العودة   منتديات أبو الفضل العباس عليه السلام > ¤©§][§©¤][ المنتديات العامة ][¤©§][§©¤ > المنتدى العام
 
 

المنتدى العام من كل بحرٍ قطرة ومن كل بستان زهرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-26-2016, 10:44 AM   رقم المشاركة : 1
المصباح
( عضوفضي )
الملف الشخصي




الحالة
المصباح غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي الطريق الوحيد للحصول على الحياة 2.2


المتدينون وغير المتديّنين جميعا مبتلون بسوء فهم في تقدير البون بين الدين والحياة

إن كثيرا من غير المتديّنين منتظمون وناجحون في حياتهم اليوميّة. فعلى سبيل المثال يدرسون جيّدا ويدرّسون جيّدا ويعملون بشكل جيّد ويتمتّعون باطمئنان روحي، ويتّصفون بالدّقة في عملهم وتجارتهم. يعني حياة الكثير من الناس حياة سالمة وجيّدة من حيث الجزئيّات المادّيّة ولكننا نراهم غير ملتزمين بالدّين. فمن المحتمل كثيرا أن قد حصل التباس لديهم وسوء فهم تجاه الدين لأن شخصيّتهم منسجمة كثيرا مع الدين.
لقد حصل لغير المتديّنين سوء فهم والتباس كثير ومتنوّع في بُعد الدين عن الحياة، بحيث يزعم البعض أن الدين لا يليق بهم ولا هم يليقون به! فلابدّ من معالجة هذا الالتباس وسوء الفهم.
لابدّ لنا ومن أجل ازدياد ظاهرة الإقبال على الدين أن نزيل حالات سوء الفهم. فإنكم إذا استطعتم أن توضّحوا لجميع الناس أن «الدين برنامج للحياة الأفضل» سيزداد عدد هواة الدين. لقد قال رسول الله(ص) حول صوم شهر رمضان: «صُومُوا تَصِحُّوا»(دعائم الإسلام/1/342). كما ينبغي للأطباء أن يتكلّموا حول هذا الموضوع أيضا. والنموذج الآخر لأثر العبادة على الجسم هو أن السجدة الطويلة مفيدة لسريان الدم في المخّ.

إذا ارتفعت الالتباسات وأنواع سوء الفهم، يصبح الدين من مصاديق «الفكر التنويري» و «التجديد»

إن ارتفعت أشكال سوء الفهم هذه، سيحظى الدين بموقع جديد بين الناس. أولا سيصبح الدين من مصاديق الفكر التنويري. وثانيا سيصبح من مصاديق التجديد. يعني هواة التجديد والذين يهدفون إلى اكتشاف الطرق الجديدة لصنع الحياة الأفضل هم سيتجهون نحو الدين. فإن كانت نظرتنا إلى الدين هي أنه يزيد من أناقة الناس ويرشدهم إلى الحياة الأفضل، تتغيّر أوضاع سوق الدين والتديّن. وسينتفع المتديّنون بدينهم أكثر.
عندما نقول لبعض المتديّنين: «إن ديانتك لصالح حياتك فهي تحسّنها وتزيد من نجاحك في الحياة»، يجيب البعض: «إنكم قد أفسدتم معنويّتنا، إذ كانت رؤيتنا تجاه الدين أكثر عرفانيّة وإخلاصا وعشقا!» في حين أن هذه الرؤية التي نزعمها أكثر عرفانية وإخلاصا تجاه الدين هي في الواقع مَنٌّ على الدين وكأننا نقول: «إلهي! لقد تمسكنا بالدين وقد أعرضنا عن دنيانا من أجلك!» وأحيانا تكون هذه المشاعر توهّم التديّن ولا حقيقة التديّن.

في مقابل حضارة الغرب يجب أن نبيّن أن الدين يوصل الإنسان إلى حياة وحضارة أفضل/ الغرب عاجز عن منافسة الإعمار الناتج عن الدين

لا يخلو رفع سوء الفهم في وجود البون بين الدين والحياة من آثار خارجية. أحد آثاره ينعكس على عالم الغرب. إن كلمتنا في مقابل حضارة الغرب لواحدة وهي أن «الدين يوصل الإنسان إلى حياة وحضارة أفضل»؛ سواء في الجانب الفردي أم الاجتماعي. طبعا إنهم باتوا يدركون هذه الحقيقة، ولهذا يقصفون بلداننا ويدمّرونها. فانظروا إلى المصائب والويلات التي جاءوا بها إلى افغانستان والعراق وسوريا واليمن. لماذا يهدّمون الأبنية؟ لماذا يدمّرون البنى التحتيّة؟ الحقيقة هي أنهم عرفوا بأنهم قد وصلوا إلى ذروة ما يمكن أن يصلوا إليه من تقدّم وقد حان وقت تساقط نافورة حضارتهم. لقد حان وقت انهيار هذه الحضارة الواهنة. إنهم غير قادرين على منافسة الحضارة التي يشيّدها الدين، ولذلك قد لجأوا إلى أسلوب التدمير وهدم المدن، والحفاظ على أناقة مدنهم لكي يفوزوا في هذه المنافسة!
لا يهمّهم السبب في الهدم والتدمير. فتارة يقصفون البلد بذريعة مواقف الحكومة السوريّة، ومرّة أخرى يقصفونه بحجّة مواقف داعش! لا فرق لديهم بين الحجج والذرائع، وإنما يريدون أن تهدّم هذه المدن. لأنهم يرون أنفسهم عاجزين عن منافسة الإعمار الذي ينجزه الدين في مقابل النظام الرأسمالي.

إن مسبّبي سوء الفهم هذا، قد قسّموا أبناء البلد إلى قسمين: 1ـ المتديّنين الأباة الحياة 2ـ طلّاب الحياة الأباة المثل/ فهؤلان عندما يقولون «القيميّون» يقصدون غير الواقعيّين

في حين أن نفس أولئك الذين أوجدوا هذا الخلط وسوء الفهم على طول التاريخ، استطاعوا ـ مع الأسف ـ أن يقسمّوا أبناء بلدنا إلى قسمين: قسم المتديّنين الأباة الحياة، أو المثاليّين غير الواقعيّين، وقسم طلّاب الحياة الواقعيّين الأباة المثل. وقد صدّق الكثير بوجود هاتين النزعتين وبأن هذا التقسيم صحيح!
هل المتديّنون والثوريّون هم أباة الحياة حقّا؟! هل أنهم مثاليّون غير واقعيّين؟! والحال أن المثالية غير الواقعية غلط أساسا! ولا وجود لها أساسا. إنهم يطلقون أسماء ومصطلحات كاذبة وبكل سهولة فعلى سبيل المثال يقولون: إن هؤلاء قيميّون. ويقصدون أنهم غير واقعيّين ولا يبحثون إلا عن القيم ولا يفكّرون بتحسين الحياة! ثم يعرّفون أنفسهم حماةً للحياة. حتى أن بعض الجهات يجنون مصالحهم السياسيّة عبر هذا التقسيم وإيجاد سوء الفهم هذا.

يتبع إن شاء الله...






التوقيع :

رد مع اقتباس
قديم 08-06-2016, 09:46 AM   رقم المشاركة : 2
المصباح
( عضوفضي )
الملف الشخصي




الحالة
المصباح غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي الطريق الوحيد للحصول على الحياة 3.2


لقد أوجدوا هذا الخلط وسوء الفهم في مجتمعنا وهو أن البعض طلّاب الحياة والبعض الآخر طلّاب العبادة، وإنهم لفي حرب بينهم!

ما أسخفه من فعل إذا أراد البعض أن يقسّم الشعب إلى من يلبس نظّارات ومن لا يلبس نظّارات ويكوّن طبقات اجتماعية على هذا الأساس؟! وإن هذا الخلط وسوء الفهم الذي أوجدوه هو بنفس هذه السّخافة. فقد ادّعوا أن من جانب هناك من هم طلّاب الحياة، وفي مقابلهم طلّاب العبادة وهم في حرب في ما بينهم! لقد استطاعوا أن يرسّخوا هذا الخلط وسوء الفهم غير العقلاني لدى شرائح واسعة في المجتمع ومع الأسف قد انغرّ بهم الكثير.
المسجد الصحيح والجيّد، هو ذاك المسجد الذي إذا أرادت الأسر غير المتديّنة في تلك المنطقة أن ينجح أولادهم في الكونكور، يرسلون أولادهم إلى هذا المسجد وإذا سئلوا عن سبب ذلك يقولون: «نحن لسنا بصدد التزام أولادنا بالدين، ولكن رأينا أن الأولاد والفتيات المتواجدين في هذا المسجد هم أنجح من باقي أقرانهم في الكونكور». إذا كان مقرّ التعبئة (بسيج) ناشطا في هذا المسجد فهو مقرّ ناجح وصحيح. هذا تصور خاطئ وهو: «أننا إذا أردنا أن ندافع عن القيم فلابدّ من الذهاب إلى المساجد، بينما إذا أردنا تأمين حياتنا الدنيويّة فلابدّ من الذهاب إلى مراكز أخرى لا علاقة لها بالمساجد!»

على كل متديّن أن يجب عن هذا السؤال وهو: «ماذا كان تأثير دينه في حياته؟»/ لقد كان منطلق العداء للأنبياء عند عزمهم على التدخّل في الحياة في سبيل إعمارها

صحيح أن الهدف الأقصى للدين هو التقرّب ولكن لا يمكن التقرّب إلى الله إلا عبر حياة صحيحة. على کل متديّن أن يجب عن هذا السؤال وهو: «ماذا كان تأثير دينك في حياتك؟» الكلام حول إصلاح الحياة وهنا منطلق كلّ النزاعات، وإلا فمن كانت عبادته بلا أي تأثير في حياته، لن يعاديه أحد على مرّ التاريخ. لقد كان منطلق العداء للأنبياء عند عزمهم على التدخّل في الحياة في سبيل إعمارها.
إذا أزيل سوء الفهم عن دور الدين في تحسين الحياة، عندئذ كلّ من يواجه متديّنا سيشعر بأنه يحظى بحياة أفضل وأكثر جمالا وأناقة. طبعا لا نقصد من الحياة الأنيقة والجميلة والحسنة هي الحياة المليئة بالإسراف والترف، ونحن لسنا بصدد الدعاية لهذا النوع من الحياة وسوف نقوم بتعريف الحياة الأفضل في الجلسات القادمة.
للدين كلام كثير لتحسين حياتنا ولكن وللأسف نظرتنا إلى الدين سطحية. فعلى سبيل المثال لقد حدث كرارا وتكرارا أن قام أئمة الهدى(ع) بتعليم شيعتهم ومحبّيهم بعض الأصول والطرق والأساليب الظريفة لتحسين الحياة وقد أكدوا عليهم أن لا تطلعوا أعداءنا على ذلك، لأنهم سيستخدمون هذه الطرق ويحسّنون بها حياتهم ثمّ يبادرون إلى القضاء عليكم.

الهدف الثاني من طرح هذه الأبحاث: إصلاح الحياة والوصول إلى الحياة الأفضل/ بإمكان الدين أن يحسّن حتى مستوانا في كرة القدم

هدفنا الأوّل من هذه الأبحاث هو إزالة سوء الفهم. وهدفنا الثاني هو «إصلاح الحياة والحصول على الحياة الأفضل» أي كيف نتمسّك بالدين بحيث يؤدي ذلك إلى تحسّن حياتنا واقعا. فلابدّ لنا نحن المؤمنين والمتديّنين أن نستخدم ديننا في سبيل الحصول على الحياة الأفضل. هناك مهارات لابدّ منها لتحقيق الحياة الأفضل وإذا اكتسبها الإنسان سيحصل على نتائج أفضل ويزداد نجاحا في عمله. إن جميع المهن والتخصّصات بحاجة إلى هذه المهارات ولا فرق في ذلك بين الرياضي والمحقّق والتاجر والصانع.
فعلى سبيل المثال لنرَ كرة القدم هذه الرياضة الشعبية، ألا يشتمل ديننا على بعض التعاليم التي تنفع لاعبي كرة القدم؟ صحيح أن كرة القدم لم تكن قبل 1400 سنة، ولكن بعدما بيّن أئمتنا طرق الحياة الأفضل، من المفترض أن يمكننا استنباط ما ينفع هؤلاء الرياضيّين من تعاليمهم. إن لم تكن كرة قدمنا هي الأولى في العالم، فذلك بسبب أننا لم نعلّم ولم نبلّغ الدين جيّدا. إذ بعدما أصلح الدين حياتنا، يترك أثره في مختلف ساحات الحياة ومن ضمنها كرة القدم مثلا.
إن انطباعنا عن الدين يرفض فكرة قابليّته على تحسين كرة القدم، ولذلك إن ادعينا ذلك يبدو هذا الكلام عجيبا أو مضحكا. كما كان يستغرب الناس من بعض أحاديث أمير المؤمنين(ع). فقد روي أنه «كانَ جالِسا عَلى نَهرِ الفُراتِ وبِيَدِهِ قَضيبٌ، فَضَرَبَ بِهِ عَلى صَفحَةِ الماءِ وقالَ: لَو شِئتُ لَجَعَلتُ لَكُم مِنَ الماءِ نورا ونارا» [تصنيف نهج البلاغة/782]

الهدف الثالث من طرح هذه الأبحاث، هو إصلاح العبودية ونيل الحياة الأفضل/ لا يمكن نيل الحياة الأخروية الأفضل بغير إصلاح الحياة

هدفنا الثالث من طرح هذه الأبحاث هو إصلاح العبودية ونيل الحياة الأفضل. نحن بصدد التقرّب إلى الله واقعا ونريد أن يزداد مستوانا المعنوي ونعمّر حياتنا الأخرويّة، ولكن في سبيل التقرّب إلى الله ونيل حياة جيّدة في الآخرة، لابدّ لنا من المرور عن طريق الحياة الصحيحة في هذه الدنيا. يعني لا يمكن أن نلتفّ على الحياة الدنيا ثمّ ننال أفضل حياة في عالم الآخرة.
قد يقول بعض الجاهلين: «يا ليت كان ديننا ونمط عبادتنا لا يفرض علينا إصلاح حياتنا ولم يأمرنا الله بالمرور عن طريق الحياة الصحيحة! لكي نذهب إلى الجنان وننال القرب الإلهي ورضوانه!» ولكن هذا أمر غير ممكن وإلّا لكان الالتزام بالدين أسهل.
كان أحد أصحاب الإمام الصادق(ع) شيخا تاجرا وكان لديه من الأموال ما يكفيه ويغنيه عن الكسب والتجارة، فأراد أن يتقاعد ويترك العمل، وقال في نفسه: لا حاجة لي بعد إلى الكسب والتجارة وأن أتعب نفسي وأشوّش ذهني. فأخبروا الإمام الصادق(ع) عن حاله وأن فلان بصدد التقاعد وإعفاء نفسه والاعتزال عن التجارة ويريد أن ينشغل بالعبادة ويقضي السنين الأخيرة من عمره براحة بال. فقال الإمام الصادق(ع): «يا مُعَاذُ أَ ضَعُفْتَ عَنِ التِّجَارَةِ أَوْ زَهِدْتَ فِيهَا... فَإِنَّ تَرْکَهَا مَذْهَبَةٌ لِلْعَقْلِ» (الكافي/5/149) هنا يقول الإمام الصادق(ع) من ترك التجارة ينقص عقله. والآن ابحثوا في الروايات وانظروا كم هي قيمة عبادة ناقصي العقل وكم ينقص أجر عبادة ناقص العقل.

يتبع إن شاء الله...









التوقيع :

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:10 AM.


منتديات أبو الفضل العباس
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات أبو الفضل العباس عليه السلام