|
|||||||||||
منتدى أبو الفضل العباس عليه السلام شذرات من سيرة أبو الفضل العباس عليه السلام |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
08-25-2009, 05:23 PM | رقم المشاركة : 1 |
من هو العباس بن أمير المؤمنين (عليه السلام)
وأمها ثمامة بنت صهيل بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب . وأمها عمرة بنت الطفيل فارس قرزل ، ابن مالك الأخزم رئيس هوازن ، بن جعفر بن كلاب . وأمها كبشة بنت عروة الرحال بن عتبة بن جعفر بن كلاب . وأمها أم الخشف بنت أبي معاوية فارس هوازن ، ابن عبادة بن عقيل بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة . وأمها فاطمة بنت جعفر بن كلاب . وأمها عاتكة بنت عبد شمس بن عبد مناف . وأمها آمنة بنت وهب بن عمير بن نصر بن قعين بن الحرث بن ثعلبة بن ذودان بن أسد بن خزيمة . وأمها بنت حجدر بن ضبيعة الأغر بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن ربيعة بن نزار . وأمها بنت مالك بن قيس بن ثعلبة . وأمها بنت ذي الرأسين خشين ابن أبي عاصم بن سمح بن فزارة . وأمها بنت عمرو بن صرمة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن الريث بن غطفان . قال السيد الداودي في العمدة : إن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال لأخيه عقيل - وكان نسابة عالما بأخبار العرب وأنسابهم - : ابغني امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها فتلد لي غلاما فارسا ، فقال له : أين أنت عن فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية ، فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس (1) . وفي آبائها يقول لبيد للنعمان بن المنذر ملك الحيرة : نحن بنو أم البنين الأربعه * ونحن خير عامر بن صعصعه الضاربون الهام وسط المجمعه فلا ينكر عليه أحد من العرب ، ومن قومها ملاعب الأسنة أبو براء الذي لم يعرف في العرب مثله في الشجاعة ، والطفيل فارس قرزل ، وابنه عامر فارس المزنوق ، فتزوجها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فولدت له وأنجبت . وأول ما ولدت له العباس ( عليه السلام ) يلقب في زمنه قمر بني هاشم ، ويكنى أبا الفضل . وبعده عبد الله ، وبعده جعفرا ، وبعده عثمان . وعاش العباس مع أبيه أربع عشرة سنة ، حضر بعض الحروب فلم يأذن له أبوه بالنزال ، ومع أخيه الحسن أربعا وعشرين سنة ، ومع أخيه الحسين ( عليه السلام ) أربعا وثلاثين سنة ، وذلك مدة عمره ، وكان ( عليه السلام ) أيدا شجاعا فارسا وسيما جسيما يركب الفرس المطهم ورجلاه تخطان في الأرض . وروي عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : " كان عمنا العباس بن علي نافذ بصيرة ، صلب الإيمان ، جاهد مع أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، وأبلى بلاء حسنا ، ومضى شهيدا " (2 ) . وروي عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) أنه نظر يوما إلى عبيد الله بن العباس بن علي ( عليه السلام ) فاستعبر ثم قال : " ما من يوم أشد على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من يوم أحد ، قتل فيه عمه حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله ، وبعده يوم مؤتة قتل فيه ابن عمه جعفر ابن أبي طالب ، ولا يوم كيوم الحسين ، ازدلف إليه ثلاثون ألف رجل ، يزعمون أنهم من هذه الأمة ، كل يتقرب إلى الله عز وجل بدمه ، وهو يذكر هم بالله فلا يتعظون ، حتى قتلوه بغيا وظلما وعدوانا ، ثم قال : " رحم الله العباس فلقد آثر وأبلى ، وفدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه ، فأبدله الله عز وجل منهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة ، كما جعل لجعفر بن أبي طالب . وإن للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة " (3) . وروى أبو مخنف أنه لما منع الحسين ( عليه السلام ) وأصحابه من الماء وذلك قبل أن يجمع على الحرب اشتد بالحسين وأصحابه العطش ، فدعا أخاه العباس فبعثه في ثلاثين فارسا وعشرين راجلا ليلا ، فجاؤا حتى دنوا من الماء ، واستقدم أمامهم باللواء نافع فمنعهم عمرو بن الحجاج الزبيدي ، فامتنعوا منه بالسيوف وملأوا قربهم وأتوا بها والعباس بن علي ونافع يذبان عنهم ويحملان على القوم حتى خلصوا بالقرب إلى الحسين (4) . فسمي السقاء وأبا قربة . وروى أبو مخنف أنه لما كاتب عمر بن سعد عبيد الله بن زياد في أمر الحسين ( عليه السلام ) وكتب إليه على يدي شمر بن ذي الجوشن بمنازلة الحسين ونزوله ، أو بعزله وتولية شمر العمل ، قام عبد الله بن أبي المحل بن حزام بن خالد بن ربيعة بن عامر الوحيد - وكانت عمته أم البنين - فطلب من عبيد الله كتابا بأمان العباس وإخوته ، وقام معه شمر في ذلك ، فكتب أمانا وأعطاه لعبد الله ، فبعثه إلى العباس وإخوته مع مولى له يقال له : كزمان ، فأتى به إليهم فلما قرأوه قالوا له : أبلغ خالنا السلام وقل له أن لا حاجة لنا في الأمان ، أمان الله خير من أمان ابن سمية . فرجع ، قال : ووقف شمر في اليوم العاشر ناحية فنادى : أين بنو أختنا ، أين العباس وإخوته ، فلم يجبه أحد ، فقال لهم الحسين ( عليه السلام ) : أجيبوه ولو كان فاسقا ، فقام إليه العباس فقال له : ما تريد ؟ قال : أنتم آمنون يا بني أختنا . فقال له العباس : لعنك الله ولعن أمانك ، لئن كنت خالنا أتؤمنا وابن رسول الله لا أمان له ؟ وتكلم إخوته بنحو كلامه ثم رجعوا (5) . وروى أبو مخنف أيضا وغيره أن عمر بن سعد نادى في اليوم التاسع : يا خيل الله اركبي وأبشري بالجنة . فركب الناس وزحفوا ، و ذلك بعد صلاة العصر ، والحسين ( عليه السلام ) جالس أمام بيته محتبيا بسيفه و قد خفق على ركبتيه ، فسمعت زينب الصيحة فدنت منه وقالت : أما تسمع الأصوات يا أخي قد اقتربت ! فرفع الحسين ( عليه السلام ) رأسه وأخبرها برؤية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأنه يدعوه ، فلطمت زينب وجهها وقالت ، يا ويلتاه ، فقال لها : ليس الويل لك يا أخية ، أسكتي رحمك الرحمن . ثم قال العباس له : يا أخي قد أتاك القوم فنهض ، ثم قال : " يا عباس ، اركب بنفسي أنت حتى تلقاهم فتقول لهم : ما لكم ؟ وما بدا لكم ؟ وتسألهم عما جاء بهم " ، فأتاهم العباس في نحو عشرين فارسا فيهم زهير وحبيب فقال لهم : ما لكم وما بدا لكم وما تريدون ؟ فقالوا : جاء أمر عبيد الله أن نعرض عليكم أن تنزلوا على حكمه أو ننازلكم . قال : فلا تعجلوا حتى أرجع إلى أبي عبد الله فأعرض عليه ما ذكرتم ، فوقفوا ثم قالوا : القه فأعلمه ذلك ، ثم أعلمنا بما يقول . فانصرف العباس يركض فرسه إلى الحسين ( عليه السلام ) يخبره ، ووقف أصحابه يخاطبون القوم حتى أقبل العباس يركض فرسه فانتهى إليهم ، فقال : يا هؤلاء : إن أبا عبد الله يسألكم أن تنصرفوا هذه العشية حتى ينظر في هذا الأمر ، فإن هذا أمر لم يجر بينكم وبينه فيه منطق ، فإذا أصبحنا التقينا فإما رضيناه فأتينا بالأمر الذي تسألونه وتسومونه أو كرهنا فرددناه . قال : وإنما أراد بذلك أن يردهم عن الحسين تلك العشية حتى يأمر بأمره ويوصي أهله ، وقد كان الحسين ( عليه السلام ) قال له : " يا أخي إن استطعت أن تؤخرهم هذه العشية إلى غدوة ،وتدفعهم عنا لعلنا نصلي لربنا الليلة وندعوه ونستغفره ، فهو يعلم أني قد كنت أحب الصلاة له وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار " ، فقال لهم العباس ما قال ، فقال عمر بن سعد : ما ترى يا شمر ؟ فقال : ما ترى أنت ، أنت الأمير والرأي رأيك ، فقال : قد أردت أن لا أكون ذا رأي . ثم أقبل على الناس فقال : ماذا ترون ؟ فقال عمرو بن الحجاج : سبحان الله ! والله لو كانوا من الديلم ثم سألوك هذه المنزلة لكان ينبغي لك أن تجيبهم إليها . وقال قيس بن الأشعث : لا تجبهم إلى ما سألوك فلعمري ليصبحنك بالقتال غدوة . فقال : والله لو أعلم أن يفعلوا ما أخرتهم العشية ، ثم أمر رجلا أن يدنوا من الحسين ( عليه السلام ) بحيث يسمع الصوت فينادي : إنا قد أجلناكم إلى غد ، فإن استسلمتم سرحنا بكم إلى الأمير ، وإن أبيتم فلسنا تاركيكم (6) . وروى أهل السير عن الضحاك بن قيس المشرقي ، قال : إن الحسين ( عليه السلام ) جمع تلك الليلة أهل بيته وأصحابه فخطبهم بخطبته التي قال فيها : " أما بعد : فإني لا أعلم أهل بيت الخ " . فقام العباس فقال : لم نفعل ذلك ؟ ! لنبقى بعدك ؟ ! لا أرانا الله ذلك أبدا (7) . ثم تكلم أهل بيته وأصحابه بما يشبه هذا الكلام ، وسيذكر بعد . قالوا : ولما أصبح ابن سعد جعل على ربع المدينة عبد الله بن زهير بن سليم الأزدي ، وعلى ربع مذحج وأسد عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي ، وعلى ربع ربيعة وكندة قيس بن الأشعث بن قيس ، وعلى ربع تميم وهمدان الحر بن يزيد الرياحي ، وجعل الميمنة لعمرو بن الحجاج الزبيدي ، والميسرة لشمر بن ذي الجوشن الضبابي ، والخيل لعزرة بن قيس الأحمسي ، والرجال لشبث بن ربعي ، وأعطى الراية لدريد مولاه (8) . ولما أصبح الحسين ( عليه السلام ) جعل الميمنة لزهير ، والميسرة لحبيب ، وأعطى الراية أخاه العباس (9) . وروى أبو مخنف عن الضحاك بن قيس أن الحسين ( عليه السلام ) لما خطب خطبته على راحلته ونادى في أولها بأعلى صوته : " أيها الناس ، اسمعوا قولي ولا تعجلوني " . سمع النساء كلامه هذا فصحن وبكين وارتفعت أصواتهن ، فأرسل إليهن أخاه العباس وولده عليا وقال لهما : أسكتاهن فلعمري ليكثرن بكاؤهن ، فمضيا يسكتاهن حتى إذا سكتن عاد إلى خطبته . فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه . قال : فوالله ما سمعت متكلما قط لا قبله ولا بعده أبلغ منه منطقا (10) . وقال أبو جعفر وابن الأثير : لما نشبت الحرب بين الفريقين تقدم عمر بن خالد ومولاه سعد ، ومجمع بن عبد الله ، وجنادة بن الحرث فشدوا مقدمين بأسيافهم على الناس ، فلما وغلوا فيهم عطف عليهم الناس فأخذوا يحوزونهم ، وقطعوهم من أصحابهم ، فندب الحسين ( عليه السلام ) لهم أخاه العباس فحمل على القوم وحده ، فضرب فيهم بسيفه حتى فرقهم عن أصحابه وخلص إليهم فسلموا عليه فأتى بهم ، ولكنهم كانوا جرحى فأبوا عليه أن يستنقذهم سالمين ، فعاودوا القتال وهو يدفع عنهم حتى قتلوا في مكان واحد (11) . فعاد العباس إلى أخيه وأخبره بخبرهم . قال أهل السير : وكان العباس ربما ركز لواءه أمام الحسين وحامى عن أصحابه أو استقى ماء فكان يلقب بالسقاء . ويكنى أبا قربة بعد قتله . قالوا : ولما رأى وحدة الحسين ( عليه السلام ) بعد قتل أصحابه وجملة من أهل بيته ، قال لإخوته من أمه : تقدموا لأحتسبكم عند الله تعالى ، فإنه لا ولد لكم . فتقدموا حتى قتلوا ، فجاء إلى الحسين ( عليه السلام ) واستأذنه في المصال (12) ، فقال له : " أنت حامل لوائي " ، فقال : لقد ضاق صدري وسئمت الحياة . فقال له الحسين : " إن عزمت فاستسق لنا ماء " ، فأخذ قربته وحمل على القوم حتى ملأ القربة . قالوا : واغترف من الماء غرفة ثم ذكر عطش الحسين ( عليه السلام ) فرمى بها وقال : يا نفس من بعد الحسين هوني * وبعده لا كنت أن تكوني هذا الحسين وارد المنون * وتشربين بارد المعين ثم عاد فأخذ عليه الطريق ، فجعل يضربهم بسيفه وهو يقول : لا أرهب الموت إذا الموت زقا * حتى أوارى في المصاليت لقى إني أنا العباس أغدو بالسقا * ولا أهاب الموت يوم الملتقى فضربه حكيم بن طفيل الطائي السنبسي على يمينه فبرأها ، فأخذ اللواء بشماله وهو يقول : والله إن قطعتم يميني * إني أحامي أبدا عن ديني فضربه زيد بن ورقاء الجهني على شماله فبرأها ، فضم اللواء إلى صدره كما فعل عمه جعفر إذ قطعوا يمينه ويساره في مؤتة ، فضم اللواء إلى صدره وهو يقول : ألا ترون معشر الفجار * قد قطعوا ببغيهم يساري فحمل عليه رجل تميمي من أبناء أبان بن دارم فضربه بعمود على رأسه فخر صريعا إلى الأرض ، ونادى بأعلى صوته : أدركني يا أخي . فانقض عليه أبو عبد الله كالصقر قرأه مقطوع اليمين واليسار مرضوخ (13) الجبين مشكوك العين بسهم مرتثا بالجراحة ، فوقف عليه منحنيا ، وجلس عند رأسه يبكي حتى فاضت نفسه ، ثم حمل على القوم فجعل يضرب فيهم يمينا وشمالا فيفرون من بين يديه كما تفر المعزى إذا شد فيها الذئب ، وهو يقول : أين تفرون وقد قتلتم أخي ؟ ! أين تفرون وقد فتتم عضدي ؟ ! ثم عاد إلى موقفه منفردا . وكان العباس آخر من قتل من المحاربين لأعداء الحسين ( عليه السلام ) ، ولم يقتل بعده إلا الغلمان الصغار من آل أبي طالب الذين لم يحملوا السلاح . وفيه يقول الكميت بن زيد الأسدي : وأبو الفضل إن ذكرهم الحلو * شفاء النفوس في الأسقام قتل الأدعياء إذ قتلوه * أكرم الشاربين صوب الغمام ويقول حفيده الفضل بن محمد بن الفضل بن الحسن بن عبيد الله بن العباس : إني لأذكر للعباس موقفه * بكربلاء وهام القوم تختطف يحمي الحسين ويحميه على ظمأ * ولا يولي ولا يثني فيختلف ولا أرى مشهدا يوما كمشهده * مع الحسين عليه الفضل والشرف أكرم به مشهدا بانت فضيلته * وما أضاع له أفعاله خلف وأقول : أمسند ذاك اللوا صدره * وقد قطعت منه يمنى ويسرى لثنيت جعفر في فعله * غداة استضم اللوا منه صدرا وأبقيت ذكرك في العالمين * يتلونه في المحاريب ذكرا وأوقفت فوقك شمس الهدى * يدير بعينيه يمنى ويسرى لئن ظل منحنيا فالعدى * بقتلك قد كسروا منه ظهرا وألقوا لواه فلف اللواء * ومن ذا ترى بعد يسطيع نشرا نأى الشخص منك وأبقى ثناك * إلى الحشر يدلج فيه ويسرى وأنا أسترق جدا من رثاء أمه فاطمة أم البنين الذي أنشده أبو الحسن الأخفش في شرح الكامل : وقد كانت تخرج إلى البقيع في كل يوم ترثيه وتحمل ولده عبيد الله فيجتمع لسماع رثائها أهل المدينة وفيهم مروان بن الحكم فيبكون لشجي الندبة ، قولها رضي الله عنها : يا من رأى العباس كر * على جماهير النقد ووراه من أبناء حيدر * كل ليث ذي لبد أنبئت أن ابني أصيب * برأسه مقطوع يد ويلي على شبلي أما * ل برأسه ضرب العمد لو كان سيفك في يد * يك لما دنا منه أحد وقولها : لا تدعوني ويك أم البنين * تذكريني بليوث العرين كانت بنون لي أدعى بهم * واليوم أصبحت ولا من بنين أربعة مثل نسور الربى * قد واصلوا الموت بقطع الوتين تنازع الخرصان أشلائهم * فكلهم أمسى صريعا طعين يا ليت شعري أكما أخبروا * بأن عباسا قطيع اليمين وروى جماعة عن القاسم بن الأصبغ بن نباتة قال : رأيت رجلا من بني أبان بن دارم أسود الوجه وقد كنت أعرفه شديد البياض جميلا ، فسألته عن سبب تغيره وقلت له : ما كدت أعرفك . فقال : إني قتلت رجلا بكربلا وسيما جسيما ، بين عينيه أثر السجود ، فما بت ليلة منذ قتلته إلى الآن إلا وقد جائني في النوم ، وأخذ بتلابيبي وقادني إلى جهنم فيدفعني فيها فأظل أصيح ، فلا يبقى أحد في الحي إلا ويسمع صياحي ، قال : فانتشر الخبر ، فقالت جارة له : إنه ما زلنا نسمع صياحه حتى ما يدعنا ننام شيئا من الليل ، فقمت في شباب الحي إلى زوجته فسألناها ، فقالت : أما إذا أخبر هو عن نفسه فلا أبعد الله غيره ، قد صدقكم . قال : والمقتول هو العباس بن علي ( عليهما السلام ) (14) . ----------------- ( ضبط الغريب ) مما وقع في هذه الترجمة : ( الأيد ) : كسيد : القوي . ( الوسيم ) : من الوسامة وهي الجمال . ( المطهم ) : كمحمد : السمين الفاحش السمن العالي ، وهذه كناية عن طوله وجسامته ( عليه السلام ) . ( ازدلف ) : أي سار إليه وقرب منه . ( يغبطه ) : أي يتمنى أن يكون مثله بلا نقصان من حظه . ( خلصوا ) : وصلوا . ( بنفسي أنت ) : أي فديتك بنفسي . ويمضى في بعض الكتب بنفسك وليس به . ( ركض ) : أي ضرب الفرس برجله ، قال الله تعالى * ( اركض برجلك ) * (15) ، فأما بمعنى عدا فليس صحيحا . ( الضحاك بن قيس ) : المشرقي من همدان ، هذا جاء إلى الحسين ( عليه السلام ) هو ومالك ابن النضر الأرحبي أيام الموادعة يسلمان عليه ، فدعاهما لنصرته فاعتذر مالك بدينه وعياله وأجاب الضحاك على شريطة أنه إن رأى نصرته لا تفيد الحسين ( عليه السلام ) فهو في حل ، فرضي الحسين ( عليه السلام ) منه حتى إذا لم يبق من أصحابه إلا نفران جاء إلى الحسين ( عليه السلام ) وقال له : شريطتي ، قال : نعم ، ولكن أنى لك النجاء ؟ ! إن قدرت على ذلك فأنت في حل . فأقبل على فرسه ، وقد كان خبأها بين البيوت حين رأى الخيل تعقر ، وقاتل راجلا ، فاستخرجها ثم استوى على متنها حتى إذا قامت على السنابك رمى بها عرض القوم فأفرجوا له ، وتبعه خمسة عشر فارسا حتى انتهى إلى شفية فلحقوه ، وعطف عليهم فعرفه كثير بن عبد الله الشعبي وأيوب بن مشرح الخيواني ، وقيس بن عبد الله الصائدي ، فناشدوا الله أصحابهم الكف عنه ، فنجا ، فهو يخبر عن جملة مما وقع للحسين ( عليه السلام ) وأصحابه في المقاتلة . ( عبد الله بن زهير ) : بن سليم الأزدي كان من أصحاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وله ذكر في الحروب والمغازي وولي الأعمال لآل أمية . ( عبد الرحمن بن أبي سبرة ) : يزيد بن مالك بن عبد الله بن ذويب بن سلمة بن عمرو بن ذهل بن مران بن جعفي ، وفد هو وأخوه سبرة مع أبيه على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكان اسمه عزيزا فسماه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عبد الرحمن ، وله مع صحبته أفعال ذميمة ( 16) . ( فإنه لا ولد لكم ) : يعني بذلك إنكم إن تقدمتموني وقتلوكم لم تبق لكم ذرية فيتقطع نسب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) منكم فيشتد حزني ويعظم بذلك أجري . وزعم بعض الناس أنه يعني لأحوز ميراثكم فإذا قتلت خلص لولدي . وهذا طريف ، فإن العباس أجل قدرا من ذلك ، ولما ذكرته في مراده نظير ، وهو قول عابس لشوذب الذي يأتي ذكره ، وسأنبه عليه هناك إن شاء الله . ( زقا ) : صاح تزعم العرب أن للموت طائرا يصيح ويسمونه الهامة ، ويقولون إذا قتل الإنسان ولم يؤخذ بثأره زقت هامته حتى يثأر . قال الشاعر : فإن تك هامة بهراة تزقو * فقد أزقيت بالمروين هاما ( المصاليت ) : جمع مصلات وهو : الرجل السريع المتشمر . قال عامر بن الطفيل : وإنا المصاليت يوم الوغى * إذا ما المغاوير لم تقدم ( السنبسي ) : بالسين المهملة وبعدها النون ثم الباء المفردة والسين والياء المثناة تحت منسوب إلى سنبس بطن من طي . ( ورقاء ) : بالواو والراء المهملة والقاف والمد ، ويمضى في بعض الكتب ( رقاد ) وهو تصحيف . ( النقد ) : جنس من الغنم قصار الأرجل قباح الوجوه فمعنى البيت ( يا من رأى العباس ) وهو اسم للأسد . كر على جماعات الغنم المعروفة بالنقد وهو بديع . ( تلابيبي ) : جمع تلبيب وهو : موضع اللبب من الثياب . واللبب موضع القلادة من الصدر . (1) عمدة الطالب : 324 بتفاوت في بعض الكلمات . ( 2) الخصال : 86 ، باب الاثنين ، عمدة الطالب : 323 . (3) الخصال : 68 ، باب الاثنين ، ح 101 . (4) تاريخ الطبري : 3 / 312 ، بتفاوت وسقط في بعض الكلمات . ( 5) تاريخ الطبري : 3 / 313. ( 6) تاريخ الطبري : 3 / 313 ، وأورده الشيخ المفيد في الإرشاد 2 / 90 . (7) راجع الإرشاد : 2 / 91 . (8) في الأخبار الطوال : 256 ، لزيد ، وفي بعض نسخ الإرشاد : دويدا وذويدا . وهو تصحيف ظاهر . راجع الإرشاد : 2 / 96 ، والكامل : 4 / 60 . (9) راجع الأخبار الطوال : 256 ، والإرشاد : 2 / 95 . (10 ) تاريخ الطبري : 3 / 319 بتفاوت . (11) تاريخ الطبري : 3 / 330 ، الكامل : 4 / 74 . (12) هكذا في الأصل ، ولعله المصاع : أي القتال والجلاد . أو لعله المصاولة . (13) قال ابن منظور : والرضخ : كسر الرأس . راجع لسان العرب : 5 / 229 . (14)مناقب ابن شهرآشوب : 4 / 58 . (15) سورة ص : 42 (16) لاحظ ترجمته في أسد الغابة : 5 / 206 ، وجمهرة أنساب العرب للأندلسي : 409 . |
|
|
08-25-2009, 06:19 PM | رقم المشاركة : 2 |
رد: من هو العباس بن أمير المؤمنين (عليه السلام)
|
|
|
08-26-2009, 01:38 PM | رقم المشاركة : 3 |
رد: من هو العباس بن أمير المؤمنين (عليه السلام)
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف ¤ô§ أنا عراقي @ §ô¤ جزاك الله خيرعلى هذه المشاركة النيرة ووفقك المولى الكريم في الدنيا والآخرة نسألكم الدعاء |
|
|
08-26-2009, 02:48 PM | رقم المشاركة : 4 |
رد: من هو العباس بن أمير المؤمنين (عليه السلام)
|
|
|
08-28-2009, 07:42 PM | رقم المشاركة : 5 |
رد: من هو العباس بن أمير المؤمنين (عليه السلام)
|
|
|
08-29-2009, 12:58 AM | رقم المشاركة : 6 |
رد: من هو العباس بن أمير المؤمنين (عليه السلام)
الى الأخوات الكريمات : قطرات الندى كعبة الأحزان lawaty أنا سعيد جدا لمروركن الكريم وأتشرف بذلك , ولاتحرموني من نقدكم وتشجيعكم , موفقات بحق الزهراء (عليها السلام) , ولكن مني أجمل تحية وأحترام . |
|
|
08-30-2009, 02:50 AM | رقم المشاركة : 7 |
رد: من هو العباس بن أمير المؤمنين (عليه السلام)
|
|
|
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|