخطك، أعوذ بك من زوال نعمتك، وفجأة نقمتك، وتحول عافيتك وجميع سخطك.
لك العقبى (2) عندي خير ما استطعت، لا حول ولا قوة إلا بك ".
قال ابن إسحاق: ثم عمدا إلى غار بثور - جبل بأسفل مكة - فدخلاه، وأمر أبو بكر الصديق ابنه عبد الله أن يتسمع لهما ما يقول الناس فيهما نهاره، ثم يأتيهما إذا أمسى بما يكون في ذلك اليوم من الخبر.
وأمر عامر بن فهيرة (3) مولاه أن يرعى غنمه نهاره، ثم يريحها عليهما [ يأتيهما ] إذا أمسى في الغار.
فكان عبد الله بن أبي بكر يكون في قريش نهاره معهم يسمع ما
يأتمرون به، وما يقولون في شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، ثم يأتيهما إذا أمسى فيخبرهما الخبر.
وكان عامر بن فهيرة يرعى في رعيان أهل مكة، فإذا أمسى أراح عليهما غنم أبي بكر فاحتلبا وذبحا.
فإذا غدا عبد الله بن أبي بكر من عندهما إلى مكة أتبع عامر بن فهيرة أثره بالغنم يعفي عليه.
وسيأتي في سياق البخاري ما يشهد لهذا وقد حكى ابن جرير عن بعضهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبق الصديق في الذهاب إلى غار ثور، وأمر عليا أن يدله على مسيره ليلحقه، فلحقه في أثناء الطريق.
وهذا غريب جدا وخلاف المشهور من أنهما خرجا معا.
قال ابن إسحاق: وكانت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها تأتيهما من الطعام إذا أمست بما يصلحهما، قالت أسماء: ولما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر أتانا نفر من قريش فيهم أبو جهل بن هشام فوقفوا على باب أبي بكر، فخرجت إليهم فقالوا أين أبوك يا أبنة أبي بكر ؟ قالت: قلت: لا أدري والله أين أبي.
قالت فرفع أبو جهل يده - وكان فاحشا خبيثا - فلطم خدي لطمة طرح منها
قرطي ثم انصرفوا.
قال ابن إسحاق: وحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير أن أباه حدثه عن جدته أسماء قالت: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج أبو بكر معه، احتمل أبو بكر ماله كله معه خمسة آلاف درهم - أو ستة آلاف درهم - فانطلق بها معه، قالت: فدخل علينا جدي أبو قحافة - وقد ذهب بصره - فقال: والله إني لاراه قد فجعكم بماله مع نفسه ؟ قالت: قلت: كلا يا أبة إنه قد ترك لنا خيرا كثيرا، قالت وأخذت أحجارا فوضعتها في كوة في البيت الذي كان أبي يضع ماله فيها، ثم وضعت عليها ثوبا، ثم أخذت بيده فقلت يا أبة ضع يدك على هذا المال.
قالت فوضع يده عليه فقال: لا بأس إذ كان قد ترك لكم هذا فقد أحسن، وفي هذا بلاغ لكم، ولا والله ما
ترك لنا شيئا ولكن أردت أن أسكن الشيخ بذلك.
وقال ابن هشام: وحدثني بعض أهل العلم أن الحسن بن أبي الحسن البصري.
قال: انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر إلى الغار ليلا، فدخل أبو بكر قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلمس الغار لينظر أفيه سبع أو حية، بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه.
وهذا فيه انقطاع من طرفيه.
وقد قال أبو القاسم البغوي حدثنا داود بن عمرو الضبي، ثنا نافع بن عمر الجمحي، عن ابن أبي مليكة: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج هو وأبو بكر إلى ثور، فجعل أبو بكر يكون أمام النبي صلى الله عليه وسلم مرة، وخلفه مرة.
فسأله النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: إذا كنت خلفك خشيت أن تؤتى من أمامك، وإذا كنت أمامك خشيت أن تؤتى من خلفك.
حتى إذا انتهى إلى الغار من ثور قال أبو بكر: كما أنت حتى أدخل يدي فأحسه وأقصه فإن كانت فيه دابة أصابتني قبلك.
قال نافع: فبلغني أنه كان في الغار جحر فألقم أبو بكر رجله ذلك الجحر تخوفا أن يخرج منه دابة أو شئ يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا مرسل.
وقد ذكرنا له شواهد أخر في سيرة الصديق رضي الله عنه.
وقال البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن اسحاق، أنا موسى بن الحسن ثنا عباد، ثنا عفان بن مسلم ثنا السري بن يحيى ثنا محمد بن سيرين.
قال: ذكر رجال على عهد عمر فكأنهم فضلوا عمر على أبي بكر.
فبلغ ذلك عمر فقال: والله لليلة من أبي بكر خير من آل عمر، وليوم من أبي بكر خير من آل عمر لقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة انطلق إلى الغار ومعه أبو بكر فجعل يمشي ساعة بين يديه وساعة خلفه، حتى فطن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " يا أبا بكر مالك تمشي ساعة خلفي وساعة بين يدي ؟ " فقال: يا رسول الله اذكر الطلب، فأمشي خلفك، ثم أذكر الرصد، فأمشي بين يديك.
فقال: " يا أبا بكر لو كان شئ لاحببت أن يكون بك دوني ؟ " قال: نعم، والذي بعثك بالحق [ ما كانت لتكون من ملمة إلا أحببت أن تكون لي دونك ] (1).
فلما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر: مكانك يا رسول الله حتى أستبرئ لك الغار،فدخل فاستبرأه، حتى إذا كان [ في أعلاه ] (1) ذكر أنه لم يستبرئ الجحرة فقال: مكانك يا رسول الله حتى أستبرئ [ الجحرة ].
فدخل فاستبرأ ثم قال: انزل يا رسول الله، فنزل.
ثم قال عمر: والذي نفسي بيده لتلك الليلة خير من آل عمر.
وقد رواه البيهقي من وجه آخر (2) عن عمر وفيه: أن أبا بكر جعل يمشي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم تارة، وخلفه أخرى، وعن يمينه وعن شماله.
وفيه أنه لما حفيت رجلا رسول الله صلى الله عليه وسلم حمله الصديق على كاهله، وأنه لما دخل الغار سدد تلك الاجحرة كلها.
وبقي منها جحر واحد، فألقمه كعبه فجعلت الافاعي تنهشه ودموعه تسيل.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تحزن إن الله معنا " وفي هذا السياق غرابة ونكارة.
وقال البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو.
قالا: ثنا أبو العباس الاصم، ثنا عباس الدوري، ثنا أسود بن عامر: شاذان، ثنا اسرائيل، عن الاسود عن جندب بن عبد الله.
قال: كان أبو بكر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار، فأصاب يده حجر فقال: إن أنت إلا أصبع دميت * وفي سبيل الله ما لقيت (3) وقال الامام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، أخبرني عثمان الجزري أن مقسما مولى ابن عباس أخبره عن ابن عباس في قوله تعالى: (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك) (4) قال: تشاورت قريش ليلة بمكة، فقال بعضهم إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق، يريدون النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال بعضهم بل اقتلوه.
وقال بعضهم بل أخرجوه.
فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ذلك، فبات علي على فراش النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون عليا يحسبونه النبي صلى الله عليه وسلم.
فلما أصبحوا ثاروا عليه، فلما رأوا عليا رد الله عليهم مكرهم.
فقالوا: أين صاحبك هذا ؟ فقال: لا أدري.
فاقتفوا أثره فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم، فصعدوا الجبل فمروا بالغار، فرأوا على بابه نسج العنكبوت، فقالوا لو دخل ها هنا أحد لم يكن نسج العنكبوت على بابه.
فمكث فيه ثلاث ليال.
وهذا إسناد حسن وهو من أجود ما روي في قصة نسج العنكبوت على فم الغار، وذلك من حماية الله رسوله صلى الله عليه وسلم.
وقال الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي في مسند أبي بكر: حدثنا بشار الخفاف ثنا جعفر وسليمان (1) ثنا أبوعمران الجوني، حدثنا المعلى بن زياد عن الحسن البصري.
قال: انطلق النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر إلى الغار.
وجاءت قريش يطلبون النبي صلى الله عليه وسلم، وكانوا إذا رأوا على باب الغار نسج العنكبوت قالوا: لم يدخل أحد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قائما يصلي وأبو بكر يرتقب، فقال أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم: هؤلاء قومك يطلبونك، أما والله ما على نفسي أئل (2) ولكن مخافة أن أرى فيك ما أكره.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " يا أبا بكر لا تخف إن الله معنا " وهذا مرسل عن الحسن، وهو حسن بحاله من الشاهد، وفيه زيادة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في الغار.
وقد كان عليه السلام إذا أحزنه أمر صلى وروى هذا الرجل - أعني أبو بكر أحمد بن علي القاضي - [ عن ] عمرو الناقد عن خلف بن تميم عن موسى بن مطر عن أبيه عن أبي هريرة أن أبا بكر.
قال لابنه: يا بني إذا حدث في الناس حدث فأت الغار الذي اختبأت فيه أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فكن فيه فإنه سيأتيك رزقك فيه بكرة وعشيا.
وقد نظم بعضهم هذا في شعره حيث يقول: نسج داود ما حمى صاحب الغا * ر وكان الفخار للعنكبوت وقد ورد أن حمامتين عششتا على بابه أيضا، وقد نظم ذلك الصرصري في شعره حيث يقول:
فغمى عليه العنكبوت بنسجه * وظل على الباب الحمام يبيض والحديث بذلك رواه الحافظ ابن عساكر من طريق يحيى بن محمد بن صاعد: حدثنا عمرو بن علي، ثنا عون بن عمرو أبو عمرو القيسي - ويلقب بعوين (3) - حدثني أبو مصعب المكي.
قال: أدركت زيد بن أرقم والمغيرة بن شعبة وأنس بن مالك، يذكرون أن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الغار أمر الله شجرة فخرجت في وجه النبي صلى الله عليه وسلم تستره (4)، وأن الله بعث العنكبوت فنسجت ما بينهما فسترت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر الله حمامتين وحشيتين فأقبلتا يدفان حتى وقعتا بين العنكبوت وبين الشجرة وأقبلت فتيان قريش من كل بطن منهم رجل، معهم عصيهم وقسيهم وهراواتهم، حتى إذا كانوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قدر مائتي ذراع قال الدليل - وهو سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي - هذا الحجر ثم لا أدري أين وضع رجله.
فقال الفتيان: أنت لم تخطئ منذ الليلة.
حتى إذا أصبحوا (1) قال: أنظروا في الغار، فاستبقه القوم حتى إذا كانوا من النبي صلى الله عليه وسلم قدر خمسين ذراعا، فإذا الحمامتان، فرجع (2) فقالوا ما ردك أن تنظر في الغار ؟ قال رأيت حمامتين وحشيتين بفم الغار، فعرفت أن ليس فيه أحد.
فسمعها النبي صلى الله عليه وسلم فعرف أن الله قد درأ عنهما بهما، فسمت عليهما - أي برك عليهما وأحدرهما الله إلى الحرم فأفرخا كما ترى (3).
وهذا حديث غريب جدا من هذا الوجه.
قد رواه الحافظ أبو نعيم من حديث مسلم بن إبراهيم وغيره عن عون بن عمرو - وهو
الملقب بعوين - بإسناده مثله.
وفيه أن جميع حمام مكة من نسل تيك الحمامتين، وفي هذا الحديث أن القائف الذي اقتفى لهم الاثر سراقة بن مالك المدلجي وقد روى الواقدي عن موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه أن الذي اقتفى لهم الاثر كرز بن علقمة.
قلت: ويحتمل أن يكونا جميعا اقتفيا الاثر والله أعلم.
وقد قال الله تعالى: " إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه (4) وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم) [ التوبة: 40 ] يقول تعالى مؤنبا لمن تخلف عن الجهاد مع الرسول: (إلا تنصروه) أنتم فان الله ناصره ومؤيده ومظفره كما نصره (إذ أخرجه الذين كفروا) من أهل مكة هاربا ليس معه غير صاحبه وصديقه أبي بكر ليس غيره ولهذا قال: (ثاني اثنين إذ هما في الغار) أي وقد لجآ إلى الغار فأقاما فيه ثلاثة أيام ليسكن الطلب عنهما، وذلك لان المشركين حين فقدوهما كما تقدم ذهبوا في طلبهما كل مذهب من سائر الجهات، وجعلوا لمن ردهما - أو أحدهما - مائة من الابل، واقتصوا آثارهما حتى اختلط عليهم، وكان الذي يقتص الاثر لقريش سراقة بن مالك بن جعشم كما تقدم، فصعدوا الجبل الذي هما فيه وجعلوا يمرون على باب الغار، فتحاذي أرجلهم لباب الغار ولا يرونهما، حفظا من الله لهما.
كما قال الامام أحمد: حدثنا عفان، ثنا همام أنا ثابت، عن أنس بن مالك أن أبا بكر حدثه.
قال قلت للنبي صلى الله عليه وسلم ونحن في الغار.
لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لابصرنا تحت قدميه ؟ فقال: " يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما " وأخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث همام به (5).
وقد ذكر بعض أهل السير أن أبا
بكر لما قال ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لو جاؤنا من ههنا لذهبنا من هنا " فنظر الصديق إلى الغار قد انفرج من الجانب الآخر، وإذا البحر قد اتصل به، وسفينة مشدودة إلى جانبه.
وهذا ليس بمنكر من حيث القدرة العظيمة، ولكن لم يرد ذلك بإسناد قوي ولا ضعيف، ولسنا نثبت شيئا من تلقاء أنفسنا، ولكن ما صح أو حسن سنده قلنا به.
والله أعلم.
وقد قال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا الفضل بن سهل ثنا خلف بن تميم ثنا موسى بن مطير القرشي عن أبيه عن أبي هريرة أن أبا بكر قال لابنه: يا بني إن حدث في الناس حدث فأت الغار الذي رأيتني اختبأت فيه أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فكن فيه، فإنه سيأتيك فيه رزقك غدوة وعشية.
ثم قال البزار: لا نعلم يرويه غير خلف بن تميم.
قلت: وموسى بن مطير هذا ضعيف متروك، وكذبه يحيى بن معين فلا يقبل حديثه.
وقد ذكر يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق أن الصديق قال في دخولهما الغار، وسيرهما بعد ذلك وما كان من قصة سراقة كما سيأتي شعرا.
فمنه قوله: قال النبي - ولم أجزع - يوقرني * ونحن في سدف من ظلمة الغار لا تخش شيئا فإن الله ثالثنا * وقد توكل لي منه بإظهار وقد روى أبو نعيم هذه القصيدة من طريق زياد عن محمد بن إسحاق فذكرها مطولة جدا، وذكر معها قصيدة أخرى والله أعلم.
وقد روى ابن لهيعة عن أبي الاسود عن عروة بن الزبير.
قال فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الحج - يعني الذي بايع فيه الانصار - بقية ذي الحجة والمحرم وصفر، ثم إن مشركي قريش أجمعوا أمرهم ومكرهم على أن يقتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو يحبسوه.
أو يخرجوه فأطلعه الله على ذلك فأنزل عليه: (وإذ يمكر بك الذين كفروا) الآية.
فأمر عليا فنام على
فراشه، وذهب هو وأبو بكر، فلما أصبحوا ذهبوا في طلبهما في كل وجه يطلبونهما.
وهكذا ذكر موسى بن عقبة في مغازيه، وإن خروجه هو وأبو بكر إلى الغار وكان ليلا.
وقد تقدم عن الحسن البصري فيما ذكره ابن هشام التصريح بذلك أيضا.
وقال البخاري حدثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن عقيل.
قال ابن شهاب فأخبرني عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار: بكرة وعشية، فلما ابتلي المسلمون، خرج أبو بكر مهاجرا نحو أرض الحبشة، حتى إذا بلغ برك الغماد (1) لقيه ابن الدغنة (2) وهو سيد القارة، فذكرت ما كان من رده لابي بكر إلى مكة وجواره له كما قدمناه عند هجرة الحبشة، إلى قوله فقال أبو بكر: فإني أرد عليك جوارك وأرضى بجوار الله.
قالت والنبي صلى الله عليه وسلم يومئذ بمكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين: " إني أريت دار هجرتكم ذات نخل بين لابتين: وهما الحرتان.
فهاجر من هاجر قبل المدينة، ورجع بعض من كان هاجر قبل الحبشة إلى المدينة، وتجهز أبو بكر مهاجرا قبل المدينة.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي " فقال أبو بكر: وهل ترجو ذلك بأبي أنت وأمي ؟ قال: نعم.
فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحبه، وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر - وهو الخبط - (1) أربعة أشهر، وذكر بعضهم أنه علفهما ستة أشهر.
قال ابن شهاب قال عروة قالت عائشة: فبينما نحن يوما جلوس في بيت أبي بكر في حر (2) الظهيرة، فقال قائل لابي بكر: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم [ مقبلا ] (3) متقنعا في ساعة لم يكن يأتينا فيها، فقال أبو بكر: فداء له أبي وأمي، والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر.
قالت فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذن فأذن له، فدخل فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أخرج
من عندك " فقال أبو بكر: إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله.
قال: فإنه قد أذن لي في الخروج.
فقال أبو بكر: الصحبة بأبي أنت وأمي، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " نعم " ! قال أبو بكر: فخذ أنت يا رسول الله إحدى راحلتي هاتين.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بالثمن (4).
قالت عائشة: فجهزناهما أحث الجهاز فصنعنا لهما سفرة في جراب، فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها فربطت به على فم الجراب، فلذلك سميت ذات النطاقين (5).
قالت ثم لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بغار في جبل ثور، فمكثا (6) فيه ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر وهو غلام شاب ثقف لقن فيدلج (7) من عندهما بسحر فيصبح مع قريش بمكة كبائت، لا يسمع أمرا يكادان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام، ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة (1) من غنم فيريحها عليهما حين يذهب ساعة من العشاء، فيبيتان في رسل - وهو لبن منحتهما ورضيعهما - حتى ينعق بها عامر بن فهيرة بغلس، يفعل ذلك في كل ليلة من تلك الليالي الثلاث.
واستأجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رجلا من بني الدئل وهو من بني عبد بن عدي هاديا خريتا (2) - والخريت الماهر بالهداية - قد غمس حلفا في آل العاص بن وائل السهمي، وهو على دين كفار قريش فأمناه فدفعا إليه راحلتيهما، وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال براحلتيهما صبح ثلاث ليال.
وانطلق معهما عامر بن فهيرة والدليل فأخذ بهم طريق السواحل (3).
قال ابن شهاب فأخبرني عبد الرحمن بن مالك المدلجي وهو ابن أخي سراقة أن أباه أخبره أنه سمع سراقة بن مالك بن جعشم.
يقول: جاءنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر دية كل واحد منهما لمن قتله أو أسره، فبينما أنا جالس في مجلس من مجالس قومي بني مدلج إذ أقبل رجل منهم حتى قام علينا ونحن جلوس.
فقال: يا سراقة إني رأيت آنفا أسودة بالساحل أراها محمدا وأصحابه.
قال سراقة: فعرفت أنهم هم فقلت له: إنهم ليسوا بهم، ولكنك رأيت فلانا وفلانا انطلقوا بأعيننا، ثم لبثت في المجلس ساعة (4) ثم قمت فدخلت [ بيتي ] (5) فأمرت جاريتي أن تخرج بفرسي، وهي من وراء أكمة فتحبسها علي، وأخذت رمحي فخرجت من ظهر البيت، فخططت بزجه (6) الارض وخفضت عاليه، حتى أتيت فرسي فركبتها فدفعتها ففرت بي (7) حتى دنوت منهم، فعثرت بي فرسي، فخررت عنها فقمت فأهويت يدي إلى كنانتي فاستخرجت منها الازلام فاستقسمت بها أضرهم أم لا، فخرج الذي أكره، فركبت فرسي وعصيت الازلام فجعل فرسي يقرب بي حتى إذا سمعت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت وأبو بكر يكثر الالتفات ساخت يدا فرسي في الارض حتى بلغتا الركبتين، فخررت عنها فأهويت، ثم زجرتها فنهضت، فلم تكد تخرج يديها، فلما استوت قائمة إذا لاثر يديها غبار (8) ساطع في السماء مثل الدخان، فاستقسمت الازلام فخرج الذي أكره،
فناديتهم الامان فوقفوا فركبت فرسي حتى جئتهم ووقع في نفسي حين لقيت من الحبس عنهم (1) أن سيظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقلت له: إن قومك قد جعلوا فيك الدية، وأخبرتهم أخبار ما يريد الناس بهم، وعرضت عليهم الزاد والمتاع.
فلم يرزآني ولم يسألاني إلا أن قالا: أخف عنا.
فسألته أن يكتب لي كتاب أمن فأمر عامر بن فهيرة فكتب لي رقعة من أدم.
ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم (2).
وقد روى محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم عن أبيه عن عمه سراقة فذكر هذه القصة، إلا أنه ذكر أنه استقسم بالازلام أول ما خرج من منزله فخرج السهم الذي يكره لا يضره، وذكر أنه عثر به فرسه أربع مرات، وكل ذلك يستقسم بالازلام ويخرج الذي يكره لا يضره.
حتى ناداهم بالامان.
وسأل أن يكتب له كتابا يكون أمارة (3) ما بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فكتب لي كتابا في عظم - أو رقعة أو خرقة - وذكر أنه جاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالجعرانة (4) مرجعه من الطائف، فقال له: " يوم وفاء وبر، أدنه " فدنوت منه وأسلمت.
قال ابن هشام: هو عبد الرحمن بن الحارث بن مالك بن جعشم وهذا الذي قاله
جيد.
ولما رجع سراقة جعل لا يلقى أحدا من الطلب إلا رده وقال: كفيتم هذا الوجه، فلما ظهر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وصل إلى المدينة.
جعل سراقة يقص على الناس ما رأى وما شاهد من أمر النبي صلى الله عليه وسلم وما كان من قضية جواده، واشتهر هذا عنه.
فخاف رؤساء قريش معرته، وخشوا أن يكون ذلك سببا لاسلام كثير منهم، وكان سراقة أمير بني مدلج ورئيسهم، فكتب أو جهل - لعنه الله - إليهم: بني مدلج إني أخاف سفيهكم * سراقة مستغو لنصر محمد عليكم به ألا يفرق جمعكم * فيصبح شتى بعد عز وسؤدد قال: فقال سراقة بن مالك يجيب أبا جهل في قوله هذا: أبا حكم والله لو كنت شاهدا * لامر جوادي إذ تسوخ قوائمه عجبت ولم تشكك بأن محمدا * رسول وبرهان فمن ذا يقاومه (5)
عليك فكف القوم عنه فإنني * أخال لنا يوما ستبدو معالمه (1) بأمر تود النصر فيه فإنهم * وإن جميع الناس طرا مسالمه (2) وذكر هذا الشعر الاموي في مغازيه بسنده عن أبي اسحاق وقد رواه أبو نعيم بسنده من طريق زياد عن ابن إسحاق، وزاد في شعر أبي جهل أبياتا تتضمن كفرا بليغا.
وقال البخاري بسنده إلى إبن شهاب: فأخبرني عروة بن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي الزبير في ركب من المسلمين كانوا تجارا قافلين من الشام [ إلى مكة ] (3)، فكسى الزبير رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر ثياب بياض، وسمع المسلمون بالمدينة بمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة، فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرة فينتظرونه حتى يردهم حر الظهيرة، فانقلبوا يوما بعد ما أطالوا انتظارهم، فلما أووا إلى بيوتهم أوفى (4) رجل من اليهود على أطم من آطامهم لامر ينظر إليه، فبصر برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مبيضين يزول (5) بهم السراب فلم يملك اليهودي أن قال بأعلا صوته: يا معشر العرب (6) هذا جدكم الذي تنتظرون فثار المسلمون إلى السلاح فتلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهر الحرة، فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف، وذلك يوم الاثنين (7) من شهر ربيع الاول فقام أبو بكر للناس وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم صامتا فطفق من جاء من الانصار ممن لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم يحيى أبا بكر حتى أصابت الشمس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه.






رد مع اقتباس
قديم 07-29-2009, 12:08 AM   رقم المشاركة : 6
الجياشي
( عضومتقدم )
الملف الشخصي




الحالة
الجياشي غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي

يا فاجر يغادر ثكلتك أمك
لا تملك غير سالفه واحدة وهي القص والصق
والكذب امس تقول درست عند السيد محمد حسين كاشف
الغطاء وعوام الشيعة يعرفون بان عائلة كاشف الغطاءعوام
وليس ساده وأنت لا تعرف ذلك فعلاً أنت أكذب من ابي هريرة
ثكلتك أمك يا غادر يا فاجر






التوقيع :
[flash=http://ansaralhojah.name/uploads/242327c2e0.swf]width=500 height=250[/flash]



قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) {{ من يريد أن يحيى حياتي ويموت موتي ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي فليتول علي بن ابي طالب (عليه السلام) فأنه لن يخرجكم من هدى ولن يدخلكم في ضلالة }}
------------------------------------------------------
أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحــين وقال هذا الحديث صحيح الأسناد (ج3 ص 128)

رد مع اقتباس
قديم 08-09-2009, 02:02 AM   رقم المشاركة : 7
صدري وافتخر
( عضو جديد )
الملف الشخصي




الحالة
صدري وافتخر غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: هل كان ابو بكر مع النبي في الغار

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ruaa مشاهدة المشاركة

4- قد يكون هناك تدليس في التسميات، حيث تم تغيير اسم أبي بكر الحقيقي (عتيق) إلى عبدالله ليوافق بذلك عبدالله ابن بكر، ليكون الفرق بين المسميين (أبي بكر) و (ابن بكر) بسيط وسهل، حيث لم تكن في السابق لم تكون الحروف تنقط فتصبح (ابي مثل ابن) بدون نقط.

وصلي الهم على محمد وال محمد[/size]

يعني من وره هاي النقطه طلع عبدالله بن أريقط بن بكر مع الرسول مو ابو بكر الصديق

والله ما اعرف شكلك

مشكور على الموضوع






رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 07:45 PM.


منتديات أبو الفضل العباس
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات أبو الفضل العباس عليه السلام