العودة   منتديات أبو الفضل العباس عليه السلام > ¤©§][§©¤][ المنبر الاسلامي ][¤©§][§©¤ > المنتدى الإسلامي
 
 

المنتدى الإسلامي السير في الطريق إلى الله عز وجل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-27-2014, 02:31 AM   رقم المشاركة : 1
صلاتي حياتي
(مشرفة منتدى الإمام الحسين عليه السلام)

الملف الشخصي




الحالة
صلاتي حياتي غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي أتدري ما الاستغفار؟!!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم




ورد أن شخصاً قال بحضرة أمير المؤمنين(ع): أستغفر الله. فقال له الإمام: "ثكلتك أمك أتدري ما الاستغفار؟ الاستغفار درجة العليين. وهو اسم واقع على ستة معان:

أولها: الندم على ما مضى.

والثاني: العزم على ترك العود إليه أبداً.

والثالث: أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله أملس ليس عليك تبعة.

والرابع: أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها.

والخامس: أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى تلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد.

والسادس: أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية فعند ذلك تقول أستغفر الله".


ولا بأس بأن نتحدث ببعض الكلمات عن هذه الأقسام التي ذكرها أمير المؤمنين بحسب الرواية وذلك لأخذ العبرة، مع الالتفات إلى أننا كلنا إلا من عصم الله سبحانه وتعالى متورطون أمامه جل وعلا بالذنوب والخطايا. فيعتبر هذا الموضوع من المواضيع التي تهمنا بشكل رئيسي، بل هو محل ابتلاء دائم لكل منا بطبيعة الحال..

الفرد إذا اعتاد على بعض القضايا فإنها قد تهون في نظره مع أهميتها، ومع أنه وبهذه الاستهانة يكون قد فقد الكثير من المزايا فيما لو كان ملتفتاً إليها وإلى أهميتها. ويمكن أن نعطي لذلك مثالاً بقراءة سورة الفاتحة في الصلاة، فإن البعض ولأنه أصبح معتاداً على قراءتها بشكل يومي، فإنه قد يفقد الحضور القلبي أثناءها ولا يلتفت إلى مضامينها العالية والجليلة مع أنها أم الكتاب والسبع المثاني، ومع ما ورد عن أمير المؤمنين بما مضمونه: "إن كل العلوم تندرج في الكتب الأربعة وعلومها في القرآن وعلوم القرآن في الفاتحة وعلوم الفاتحة في بسم الله الرحمن الرحيم وعلومها في الباء من بسم الله وعلوم الباء في النقطة وأنا النقطة".

ثم أن أمير المؤمنين يبين حقيقة الاستغفار وأهميته بقوله: "الاستغفار درجة العليين".

ومن ثم يبين أقسامه والتي ينبغي لنا أن نعيها حقيقة وأن نجعلها دائماً نصب أعيننا لكي نكون من المستغفرين بشكل صحيح ومن التائبين توبة نصوحاً.


وأول تلك الأقسام هي قوله: "الندم على ما مضى".
إذا كان المستغفر حال استغفاره راضياً عن تلك المعصية التي صدرت منه وليس متأسفاً بسببها، فإنه يكون ذا سريرة ملوثة تسبب مستقبلاً إلى وقوعه في نفس المعصية أو غيرها بشكل أسهل وأسرع.


وأما القسم الثاني فقوله: "العزم على ترك العود إليه أبداً"
وذلك لكي يبدي حسن النية أمام الله سبحانه وتعالى، ويكون صادقاً في استغفاره مما يؤدي بالنتيجة إلى صفاء النفس وخلوصها، لكي يكون الفرد أهلاً للاستحقاق الإلهي بالتوفيق للطاعة والارتداع عن المعاصي. فإن ذلك كله لا يكون إلا بتوفيق الله سبحانه وتعالى وحسن تفضله. وإلا فإن الإنسان لو خلي وطبعه فإنه خاسر أكيداً فيما لو فقد التأييد الإلهي.

وإلا فما فائدة الاستغفار فيما إذا كان الفرد يمني نفسه أو يفكر بأنه يعاود إلى ارتكاب المعصية أمام الله سبحانه وتعالى.


ثم يقول : "والثالث: أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله أملس ليس عليك تبعة".

وهو ما قد يعبر عنه بمداينات العباد، وهي من الحقوق المهمة جداً، والتي لا يتجاوزها الله سبحانه وتعالى حتى مع توبة المذنب واستغفاره، بل لابد من أخذها بنظر الاعتبار وإعطاء كل ذي حق حقه.

وليس من العدل الإلهي أن يراعي الله سبحانه وتعالى حقه ويترك حقوق الناس، بل لابد من مراعاتها وأدائها قبل قبول التوبة من المستغفر.


ثم قال : "والرابع: أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها".

فإن توبة الفرد لا تلغي من ذمته العبادات والفرائض التي ضيعها فيما سبق، بل لابد له من أدائها وقضائها، سواء كانت هذه الفرائض مالية كالخمس والزكاة والكفارات والنذور، أو غير مالية كالصلاة والصوم.

فهذه الأمور مما تبقى متعلقة في ذمة الفرد حتى من بعد موته ولا تفرغ ذمته أمام الله سبحانه وتعالى إلا بأدائها.
ويحسن بالإنسان أن يبادر إلى أدائها قبل موته، فإنه لا يضمن أن غيره سوف يؤدي عنه أم لا.


وأما القسم الخامس فقوله : "أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى تلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد".
وهذا الأمر يمكن أن يفهم على عدة أشكال:

أولاً: هو كناية عن اتعاب النفس وتحميلها المصاعب لأجل التكفير عما مضى من الذنوب والعيوب.

ثانياً: الابتعاد عن الراحة والملذات الدنيوية ومفارقتها حتى يجعل الإنسان نفسه في مصاف المرضي عنهم من قبل الله سبحانه وتعالى.

ثالثاً: التقليل من الطعام فعلاً فإنه يعد من الرياضات الروحية المهمة التي يمكن للفرد أن يتوصل من خلالها إلى صفاء النفس وابتعادها عن الكدورة والظلمانية.

رابعاً: هو رمز إلى الابتعاد عن كل النتائج السيئة التي حصلت من ارتكاب المعاصي والآثام.

ويختمها (ع )بقوله : "والسادس: أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية فعند ذلك تقول أستغفر الله".


فإن الله سبحانه وتعالى لا يستحق من الإنسان إلا كل جميل، ولو قدم روحه بين يديه لكان أقل من حق الله سبحانه وتعالى عليه بما لا يتناهى. ومهما قدم من عمل لكي يغسل به الأدران السابقة فإنه لا يستحق ذلك لولا الرحمة الإلهية. كما ورد في الدعاء عن الإمام السجاد أنه قال: "يا إلهي لو بكيت إليك حتى تسقط أشفار عيني، وانتحبت حتى ينقطع صوتي، وقمت لك حتى تتنشر قدماي، وركعت لك حتى ينخلع صلبي، وسجدت لك حتى تتفقأ حدقتاي، وأكلت تراب الأرض طول عمري، وشربت ماء الرماد آخر دهري، وذكرتك في خلال ذلك حتى يكل لساني، ثم لم أرفع طرفي إلى آفاق السماء استحياء منك، ما استوجبت بذلك محو سيئة واحدة من سيئاتي. وإن كنت تغفر لي حين أستوجب مغفرتك، وتعفو حين أستحق عفوك، فان ذلك غير واجب لي باستحقاق ولا أنا أهل له باستيجاب، إذ كان جزائي منك في أول ما عصيتك النار، فإن تعذبني فأنت غير ظالم لي".

فلابد للإنسان من أن يكثف الطاعات في سبيل الله سبحانه وتعالى، ويجهد نفسه في ذلك لكي يستحق التوبة من قبل الله سبحانه وتعالى، ولكي يغسل ما علق بقلبه من تلك الذنوب فيكون أهلاً للمغفرة بعد عناية الله تعالى وحسن توفيقه.

_____________

منقول




اللهم صل على محمد وآل محمد الأوصياء الراضين المرضيين بأفضل صلواتك وبارك عليهم بأفضل بركاتك
والسلام عليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته






رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 03:12 PM.


منتديات أبو الفضل العباس
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات أبو الفضل العباس عليه السلام