|
|||||||||||
المنتدى الإسلامي السير في الطريق إلى الله عز وجل |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
05-21-2010, 02:58 PM | رقم المشاركة : 1 |
:: إن هذه لتذكرة ::
مضى الليل... ولم يبقَ على إسفار الصباح إلا أن تنفرج شفتا الظلام عن ابتسامة الفجر، وقد تأزّر الكون بإزار السكينة والهدوء واختفى البشر هاجعين بين طيات الكرى، ولا زلت ساهراً قلق المضجع، أنشد النوم فلا أبلغه، فبقيت هائماً بين شتات خواطري وأمواج أفكاري، وبينما أنا كذلك إذ طرق مسامعي صوت حفيف أوراق، والتفت إلى جهة الصوت وأنا في تساؤل مريب، ترى من يكون معي في البيت في تلك الساعة، أهو لص متسلل جاء يبحث بين طيات أوراقي عما يبتغيه؟ تقدمت نحوه ببطء شديد، ولكنه لم يأبَه بي، وهو منهمك على صحائف يجمعها في جرابه الكبير، ألقيت عليه نظرة طويلة فاحصة، ثوبه القذر الضارب إلى السواد وعليه نقط بيض صغيرة لا تكاد تبين، وكأنه جمع أوراق الناس كلها عليه، وصمته المريب وظلال الخيبة التي ترتسم على محياه، اقتربت منه وسألته: من أنت؟ وما الذي في الجراب؟ ولكنه لم ينبس ببنت شفة وبقي منشغلاً عني بتلك الصحائف يجمعها في غضب، ومددت يدي إلى أحد تلك الأوراق وحملتها من الأرض وأخذت أقرأ فيها بصوت خافت: قضى وقتاً طويلاً في لهو عابث، صرف وقتاً أطول في لغو تافه، صعّر خده لمسكين، كانت صلاته كنقر الغراب فلم تسمع ولم ترفع، وتشاغل عن واجبات أيامه بأمور لا تنفع. وسألته ثانية وقد بان الاضطراب على صوته: ما هذا؟ نظر إليّ واجماً، ورد عليّ بفتور: أنت المقصود بذلك، أنت أيها الإنسان، وهذه الصحيفة هي واحدة من صحائف كثيرة كتب عليها عملك في يوم واحد، وكان إلى جانبي على الجدار تقويم لأيام السنة وشهورها، مد يده وأمسك بورقة ذاك اليوم واقتطعها وقدمها لي: هذا أنا، أنا يوم أفل من دنياك... يوم ضيّعته ولم تتزود منه لآخرتك شيئاً، أنا يوم أثقلتني برزاياك، أنا يوم سجلت فيه غفلتك وحبك للدنيا أنا الفرصة السانحة التي أُعطيت لك من شروق الشمس إلى انبلاج فجر اليوم التالي ولكنك ضيّعتها، أنت تضيّع هذه الفرص التي تمر مر السحاب. وتملكني ذعر رهيب، وسرت في أعضائي رعدة شديدة هزتني كالزلزال، وثبت إلى رشدي ورأيت الحقيقة أمامي، وللتوّ عرفت أن التجارة التي كان يجب أن أصيبها قد أفلست، وتوسلت متضرعاً لعلي أختم يومي المثقل بالذنوب بصحيفة خير تغطي صحف ضلالي وآثامي، ووخزني صوت المؤذن من المسجد القريب يرتل القرآن استعداداً لاستقبال فجر جديد وصحوت إلى نفسي وفرحت، إنها فرصة جديدة لي لن أفوتها بعد الآن لأبتدأ صفحتي بتوبة نصوح، ندم واستغفار وعهد جديد. (إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلاً). |
|
|
05-22-2010, 08:44 AM | رقم المشاركة : 2 |
رد: :: إن هذه لتذكرة ::
الله يعطيك الف عافيه |
|
|
05-24-2010, 07:53 PM | رقم المشاركة : 3 |
|
رد: :: إن هذه لتذكرة ::
آشكركِ آختي على الموضوع وجزآكِ الله خيراً |
|
05-24-2010, 08:49 PM | رقم المشاركة : 4 |
رد: :: إن هذه لتذكرة ::
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم (إللهي إن قل زادي في المسير إليك فلقد حسن ظني بالتوكل عليك) الله يعطيك ِ العــافيه أختِ أدخلنا الله وإياكم في رحمة الواسعة نسألكم الدعاء كبش الكتيبه |
|
|
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|