العودة   منتديات أبو الفضل العباس عليه السلام > ¤©§][§©¤][ المنبر العقائدي ][¤©§][§©¤ > » ●[ حقائق التاريخ ]● «
 
 

» ●[ حقائق التاريخ ]● « شبهات وردود - مستبصرون - حقائق تاريخية مغيبه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-15-2014, 10:17 PM   رقم المشاركة : 1
بو هاشم الموسوي
( عضومتقدم )
الملف الشخصي




الحالة
بو هاشم الموسوي غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

Arrow الإسلام هو الإئتمام بآل محمّد (عليهم السّلام) والإنقياد لهم

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم
اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ عَدُوّهُم

هذه السّطور القليلة، عبارة عن ومضات وإشارات من القرآن الكريم وأحاديث أهل بيت النبوّة (صلوات الله عليهم ولعنة الله على مخالفيهم) في إثبات أنّ المسلم الحقيقي هو المؤتمّ والمعتقد بإمامة آل محمّد (عليهم السّلام)، ردًّا على من يقول أنّ الإمامة ليس من ضروريّات الدّين.

يقول تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا).[المائدة:3] وبتواتر الرّوايات عند الفريقين، وبإجماع المفسّرين، أنّ الآية نزلت بعد تنصيب أمير المؤمنين (عليه السّلام) في غدير خمّ، بعد أن أتاه الأمر الإلهيّ: "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}.[المائدة:67].
وآية إكمال الدّين واضحة الدّلالة على أنّ إكمال الدّين لا يتمّ، وأنّ الله تعالى لا يرتضِ الإسلام دينًا إلّا بعد التّسليم لوصيّ رسول الله، وخليفته من بعده أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام).
يقول الإمام الرّضا (عليه السّلام): "إنّ الله عزّ وجلّ لم يقبض نبيّه (صلّى الله عليه وآله) حتّى أكمل له الدّين وأنزل عليه القرآن فيه تبيان كل شيء بيّن فيه الحلال والحرام والحدود والأحكام وجميع ما يحتاج إليه الناس كمّلًا فقال عزّ وجلّ: {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ} وأنزل في حجّة الوداع وهي آخر عمره (صلّى الله عليه وآله): "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا" وأمر الإمامة من تمام الدّين ولم يمضِ (صلّى الله عليه وآله) حتّى بيَّن لأمّته معالم دينهم وأوضح لهم سبيلهم وتركهم على قصد سبيل الحقّ وأقام لهم عليًّا (عليه السّلام) علمًا وإمامًا وما ترك لهم شيئًا يحتاج إليه الأمّة إلّا بيّنه، فمن زعم أنّ الله عزّ وجلّ لم يُكمل دينه فقد ردَّ كتاب الله، ومن ردَّ كتاب الله فهو كافر به".[راجع: الكليني، الكافي، 1/ 198، ح1؛ النعماني، الغيبة، ص225، ح6، باب1].
وقال السّيوطي في تفسيره: "أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ} على رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يوم غدير خمّ في عليّ بن أبي طالب". وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال: كُنّا نقرأ على عهد رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلم: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ - أنّ عليًّا مولى المؤمنين - وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}".[السّيوطي، الدرّ المنثور، 2/ 298].
كما أنّ حديث الثّقلين الشّريف المتواتر عن النبيّ الأعظم (صلّى الله عليه وآله): "إنّي تارك فيكم الثقلين ما إنْ تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبدًا؛ كتاب اللَّه وعترتي أهل بيتي وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض"، واضح في الدّلالة على أنّ من لم يتمسّك بالقرآن الكريم ولم يأتمّ ويعتقد بإمامة الإثنى عشر (عليهم السّلام) فهو ضالّ؛ وهو قول الله تعالى في سورة الفاتحة: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}.
بل إنّ من يتمسّك بالقرآن الكريم وهو كلام ربّ العالمين فقط دون أحاديث العترة الطاهرة يكون ضالًا هالكًا، بل من يرفض أحاديث العترة (عليهم السّلام) هو مُفارق للقرآن الكريم، يقول تعالى: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} والرّاسخون في العلم هم أهل البيت (عليهم السّلام)، فلاحظ قوله تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ) والآية صريحة في أنّ من يتمسّك ويتّبع ما تشابه من القرآن الكريم الله تعالى لا يُقبل لأنّه {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} محمّد وآله محمّد (عليهم السّلام).
وقال الله تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}.[المائدة:27] والآية واضحة على أنّ الّذي يُتقبّل منه هو المتّقي فقط وفقط، وعند الرّجوع إلى نفس القرآن الكريم لمعرفة صفة المتّقي نرى أنّ الله تعالى يقول في سورة البقرة: {ألم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ}. فلاحظ أنّ أوّل صفة المتّقين هو الإيمان بالغيب، فما هو هذا الغيب؟ بمقتضى قوله تعالى: (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) حديث الثّقلين الشّريف علينا الرّجوع إلى أحاديث عترة النبيّ (صلّى الله عليه وآله) حيث جاء فيها، عن داوود بن كثير الرّقّي عن أبي عبد الله (عليه السّلام ) في قوله عزّ وجلّ: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ). قال: من آمن بقيام القائم (عليه السّلام) أنّه حقّ". وعن يحيى بن أبي القاسم، قال: سألت الصّادق (عليه السّلام) عن قول الله عزّ وجلّ: {ألم * ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيه هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} فقال: المتّقون: شيعة عليّ (عليه السّلام)، والغيب: فهو الحُجّة الغائب، وشاهد ذلك قوله تعالى: (ويَقُولُونَ لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْه آيَةٌ مِنْ رَبِّه فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّه فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ)".[راجع: هاشم البحرانيّ، البُرهان في تفسير القرآن، ج1 تفسير سورة البقرة]. فتبيّن أنّ المتّقين هم شيعة أمير المؤمنين (عليه السّلام) الّذين يعتقدون بإمامة الإمام الحُجة الغائب (عجّل الله تعالى فرجه الشّريف).
في الكافي الشّريف عن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي عبد الله (عليه السّلام)، قال: "إنّكم لا تكونون صالحين حتّى تعرفوا، ولا تعرفوا حتّى تصدّقوا، ولا تصدّقوا حتّى تسلِّموا أبوابًا أربعة لا يصلح أوّلها إلّا بآخرها، ضلّ أصحاب الثلاثة وتاهوا تيهًا بعيدًا. ما وَصَفَ في عَهْدِهِ نَالَ ما عِنْدَهُ واسْتَكْمَلَ ما وَعَدَهُ، إنّ الله تبارك وتعالى لا يقبل إلّا العمل الصالح ولا يقبل الله إلّا الوفاء بالشّروط والعهود، فمن وفى لله عزّ وجلّ بشرطه واستعمل ما وَصَفَ في عَهْدِهِ نَالَ ما عِنْدَهُ واسْتَكْمَلَ ما وَعَدَهُ، إنّ الله تبارك وتعالى أخبر العباد بطُرق الهدى وشرع لهم فيها المنار وأخبرهم كيف يسلكون، فقال: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى}.[طه:82]، وقال: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِين}.[المائدة:27] فمن اتّقى الله فيما أمره لقي الله مؤمنًا بما جاء به محمّد (صلّى الله عليه وآله)، هيهات هيهات فات قوم وماتوا قبل أن يهتدوا وظنّوا أنّهم آمنوا، وأشركوا من حيث لا يعلمون.
إنّه من أتى البيوت من أبوابها اهتدى، ومن أخَذَ في غيرها سلَكَ طريق الرَّدَى، وَصَلَ اللهُ طاعة وليّ أمره بطاعة رسولهِ، وطاعة رسولهِ بطاعتهِ، فمن ترك طاعة وُلاة الأمر لم يُطِع اللهَ ولا رسولهُ، وهو الإقرار بما أُنزل من عند الله عزّ وجلّ، خذوا زينتكم عند كلّ مسجد والتمسوا البيوت الّتي أذن الله أن تُرفع ويذكر فيها اسمه، فإنّه أخبركم أنّهم رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصّلاة وإيتاء الزكاة يخافون يومًا تتقلّب فيه القلوب والأبصار، إنّ الله قد استخلص الرّسل لأمره، ثمّ استخلصهم مصدّقين بذلك في نذره، فقال: {وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلاَ فِيهَا نَذِير}.[فاطر:24] تاه من جهل، واهتدى من أبصر وعَقِل، إنّ الله عزّ وجلّ يقول: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور)}.[الحج:46] وكيف يهتدي من لم يُبصر؟ وكيف يُبصر من لم يتدبّر؟ اتَّبِعوا رسول الله وأهل بيته وأقِرّوا بما نَزَل من عند الله واتَّبِعوا آثار الهُدى، فإنّهم علامات الأمانة والتُّقى، واعلموا أنّه لو أنكر رجل عيسى ابن مريم (عليه السّلام) وأقرَّ بمن سواه من الرُّسل لم يُؤْمِن، اقتصّوا الطريق بالتماس المنار والتمسوا من وراء الحُجب الآثار تستكملوا أمر دينكم وتُؤمنوا بالله ربّكم".[الكليني، الكافي، 1/ 181-182، ح6].
فإن كان الأمر كذلك فهل يبقى شكّ أنّ الإعتقاد بالإمامة هي الإسلام والإسلام هو دين الإماميّة.

وقال تعالى: {قُل لّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}.[الشورى:16] فلاحظ أنّ أجر رسالة النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وهي تشمل التوحيد والقرآن وكلّ ما أتى به النبيّ الأعظم (صلّى الله عليه وآله) من أحكام مرتبط بماذا؟ بـ(الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) وهي قُربى فاطمة وآل فاطمة (عليها وعليهم السّلام) فمن كانت مودّتهم تهيمن حتّى على التّوحيد بل التوحيد (= إمامتهم) فكيف يُدّعى أنّ الإمامة ليست من ضروريات الدّين؟!
يقول تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلامُ}.[آل عمران:19]، في الكافي الشّريف عن أحمد بن محمّد بن خالد عن بعض أصحابنا رفعه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): "إنّ الإسلام هو التّسليم، والتّسليم هو اليقين، واليقين هو التّصديق، والتّصديق هو الإقرار، والإقرار هو العمل، والعمل هو الأداء، إنّ المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه ولكن أتاه من ربّه فأخذه، إنّ المؤمن يرى يقينه في عمله والكافر يرى إنكاره في عمله، فوالّذي نفسي بيده ما عرفوا أمرهم، فاعتبروا إنكار الكافرين والمنافقين بأعمالهم الخبيثة".[الكليني، الكافي، 2/ 45-46، ح1].
والتّسليم لربّ العالمين لا يكون إلّا عن طريق من نصّبه الله تعالى قيّمًا علينا وجعله إمامًا على العالمين، لأنّ الله تعالى ربّ العالمين "لا يأسف كأسفنا ولكنّه خلق أولياء لنفسه يأسفون ويرضون وهم مخلوقون مربوبون، فجعل رضاهم رضا نفسه وسخطهم سخط نفسه، لأنّه جعلهم الدُّعاة إليه والأدلّاء عليه".[الكليني، الكافي، 1/ 144، ح6] كما يقول مولانا الإمام الصّادق (عليه السّلام).
فالإسلام هو التّسليم لله ربّ العالمين، والتّسليم لربّ العالمين لا يكون إلّا لمن كانت ولايته نحو ولاية ربّ العالمين، لقوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ).[المائدة:55] وهم محمّد وعليّ وفاطمة وآلهم الطّاهرين (صلوات الله تعالى عليهم)، لذا قال الإمام باقر العلوم (صلوات الله عليه) في قوله تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ)، قال: "التّسليم لعليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) بالولاية".[ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب(ع)، 2/ 290].
وفي الخطبة النبويّة الشّريفة في يوم الغدير الشّريف، عند تنصيب أمير المؤمنين (عليه السّلام)، قال (صلّى االله عليه وآله): "اللّهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَالْعَنْ مَنْ أَنْكَرَهُ، وَاغْضِبْ عَلى مَنْ جَحَدَ حَقَّهُ. اللّهُمَّ إِنَّكَ أَنْزَلْتَ الآْيَةَ فِي عَلِيٍّ وَلِيِّكَ عِنْدَ تَبْيِينِ ذلِكَ وَنَصْبِكَ إِيّاهُ لِهذَا الْيَوْمِ: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا)، وَقُلْتَ: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلامُ)، وَقُلْتَ: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ). اللّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي قَدْ بَلَّغْتُ. مَعاشِرَ النّاسِ، إِنَّما أَكْمَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ دِينَكُمْ بِإِمامَتِهِ، فَمَنْ لَمْ يَأْتَمَّ بِهِ وَبِمَنْ يَقُومُ مَقامَهُ مِنْ وُلْدِي مِنْ صُلْبِهِ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَالْعَرْضِ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَأُولئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالآْخِرَةِ وَفِي النّارِ هُمْ خالِدُونَ (لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ)".[راجع: الإحتجاج للطبرسي ج1؛ والبُرهان للبحرانيّ ج2؛ وبحار الأنوار للمجلسي، ج37 باب52 وغيرها من المصادر].

وصدق الله العليّ العظيم بقوله الكريم: {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً * وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا}.[الإسراء:71-72]. ولم يقل بأعمالهم بل بإمامهم الّذي يأتمّون به وهو مولانا الإمام الحجّة بن الحسن العسكري (عجّل الله فرجه الشّريف ونحن معه). وعن عبد الله بن سنان قال: "قلت لأبي عبد الله (عليه السّلام): {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} قال: إمامهم الّذي بين أظهرهم وهو قائم أهل زمانه".[الكليني، الكافي، 1/ 536-537، ح3].
وحتّى يطمئنّ قلب الموالي لآل محمّد (عليهم السّلام)، ننقل هذه الرّوايات الشّريفة من [باب دعائم الإسلام من كتاب الإيمان والكفر من الجزء الثّاني من كتاب الكافي الشّريف]، فيه: "عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال: "بُنيَ الإسلام على خمس: على الصّلاة والزّكاة والصّوم والحجّ والولاية، ولم ينادَ بشيء كما نُوديَ بالوَلاية".
وعن فضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال: "بُنيَ الإسلام على خمس: على الصّلاة والزّكاة والصّوم والحجّ والولاية، ولم ينادَ بشيء كما نوديَ بالولاية، فأخذ النّاس بأربع وتركوا هذه - يعني الولاية -". وعن ابن العرزمي عن أبيه، عن الصّادق (عليه السّلام) قال: "أثافي الإسلام ثلاثة: الصّلاة والزّكاة والولاية، لا تصحّ واحدة منهنّ إلّا بصاحبتيها".
وفيه عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال: بُنيَ الإسلام على خمسة أشياء: على الصّلاة والزّكاة والحجّ والصّوم والولاية. قال زرارة: فقلت: وأي شيء من ذلك أفضل؟ فقال: الولاية أفضل، لأنّها مفتاحهنّ والوالي هو الدّليل عليهنّ - إلى أن قال (عليه السّلام) -: ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرّحمن الطّاعة للإمام بعد معرفته، إنّ الله عز وجل يقول: (من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا)، أما لو أنّ رجلا قام ليله وصام نهاره وتصدّق بجميع ماله وحجّ جميع دهره ولم يعرف ولاية وليّ الله فيواليه ويكون جميع أعماله بدلالته إليه، ما كان له على الله عزّ وجلّ حقّ في ثوابه ولا كان من أهل الإيمان، ثم قال: أولئك المحسن منهم يدخله الله الجنة بفضل رحمته".
وعن فضيل، عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال: "بُنيَ الإسلام على خمس: الصّلاة والزّكاة والصّوم والحجّ والولاية، ولم ينادَ بشيء ما نوديَ بالولاية يوم الغدير".
وعن عيسى بن السّري قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السّلام): "حدّثني عمّا بُنيت عليه دعائم الإسلام إذا أنا أخذت بها زكى عملي ولم يضرّني جهل ما جهلت بعده، فقال: شهادة أنّ لا إله إلّا الله وأنّ محمّدًا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) والإقرار بما جاء به من عند الله وحقّ في الأموال من الزّكاة، والولاية الّتي أمر الله عزّ وجلّ بها ولاية آل محمّد (صلّى الله عليه وآله)، فإنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال: من مات ولا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية، قال الله عز وجل: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، فكان علي ( عليه السلام )، ثمّ صار من بعده حسن ثمّ من بعده حسين ثمّ من بعده عليّ بن الحسين، ثمّ من بعده محمّد بن عليّ، ثمّ هكذا يكون الأمر، إنّ الأرض لا تصلح إلّا بإمام ومن مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية وأحوج ما يكون أحدكم إلى معرفته إذا بلغت نفسه ههنا - قال: وأهوى بيده إلى صدره - يقول حينئذٍ: لقد كنت على أمر حسن".
وعن أبي الجارود قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): "يا ابن رسول الله، هل تعرف مودّتي لكم وانقطاعي إليكم وموالاتي إياكم؟ قال: فقال: نعم. قال: فقلت: فإنّي أسألك مسألة تجيبني فيها فإنّي مكفوف البصر قليل المشي ولا أستطيع زيارتكم كلّ حين. قال: هات حاجتك. قلت: أخبرني بدينك الّذي تدين الله عزّ وجلّ به أنت وأهل بيتك لأدين الله عزّ وجلّ به قال: إن كنت أقصرت الخطبة فقد أعظمت المسألة والله لأعطينّك ديني ودين آبائي الّذي ندين الله عز وجل به، شهادة أنّ لا إله إلّا الله وأنّ محمّدًا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) والإقرار بما جاء به من عند الله والولاية لوليّنا والبراءة من عدوّنا والتّسليم لأمرنا وانتظار قائمنا والاجتهاد والوَرَع".
وعن إسماعيل الجُعفي قال: "دخل رجل على أبي جعفر (عليه السّلام) ومعه صحيفة، فقال له أبو جعفر (عليه السّلام): هذه صحيفة مخاصم يسأل عن الدّين الّذي يُقبل فيه العمل. فقال: رحمك الله هذا الّذي أريد. فقال أبو جعفر (عليه السّلام): شهادة أنّ لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأنّ محمّدًا (صلّى الله عليه وآله) عَبدُه ورسوله، وتقرّ بما جاء من عند الله، والولاية لنا أهل البيت والبراءة من عدوّنا، والتّسليم لأمرنا، والوَرَع، والتّواضع، وانتظار قائما فإنّ لنا دولة إذا شاء الله جاء بها".

في ختام كلامنا نقول، إنّ لكلّ شيء أساس، وأساس الإسلام ولاية محمّد وآل محمّد (صلوات الله عليهم)، قال النبيّ الأمّي (صلّى الله عليه وآله): "لكلّ شي أساس، وأساس الإسلام حبّنا أهل البيت".[الكليني، الكافي، 2/ 46، ح2]. فالإمامة هي الإسلام، وكما قال الإمام الرّضا (عليه السّلام): "إنّ الإمامة هي منزلة الأنبياء وإرث الأوصياء، إنّ الإمامة خلافة الله وخلافة الرّسول (صلّى الله عليه وآله) ومقام أمير المؤمنين (عليه السّلام) وميراث الحسن والحسين (عليهما السّلام)، إن الإمامة زمام الدين ونظام المسلمين وصلاح الدّنيا وعزّ المؤمنين، إنّ الإمامة أسّ الإسلام النامي وفرعه السامي، بالإمام تمام الصلاة والزّكاة والصّيام والحجّ والجهاد وتوفير الفيء والصدقات وإمضاء الحدود والأحكام ومنع الثغور والأطراف".[الصّدوق، كمال الدّين، ص614، ح32، بـ58].
وعن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا جعفر (عليه السّلام) يقول: "من مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهلية، ومن مات وهو عارف لإمامه لم يضرّه تقدّم هذا الأمر أو تأخّر، ومن مات وهو عارف لإمامه كان كمن هو مع القائم (عليه السّلام) في فسطاطه".[الكليني، الكافي، 1/ 371-372، ح5].

إلى هنا نعتقد بأنّ المسألة أصبحت واضحة، بأنّ الإسلام هو الإئتمام بآل محمّد (عليهم السّلام) والإنقياد لهم، والإئتمام بآل محمّد (عليهم السّلام) والإنقياد لهم هو الإسلام.
جاء عن إمام زماننا الإمام الثّاني عشر المعصوم، الحُجّة بن الحسن العسكري (عجّل الله فرجه الشّريف) الدُّعاء المعروف بـ "دُعاء زمن الغيبة الشّريف" أو "دُعاء المعرفة الشّريف": "اللّهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ رَسُولَكَ، اللّهُمَّ عَرِّفْنِي رَسُولَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ، اللّهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي، اللّهُمَّ لا تُمِتْنِي مِيْتَةً جاهِلِيَّةً وَلا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي، اللّهُمَّ فَكَما هَدَيْتَنِي لِوِلايَةِ مَنْ فَرَضْتَ عَلَيَّ طاعَتَهُ مِنْ وِلايَةِ وُلاةِ أَمْرِكَ بَعْدَ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ حَتّى والَيْتُ وُلاةَ أَمْرِكَ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ وَالحَسَنَ وَالحُسَيْنَ وَعَلِيًّا وَمُحَمَّدًا وَجَعْفَرًا وَمُوسى وَعَلِيًّا وَمُحَمَّداً وَعَلِيًّا وَالحَسَنَ وَالحُجَّةَ القائِمَ المَهْدِيَّ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، اللّهُمَّ فَثَبِّتْنِي عَلى دِينِكَ وَاسْتَعْمِلْنِي بِطاعَتِكَ وَلَيِّنْ قَلْبِي لِوَلِيِّ أَمْرِكَ وَعافِنِي مِمّا امْتَحَنْتَ بِهِ خَلْقَكَ وَثَبِّتْنِي عَلى طاعَةِ وَلِيِّ أَمْرِكَ". إله الحقّ آمين بحقّ سيّد المرسلين وآله الغرّ الميامين (صلوات الله تعالى عليهم أجمعين ولعنة الله على مخالفيهم إلى قيام يوم الدّين)، والحمد لله ربّ العالمين.


عجّل الله تعالى لنور آل محمّد (عليه وآله السّلام) الفرج ونحن معه.
اللّهمّ صلِّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسرّ المستودع فيها والعن ظالميها.

& السيّد جهاد الموسوي &
• youtube / channel
• visiblewater.blogspot.com
• facebook






رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:52 PM.


منتديات أبو الفضل العباس
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات أبو الفضل العباس عليه السلام