العودة   منتديات أبو الفضل العباس عليه السلام > ¤©§][§©¤][ المنبر الاسلامي ][¤©§][§©¤ > منتدى الإمام الحسن عليه السلام
 
 

منتدى الإمام الحسن عليه السلام شذرات من سيرة الإمام الحسن عليه السلام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-17-2013, 11:11 AM   رقم المشاركة : 1
أبو حيدر
يا منصور أمت.


 
الصورة الرمزية أبو حيدر
الملف الشخصي





الحالة
أبو حيدر غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

Arrow قول الإمام الحسن ( عليه السلام ) في صفات الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

قول الإمام الحسن ( عليه السلام ) في صفات الله تعالى

قال ( عليه السلام ) : ( الحمد لله الذي كان في أوّليّته ، وحدانياً في أزليّته ، متعظّماً بإلهيته ، متكبّراً بكبريائه وجبروته ، ابتدأ ما ابتدع ، وأنشأ ما خلق ، على غير مثالٍ كان سبق ممّا خلق.

ربّنا اللطيف بلطف ربوبيّته ، وبعلم خبره فتق ، وبإحكام قدرته خلق جميع ما خلق ، فلا مبدّل لخلقه ، ولا مغيّر لصنعه ، ولا معقّب لحكمه ، ولا رادّ لأمره ، ولا مستراح عن دعوته.

خلق جميع ما خلق ولا زوال لملكه ، ولا انقطاع لمدّته ، فوق كلّ شيءٍ علا ، ومن كلّ شيءٍ دنا ، فتجلّى لخلقه من غير أن يكون يرى ، وهو بالمنظر الأعلى.

احتجب بنوره ، وسما في علوّه ، فاستتر عن خلقه ، وبعث إليهم شهيداً عليهم ، وبعث فيهم النبيين مبشّرين ومنذرين ، ليهلك من هلك عن بيّنةٍ ، ويحيا من حيّ عن بيّنةٍ ، وليعقل العباد عن ربّهم ما جهلوه ، فيعرفوه بربوبيته بعد ما أنكروه .

والحمد لله الذي أحسن الخلافة علينا أهل البيت ، وعنده نحتسب عزانا في خير الآباء : رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وعند الله نحتسب عزانا في أمير المؤمنين ، ولقد أصيب به الشرق والغرب .

والله ما خلّف درهماً ولا ديناراً إلاّ أربعمائة درهمٍ ، أراد أن يبتاع لأهله خادماً ، ولقد حدّثني حبيبي جدّي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنّ الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من أهل بيته وصفوته ، ما منّا إلاّ مقتول أو مسموم ) .

وقال ( عليه السلام ) : ( الحمد لله الذي لم يكن له أوّل معلوم ، ولا آخر متناهٍ ، ولا قبل مدرك ، ولا بعد محدود ، ولا أمد بحتّى ، ولا شخص فيتجزأ ، ولا اختلاف صفةٍ فيتناهى ، فلا تدرك العقول وأوهامها ، ولا الفكر وخطراتها ، ولا الألباب وأذهانها صفته ، فيقول : متى ؟ ولا بدئ ممّ ؟ ولا ظاهر على ممّ ؟ ولا باطن ممّ ؟ ولا تارك فهلاّ ؟ خلق الخلق فكان بديئاً بديعاً ، ابتدأ ما ابتدع ، وابتدع ما ابتدأ ، وفعل ما أراد ، وأراد ما استزاد ، ذلكم الله ربّ العالمين ) .

وقال ( عليه السلام ) : ( الحمد لله الذي من تكلّم سمع كلامه ، ومن سكت علم ما في نفسه ، ومن عاش فعليه رزقه ، ومن مات فإليه معاده .

والحمد لله الواحد بغير تشبيهٍ ، الدائم بغير تكوينٍ ، القائم بغير كلفةٍ ، الخالق بغير منصبة ، الموصوف بغير غايةٍ ، المعروف بغير محدوديةٍ ، العزيز لم يزل قديماً في القدم ، وعنت القلوب لهيبته ، وذهلت العقول لعزّته ، وخضعت الرقاب لقدرته ، فليس يخطر على قلب بشر مبلغ جبروته ، ولا يبلغ الناس كنه جلاله ، ولا يفصح الواصلون منهم لكنه عظمته ، ولا تبلغه العلماء بألبابها ، ولا أهل التفكير بتدبير أمورها .

أعلم خلقه به الذي بالحدّ لا يصفه ، يدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار ، وهو اللطيف الخبير ، أمّا بعد فإنّ القبور محلّتنا ، والقيامة موعدنا ، والله عارضنا ، وإنّ عليّاً باب من دخله كان آمناً ، ومن خرج منه كان كافراً ، أقول قولي وأستغفر الله العظيم لي ولكم ) .

وقال ( عليه السلام ) : ( يا فتح ! من أرضى الخالق ، لم يبال بسخط المخلوق ، ومن أسخط الخالق فقمن أن يسلّط عليه سخط المخلوق ، وإنّ الخالق لا يوصف إلاّ بما وصف به نفسه ، وأنّى يوصف الذي تعجز الحواسّ أن تدركه ، والأوهام أن تناله ، والخطرات أن تحدّه ، والأبصار عن الإحاطة به ! جلّ عما وصفه الواصفون ، وتعالى عما ينعته الناعتون ، نأى في قربه ، وقرب في نأيه ، قريب وفي قربه بعيد ، كيّف الكيف ، فلا يقال له : كيف ، وأيّن الأين ، فلا يقال له : أين ، إذ هو مبدع الكيفوفية ، والأينونية .

يا فتح ! كلّ جسمٍ مغذّىً بغذاء ، إلاّ الخالق الرازق ، فإنّه جسّم الأجسام ، وهو ليس بجسمٍ ولا صورةٍ ، لم يتجزّأ ، ولم يتناه ، ولم يتزايد ، ولم يتناقص ، مبرّاً من ذات ما ركّب في ذات من جسّمه ، وهو اللطيف الخبير ، الواحد الأحد ، الصمد ، لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد .

منشئ الأشياء ، ومجسّم الأجسام ، ومصوّر الصور ، لو كان كما تقول المشبّهة لم يعرف الخالق من المخلوق ، ولا الرازق من المرزوق ، ولا المنشئ من المنشأ ، لكنّه المنشئ ، فرّق بين من جسّمه وصوّره ، وشيّأه وبيّنه ، إذا كان لا يشبهه شيء ) .

قلت : فالله واحد ، والإنسان واحد ، فليس قد تشابهت الوحدانية ؟

قال : ( أحلت - ثبّتك الله - إنّما التشبيه في المعاني ، وأمّا في الأسماء فهي واحدة ، وهي دلالة على المسمّى ، وذلك أنّ الإنسان وإن قيل : واحد فإنّه يجزّأ ، إنّه جثّة واحدة ، وليس باثنين ، والإنسان نفسه وليس بواحدٍ ، لأن أعضاءه مختلفة ، وألوانه مختلفة غير واحدة ، وهو أجزاء متجزأة ، ليس سواء ، دمه غير لحمه ، ولحمه غير دمه ، وعصبه غير عروقه ، وشعره غير بشره ، وسواده غير بياضه ، وكذلك سائر جميع الخلق ، فالإنسان واحد في الاسم ، لا واحد في المعنى ، والله جلّ جلاله واحد لا واحد غيره ، ولا اختلاف فيه ، ولا تفاوت ، ولا زيادة ، ولا نقصان ، فأمّا الإنسان ، المخلوق المصنوع المؤلّف ، فمن أجزاءٍ مختلفةٍ ، وجواهر شتّى ، غير أنّه بالاجتماع شيء واحد ) .

قلت : فقولك : اللطيف ، فسّره لي ، فإنّي أعلم : أن لطفه خلاف لطف غيره للفصل ، غير أنّي أحبّ أن تشرح لي .

فقال : ( يا فتح إنّما قلت : اللطيف للخلق اللطيف ، ولعلمه بالشيء اللطيف ، ألا ترى إلى اثر صنعه في النبات اللطيف وغير اللطيف ، وفي الخلق من أجسام الحيوان ، من الجرجس ، والبعوض ، وما هو أصغر منهما ، ممّا لا يكاد تستبينه العيون ، بل لا يكاد يستبان لصغره ، الذكر من الأنثى ، والمولود من القديم ، فلمّا رأينا صغر ذلك في لطفه ، واهتداءه للسفاد ، والهرب من الموت ، والجمع لما يصلحه ممّا في لجج البحار ، وما في لحاء الأشجار ، والمفاوز والقفار ، وإفهام بعضها عن بعضٍ منطقها ، وما تفهم به أولادها عنها ، ونقلها الغذاء إليها ، ثمّ تأليف ألوانها : حمرةً مع صفرة ، وبياضاً مع حمرةٍ ، علمنا : أنّ خالق هذا الخلق لطيف ، وإنّ كلّ صانع شيءٍ فمن شيءٍ صنع ، والله الخالق اللطيف الجليل ، خلق وصنع لا من شيء ) .

قلت : - جعلت فداك - وغير الخالق الجليل خالق ؟

قال : ( إنّ الله تبارك وتعالى يقول : ( تبارك الله أحسن الخالقين ) ، فقد أخبر : أنّ في عباده خالقين وغير خالقين ، منهم عيسى ( عليه السلام ) خلق من الطين كهيئة الطير بإذن الله ، فنفخ فصار طائراً بإذن الله ، والسامريّ خلق لهم عجلاً جسداً له خوار ) .

قلت : إنّ عيسى خلق من الطين طيراً ، دليلاً على نبوّته ، والسامريّ خلق عجلاً جسداً لنقض نبوة موسى ( عليه السلام ) ، وشاء الله أن يكون ذلك كذلك ، إنّ هذا لهو العجب.

فقال : ( ويحك - يا فتح - إنّ لله إرادتين ومشيئتين : إرادة حتمٍ وإرادة عزمٍ ، ينهى وهو يشاء ، ويأمر وهو لا يشاء ، أو ما رأيت أنّه نهي آدم وزوجته : أن يأكلا من الشجرة ، وهو شاء ذلك ، لو لم يشأ لم يأكلا ، ولو أكلا لغلبت مشيئتهما مشية الله .. ، وأمر إبراهيم بذبح ابنه إسماعيل ( عليه السلام ) ، وشاء أن لا يذبحه ، ولو لم يشأ أن لا يذبحه لغلبت مشيئة إبراهيم مشية الله عزّ وجلّ ).

قلت : فرّجت عنّي ، فرّج الله عنك.

ومع السلامة.






التوقيع :

رد مع اقتباس
قديم 07-25-2014, 05:06 PM   رقم المشاركة : 2
كاوه الاركوازي
(عضو مميز)

 
الصورة الرمزية كاوه الاركوازي
الملف الشخصي




الحالة
كاوه الاركوازي غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: قول الإمام الحسن ( عليه السلام ) في صفات الله تعالى

السلام على الزكي
وفقكم الله






رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 05:33 PM.


منتديات أبو الفضل العباس
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات أبو الفضل العباس عليه السلام