05-26-2009, 08:44 PM | رقم المشاركة : 1 |
أنا لله وأنا اليه راجعون ...
إن من الأمور البديهية، أن المؤمن يمر بساعات ابتلاء ومصيبة.. فمنذ أن يولد الإنسان إلى أن يموت، يمر بانتكاسات كثيرة، حتى ملوك الأرض يعيشون هذه الانتكاسات، من منا تستقيم له جميع أمور الحياة؟.. كما يقول الشاعر: وما كل ما يتمنى المرء يدركه *** تجري الرياح بما لا يشتهي السفن إن للبلاء أنواعا مختلفة، كما ورد في القرآن الكريم: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}.. والذين يصابون بشيء من هذه المصائب يقولون: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}.. البعض منا يلهج بهذه العبارة عندما يسمع بموت ولده او اي قريب اليه عافاكم الله من كل بلاء، أو خسارة أمواله.. ولكن هذه العبارة لا توجب له أنسا، ولا ارتياحا، ولا تخفيفا؛ فالأثر ليس في هذه الكلمة.. {قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ}؛ ليس بمعنى إمرار اللفظ على اللسان، وإنما بمعنى استيعاب هذه الحقيقة: {إِنَّا لِلَّهِ}؛ فالمؤمن عندما يلتفت إلى أن كل ما يملكه هو لله عز وجل، يعلم أن هذا الولد الذي فقده لم يكن ملكا له؛ بل هو ملك لله عز وجل.. عندما أعطاه هذا الولد، كتب في مقدراته: أن هذه الأمانة عنده لعشرين سنة، فمن البداية كانت الأمانة مؤقتة.. وبالتالي، فإن الذي تسلب منه هذه النعم؛ مالا كان أو شخصا يقول: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}. إن هذا الولد سلب منه، ولكن ما ضاع إن كان صالحا بارا تقيا.. هو بالموت افترق عنه، ولكن هناك لقاء في عالم البرزخ، وهناك لقاء في عرصات القيامة.. وهب أنه لم يلتق بابنه في عالم البرزخ، ولا في عرصات القيامة.. أو لا تعلم أن الله -عز وجل- يجمع شمل الأسرة المؤمنة في درجات الجنة؟.. هذا اللطف ليس للجميع، إنما يجمع شمل بعض الأسر المتميزة في الحياة الدنيا، إلى درجة أن المؤمن ينظر إلى هذا المجمع والملتقى الأسري، فيفتقد خادمته.. قال رسول الله (ص): (ما من أهل بيت يدخل واحد منهم الجنة، إلا دخلوا أجمعين الجنة، قيل: وكيف ذلك؟.. قال: يشفع فيهم فيُشفّع حتى يبقى الخادم، فيقول: يارب!.. خويدمتي قد كانت تقيني الحرّ والقرّ ، فيُشفّع فيها). فإذن، إن الانفصال انفصال مؤقت، ولكن انظروا إلى الجائزة الكبرى: {أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.. الذي فُقد له ولد، هذا الفقد فقد أبدي، ولكن الرحمة الإلهية غامرة له إلى ساعة الموت.. فرق بين أن يفقد الإنسان ألف دينار مثلا، ثم يكسب ألف دينار، فهو رجع إلى ما كان عليه.. وبين إنسان مات أعز ولده، هذا الإنسان ملفوف بغلاف من الرحمة الإلهية الغامرة، ولكن بشرط: الرضا بقضاء الله وقدره أولا، والسليم له ثانيا، ومحبة ما كتب الله -عز وجل- له ثالثا.. ومن هنا سيدتنا زينب (ع) عبرت عن مصيبة أخيها: أنها ما رأت إلا جميلا! |
|
|
05-26-2009, 08:56 PM | رقم المشاركة : 2 |
|
الشكرو التقدير لك اخي الكريم على الموضوع القيم رحم الله والديك.. |
|
05-26-2009, 09:08 PM | رقم المشاركة : 3 |
تسلم اناملك خيو على الموضوع الرائع لاعدمنا جديدك |
|
|
05-26-2009, 11:48 PM | رقم المشاركة : 4 |
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم تسلم أخووي على هذا الأختيار الأكثر من رائع جزاك الله خير الجزاء وجعله في ميزان حسناتك الله يحفظك ويسدد خطاك بالأيمان موفق دووما لكل خير |
|
|
05-27-2009, 01:01 AM | رقم المشاركة : 5 |
تسلم يمينك يعطيك الف عافية جزاك الله كل خير دمت بحفظ الرحمن في ميزان حسناتك |
|
|
05-28-2009, 05:38 AM | رقم المشاركة : 6 |
آخر تعديل محبة نصر الله يوم 05-28-2009 في 05:40 AM.
|
|
|
05-30-2009, 07:15 AM | رقم المشاركة : 7 |
سلمت اخي العزيز لما خطت يمناك وجعلها الله في ميزان اعمالك بحق محمد والة الاطهار موفق اينما كنت بحقهم ياكريم تحياتي لكم اختكم وخادمتكم في الله واهل البيت ع متيمة ابو الحسنين ع |
|
|
06-01-2009, 05:35 AM | رقم المشاركة : 8 |
كنت أظــن أنــــي من الــصابرين بس من أول أبتــلاء حسيت نفــسي ضــعيفة و كــلالصــبر وقوة التحــمل أخـــتفت إنا لله وإن إلـــــيه راجــعون أقــولها من أعــماق قــلبي وليس من لســاني جزاك الله ألـــف خير أخـــــوي ثـــآر الله تقبل مروري |
|
|
06-12-2009, 07:41 PM | رقم المشاركة : 9 |
|
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم تسلم اخوي على الطرح الأكثر من رائع بارك الله فيك الله يعطيك الف عافيه جزاك الله خيرا موفق دوووما ان شاء الله |
|
06-13-2009, 02:48 AM | رقم المشاركة : 10 |
|
انـ اللهہٌ اذا احب عبدهہٌ ابتلاهہٌ نسألك الهہٌي الصبر والسلون على اي بلاء ومصيبهہٌ بارك الله فيكـ وموفقيــــــــــــــــــن |
|
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|