فضائل زواج الزهراء عليها السلام

[السوسن]

لم يشهد التاريخ امرأة مثل الزهراء (عليها السلام) حازت الثقافة والعلم والادب في وقتها. وقيل انها قد بلغت من العمر تسع سنوات، ولكنها كانت تتوفر فيها كل عناصرالنجاح في خوض تجربة الزواج.
دخل الامام علي (عليه السلام) خاطبا الزهراء(عليها السلام) بعد ان تعرض لخطبتها من صحابة النبي (صلى الله عليه واله)العدد الاكبر منهم، وهم يعرضون مهورا رفيعة المقام.
وكانت الزهراء (عليها السلام) ترفض هذه المهور. ولكن بعد ان عرض الامام خطبته لها فكان موقف النبي (صلى الله عليه واله) هو ان يسأل فاطمة (عليها السلام) فسألها: فسكتت بعد ان قال لها: ان عليا بن ابي طالب له قرابة منا، وفضله في الاسلام، واني سألت ربي ان يزوجك خير خلقه واحبهم اليه، فما ترين؟ فسكتت... فخرج النبي (صلى الله عليه واله) وهو يقول: الله اكبر سكوتها اقرارها بالموافقة, لان الحياء يمنع التصريح بالموافقة.
سأل النبي (صلى الله عليه واله) عليا (عليه السلام): هل معك شي ازوجك به؟ فكان للامام علي (عليه السلام) درع وسيف فعرضهما على النبي (صلى الله عليه واله) فقال(صلى الله عليه واله) له: ان سيفك نحتاجه للدفاع عن الاسلام ضد الاعداء ونشر الدعوة، فباع (عليه السلام)الدرع فكان ثمن الدرع صداقا لأشرف امرأة في العالم، وافضل انثى في الكون، بنت سيد المرسلين، وهذا يعطي درسا عمليا لحل اخطر مشكلة اجتماعية يواجهها الانسان، وهي مشكلة غلاء المهور والتباهي. فهذه فاطمة (عليها السلام)تتزوج عليا لدينه واخلاصه لا للثروة وعرض الحياة الدنيا. فاقترنت بمهر زهيد حطمت به القيم المادية، وألغت به الخداع في مشروع الزواج والاقتران الروحي، واحلت محله القيم المعاني الانسانية بدلا منه. هذه فاطمة(عليها السلام) تضرب المثل الاعلى في موقفها وتكتب درسا بليغا للمرأة المسلمة وعلينا الاقتداء به كما اوصانا الرسول(صلى الله عليه واله): (سنتي واهل بيتي) هذا ما ذكره عن الثقلين