أين أنتم يا مسلمون؟!

[بنوتة آل رحمة]

أين أنتم يا مسلمون؟!

أجل أقولها بكل حرقة قلب وحرارة، أين أنتم يا مسلمون؟! لماذا هذا التخاذل وهذا العجز عن نصرة نبيكم؟!
هذا الإنسان العظيم الذي أخرجنا من الظلمات إلى النور، ومن الذل إلى العز، ومن الفقر إلى الغنى، ومن الشقاء إلى السعادة، وقد تحمل في سبيلنا ومن أجلنا الشيء الكثير من الأذى والألم حتى قال صلى الله عليه وآله وسلم:"ما أوذي نبي بمثل ما أؤذيت". أجل فقد تحمل الأذى وهو أعظم الناس وأكرم الناس عند الله وهو الرحمة المنزلة. ألم يقل الله عز وجل(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)؟
وها هو اليوم بأبي وأمي وبعد ألف وأربعمائة عام يتعرض له أرذل الناس وأحقر الناس وأجهل الناس بالإساءة عبر رسومات نشروها في صحفهم...لماذا؟ بسبب الحقد؟
أجل، ولكن ليس الحقد وحده، بل بسبب تخاذلنا نحن المسلمين وتقاعسنا عن نصرته والثأر لكرامته.
أليس المثل يقول:"من أمن العقوبة أساء الأدب"؟ فلماذا لا يفعل رعاة البقر كل ذلك وهم يرون ضعف المسلمين؟
حكومات خانعة ذليلة وشعوب لا حول لها ولا قوة، مغلوبة على أمرها، أنهم يعلمون أوضاعنا المزرية ويعلمون أن المسلمين أضعف من يردوا عليهم ردا قاسيا ومؤثرا، بسبب تسلط حكام فاسدين، أدوات في أيدي أمريكا وإسرائيل عليهم. لقد تطاول هؤلاء الحاقدين وشذّاذ الآفاق على أقدس وأكبر رمز للمسلمين وقد فعلوها قبل ولم يروا من يضرب على أيديهم بقوة ويردعهم ويوقفهم عند حدودهم.
وهنا يُطرح سؤال: وما الذي يوقف هؤلاء عند حدودهم؟
أقول لكم وبكل بساطة، المال، أجل المال الذي يعشقونه ويقدسونه ويضحون من أجله بكل غالٍ ونفيس. لماذا لا نوقف سيل المليارات التي نصبها في جيوبهم بسبب شرائنا لبضائعهم؟ فأسواقنا تُعتبر من أهم وأكبر المنافذ لتصريف تلك البضائع. لماذا لا نغلق أسواقنا في وجوههم ونقاطعهم اقتصاديا؟ لماذا لا نقطع عنهم النفط، فيوقف عجلة اقتصادهم؟ لماذا لا تقوم حكومات الدول الإسلامية بطرد سفراء الدنمارك وهولندا من بلدانها؟ لو فعلت الحكومات ذلك عرف رعاة البقر أن للمسلمين كرامة ولكن هل تفعل الحكومات ذلك؟ بكل تأكيـــــــــــــــــــد لا، لأنها تخاف من أمريكا وخطوة مثل هذه تعرّضها لسخط (العم سام)، أجل، ممكن أن يفعل الحكام كل ذلك (المقاطعة الاقتصادية والسياسية) لأي دولة أوروبية في حالة واحدة فقط وهي أن يتجرأ أحد الصحفيين ويقوم بنشر مفاسد أحد الحكام العرب المالية وفضائحهم الأخلاقية ولياليه الحمراء مع ساقطات أوروبا وداعراتها عندها سيجن جنون الحكام وسيفعلون أي شيء، وأنا أتحدى رعاة البقر أن يتناولوا بالسخرية أي شخصية صهيونية قيادية، بكل تأكيــــــــــد لن يفعلوا لأن هذه مغامرة ومجازفة عواقبها وخيمة.
ألم يُطارد الكاتب الفرنسي (روجيه غارودي) لأنه شكّك في المحرق اليهودية وقدّم على أثرها للمحاكمة؟. وعلى مر العصر الناس لا تخشى إلا القوي والضعيف لا تحسب له حساب، تطأه بالأقدام وإن كان يصب عليها ذهبا وليس دولارات فقط.
وأختم بسؤال إليكم يا مسلمون، إلى متى السكوت والصبر والرضا بالذل؟!!
فهذا الصمت (صمت أهل القبور) سيؤدي إلى أن تحذوا جميع الدول الأوروبية حذو الدنمارك وهولندا في الجرأة علينا وعلى مقدساتنا والأيام بيننا، ولنا وقفة بين يدي الله للحساب (وقفوهم إنهم مسئولون).