01-21-2009, 12:32 PM | رقم المشاركة : 1 |
أخيراً رأيتُ الجنّة (من تأليفي)
كنتُ نائماً في تلك الليلة القارصة الشديدة البرودة ..و في منتصف الليل .. سمعتُ أصواتاً غريبة! أصوات مخيفة .. هلعت! قفزت! خفتُ كثيراً .. خفتُ حد الجنون .. عندها التجأتُ مسرعاً إلى أمي الحنون .. هدَّأَتْ من روعي و مسحت على رأسي .. تَبَسَّمتْ وقالت لي إنها مجرد أصوات الرعد .. لا تخف يا صغيري ..هيا اخلد للنوم يا صغيري .. نظرتُ إليها بنظرات حيرى! لم تخلو من الرعب! .. تلمستْ أمي نظرات الخوف .. فأخذتْ بيدي واصطحبتني معها إلى غرفتها .. اندسَّتْ تحت الغطاء و اندسستُ بجانبها .. كان المكان دافئاً جميلاُ .. و كلما التصق جسدي بجسدها كنتُ أشعر بارتياح أكثر و النعاس أكثر و أكثر .. ودقّات قلبها الحاني تغني لي أغنية النوم .. تقول لي نم ياصغيري نم .. نم يا حبيبي نم .. استسلمتُ لسلطان الكرى .. حلمتُ بأحلام جميلة .. فقد حلمتُ بأخي الكبير الذي كانت دائماً تقول لي أمي بأنه استشهد عندما أسئلها عنه .. استشهد؟! ماذا يعني استشهد! كنتُ دائماً أسئل أمي هذا السؤال .. فتقول لي أي أنه مات من أجل الله .. وسوف يذهب إلى الجنّة .. الجنّة؟ وماهي الجنّة!! قالت لي بأن الجنّة مكان جميل جداً وفيه طعام كثير و شراب لذيذ .. نأكل ونشرب ما نشاء و كيفما نشاء و من أين نشاء و ...فجأة!! استيقظتُ هلعاً .. خائفاً .. فزعاً! مالذي يحدث يا أمي ؟! لماذا تصرخ أختي؟! نادت أمي بصوت عالٍ .. هيا انهض ياولدي بسرعة! ليس لدينا وقت .. علينا أن نخرح من المنزل .. نخرج!! أين نذهب؟! لا أتذكر ما قالته لي بالضبط .. لكن ما أتذكره أنها قالت لنخرج حتى لا يسقط علينا المنزل عندها سنموت .. نموت؟!! لا أريد أن أموت! خرجنا جميعاً من المنزل .. كنتُ أتمنى لو استطعتُ أن أجلب سيارتي اللعبة التي أهداني إياها أخي الذي استشهد .. لكن أمي لم تمهلني لحظة واحدة حتى أجلبها معي .. قالت لي ليس هناك متسع من الوقت لأخذ أي شيء معنا .. خرجنا و لم أكن أعرف أين سنتجه ..! رجال كثيرون .. مخيفون .. يُمسِكون بأشياء غريبة في أيديهم .. يضعون فوق رؤسهم قبعات أشكالها غريبة! يصرخون بأعلى أصواتهم وبلُغَة غريبة لم أفهمها! لكن ما فهمته من حركات أيديهم أنهم يريدوننا أن ندخل في ذاك المنزل مع عوائل أخرى بعضهم نعرفهم و البعض لم أرهم من قبل ..دخلنا وإذا بهم ينزعون من أمي كل ما تملك من نقود وذهب كانت ترتديه .. بكيتُ سائلاُ أمي لماذا يأخذون منا النقود؟! كيف سنشتري لنا الطعام والشراب؟! قالت اصبر يا بني اصبر! ولا تتكلم كثيراً حتى لا يضربوك الجنود! ساعات طويلة قضيناها في ذاك المنزل .. لا نفعل شيئاً سوى مراقبة الناس تدخل في نفس المنزل .. ويُفعل بها مثل ما فُعِلَ بنا من سلب الأموال و الممتلكات الخاصة .. الحمد لله لسنا وحدنا الذين لن نستطيع أن نشتري الطعام والشراب .. حتى هؤلاء الناس لن يستطيعوا شراء الطعام والشراب لهم أيضاً .. مرَّت ساعات أخرى ونحن ننتظر .. ولا نفعل شيئاً سوى الإنتظار والصمت! بدأتُ أشعر بالتعب .. بالجوع .. نعم! تذكرت بأنني لم أتناول شيئاً منذ أن استيقظتُ من النوم .. دخل رجل يلبس مثل ما يلبس بقية الرجال الموجودين أمامنا .. كان يحمل طعام كثير! .. فرحت .. ابتسمت .. قلتُ الآن سوف أملأُ معدتي بكل هذا الطعام! لم تفارق نظراتي علب الطعام والأكياس التي كان يحملها الرجل .. بدأ الرجل بتوزيع الطعام على بقيّة أصحابه .. واحداُ تلو الآخر .. وأنا أنتظر أن يحين دورنا في تناول الطعام .. انتهى من توزيع الطعام على الرجال الذين يلبسون القبعات الغريبة .. ثم وضع باقي الطعام بجانبهم!! غريب! عجيب! ألم يحن دورنا؟! كان هؤلاء الرجال يأكلون بشراهة قصوى أمامنا وكأنهم في سباق لأكل الطعام ودون اكتراث لأصوات معدتنا التي تصرخ بأعلى صوتها! أماه أريد أن آكل .. أجابتني .. لا يوجد طعام يا عزيزي .. ولكني أرى هؤلاء الرجال يأكلون .. لماذا هم يأكلون ونحن ننظر إليهم؟! ألا يحق لنا أن نأكل مثل ما يأكلون!! .. نحن بشر مثلهم! .. أخذت أمي تهدأني وتسكِّن من روعي وتزيد من صبري .. تقول لي اصبر ياولدي .. الله سيرزقنا بالطعام إن شاء الله .. أمي! متى سيأتي الله ليجلب لنا الطعام؟! فأنا جائع جداُ يا أمي .. أجابتني .. إذا شاء الله سيجلب لنا الطعام .. ربما الآن ربما بعد ساعات أو أيام .. أو ربما نأكله في الجنّة .. ابتسمتُ عندما سمعتُ كلمة الجنّة .. أريدُ أن آكل من الجنّة .. ستأكل يا حبيبي إن شاء الله ستأكل .. لازال الرجال يأكلون بشراهة أمامنا .. غير مبالين بلهفتنا وشوقنا لتذوق كسرة خبز أو قطرة ماء .. فقط قطعة صغيرة مما يأكلون! .. نفذ صبري .. صرختُ بأمي إني جائع!! .. معدتي تؤلمني .. مَسَحَتْ على رأسي وهي تبكي وتطلب مني أن أصبر .. لماذا أصبر؟! لماذا لا نأكل مثلهم؟! .. وقفتُ .. توجهتُ مسرعاً نحو الرجال علّني أستطبع أن آخذ قطعة صغيرة عنوة وبسرعة .. حاولتْ أمي الإمساك بي إلا أني كنتُ أسرعُ منها في الحركة .. فزع الرجل من حركتي السريعة المتوجهة نحوه .. فأخذ بالشيء الكبير الحديدي الذي كان بجانبه وضربني ضربة قوية على رأسي .. سقطت! .. لم أعد أرى شيئاً! أتت أمي مسرعة نحوي .. تبكي .. تنادي باسمي .. فتحتُ عيني قليلاً وابتسمتُ في وجهها .. أمي .. أخيراً رأيتُ أخي .. أخيراُ رأيتُ الجنّة .. فيها طعام كثير .. أخيراُ رأيتُ الجنّة ..! تمت .. فجر السبت 17 يناير 2009 الساعة 12:30 منتصف الليل انتقاداتكم تهمنا .. |
|
|
01-21-2009, 08:26 PM | رقم المشاركة : 2 |
تسلم يمينك لكن هل من سؤال هل القصة من تأليفك اول مرة اقصد اول محاولاتك ام لك محاولات اخرى ربي يعطيك العافية تقبلي مروري آخر تعديل أبو رباب يوم 01-21-2009 في 08:32 PM.
|
|
|
01-22-2009, 12:32 AM | رقم المشاركة : 3 |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم مشكور اخي الكريم وجعله في مزن حسنتك |
|
|
01-25-2009, 07:10 PM | رقم المشاركة : 4 |
|
|
|
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|