العودة   منتديات أبو الفضل العباس عليه السلام > ¤©§][§©¤][ المنبر الاسلامي ][¤©§][§©¤ > المنتدى الإسلامي
 
 

المنتدى الإسلامي السير في الطريق إلى الله عز وجل

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 08-11-2010, 06:57 AM   رقم المشاركة : 1
قل هو الله أحد
( ضريــح العبــاس سابقآ )

 
الصورة الرمزية قل هو الله أحد
الملف الشخصي




الحالة
قل هو الله أحد غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي ..معنى العبادة وحقيقتها وآفاقها

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
-----
..معنى العبادة وحقيقتها وآفاقها
الشيخ عبد الله الطاهر النمر حفظه الله



﴿ياأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم واللذين من قبلكم لعلكم تتقون﴾

هذه الايام والساعات المقبلة هي ساعات عبادة وطاعة تفتح فيها ابواب التوبة والرجوع لله تعالى. التي كان رسول الله"ص" يداب ويجد في الاجتهاد والانقطاع إلى الله.

فالعباد على ثلاثة أصناف:
عبادة الرهبة حيث يغلب على العباد طابع العبيد.
عبادة رغبة والتي هي اشبه بالتجارة.
عبادة شكر والتي يعتادها الاحرار من الناس.

وللعبادة ثلاثة مراتب:

الجهة السلوكية.
الجهة الشعورية.
جهة مقامات المعرفة والارتباط بالله عزوجل.

فيقول أمير المؤمنين"ع" في الجهة السلوكية: (العبادة خمسة أشياء، إخلاء البطن وقراءة القرآن وقيام الليل والتضرع عند الصباح والبكاء من خشية الله) فهذا اللون من العبادة يعطي منهجا عاماً لحركة الإنسان لتتحقق حقيقة العبادة.

والإمام الصادق يبرز الجهة الإحساس والشعور فيقول: أن الله خاطب نبيه في عندما عُرج به ،(يامحمد هل تدري متى يكون العبد عابداً فقال لا يارب ، فقال الله تعالى إذا اجتمع فيه سبع خصال، ورع يحجزه عن المحارم وصمت يكفه عما لا يعنيه وخوف يزداد كل يوم من بكاءه وحياء يستحي مني في الخلاء واكل ما لا بد منه ويبغض الدنيا لبغضي إياها ويحب الأخيار لحبي إياهم ). فهذا النوع من العبادة لايقتضي عملاً كثيراً ولكنه ينبع عن شعور مشاعر تخالج اعماق النفس والقلب.

والمرحلة التالية تتجاوز حالة السلوك وحالة المشاعر وهي مرتبة الإدراك والمعرفة فيقول الإمام الرضا"ع" : (أول عبادة الله معرفته) فمعرفة العبد لله تنبثق منها تلك الأحاسيس والمشاعر والتي تخرج على شكل السلوكيات ويقول الصادق"ع"عن حقيقة العبادة: (أن لايرى العبد لنفسه فيما خوله الله إليه ملكا). هذا المقام، إدراك أن العبد ليس إلا شيء من مخلوقات الله وأن كل ما وهبه الله من قدرة ومكنة فهو ملك لله. ولكن دائما مايصاب الإنسان بحالة من الغرور والإستعلاء (إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى) فيخرج عن حالة العبودية والضعف والفقر بين يدي الله. فحقيقة العبادة ان يعرف الإنسان نفسه وأن ليس إلا عبداً فقيراً بين يدي الله جل وعلا وأن لايرى الإنسان فيما خوله الله من شيء فيه ملك ،هذا أولا.

ثانياً: أن(لا يدبر العبد لنفسه تدبيراً)، طبعاً هذا لايعني ان الإنسان يستسلم ويقف مغلول اليدين ولكن ان يدرك من حاله ذلك فلا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ولا بعثاً ولا حياة ولا نشوراً.
ثالثاً: الإلتزام فيما أمره الله به وبما نهاه عنه وهي الحالة السلوكية المنعكسة على الحالتين السابقتين.

فهذه العبادة عندما يلتزم بها الإنسان فلها التأثير الكبير على نفسه وفكره وسلوكه :

الأثر الأول: أنه ينعكس على وجدانه بحاجة من البهجة والسرور واللذة
فهذه البهجة لا يدركها أهل الدنيا وكما يقول العرفاء بأن للإنسان ملاذ ثلاث: الأولى لذة المادة والمشرب والمأكل و منكح وما لابسه من أشكال العيش وهذه اللذة يشاركه بها الحيوانات. واللذة الثانية هي اللذة العقلية ، حالة التقدم والغلبة والشهرة والتي يدركها الإنسان بعقله. وخلف هاتين اللذتين هناك لذة ثالثة تمس صميم مشاعر الإنسان وتغور في أعماق الأحاسيس وهي لذة الانقطاع لله و الإرتباط بالله والإدراك بأنه جزءاَ متكاملا من هذا الوجود العائد في أصله لله. وهذا ما ينعكس على مشاعره بالبهجة والتلذذ وحالة من الأنس والإنقطاع. فيصبح في حالة من الاطمئنان والسكينة والوقار.
الأثر الثاني:
يقول الرسول"ص": (يا ابن آدم يقول ربكم : يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ قلبك غنىً واملأ يديك رزقا) فهذا الاثر يعيش الإنسان حالة من الاستغناء فيشعر أن الوجود كله مسخر له وكل ما في هذا الوجود إنما خلق لأجله وليس الاستغناء النفسي فقط بل حتى عملياً فبالمقابل تماما عندما يغفل الإنسان عن الله وينشغل بكسب الرزق وتوفير أسباب العيش فيخاطبه الله: (يا ابن ادم لا تباعد عني فأملأ قلبك فقراً وأملأ يديك شغلاً) فهذا ينعكس على الإنسان بحالة من الفقر و الغفلة عن مسبب الأسباب فتتكاثر عليه المشاغل فما يدري بأي منها يبدأ واي منها يختتم .
يقول الأمير"ع": أن هذا العبادة التي ندعوكم إليها لا تتحقق إلا من خلال مجموعة شروط. الأول أن تكون عن ثقافة فالتقرب لله وعبادته لاتتأتى بالاختراعات والاستقلال عن هداية اهل البيت"ع" (لا خير في عبادة ليس فيها تفقه) فعبادة الله تكون من خلال المنهج الصحيح الذي سنه اهل البيت"ع". وثانياً: أن تكون العبادة عن يقين فلا تكون عن شك ومجرد سلوكيات وآداب توارثناها أباً عن جد، فيقول الرسول"ص": (لاعبادة إلا بيقين)
فحقيقة العبادة لا تتحقق إلا من خلال اليقين والتفقه ومن هنا تكون أمامنا عدة خطوات للوصول لحقيقة العبادة، وللعبادة ايضاً ألوان وصورز فمن العبادة ما نقوم به عادةً من الصلاة والصيام وهناك الوان اخرى من العبادة وهو التفكر في خلق الله فلا تقتصر العبادة على هذه الطقوس التي يقوم بها العباد ولكن كما ورد ايضاً في الخطاب الإلهي الموجة للرسول"ص": (يا أحمد إن العبادة عشرة أجزاء، تسعة منها في طلب الحلال) طبعاً طلب الحلال لا يقتصر بطلب الرزق ولكن أيضاً في ترتيب امورنا الدنيوية التي هي مزرعة للآخرة، في إصلاح الاسرة وإصلاح المجتمع وفي تتميم المنزل الداخلي من خلال كسب العيش.
أيضاً العبادة تشمل حسن الخلق فيقول الأمير"ع": (ان من العبادة لين الكلام) فلين الكلام والتعامل مع الآخرين بحالة من اللطف والمودة فذلك من العبادة. وايضا إفشاء السلام من العبادة فحسن التعامل والدخول مع الاخرين في العمل الصالح هو لون من الوان العبادة فيقول الأمير"ع": (أن النظر في وجهه العالم عبادة).
الثالث:الثواب والعطاءات الإلهية الجزيلة
في مطلق الأحوال ولكن في بعض الظروف يكون للثواب خصوصية كما هو الحال في شهر رجب وشعبان ورمضان، وكذا في زمن الغيبة. فنس العبادة البسيطة لها من الثواب الكثير فناخذ مثلا نموذجا مصغراً ونقيس على ذلك باقي ألوان العبادات. يقول الصادق"ع": ( من استمع إلى حرفاً من كتاب الله من غير قراءة كتب الله له حسنة ومحا عنه سيئة ورفع له درجة ومن قرأ نظراً من غير صوت كتب الله بكل حرف حسنة ومحا عنه سيئة ورفع له درجة ومن تعلم من القرآن حرفاً كتب له عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات) فكم أن الله يثيب الإنسان على أدنى ألوان العبادة وفي المقابل يحسب عليه بمقدار ما ياتي السيئات فبئسا بعد ذلك لعبد يستحق النار يقول الإمام السجاد"ع": ( ويل لمن غلبت آحاده عشراته) .
نسألكم الدعاء






التوقيع :




رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 08:27 AM.


منتديات أبو الفضل العباس
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات أبو الفضل العباس عليه السلام