العودة   منتديات أبو الفضل العباس عليه السلام > ¤©§][§©¤][ المنبر الاسلامي ][¤©§][§©¤ > من وحي المرجعية
 
 

من وحي المرجعية سيرة العلماء والمراجع الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-16-2008, 11:23 AM   رقم المشاركة : 1
حيدر الحر
( عضو جديد )
الملف الشخصي




الحالة
حيدر الحر غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي الحرية والعبودية في فكر الإمام علي عليه السلام

الحرية والعبودية في فكر الإمام علي عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة الأعزاء في مركز الفردوس للثقافة.. أيها الإخوة الأعزاء القائمون على مهرجان الإمام علي عليه السلام: بوركت جهودكم و كل عام و أنتم ألف بخير.. استجابة لدعوتكم الكريمة للمشاركة في المهرجان أتقدم إليكم بجهدي المتواضع تحت عنوان " الحرية و العبودية في فكر الإمام علي عليه السلام "، حاولت به تقديم قراءتي لموضوع حرية الفرد في كلماته الشريفة، راجياً القبول و معتذرة عن التأخير في إرسال الكلمة.. والسلام عليكم و رحمة الله
الحرية و العبودية في فكر الإمام علي عليه السلام
كل محاور الحرية في فكر الإمام علي (ع) جذابة و ومحرضة على التأمل و التفكير.. تستفز طاقاتنا للدراسة الجادة و البحث العميق، لكن حرية الفرد جذبتني أكثر،لأسباب عديدة أهمها أن الفرد هو اللبنة الأولى التي يرتكز عليها البناء الاجتماعي.
و حين قرأت قول الإمام علي عليه السلام " أيها الناس إنّ آدم لم يلد عبداً و لا أمَة و إنَّ الناس كلُّهم أحرار " قفز إلى ذهني حديث رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: " كلُّ مولود يولدُ على الفطرة.. فأبواه يهودانه أو ينصرانه.. أو يمجسانه "،فرأيت الحديثين ينهلان من نبع واحد.. و فهمت منهما مجتمعين أن الفطرة الإنسانية حرية.. كيف ذلك؟
البداية من الفطرة.. ما الفطرة التي يقصدها الرسول الأعظم؟ " يقول الله جل جلاله في سورة الروم: " فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرت ُ الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيِّمُ و لكن أكثر الناس لا يعلمون " 30/30.
و قد جاء في تفسير الآية الكريمة أن الدين الذي يجب أن يكون قبلة لحياتنا إنما هو النهج المستقيم الذي يوافق الفطرة، أي السنن الإلهية التي فطر الإنسان عليها، لانه مستمدٌ منها و في تفاصيله تلبية لاحتياجات هذا الإنسان و متطلباته للحياة السوية.. و لما كانت الفطرة الإنسانية لا تتبدل فإن الدين الموافق لهذه الفطرة لا يتبدل كذلك، فهو ثابت في عناصره الأساسية التي تقيم العدل و توحد بين الخلق و توجههم نحو عبادة الإله الواحد، أما الميل عن هذا النهج الفطري االسليم فيعني اتباع سبل الأهواء المفرقة و المضلة، و الإشراك بعبادة الله الواحد و مكابرة رسل الله الموحدين..
و من هنا نفهم أن قول رسول الله صلى الله عليه و آله " فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه " لا يعني نبذاً للأديان السماوية التي تلتقي في جوهرها و أبعادها و غاياتها مع الإسلام، بل تمثل في حقيقتها عين الإسلام بأدلة قرآنية كثيرة منها ما جاء في الآيات 130، 131،132 من سورة البقرة:
"ومَن يرغب عن ملّةِ إبراهيمَ إلاَّ مَن سفِهَ نفسَهُ و لقد اصطفيناهُ في الدنيا و إنَّهُ في الآخرةِ لَمِنَ الصالحين. إذ قالَ له ربُّهُ أسلم قالَ أسلمتُ لربِّ العالمين. ووصى بها إبراهيمُ بنيهِ و يعقوبَ يا َبنيَّ إنَّ الله اصطفى لكم من الدينِ فلا تموتُنَّ إلاَّ و أنتم مسلمون"
فإذا تقدمنا في القراءة أكثر إلى الآيتين: 135، و136وجدنا حديث رسل الله ذاته " و قالوا كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفاً و ما كان من المشركين. قولوا آمنا بالله و ما أنزل إلى إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و الأسباط و ما أوتي موسى و عيسى و ما أوتي النبيون من ربِّهم لا نفرقٌ بين أحدٍ منهم و نحنُ له مسلمون ".
لكن رسول الله صلى الله عليه و آله ينبه إلى خطورة النظرة العنصرية القائمة على تقسيم المجتمع و تجزئته إلى ملل و طوائف تتناسب مع أهواء أصحابها و مصالحهم أوأوهامهم، في حين أن الدين الذي كُلِّف الأنبياء حملَهُ إلى أبناء البشرية دينٌ و احدٌ هو دين الفطرة..ونلاحظ هذا المعنى في سياق الآيتين الواحدة و الثلاثين والثانية و الثلاثين من سورة الروم: " و لا تكونوا من المشركين. من الذين فرّقوا دينهم و كانوا شيعاً كلُّ حزبٍ بما لديهم فرحون "
و لنلاحظ في الحديث وزن كلٍّ من هوّد و نصّر و مجّس.. أفعال على وزن فعَّل و هذه الصيغة تفيد التعدية أي جعل الفعل متعدياً إلى المفعول به.. و ما المفعول به هنا إلا هذا المولود الذي يولد على الفطرة،فيعتدى على فطرته ليصبح عبداً للقيم الفاسدة و الأفكار العقيمة التي قد يتلقاها من أبوين محرومين من العقيدة الصحيحة و الفطرة السليمة و من وسط اجتماعي منحرف.. و هكذايصبح حبيس أطر نفسية ليس من اليسير كسرها و التحرر من أسرها.
و أمير المؤمنين علي عليه السلام حين يخاطب الناس بقوله: " أيها الناس إنّ آدم لم يلد عبداً و لا أَمة و إن الناس كلُّهم أحرار " إنما يفسر تلك المعاني القرآنية التي أشار إليها الرسول في حديثه، و يقرب إلينا،و هو باب مدينة العلم، ما بعد عن أذهاننا من لطائف تلك المعاني الشريفة.. و لا نتوهم هنا أنه يشير إلى نوع من الرق دون آخر.. إنه يخص بحديثه كل أشكال الرق التي تستعبد الإنسان روحاً و فكراً و جسداً.. بل يعيدنا إلى تاريخ هذه القضية الإنسانية الموغل في القدم، حين يستحضر آدم أبا البشرية.. و حينما يحضر آدم.. لا بدَّ أن تحضر في أذهاننا قصة صراعه مع إبليس المستكبر.. و سورة ص في القرآن الكريم ترصد أحداث تلك القصة التاريخية حين تتحدث عن خلق آدم أي عن الفطرة الإنسانية، و كيف أمر الله الملائكة بالسجود لآدم المخلوق من طين، فأطاع الملائكة أمر ربّهم إلا إبليس.. الذي حسد آدم و تكبر عليه و انحرف عن الأمر الإلهي فانتهى به ذلك إلى الطرد من الجنة.. وطلب إبليس إنظاره إلى يوم القيامة و أعطاه الله المهلة.. لكن إبليس هدد بإغواء بني آدم: " إذ قال ربُّك للملائكة إني خالقٌ بشراً من طين. فإذا سويته و نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين. فسجد الملائكة ُ كلُّهم أجمعون. إلا إبليس استكبر و كان من الكافرين. قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي استكبرت أم كنت من العالين قال أنا خيرٌ منه خلقتني من نارٍ و خلقتًه من طين. قال فاخرج منها فإنك رجيم. و إنّ عليك لعنتي إلى يوم الدين. قال ربي فأنظرني إلى يوم يبعثون. قال فإنك من المنظرين. إلى يوم الوقت المعلوم. قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين. إلا عبادك منهم المخلصين." تنظر الآيات: من الآية 71 إلى الآية 83.
و أمير المؤمنين عليه السلام حين ينفي عن آدم،وهو أصل بني البشر، إنجابه للعبيد و الإماء إنما يشير إلى حريته و سلامة فطرته من الانحراف و الزيغ إذ لم يستطع إبليس أن يستعبده بقيمه المريضة المنحرفة عن أصل الفطرة..
و لعل قائلاً هاهنا يقول كيف ذلك و القرآن الكريم يقول: " فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه "؟..
لا شك أنه سؤال مشروع ألتمس الجواب عليه من كلام الإمام الصادق عليه السلام ليتضح وجه براءة آدم عليه السلام في كلام أمير المؤمنين.. يقول الإمام الصادق في باب الصدق من مصباح الشريعة: " و الصادق حقاً هو الذي يصدق كلَّ كاذبٍ بحقيقة ما لديه و هو المعنى الذي لا يسع معه سواه أو ضده.. مثل آدم على نبينا و آله و عليه السلام.. صدّق إبليس في كذبه حين أقسم له كاذباً.. لعدم ما به، أي في آدم، من الكذب.. قال تعالى: " و لم نجد له عزماً "، لأن إبليس أبدع شيئاً كان أول من أبدعه، و هو غير معهود ظاهراً و باطناً، فحشر هو [ أي إبليس ] بكذبه على معنى لم ينتفع به من صدق آدم.. و أفاد آدم بتصديقه كذبه بشهادة الله عزَّ و جل له [أي لآدم ] ينفي عزمه عما يضاد عهده في الحقيقة ".
لكن قضية آدم مع إبليس لم تنتهي عند محاولات إبليس في الجنة، فالقضية مفتوحة إلى يوم يبعثون، و انتقلت ساحة الصراع من الجنة إلى الأرض، حين أهبط آدم عليه السلام إليها ليكون خليفة الله.. و لم يترك الله أبناء آدم هملاً بغير ناصحين و مذكرين،فبعث الرسل ليذكروا بأصل الضلال و الانحراف و ليضربوا مثلا المستقيمين على صراط الهدى.. و لينذروا المتنكبين عن الصراط و يبشروا المخلصين لفطرتهم المتحررين من كل مرض في الفكر أو الممارسة..
من هذا المنطلق.. منطلق التذكير بالحق و الحض على التحرر مما سواه انطلق أمير المؤمنين علي عليه السلام في خطابه الموجه إلى الناس.. أيها الناس إنّ آدم لم يلد عبداً و لا أمة و إنّ الناس كلهم أحرار.. لذلك عندما نتأمل كلماته في نهج البلاغة أو غيره لا نستنشق إلاعبق الحرية المضمخ بعطر آدم.. الفطرة الإلهية السوية.. كان خطابه دائما بعيدا عن الأطر الحزبية و الفئوية التي تجزء و لا توحد.. تشرك و لا تخلص في عبوديتها لله الواحد.. لم يقل يوماً أيها المسلم ليميزه عن المسيحي أو اليهودي أو الصابئي.. لم يقل أيها الشيعي ليميزه عن السني.. كان دائما يخاطب إنسان الفطرة محرراً إياه من كل أسر أو قيد..
وأضرب هنا أمثلة من خطابه المحرر هذا: خالطوا الناس مخالطةً إن متُّم معها بكوا عليكم، و إن عشتم حنُّوا إليكم
أعجز الناس من عجز عن اكتساب الإخوان
أيُّها الناس، من عَرَفَ من أخيه وثيقةً دِين و سدادِ رأي فلا يسمعنَّ فيه أقاويل الرجال
عباد الله أوصيكم بالرفض لهذه الدنيا التاركة لكم و إن لم تحبوّا
و مما سبق نستنتج أن أن منهج الفطرة المحرر في منظور أمير الكلام المستمد من القرآن، إنما يقوم على التسليم الخالص لله قولاً و فعلاً.. و التسليم الخالص يعني ولوج باب العبودية الحقة و الخضوع للذي.. لايبلغ مدحته القائلون.. و لا يحصي نعماءه العادون و لا يؤدي حقه المجتهدون.. و فق تعبيره المدهش في خطبته الأولى من نهج البلاغة..
و لما كان الوصول إلى إنسان الفطرة الغاية التي دأب عليه السلام على تحقيقها ببلاغته الفذة.. و سلوكه القدوة، فقد ركز في كل ذلك على مستويين من تحرير الإنسان نقف عليهما في كلماته:
المستوى الأول: تحريره من الأثر السلبي للوسط الاجتماعي المحيط به الذي يمجّس و يهوّد و ينصّر وفق تعبير رسولنا الأعظم
و المستوى الثاني: تحريره من أهوائه و رغباته غير المشروعة و و الارتقاء به نفسياً و روحياً إلى مرتبة العبودية الكاملة و أمثلة ذلك كثيرة في كلماته منها: احصد الشر من صدر غيرك بقلعه من صدرك..
الطمع رق مؤبد
إذا هبت أمراً فقع فيه
أشرف الغنى ترك المنى
و إذا كان علماء البلاغة يصنفون لفظتي العبودية و الحرية تحت عنوان الطباق و يحكمون عليهما بالتضاد، فإن العبودية يمكنها أن ترتقي في فكر الإمام علي لتكون مع الحرية وجهين لجوهر واحد هو التوحيد حين يتحرر الإنسان فكراً و روحاً و جسداً من الخضوع لغير الله عز و جل.
دمشق






رد مع اقتباس
قديم 09-18-2008, 02:22 PM   رقم المشاركة : 2
عمار العبيدي
( عضومتقدم )
الملف الشخصي




الحالة
عمار العبيدي غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي

علي امامي ونعم الامام
مشكور اخويه






التوقيع :
[img][/img]


محمد الصدر
شهيد الجمعه

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 09:15 PM.


منتديات أبو الفضل العباس
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات أبو الفضل العباس عليه السلام