الأسلام وحقوق ..المرأة

[علي إبراهيم]

الأسلام وحقوق ..المرأة

منذ العصور الغابرة وحتى ظرفنا الراهن عاشت المرأة واقعا يكاد يكون متشابها في القمع والاستعباد مع فترات استثنائية عاشتها المراة , تنفست عبق المساواة مع الرجل والتنعم بمقدرات الحياة المحضورة عليها في اعم الحقب والعصور.

فقد تميزت المجتمعات الشرقيه بموروثات دينيه مختلفه وعادات اجتماعيه متنوعه تظافرت جميعها في ضرب عنق حرية ورفاهية المراة خاصة في فترات ما قبل الميلاد وترسبت بعدها باقل سلطة ومحددات اجتماعيه عليها.
المراة عند الفراعنه تدفن مع زوجها الميت وهي حية واعتبرت مراسيم دفنها بمثابة طقس ديني مقدس يحفظ للمراة العيش بمقدرات العالم الاخر مع الزوج في الحياة الابديه, من جانب عاش المجتمع المصري تناقضا حادا في التعامل مع المراة فقد شق لها الحقل والبيت مناصفة مع الرجل في السلطه والتصرف ومن جانب اخر يلقى ويضحى بها في النيل كطقس ديني لارضاء الالهة الفرعوني.

اما في مجتمعات وادي الرافدين فتضمنت النصوص الدستوريه والتي كانت تعرف باسم (الميّات) حسب ما وجدت في الرقم الطينيه والمسلات اما في المجتمع العراقي القديم ومنذ نشوء حضارة وادي الرافدين نالت المراة مكانة لم تشهدها حضارة البلاد الاخرى وقتها والعصور الحديثه . فقد تضمنت النصوص الدستوريه التي تعرف ب(الميّات) على شرائع تحفظ للمراة حقها في التجارة والوراثة والسكن والتمليك وغيرها من الحقوق بل تضمنت النصوص البابليه على اثنين وتسعون نصا تتعلق بحقوق المراة وتمكنت من الوصول الى السلطه كما حكمت الملكه سمير اميس بلاد بابل خمس سنوات فيما عاشت المراة مسلوبة الحريه والاراده ونص القانون على حرمانها من الارث والتعليم واعطيت الجواري الملوك والامراء حق الفلسفه والنقاش مع الرجال ولم تلمس بعض حقوقها سوى فترات الحروب التي انشغل بها الرجال فيما حصلت المراة الرومانيه على بعض الحقوق وتعد بطبيعة الحال افضل من التي حصلتها عند تقدم الحضاره الاغريقيه اذ اعطى الرومان حق البيع والشراء للمراة مع بقائها تحت السلطة التامه للرجل عليها .

وتركت الاثار ان المراة في هذا العهد اصبحت قاضيا وكاهنا ومالكة لثروات خاصه.

مع اثار تكشف عن وجود الجواري عند البلاد الروماني.وفي بلاد فارس منحت المراة حق حرية اختيار الزوج في عهد(زرادشت)مع تملكها للعقار وادارة شؤونها الماليه وهذا ما يميزها عن اخواتها في البلاد المجاوره.

ولازالت المراة الفارسيه تتمتع حتى الان بوضع اجتماعي افضل مع قريناتها في الدول العربيه مع مكانة مشابهة لدى المراة الكرديه التي تتمتع بحرية كبيره وتقاليد تحفظ لها وجودها في المجتمع ., وعوملت المراة عند اليهود معاملة الفانيه والمخربه لسلطة الحاكم والملك وقد تضمنت كتبهم تحقيرا واستخفافا بها بضمنها منعها من الطلاق ,واعتبرت المراة والرجل جسد واحد في الديانه المسيحيه وازدهرت بمساواتها مع الرجل في الحقوق والواجبات واعطيت قيما روحيه عاليه فيما كفل الاسلام للمراة اربعة ذكور لحمايتها ورعايتها(الاب والاخ والزوج والولد) واعطاها حرية ادارة المجتمع مناصفة مع الرجل ومنع استغلالها جسديا وماديا وغيرها من الحقوق والامتيازات التي تحتاج للكثير من الوقت لشرحها وبيانها وتوضيحها ..

د. علي غبراهيم
23/05/2010