02-08-2011, 07:48 PM | رقم المشاركة : 1 |
|
!~¤§¦* الدلال الزايد *¦§¤~!
!~¤§¦* الدلال الزايد *¦§¤~! يُحكى أنَّ رجلاً ميسوراً ، كان له ولد وحيد ، بالغت أمُّهُ في تدليله والخوف عليه ، حتى كبر وأصبح شابَّاً ، لا يتقن أيَّ عمل ، ولا يجيد سوى التسكع في الطرقات ، واللهو واقتراف الملذَّات معتمداً على المال الذي تمنحه إيَّاه أمُّهُ خفيةً ، ودون علم والده !! وذات صباح ، نادى الأب ولده ، وقال له: كبرت يا بني ، وصرتَ شابَّاً قويَّاً ، ويمكنك ، منذ اللحظة ، الاعتماد على نفسكَ وتحصيل قوتِكَ بِكَدِّكَ وعرق جبينك قال الابن محتجَّاً: ولكنني لا أتقنُ أيَّ عملٍ يا أبي ! قال الأب: يمكنك أن تتعلَّم .. وعليكَ أن تذهب الآن إلى المدينة وتعمل وإيَّاكَ أن تعود منها قبل أن تجمع ليرةً ذهبيةً ، وتحضرها إليَّ ! خرج الولد من البيت ، وما إن تجاوز الباب ، حتى لحقت به أمُّه ، وأعطته ليرة ذهبية وطلبت منه أن يذهب إلى المدينة ، ويعود منها في المساء ، ليقدِّم الليرة إلى والده ويدَّعي أنَّهُ حصل عليها بعمله وكَدِّ يده ! وفعل الابن ما طلبت منه والدته ، وعاد مساءً يحمل الليرة الذهبية ، وقدَّمها لوالده قائلاً: لقد عملتُ ، وتعبتُ كثيراً حتى حصلت على هذه الليرة . تفضل يا أبي ! تناول الأب الليرة ، وتأملها جيِّداً ثم ألقاها في النار المتأججة أمامه في الموقد ، وقال: إنَّها ليست الليرة التي طلبتها منك .. عليكَ أن تذهب غداً إلى المدينة ، وتحضر ليرةً أخرى غيرها ! سكتَ الولد ولم يتكلم أو يحتج على تصرُّف والده ! وفي صباح اليوم الثاني ، خرج الولد يريد المدينة ، وما إن تجاوز الباب حتى لحقت به أمه ، وأعطته ليرة ثانية ، وقالت له: لا تعد سريعاً . امكث في المدينة يومين أو ثلاثة ، ثم أحضر الليرة وقدِّمها لوالدك تابع الابن سيره ، حتى وصل إلى المدينة ، وأمضى فيها ثلاثة أيام ، ثم عاد وقدَّم الليرة الذهبية لوالده قائلاً: عانيتُ وتعذَّبتُ كثيراً ، حتى حصلتُ على هذه الليرة . تفضَّل يا أبي ! تناول الأب الليرة ، وتأملها ، ثم ألقى بها بين جمر الموقد قائلاً: إنها ليست الليرة التي طلبتها منكَ .. عليكَ أن تحضر غيرها يا بني ! سكتَ الولد ، ولم يتكلم ! وفي صباح اليوم الثالث ، وقبل أن تستيقظ الأمُّ من نومها ، تسلل الابنُ من البيت وقصد المدينة ، وغاب هناك شهراً بأكمله ، ثمَّ عاد يحمل ليرة ذهبية وقد أطبق عليها يده بحرص كبير ، فقد تعب حقَّاً في تحصيلها وبذل من أجلها الكثير من العرق والجهد قدَّم الليرة إلى أبيه وهو يبتسم قائلاً: أقسم لكَ يا أبي أن هذه الليرة من كدِّ يميني وعَرَقِ جبيني وقد عانيت الكثير في تحصيلها ! أمسك الأب الليرة الذهبية ، وهمَّ أن يُلقي بها في النار ، فهجم عليه الابنُ ، وأمسكَ بيده ومنعه من إلقائها ، فضحك الأب وعانق ولده ، وقال: الآن صِرتَ رجلاً ، ويمكنك الاعتماد على نفسكَ يا بني ! فهذه الليرة هي حقَّاً ثمرة تعبكَ وجهدك لأنَّكَ خفتَ على ضياعها ، بينما سَكَتَّ على ضياع الليرتين السابقتين فَمَنْ جاءهُ المال بغير جهد ، هان عليه ضياع هذا المال |
|
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|