|
|||||||||||
المنتدى الإسلامي السير في الطريق إلى الله عز وجل |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
01-30-2011, 05:26 PM | رقم المشاركة : 1 |
مراتب الشكر لله عزوجل بين جنود العقل والجهل
مراتب الشكر لله عزوجل إن مراتب الشكر تختلف حسب مراتب معرفة المنعم ومعرفة النعم وأيضا تختلف بحسب اختلاف مراتب الكمال الإنساني فهناك فرق كبير بين من يكون في حدود الحيوانية ويسير في مدارجها ولا يعرف شيئا غير النعم الحيوانية وهي عبارة عن قضاء الشهوات والوصول إلى المآرب الحيوانية ويرضي نفسه بمنزل الحيوانية ومشتهياتها وهي عبارة عن المأكول والملبوس والمنكوح الحيواني وليس له اطلاع على سائر مراتب الوجود والمقامات ومدارج الكمال غير أفق الطبيعة والدنيا فلم يتطرق مطلقا إلى العوالم الغيبية المجردة وبين من خرج من هذا الحجاب ودخل في المنازل الأخرى وحصل في قلبه تجل من طليعة عالم الغيب وهناك أيضا فرق كبير بين من ينظر نظرة استقلالية إلى الأسباب الظاهرية والباطنية وإلى الأسباب والمسببات والوسائط وبين الذين لهم علم بالروابط بين الحق والخلق ويرجعون بدء مراتب الوجود وختامها إلى الحق تعالى ويرون بنورانية قلوبهم تجلي مسبب الأسباب من وراء الحجب والأستار النورانية والظلمانية . وإذا تحقق شكر النعم الإلهية بجميع مراتبه من تجلي الوجود الأول وبسط بساط رحمته إلى تجليه الأخير بالتجلي القبضي الذي يطوي بساط الملك والقهر في قلب السالك بالمشاهدة الحضورية بل يكون قلب السالك نفسه مظهرا للتجلي الرحماني و الرحيمي والملكي والقهري وهذه الحقيقة لا تحصل إلا للكمل من الأولياء بل لا تحصل في الواقع إلا لخاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم بالأصالة وللكمل من الاولياء عليهم اليلام بالتبعية ولهذا قال الحق تعالى تقدست ذاته (وقليل من عبادي الشكور ) نعم إن الذين ليس لهم علم بتجليات الذات الأحدية ويرون للموجودات ذاتيات أصيلة فهم يقعون في كفران النعم الإلهية وكذلك الذين لم يشاهدوا تجليات الأسماء والصفات فهم يكفرون ولم تكن قلوبهم مرآة للحلول فيها والذين ليس عندهم علم بتجليات الاسماء والصفات فهم يكفرون بالنعم وهم عنها غافلون " وذروا الذين يلحدون في أسمائه " والذين جمعوا بين الحلولات الإلهية الخمسة وتحققوا بالسرائر الإنسانية الخفية وجلسوا في منزل البرزخية الكبرى وتنعموا بالنعم الباطنة والظاهرة فهم يشكرون الحق جل وعلا بحميع الأشكال ويثنون عليه بكل كلام لأن الشكر ثناء على النعم التي أعطاها المنعم تعالى شأنه فإذا كانت تلك النعمة من قبيل النعم الظاهرية فلها شكر وإن كانت من قبيل المعارف والعلوم الحقيقية فلها شكر آخر مختلف وإذا كانت من تجليات الأفعال فشكرها على نحو وإذا كانت من تجليات الصفاء والأسماء فشكرها على نحو آخر وإذا كانت من قبيل تجليات الذات فشكرها على نحو آخر مختلف . وحيث إن هذا النحو من النعم يحصل لقليل من خلص العباد فلا يتيسر القيام بوظيفة الشكر والثناء على المعبود إلا لقليل من خلص الأولياء (وقليل من عبادي الشكور) إعلم أن بعض المحققين من أهل المعارف قال :إن الشكر من المقامات العامة لأنه يتضمن ادعاء مجازاة المنعم بإنعامه وهذا إساءة للأدب ولو شاهد العبد السالك أن الحق تعالى متصرف في مملكته بأي نحو شاء ويرى لنفسه تصرفا ولا يرى نفسه أهلا لأن يقوم بالشكر لأن العبد وتصرفاته من جملة الممالك الإلهية فالشكر حيث إنه متضمن للمكافأة فهو إساءة أدب من هذه الجهة إلا أن يكون العبد مأمورا بالشكر بحيث يكون القيام بالشكر من قبيل القيام بالأمر الإلهي فشكر الاولياء قيام بالطاعة وليس شكرا بالمعنى الحقيقي ولكن من المعلوم أن هذا يشمل ادعاء غير الأولياء الذين يحوزون الحلولات ويحافظون على مقام الوحدة والكثرة ويحصلون على رتبة البرزخية الكبرى ولهذه الجهة فإن الشيخ العارف المحقق خواجه الأنصاري مع أنه قال الشكر من مقامات العامة فقد قال في درجته الثالثة "أن لا يشهد العبد إلا المنعم فإذا شهد المنعم عبودة استعظم منه النعمة وإذا شهده حبا استحلى منه الشدة وإذا شهده تفريدا لم يشهد منه نعمة ولا شدة" ويعلم من هذه الفقرات الشريفة أن هذا المقام أي مقام الشكر كغيرة من مقامات السلوك تشترك في أوائله العامة والخاصة أو تختص به العامة وفي أواخره تختص به الخاصة وليس لغيرها فيه نصيب . الشكر من جنود العقل ولازم الفطرة المخمرة كما أن الكفر من جنود الجهل ولازم الفطرة المحجوبة أن ما هو من الفطر السليمة ولازم الفطرة المخمرة وغير المحجوبة هو الشكر للذات المقدسة والثناء على المنعم المطلق الذي بسط بساط رحمته في دار التحقق كلها وذرات الكائنات كلها تستفيد من مائدة نعمته وظل رازقية ذاته المقدسة . وحيث إن ذاته المقدسة مطلق الكمال وكمال مطلق ولازم الكمال المطلق الرحمة المطلقة والرزاقية المطلقة وبقية الموجودات ونعمها ظل رحمته وتجل من رزاقيته وليس لأي موجود كمال وجمال ونعمة ورزاقية من نفسه أزلا وأبدا . وكل نعمة وكمال بحسب الظاهر فهو في الحقيقة مرآة رازقية تلك الذات المقدسة وكمالها كما يستفاد هذا المعنى على النحو الأكمل من الآية الشريفة :"إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين " حيث حصر الرزاقية بالحق تعالى.وأدق من هذا هو الاستفادة من هذه المطالب من خلال المفتاح الإلهي الشريف حيث يقول الله تعالى "الحمد لله رب العالمين" حيث يحصر الله تعالى جميع المحامد والأثنية في ذاته المقدسة لا سيما مع تعلق "بسم الله "بــ "الحمد الله " كما هو في سلوك أولياء العرفان وأصحاب اليقين وفي هذه اللطيفة أسرار لا يخلو كشفها من خطر . وبالجملة إن الفطرة السليمة التي لم تحتجب بأستار المظاهر الخلقية وترد الأمانة إلى صاحبها كما هي تشكر الحق في كل نعمه . بل عند الفطرة غير المحجوبة كل شكر من أي شاكر وكل حمد وثناء من أي حامد ومثن تحت أي عنوان ولأي شخص كان في أي نعمة كانت لا يرجع إلى غير ذات الله المقدسة جل وعلا و إن كان المحجوبون يظنون أنهم يمدحون غيره ويثنون على غيره ومن هذه الجهة يمكن القول بان غاية بعثة الأنبياء رفع هذا الحجاب وطي الأستار التي تحجب تجلي جمال الأزلي جلت عظمته ولعل الآية الشريفة "إن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم " وأمثالها إشارة إلى هذه اللطيفة لكن الإنسان المسكين المحجوب الذي ستر فطرته الإلهية السليمة وراء حجب المظاهر الخلقية المظلمة وأطفأ النور الموهوب من الله حين فطره بظلمات الكثرات الخلقية وطمسه يكفر النعم الإلهية وينسب كل نعمة إلى موجود ويكون توجهه في رجائه دائما إلى أهل الدنيا ويد طمعه ممدودة إلى فقراء مثله الفقر ثابت فيهم. أيها الإنسان المسكين المحجوب يا من استغرقت عمرك في نعم الله تعالى غير المتناهية واستفدت من رحماته غير المحدودة ولم تعرف ولي نعمتك وأثنيت على الاغيار بشكل عشوائي وأظهرت الخضوع لغير أهله. نعم إن شكر المخلوق من الوظائف الحتمية كما قالوا "من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق "لكن من جهة أن الله سبحانه هو من قرر وسائل بسط النعمة والرحمة لا أنها بشكرها تحجب الخالق والرازق الحقيقي لأن هذا عين كفران النعمة لولي النعم وبالجملة فلقد علم أن الشكر من لوازم الفطرة المخمرة والكفران من احتجاب الفطرة ومن جنود إبليس والجهل وبهذا البيان تنفتح أبواب من المعارف بشرط الرجوع إلى الفطرة المخمرة والخروج من الحجاب والاحتجاب . قال الإمام الباقر عليه السلام : "ما أنعم الله على عبد نعمة فشكرها بقلبه إلا استوجب المزيد قبل أن يظهر شكره على لسانه" قال أبو عبد الله عليه السلام : " من قصرت يده بالمكافأة فليطل لسانه بالشكر " من كتاب : جنود العقل والجهل لسماحة آية الله العظمى الإمام الخميني قدس سره |
|
|
01-30-2011, 08:33 PM | رقم المشاركة : 2 |
رد: مراتب الشكر لله عزوجل بين جنود العقل والجهل
بوركت جهودك على الطرح القيم يعطيك العافيه وجزاك الله الجنه وريحانها دمت بحفظ الرحمن |
|
|
01-30-2011, 11:44 PM | رقم المشاركة : 3 |
رد: مراتب الشكر لله عزوجل بين جنود العقل والجهل
|
|
|
01-31-2011, 10:00 AM | رقم المشاركة : 4 |
رد: مراتب الشكر لله عزوجل بين جنود العقل والجهل
وربي يعطـــ العافيه ـــــــيك والله يجعله في ميزآآآن أعمآاآآلك ونحنا بنتظآآار جديدك الممـــيز تقبلي مروري |
|
|
01-31-2011, 06:27 PM | رقم المشاركة : 5 |
|
رد: مراتب الشكر لله عزوجل بين جنود العقل والجهل
شكراً لك لجميل طرحك |
|
02-02-2011, 11:44 AM | رقم المشاركة : 6 |
رد: مراتب الشكر لله عزوجل بين جنود العقل والجهل
|
|
|
02-03-2011, 11:46 AM | رقم المشاركة : 7 |
رد: مراتب الشكر لله عزوجل بين جنود العقل والجهل
|
|
|
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|