|
|
07-25-2010, 04:33 PM
|
رقم المشاركة : 1 |
الصلاة
الصلاة الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خير خلقه محمد و آله الطيبين الطاهرين ، و اللعن المغلظ المستديم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين . قال تعالى : " إن الصلاة كانت على المؤنين كتاباً موقوتا " . . من بين العبادات التي عينها الله تعالى للإنسان هي الصلاة ، و هي أحدى الفرائض الإسلامية الكبيرة ، و أعلى صف في مدرسة الإسلام التربوية ، و قد شرعت الصلاة لإيجاد العلاقة الدائمة و المستمرة بين العبد و خالقه ، و أحكام مباني العبودية ، و رأب الصدع أي تصحيح الصدع الناشيء من التصرفات البشرية ، و إعادة التلاحم بين الروح و بارئها لذلك جعلت هذه الفريضة رأس الدين و العماد الذي يقوم عليه بنائه . و هنا تثار تساؤلات ، نستقرأ إجاباتها من روايات أهل البيت و العصمة سلام الله عليهم أجمعين . 1/ ما أحب الأعمال العبادية إلى الله تعالى ؟ في الكافي عن زيد الشحام عن الإمام الصادق عليه السلام قال : سمعته يقول : "أحب الأعمال إلى الله عز وجل الصلاة ، و هي آخر وصايا الأنبياء ". 2/ أيهما أفضل الصلاة أم الحج ؟ أفضل الاعمال الصلاة ، قال الإمام الصادق عليه السلام : " صلاة فريضة خير من عشرين حجة ، و حجة خير من بيت مملوء ذهباً يتصدق منه حتى يفنى " . في التهذيب عن يونس بن يعقوب قال سمعت الإمام أبا عبد الله عليه السلام يقول : " حجة أفضل من الدنيا و ما فيها و صلاة فريضة أفضل من ألف حجة " . 3/ ما خطورة عدم قبول الصلاة بالنسبة لبقية الأعمال ؟ الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله يقول : " إن عمود الدين الصلاة ، و هي أول ما ينظر فيه من عمل بن آدم فإن صحت نظر في عمله ، و إن لم تصح لم ينظر في بقية عمله " . 4/ ما أفضل الأعمال بالنسبة للصلاة ؟ سُئل المصطفى صلى الله عليه و آله عن أفضل الأعمال قال : الصلاة لأول وقتها ، لذلك نلاحظ ذم تأخير الصلاة عن وقتها . ورد عن الإمام الباقر عليه السلام قال : " أول ما يحاسب به العبد الصلاة فإن قبلت قبل ما سواها ، إن الصلاة إذا ارتفعت في وقتها رجعت إلى صاحبها و هي بيضاء مشرقة تقول : حفظتني حفظك الله ، و إذا ارتفعت في غير وقتها و هي سوداء مظلمة تقول ضيعتني ضيعك الله ". جاء في دعوات الراوندي سأل معاوية بن وهب الإمام أبا عبد الله عليه السلام عن أفضل ما يتقرب به العباد إلى ربهم فقال عليه السلام : " ما أعلم شيء بعد المعرفة أفضل من هذه الصلاة ألا ترى أن العبد الصالح عيسى بن مريم عليه السلام قال : " و أوصاني بالصلاة " . لماذا الصلاة ؟ قال أمير المؤمنين في خطبة له : " غنياً عن طاعتهم آمناً من معصيتهم " . الله عز و جل ليس محتاج إلى عبادة الخلق لكنهم هم المحتاجون إليه . الهدف من الصلاة : 1_ إزالة النقائص الناشئة من التعلق بالدنيا . 2_ تربية الإنسان و تزكية روحه . * كيف يمكن للصلاة أن تكفل رفع مستوى الإنسان إلى مقامات عالية ؟ عندما تقام الصلاة بشروطها المعتبرة ، و آدابها المسنونة . قال تعالى في سورة المعارج : " إن الإنسان خلق هلوعا ، إذا مسه الشر جزوعا ، و إذا مسه الخير منوعا إلا المصلين " . هذه فائدة يضعها الله تعالى لإزالة النقائص الذاتية من الخوف ، و الضعف ، و العجز تلازم كل إنسان ابتعد عن رحمه ربه و تأتي الصلاة لترفع الخلل الواقع في شخصية الإنسان فتعالج : التردي النفسي . التردي الخلقي . التردي الروحي . التردي الجسمي . لذلك ربنا جل جلاله يقول : " و استعينوا بالصبر و الصلاة " . أي أن الصلاة عون و دواء ،لكن ينبغي حتى يتحقق العلاج أن تقام بحدودها و شروطها . يقول أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة له :" حرس الله عباده المؤمنين بالصلوات تسكيناً لأطرافهم ، و تخشيعاً لأبصارهم ، و تذليلاً لنفوسهم ، و تخفيضاً لقلوبهم ، و إذهاباً للخيلاء عنهم ، و لما في ذلك من تعفير عتاق الوجوه بالتراب تواضعاً ، و التصاق كرائم الجوارح بالأرض تصاغراً " . قبل ختام هذا المقطع نقف لنطرح هذا السؤال على رسول الله صلى الله عليه و آله و على الصادقين عليهم السلام ، جواب رسول الله طويل نقتطف منه زهرة يقول صلى الله عليه و آله : " و سنة الأنبياء و نور المعرفة و أصل الإيمان _ كأنما هذه الإطلالة الأولى للكلام _ الآن الرسول يفصح بالجواب ..قبول الأعمال و بركة في الرزق ، و راحة في البدن ، و سلاح على الأعداء ، و كراهة الشيطان ، و شفيع بين صاحبها ، و ملك الموت ، و سراج في القبر، و فراش تحت جنبيه، و جواب منكر و نكير ، و مؤنس في السراء و الضراء " . أما جواب الصادقين عليهما السلام : فيقول الإمام الباقر عليه السلام : إذا قام العبد المؤمن في صلاته نظر الله عز و جل إليه ، و في رواية أقبل الله عليه حتى ينصرف ، و أضلته الرحمة من فوق رأسه إلى أفق السماء و الملائكة تحفه من حوله إلى أفق السماء ، و وكل الله به ملكاً قائماًعلى رأسه يقول له : ايها المصلي لو تعلم من ينظر إليك ، و من تناجي ما التفت ، و ما زلت من موضعك أبدا ً . أما جواب الإمام الصادق فيقول عليه السلام : " إذا قام المصلي للصلاة نزلت عليه الرحمة من عنان السماء إلى الأرض ، و حفت به الملائكة ، و ناداه ملك لو يعلم هذا المصلي ما انفتل . ** كيف نصلي ؟ ** لماذا يستخف كثير من الناس بصلاتهم ؟ عن رسول الله صلى الله عليه و آله : " ليس مني استخف بصلاته " . إن للصلاة آداب و مقدمات ، و حدود و تعقيبات ، يؤدي عدم مراعاتها للإستخفاف بأصل الصلاة ، و هذا سر كبير لماذا الكثير من الناس لا يهتمون بالصلاة ، فالإجابة نستشفها مما سبق . قال تعالى : " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر " . و هنا نقف على ملاحظتين : 1/ إن هناك إقامة حق ، و هناك إسقاط حق ، معنى هذا الكلام اسقاط الحق يوم القيامة عندما نوقف للمسألة تقول : صلينا ، سقطت الإجابة عن عاتقنا لكن معنى الصلاة في قوله تعالى : " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر " لم يتم ، و بعدم إقامة الصلاة بالحدود و الشروط لا يتحقق ما في الآية . 2/ إن عندنا في العقيدة ما يسمى بتجسم الأعمال ، و من تجسم الأعمال أن الصلاة تتمثل فإن أداها جاءت على شكل شاب متكامل ، و إذا نقصها جاءت على شكل شاب مشوه . الإمام الصادق عليه السلام حين أمر حماد بالصلاة فرآه لم يستجمع الآداب مع كون صلاته صحيحة قال له : " يا حماد لا تحسن أن تصلي ، ما أقبح بالرجل منكم تأتي عليه ستون سنة أو سبعون فلا يقيم صلاة واحدة بحدودها تامة " . بعد هذا قام الإمام عليه السلام و صلى عملياً أمام حماد . يأتي سؤال هنا ما حدود الصلاة ؟ الجواب من أهل البيت عليهم السلام : "إذا قمت للصلاة تقوم بالوقار و الخشوع ، واضعاً يديك على فخذيك بإزاء ركبتيك ، مفرجاً بين قدميك بقدر ثلاث أصابع منفرجات إلى شبر ، ناظراً إلى موضع سجودك ، غير رافع بصرك إلى السماء ، و لا مطأطأ الرأس ثم أقصد آداء الفريضة و قارن النية بإحدى التكبيرات السبع واجعلها تحريمة ، رافعاً بكل منها يديك مستقبلاً بكفيك القبلة ضاماً أصابعك سوى الإبهامين ، غير متجاوز بكفيك أذنيك ، مبتدئاً بالتكبير حال الرفع منتهياً بانتهائه ، ثم تقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . تخافت بها ". بينما تجهر بالبسملة في فرائضك و نوافلك . ثم تقرأ الحمد و السورة مرتلاً ، و مراعياً للوقوف في مواطنه ، تعمل ذلك كله مع حضور القلب و التدبر في المعاني . بالنسبة للنية يقرنها بكل افعال الصلاة و يكبر ست تكبيرات ، و يجعل السابعة تكبيرة الإحرام محاذياً باليدين إلى الأذنين جاعلاً باطن الكفين صوب القبلة و الأصابع ناحية السماء ، باديء الحركة بحرف الألف ، و يرفع اليدين و ينتهي بهما مع حرف الراء ، هذا حد من الحدود . بالنسبة للقنوت يجعلا كفيهما ناحية السماء و أصابعهما صوب القبلة محاذياً الذقن ، مادان ايديهما إلى الإمام . و هناك بعض الفروق في كيفية صلاة المرأة و الرجل في التالي : أثناء الوقوف للصلاة : الرجل / مسبل اليدين ، و المرأة / تقربهما لصدرها . الرجل / مفرج بين قدميه بمقدار ثلاثة أصابع ، أما المرأة / تضم رجليها . في الركوع : بالنسبة للرجل / ينحني انحناء مستقيم ، حتى أنه لو وضع شيء على ظهره لاستقر ، واضع راحتي اليدين على الركبتين و ضاغطاً عليهما ، بحيث تجعل الساقين مستقيمين ، مفرجاً الأصابع ، هذا الرجل ،أما المرأة/ فتنحني أنحناء قليلة بحيث تضع اليدين على الركبتين ، و لو وضع شيئاً على ظهرها لم يستقر . في السجود : عندما يسجد الرجل يهوي للسجود و يتلقى الأرض باليدين قبل الركبتين ، باسطاً الكفين متجنح ، مضموم الأصابع . أما المرأة فتضم جسمها في أثناء السجود إلى بعضه و تجعل الذراعين على الأرض و تقربهما من جسمها أيضاً ، تضم الأصابع كما يضم الرجل الأصابع و أن تضع الأنف اولاً و الجبهة ثانياُ كذلك الرجل ، و ينظرا إلى طرفي أنفهما . الجلوس : يستحب للرجل الجلوس متورك بمعنى أن يخرج الرجلين و يجعل اليمنى على اليسرى . أما المرأة فتضم فخذيها إليها . ** في الختام : نسأل الله تبارك و تعالى أن يجعلنا و إياكم ممن يقيم الصلاة بحدودها و شروطها إنه على ذلك قدير . و يكون حديثنا المقبل حول صلاة الجماعة و الوقفات المهمة فيها .... و الله ولي التوفيق . و الحمد لله رب العالمين و صلى الله على محمد و آله الطاهرين . سماحة الشيخ أبو علي العوامي . |
|
|
|
|
|
08-02-2010, 01:53 AM
|
رقم المشاركة : 5 | |
|
رد: الصلاة
اقتباس:
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم رزقك ربي شفاعة محمــــد واله الطاهرين لقد أثلجتي صدري بكلماتـــك النابعه من قلبك الطاهر أنا من أشكرك لتواجـــــدك هنا ودمت بحفظ الله |
||
|
|
|
|
08-02-2010, 01:54 AM
|
رقم المشاركة : 6 | |
|
رد: الصلاة
اقتباس:
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم رزقك ربي شفاعة محمــــد واله الطاهرين لقد أثلجت صدري بكلماتـــك النابعه من قلبك الطاهر أنا من أشكرك لتواجـــــدك هنا ودمت بحفظ الله |
||
|
|
|
|
08-02-2010, 01:54 AM
|
رقم المشاركة : 7 | |
|
رد: الصلاة
اقتباس:
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم رزقك ربي شفاعة محمــــد واله الطاهرين لقد أثلجتي صدري بكلماتـــك النابعه من قلبك الطاهر أنا من أشكرك لتواجـــــدك هنا ودمت بحفظ الله |
||
|
|
|
 |
| العلامات المرجعية |
| يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
 |
العرض العادي
