غزو ثقافي ..أم تفاعل ثقافات

[نور الزهراء الخزعلي]

غزو ثقافي ..أم تفاعل ثقافات ..سؤال يحيرني ؟
بتنا نسمع الكثير من التسميات لعادات بدأت تظهر للعيان في مجتمعنا وهي غريبة عنه ولا تمد له بصله, وقد طرح العديد من الأخوة وفي محافل متعددة هذه الثقافات الدخيلة وتحت مسميات كثيرة, والمهم أن العادات أخذت ذلك الحيز منه وبدأ العديد من شبابنا التكيف معها (وهذا ما يلاحظه القاسي والداني) وبغض النظر عن أنها صالحة أو طالحة.
(من مراد علم دار ومهند ونور إلى السبايكي وو و تطول القائمة)
المهم منذ وقت تجوب في خاطري عدة تساؤلات عن ما يمر به مجتمعنا. أود أن أطرحا لكم عسى أن أجد جزء من الإجابة
هل هذه العادات هي فعلاً غزو ثقافي مثلما يصفها أغلب الكتاب في طرحهم وينددون بها , فأن كانت كما يصفون فلماذا يرحب بهذا الغازي, ما أسباب احتضان مجتمعنا له ويطلق عليه البعض أسم " التطور" .
لما لا أسميه تفاعل ثقافات ؟؟؟
فأجبت نفسي.. وكيف لي ذلك وأنا أجدها لا تنتمي لا للإسلام ولا لعادات مجتمعي العربي, وعقلي ووجداني يقول لي أنها غزو ثقافي المراد منه هو طمس تعليم دين أراد له رب العزة أن يكون خاتم الأديان..... هنا قد أكون أنا رجعي في تصوري ولكن هذا ما جال في خاطري
ولكن أحتج البعض ويقول كيف تفسر تساؤلات تُطرح في الساحة الثقافية والإعلامية والأدبية من البعض ويذهب برأيه ويقول "أن العرب المسلمون هم من بدأ الغزو الفكري ونشروا فكر وتعاليم الإسلام" في بلاد غير العرب"، قد أجيب وأدافع من منطلق رأي لا يمكن أن يختلف عليه عاقلان
"يمكن أن نسمي هذا الغزو مشروعاً لأنه أفاد في نشر ثقافة وتعاليم التسامح والعيش السليم والذي لم تعرف له البشرية من قبل . في وقت كان النظام السائد هو نظام الغابة القوي يأكل الضعيف
ولكن أحتج عليّ بسؤال ثاني إذا لماذا تنددون دائما بالغزو الحاصل لكم الآن, ألا يمكن أن يكون مشروعاً وأنتم تلاحظون أنه وجد صداه في الأوساط والشباب بدأ يتكيف معه؟؟.
و هذا قادني إلى عدة أمور محيره وأنتم أساتذتي أعلم مني فأرجو أن لا تبخلوا عليّ وهو محور ما نواجهه, هل ما يشن علينا من مختلف الجهات وبمختلف الطرق والإمكانيات, هو سلبي أم ايجابي؟
هل هو من باب الخلاص من ثقافة كانت تجثوا على الصدور؟ أم أن الجديد يتماشى ومتطلبات التطور. هل هنالك نقص في ثقافتا دفعتنا لقبول الغير أم أن الغزو يمكن أن يكون ذات مردود ايجابي ؟
وهنا سأذكر لكم مثالاً بسيط قبل فترة شاهدت فتاة مقتبل العشرينات من عمرها ويبدو عليها أنها طالبه في كلية أو معهد ولكن الغريب في الأمر أنها كانت تردي الحجاب ...نعم حجاب الرأس وكان حجاب شرعي مسلم بمعنى الكلمة, ولكن المفارقة الكبير هنا كانت ترتدي تنوره تصل (إلى دون الركبة ببضعة السنتمترات) وكانت ضيقة جدا وأهم شي ممكن أن نلاحظه فيها فقد ارتدت الحجل نعم الحجل وهو يصدر صوت عند مسيرها فتعجبت فهي جمعت بين الحجاب الإسلامي واللبس الغربي والزينة القديمة