العودة   منتديات أبو الفضل العباس عليه السلام > ¤©§][§©¤][ المنتديات الإداريه ][¤©§][§©¤ > أرشيف أبو الفضل العباس (ع)
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-28-2015, 06:17 AM   رقم المشاركة : 1
صلاتي حياتي
(مشرفة منتدى الإمام الحسين عليه السلام)

الملف الشخصي




الحالة
صلاتي حياتي غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي الخواطر والأفكار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم


الخواطر والأفكار
الإنسان مركب عجيب تتسع فيه الآفاق وتستحكم فيه الأجهزة فهو ذو أدوات وآلات لا يعرف كنهها، وإنما القدر المعروف هو ظواهرها فله جسم وصفات جسم، وروح وصفات روح، ولكلّ ميدان وسيع وأطراف مترامية رحبة ولا يكاد يعلم من هذه كلها إلا القليل النادر، وان كان ربما يدّعي أدعياء العلم أنهم وصلوا الكنه، إلاّ أنّه كلام فارغ تشهد بذلك قرارة أنفسهم، وخذ مثلاً: هذا الذي نسميه خواطر ـ في اليقظة ـ وأحلاماً ـ في النوم ـ مجهول الكنه إلى يوم الناس هذا، وإن كان (فرويد) ومن حذا حذوه، من المجازفين يرون انهم وصلوا العمق!.
وهناك حديث عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يفسر الخواطر نقبله لأنه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يعلم ما وراء الظواهر وان كنا نحن لا نلمس ذلك لضيق حدود مداركنا وانحصارها في المحسوسات وما إليها، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): (في القلب لمّتان: لمّة من الملك إيعاد بالخير وتصديق بالحق، ولمّة من الشيطان إيعاد بالشر وتكذيب بالحق)(68) وقريب منه قوله الآخر (صلى الله عليه وآله وسلم) : (قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن)(69) فكما إن الشيء المحاط بإصبعين يقلب كيف يشاء صاحبها كذلك يقلب قلب المؤمن حسب مشيئة الرحمن وإلقاء الملك المتمركز هناك.
وعلى أي، فالخواطر يلزم أن تهذب وإلا طالت السلسلة حتى تؤدي إلى الوسوسة، وتوجيه الخواطر إلى الخير، هو الذي يسمى بالتفكير، وقد ندب إليه الإسلام لأنه مجلي العلوم، وكاشف الرموز والداعي إلى العمل الصالح، قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : (التفكر حياة قلب البصير)(70) وقال: (فكرة ساعة خير من عبادة سنة)(71) إن فكرة ساعة ربما أدت إلى خير الدنيا والآخرة، كما نرى ذلك في شهيد الطف (حر الرياحي) فهي إذاً أفضل من عبادة سنوات.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : إن التفكر يدعو إلى البر والعمل به)(72).
وقال (عليه السلام) : نبه بالتفكر قلبك، وجاف عن الليل جنبك واتـّق الله ربّك)(73).
وقال الإمام الباقر (عليه السلام): باجالة الفكر، يستدر الرأي المعشب)(74).
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (الفكر مرآة الحسنات وكفارة السيئات، وضياء للقلوب، وفسحة للخلق، وإصابة في صلاح المعاد، وإطلاع على العواقب، واستزادة في العلم، وهي خصلة لا يعبد الله بمثلها)(75).
وقال الإمام الرضا (عليه السلام): ليس العبادة كثرة في الصلاة والصوم، إنما العبادة التفكر في أمر الله عزّ وجل)(76) إذ بالتفكر ترسى دعائم الإيمان، وإلا فكم من صام وصلّى يتزعزع بعاصفة واحدة تهشم إيمانه كما تهشم الريح اليابس من الأعشاب.
أما الخواطر المذمومة فعلى الإنسان أن يجتنبها مهما هجمت عليه وإلا أودت بجسمه ونفسه، تحطم صحته البدنية والعقلية بالإضافة إلى أنّه ربما أوجبت الكفر والإلحاد. وقد أشفق من هذا الأخير أحد الصحابة فعن (الكافي) أنّه جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال : يا رسول الله هلكت، فقال له (صلى الله عليه وآله وسلم): هل أتاك الخبيث، فقال لك: من خلقك؟
فقلت: الله تعالى خلقني. فقال لك: الله من خلقه؟ فقال له: إي والذي بعثك بالحق لكان كذا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ذاك والله محض الإيمان)(77).
لأنه قطع سلسلة الوساوس، بلجوئه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، لدفع ما دهمه، وكون هذا محض الإيمان واضح إذ لو لم يكن مؤمناً بالله لما اعتقد أن الآتي إبليس يريد أن يخدعه عن دينه.
ثم إن هذه الشبهة، أعني شبهة: من خلق الله؟ سخيفة جداً إذ كل ما بالغير لا بد وأن يستند إلى ما بالذات فهو بنفسه، واليك مثلاً: نور كل شيء وضياءه مستفاد من الشمس ـ كما أثبت ذلك العلم ـ أما نور الشمس فهو بنفسه لم تأخذه عن شيء آخر، أي في سلسلة النور هي المصدر دون سواها ـ أما الخلق فهي مخلوقة كما لا يخفى ـ وكذا دهونة كل شيء من الدهن، أما الدهن فهو دسم بنفسه لا عن غيره.
وهذا القدر من الخواطر المذمومة معفو عنه إذ لا يخلو عنه أحد قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (وضع عن أمتي تسع خصال: الخطأ، والنسيان، وما لا يعلمون، وما لا يطيقون، وما اضطروا إليه، وما استكرهوا عليه، والطيرة، (والوسوسة في التفكر في الخلق)، (والحسد ما لم يظهر بلسان أو يد)(78) وكتب رجل إلى الإمام الباقر (عليه السلام) يشكو إليه لمما؟ فأجابه (عليه السلام): (إن الله تعالى ـ إن شاء ثبتك، فلا يجعل لإبليس عليك طريقاً ـ قد شكى قوم إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لمماً يعرض لهم، لأن تهوي بهم الريح، أو يقطعوا أحبّ إليهم من أن يتكلموا به فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (أتجدون ذلك؟ قالوا: نعم، قال: والذي نفسي بيده إن ذلك لصريح الإيمان فإذا وجدتموه قولوا: آمنا بالله ورسوله ولا حول ولا قوّة إلا بالله)(79).
والوسوسة معفو عنها حتى عن الكثير منها، لكونها من دون اختيار الشخص، والله أعدل من أن يعاقب أحداً على ما صدر منه كرها، سئل الإمام الصـادق (عليه السلام) عـن الوسوسة، وإن كـثرت؟ فقـال: (لا شيء فيها تقول:لا إله إلا الله)(80) وقال جميل بن دراج: قلت للصادق (عليه السلام): إنّه يقع في قلبي أمر عظيم! فقال: قل: لا إله إلا الله، قال جميل: فكلّما وقع في قلبي، قلت: لا إله إلا الله، فيذهب عني)(81).
_____________________
68 ـ جامع السعادات: 1/178.
69 ـ جامع السعادات: 1/179.
70 ـ جامع السعادات: 1/201.
71 ـ جامع السعادات: 1/201.
72 ـ أصول الكافي: 2/55 ـ جامع السعادات: 1/202.
73 ـ أصول الكافي: 2/54 ـ جامع السعادات: 1/202.
74 ـ جامع السعادات: 1/202.
75 ـ جامع السعادات: 1/202.
76 ـ أصول الكافي: 2/55 ـ جامع السعادات: 1/202.
77 ـ أصول الكافي: 2/425 ـ جامع السعادات: 1/195.
78 ـ جامع السعادات: 1/196.
79 ـ أصول الكافي: 2/425 ـ جامع السعادات: 1/195.
80 ـ أصول الكافي: 2/424 ـ جامع السعادات: 1/195.
81 ـ أصول الكافي: 2/424 ـ جامع السعادات: 1/196.

اللهم صل على محمد وآل محمد الأوصياء الراضين المرضيين بأفضل صلواتك وبارك عليهم بأفضل بركاتك
والسلام عليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته






رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 09:53 PM.


منتديات أبو الفضل العباس
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات أبو الفضل العباس عليه السلام